
محمد جمال الدين
عن خيانة ابن النادى أتحدث!!
أعلم كما يعلم غيرى أن فى عالم السياسة تعد خيانة الوطن جريمة كبرى لا تغتفر ويجب إنزال أقسى العقوبات بصاحبها، فمن يرتضى على نفسه خيانة وطنه وأمته، يجب ألا ينظر إليه بعين الاحترام والتقدير، بل ينظر إليه بعين الاستهجان وسوء الأخلاق وانحطاطها، حتى من قبل الذين يعملون لصالحهم ويأتمرون بأوامرهم، ولهذا أبشرهم وأبشر من يفكر فى السير على نهجهم بأن يد العدالة تنتظرهم حتى ولو طال الزمن .
بالمناسبة هذا النوع من خونة السياسة مرت به جل دول العالم، ويتم مقاومته والوقوف فى وجهه بكل شدة وحسم على مستوى العالم كله.. ولكن عندنا فى مصر ظهر نوع جديد من أنواع الخيانة والخونة، بعيدا عن خيانة الزوجة أو الصديق أو الحبيب أو الحبيبة، وتحديدا فى مجال الرياضة التى من المفترض أن تسمو بالنفوس وتهذبها، فعل الخيانة الرياضية الجديد علينا وإلصاق اتهامه للبعض من نجوم الرياضة عموما وكرة القدم تحديدا، صدر عن بعض الجماهير (التى أرى من وجهة نظرى أنها متعصبة) وصدر أيضا وللأسف من قبل بعض الرياضيين السابقين أو الحاليين، فى حق زملاء لهم لاتزال مسيرتهم فى الملاعب مستمرة (بحثا عن الشهرة أو المصلحة للتقرب من صاحب القرار)، فما يحدث حاليا من توجيه اتهامات بالخيانة وعدم الاحترام للاعب الكرة رمضان صبحى لمجرد إبداء اللاعب الشاب عدم رغبته فى اللعب للنادى الأهلى، يعد أمرا غريبا، فقد انقلبت عليه الدنيا من كل من هب أو دب، مذكرين إياه بفضل النادى عليه وعلى أسرته وأنه السبب فى نجوميته التى فقدها حين احترف فى إنجلترا، وأنه فضل البحث عن المال وعن مصلحته الشخصية وأهمل مصلحة النادى الذى رباه، هجوم الجماهير على اللاعب قد يكون له ما يبرره عند البعض من المحبين بشدة للنادى، ولكننى لا أجد له تبريرا عندما يهاجمه لاعبون سابقون يعلمون جيدا أن فكرة الانتماء وابن النادى لم يعد لها وجود فى عالم الاحتراف، خصوصا أن بعضهم ليس من أبناء النادى أصلا وسبق لهم وأن تركوا أنديتهم بحثا عن الشهرة والأضواء والمال فى أندية أخرى (وائل جمعة وشادى محمد)، وبعضهم عاد وكرر نفس الفعل عندما استغنى عنهم الأهلى وانضموا إلى أندية أخرى حتى أعلنوا اعتزالهم (أيمن شوقى وزكريا ناصف)، نأتى إلى الحديث عن اتهام الخيانة الموجه للاعب أو لغيره من اللاعبين الذين سبق لهم وأن تركوا أنديتهم لسبب أو لآخر أو من قبل الجماهير، وهو الحديث الذى يفتح الباب على مصراعيه عندما نتحدث تحديدا عن نجوم الأندية الأخرى الفقيرة ماليا (الإسماعيلى مثالا) الذين انضموا لأندية كبيرة مثل الأهلى أو الزمالك، لماذا لم نتهمهم بالخيانة أيضا؟ ولماذا لم يتحدث أحد عن الانتماء ونظرية ابن النادى التى عفا عليها الزمن حاليا وعدم الاحترام التى يتشدق بها البعض؟، يحث هذا دون أن يكلف أحد نفسه فى النادى الكبير للبحث عن الأسباب الحقيقية التى جعلت هؤلاء اللاعبين يتركون ناديهم للذهاب لأندية أخرى (عبدالله السعيد، أحمد فتحى، شريف إكرامى، رمضان صبحى)، ومن قبلهم جمال عبدالحميد وحسام وإبراهيم حسن وإبراهيم سعيد وعلاء ميهوب، بدلا من اتهامات الخيانة والقيل والقال التى تتردد على ألسنة عشاق النادى ولاعبيه السابقين ، ولماذا ننظر إلى الاحتراف من جانب واحد فقط وهو الجانب الخاص بصالح الأندية وغير ذلك يدرج تحت بند الاتهام بالخيانة وعدم الاحترام، على الرغم من أن هناك جانبا آخر له حقوق أيضا، ولهذا أنا على يقين أن أزمة الخيانة وابن النادى لم يكن لها مثيل فى السابق فهناك أكثر من لاعب كبير لعب للأهلى والزمالك ولم نر مثل هذه الاتهامات أو التجاوزات (يكن حسين وجمال عبدالحميد وأحمد حسن ورضا عبدالعال وطارق السعيد ونادر السيد ومؤمن زكريا وغيرهم كثر) والتى نحذر منها لأن فى ذلك بداية لفتنة كروية ستنتشر فى ملاعبنا وستؤدى فى النهاية إلى القضاء على الرياضة المصرية .
يتبقى سؤال أخير لابد من توجيهه لمجلس إدارة نادى القيم والمبادئ وننتظر إجابته عن: لماذا أعادت قناة النادى تصريح مارتن يول المدير الفنى الأسبق عن شريف إكرامى عبر برنامج تريند الذى يقدمه أمير هشام عندما أبلغ إدارة النادى حينها بأن شريف لا يصلح للعب فى النادى؟ لأن إذاعة هذا التصريح بعد إنهاء علاقة شريف بالنادى يعد أمرا غير لائق من قناة نادى المبادئ، إلا إذا كانت إدارة القناة لها وجهة نظر أخرى، خاصة وأنه شارك فى حراسة مرمى الفريق عقب هذا التصريح لفترات طويلة.