137 مليار دولار مكاسب الألعاب الإباحية للأطفال: جرائم اللعب مع «الصغار»

آلاء البدرى
انتشرت فى الشهور الأخيرة وبسبب إجراءات الحظر والإغلاق المتبعة فى معظم دول العالم عمليات استغلال الأطفال بشكل ملحوظ عبر الإنترنت، سواء من خلال الألعاب التى تعلم الصغار العنف والجريمة والعنصرية، مرورًا بتلك الألعاب التى تحتوى على مشاهد جنسية متنوعة؛ تُرتكب فيها جرائم اغتصاب أو تحرش، فضلًا عن التطبيقات التى تستقطب الأطفال لتصوير مقاطع إباحية وابتزازهم بشكل مباشر، وقدرت أرباح الألعاب الإباحية أو المشبوهة بأكثر من 137مليار دولار .. وهى الحالة المرعبة التى رصدها - كذلك - تقرير أخير للأمم المتحدة.
ومن بين الألعاب الأكثر شهرة لعبة «ماينكرافت» وهى لعبة يقوم فيها الطفل بإنشاء واقع افتراضى خاص به، من خلال جمع المواد وكسبها لبناء عالمه ويمكنه من بناء منازل والذهاب فى مغامرات، إضافة إلى ذلك هناك أوضاع مختلفة يمكنه اللعب فيها كما يقوم فيها المستخدمون بإنشاء عوالم ومشاركتها مع الآخرين.
تم اتهام هذه اللعبة بعدة اتهامات، أهمها استغلال الأطفال جنسيًّا من خلال بعض المستخدمين فى عدد كبير من الدول كما تمت إزالة النسخة الصينية، من متاجر التطبيقات المحلية للتعديل وإزالة المحتوى الجنسى، وردع المحتالين الجنسيين، بعد تنزيل اللعبة 50 مليون مرة على متجر Google Play منذ إصدارها فى صيف عام 2017.
وفى 2 أبريل الماضى تم تسليط الضوء على تلك اللعبة، عندما قام منشئ المحتوى الذى يدعى Xie Chenyuan بنشر مقطع فيديو عنها، حذر فيه من وجود لوحات تدعو اللاعبين للانضمام إلى مجموعات الدردشة المثيرة على تطبيق المراسلة المملوك لشركة Tencent QQ عن طريق إضافة جهات اتصال معينة.
وأوضح أنه بعد وقت قصير من إرسال طلب صداقة إلى أحد هذه الحسابات أثناء انتحال شخصية فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا تم الاتصال بـ Xie من قبل شخص ادعى أنه فى نفس العمر وحث المتعارف الجديد xie على خلع ملابسه وإرسال صور عارية.
وبعد أيام من نشر Xie مقطع الفيديو الخاص به أعلنت Mini World فى مدونتها الصغيرة الرسمية على Weibo أنها كانت على دراية بالمشكلات وخططت لمعالجتها من خلال تعطيل مناطق الدردشة مؤقتًا داخل الخرائط وتكثيف الإشراف ومتابعة الإجراءات القانونية ضد أسوأ المخالفين، ورغم ذلك لا تزال أزمة استغلال الأطفال داخل اللعبة مستمرة.
ألعاب إلكترونية
لعبة «فورتنيت» أيضًا متهمة بالاتهام نفسه وهى لعبة بقاء، حيث يجب على مستخدميها جمع الموارد والأدوات وصنعها من أجل البقاء تجرى اللعبة فى الوقت الحاضر، ولكن معظم البشر قد تم القضاء عليهم ويحاول اللاعبون البقاء على قيد الحياة، بل يقاتلون لاعبين آخرين على طول الطريق، تسمح اللعبة للمستخدمين بالتواجد فى مساحة إبداعية والتعاون مع الآخرين.
أدرجت هذه اللعبة ضمن الألعاب الخطر التى من الممكن أن تتسبب فى استمالة الأطفال واستغلالهم لأغراض جنسية، حيث كشف تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز حالات اعتداء جنسى ناجمة عن اللعبتين Fortnite وMinecraft، حيث يقوم بعض الشباب المراهقين بإقناع الأطفال بإرسال صور ومقاطع فيديو صريحة لأنفسهم والتى تستخدم بعد ذلك لابتزاز الضحية لإرسال المزيد من الصور الخاصة.
تطبيقات ومواقع
يوجد كذلك عدد من التطبيقات تستهدف الأطفال دون الـ 16عامًا من أجل استغلالهم فى أعمال جنسية من خلال تصوير مقاطع مثيرة واستخدامها فيما بعد على المواقع الجنسية الشهيرة بهدف تحقيق أرباح طائلة من عدد المشاهدات ومعظم هذه التطبيقات شبكات تواصل اجتماعية خاصة بفئات صغيرة وأشهرها موقع «يوبو» الذى يستهدف الأطفال من تتراوح أعمارهم من 13 إلى 17 عامًا، ولكنه يسمح لهم بالتظاهر بالنضج من أجل المواعدة.
يستخدم التطبيق أكثر من مليون شخص شهريًا فى أستراليا و15 مليون مستخدم حول العالم ويعد أحد أكثر التطبيقات شيوعًا التى تم تنزيلها من قبل المراهقين والأطفال كان التطبيق سابقًا يحمل اسم يلو Yellow ولكن تم تغيير الاسم مرتين من أجل الالتفاف على الاتهامات الموجهة إليه حاول مصممو التطبيق إجراء بعض التعديلات من أجل حماية الأطفال والمستخدمين عامة إلا أن المشكلة لا تزال قائمة.
تطبيق وموقع «ريديت» أيضًا يسمح للأطفال بالدخول إلى محتويات غير لائقة ومخصصة للبالغين ومنها المواد الجنسية الصريحة دون تحديد عمر المستخدم ولا يحرم التطبيق على مستخدميه التقاط أو استخدام الصور العارية ما داموا قد التقطوها أو شاركوها بمحض إرادتهم.
تعرض موقع ريديت للانتقادات لعدة سنوات وصنف كواحد من من أكثر المواقع الاجتماعية المثيرة للجدل بسبب وجود مجتمعات على الموقع تعرف بـالمجتمعات الفرعية أو سبريديت مخصصة للمواد الفاضحة أو المثيرة فى عام 2012 .
المدير التنفيذى للموقع «ييشان وونج» قال إن الموقع يدعم حرية التعبير، مما يعنى أنه لن يقوم بحظر أى محتوى مهما كان ومن بين هذه المحتويات مجموعة «سبريديت» لمطاردة الفتيات القاصرات والمخصصة لعرض صور الفتيات القاصرات أو الكشف عنها وأيضًا مجموعة «لقطات غريبة» المخصصة لعرض وكشف صور النساء اللاتى التقطت لهن دون علمهن أو موافقتهن، وقد دفع الجدل حول مجموعة «لقطات غريبة» موقع «جووكر» Gawker إلى الكشف عن الهوية الحقيقية لبعض المستخدمين المستغلين للأطفال والمراهقين ومن ضمنهم مدراء فى الموقع نفسه.
دمى ومجسمات
الخطر لا يقتصر على الأطفال من مستخدمى الإنترنت فقط، بل يوجد مجموعة من الدمى والمجسمات المصنفة كلعب أطفال رغم أن هيئتها غير لائقة أو مناسبة لصغار السن، وبالفعل تم اتخاذ إجراءات صارمة تجاه بعض مصانع الدمى ومن ضمنها ألعاب Trolls من Hasbros بعد تقديم عريضة تضم أكثر من 150 ألف توقيع تتهم صانع الألعاب بالترويج لإساءة معاملة الأطفال من خلال وضع زر على المنطقة الخاصة بالدمية تحت تنورتها عند الضغط عليه يدفع الدمية إلى الغناء وقول عبارات مثل ماذا عن العناق وعبارات خادشة للحياء.
الكثير من الذين اشتروا الدمية لأطفالهم يواجهون مشكلة فى الزر الثانى الذى تم وضعه على مؤخرتها أسفل تنورتها والتى عند الضغط عليه ستجعل الدمية تصدر أصواتًا وإيحاءات جنسية، وأوضحت التعليقات المرفقة على عريضة الشكوى أن الدمية تلهث وتضحك وتصدر أصواتًا غير لائقة وأن هذا ليس جيدًا بالنسبة إلى لعبة طفل وأن مثل هذه الدمى ستجعل هذه الأطفال الأبرياء قابلين للتأثر.
فى بيان لصحيفة بروفيدنس جورنال أوضحت المتحدثة باسم شركة هاسبرو جولى دافى أن وضع الزر كان غير مقصود وتم تصميم هذه الميزة للتفاعل عندما تكون الدمية جالسة وتابعت: لكننا ندرك أن وضع جهاز الاستشعار فى منطقة حساسة قد يُنظر إليه على أنه غير مناسب، ولكن اللعبة فى طور حظرها من التداول بالإضافة إلى ذلك ستقدم Hasbro دمى بديلة ذات قيمة مماثلة من خلال فريق خدمة العملاء.
وأيضًا انتقدت شركة Mattel، بشكل لاذع مرة أخرى بسبب إطلاقها لعبة غريبة، حيث سعت للاستفادة من هوس هارى بوتر ورأت أن فكرة وجود عصا مكنسة حقيقية من هارى بوتر ستجذب أى طفل، لكن شركة ماتيل أدركت بعد 6 أشهر من تواجدها فى السوق أن عصا اهتزاز طويلة مصممة للأطفال لوضعها بين أرجلهم قد تثير بعض الدهشة وخاصة بعد ما ظهرت حملات انتقاد من البالغين على الإنترنت بمجرد طرح اللعبة فى الأسواق، مما اضطر ماتيل لسحب عيدان المكنسة الاهتزازية من السوق بعد عدة شكاوى من الآباء والأمهات.
كما أثارت لعبة عامود بيكابو من شركة تيسكو غضب وسائل التواصل الاجتماعى خاصة بعد أن انتشرت بشكل كبير فى أوروبا بين الأطفال ورغم أن العديد من النساء وبعض الرجال يمارسون الآن الرقص على العمود كتمرين، فإن الحقيقة هى أنه لا يزال وربما سيظل دائمًا مرتبطًا بالتعرى مقابل المال.
وبعد عدة حملات شنتها وسائل الإعلام وأولياء الأمور والمنظمات العائلية على حد سواء نقلت شركة البيع بالتجزئة البريطانية العملاقة تيسكو المنتج من لعبة إلى قسم اللياقة البدنية فى متاجرها، لكنها رفضت الاعتراف بأنها استهدفت الأطفال.
أكثر انتشارًا فى أمريكا
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول تسجيلًا لحالات استغلال الأطفال جنسيًّا من ألعاب الأون لاين، حيث سجلت أقسام شرطة ولاية نيوجيرسى مكالمات هاتفية للآباء ومعلمين يشعرون بالقلق من صيادى الأطفال الكامنين فى مواقع الألعاب وفى غرف الدردشة، مما أجبر مسئولى إنفاذ القانون من جميع أنحاء الولاية على الاستيلاء على مبنى بالقرب من جيرسى شور وبدأوا فى الدردشة بهويات مفترضة كأطفال فى أقل من أسبوع اعتقلوا 24 شخصًا، وقامت السلطات بذلك مرة أخرى فى مقاطعة بيرغن وهى ضاحية قريبة من مدينة نيويورك وقاموا باعتقال 17 وفعلوا ذلك مرة أخرى فى مقاطعة سومرست باتجاه وسط الولاية واعتقلوا 19 واحدًا، المتهمون حكم عليهم بالسجن بينما لا تزال القضايا الأخرى قيد المحاكمة.
كان المسئولون يأملون فى الكشف عن نمط يمكن أن يساعد فى التحقيقات المستقبلية، لكنهم لم يجدوا شيئًا أولئك الذين تم القبض عليهم لم يكونوا تشكيلاً عصابيًا أو مجموعة، لكنهم مجرد مرضى وكان من بينهم ضابط شرطة ومعلم ووزير وممرضة ومدير بنك وميكانيكى ونادل وخبير صحة أسنان وطالب جامعى ورجل توصيل، ولكن السلطات عند الإعلان عن الاعتقالات سلطت الضوء على ألعاب Fortnite وMinecraft وRoblox كمنصات مشبوهة، حيث بدأ المشتبه بهم المحادثات قبل الانتقال إلى تطبيقات الدردشة وأيضًا بلاى ستيشن، حيث قام رجل يشجع الأولاد على إظهار أعضائهم التناسلية بتسجيل أكثر من 500 مقطع فيديو تم تسجيله أثناء اللعب مع الأولاد مقابل بطاقات هدايا يمكن استخدامها على الشبكة.>