الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كيف يرى العالم مبادرة السلام بين الإمارات وإسرائيل؟!

أعلن  «دونالد ترامب»، الرئيس الأمريكى، أمس الأول (الخميس)، أن إسرائيل والإمارات توصلتا إلى اتفاق لإقامة علاقات رسمية بينهما.



وقال «ترامب»- فى بيان مشترك مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى، ومحمد بن زايد ولى عهد أبوظبى- أنهم يأملون أن يؤدى الاتفاق إلى دفع عملية السلام فى الشرق الأوسط.

 

كان الرئيس الأمريكى، قد اتفق مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى، فى اتصال هاتفى، على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، حسب ما جاء فى بيان مشترك نشرته وكالة الأنباء الإماراتية «وام».

وأكد البيان، أنه بناءً على الاتفاق ستتوقف إسرائيل عن خطة ضم أراضٍ فلسطينية، وفقًا لخطة ترامب للسلام. لافتًا إلى أن إسرائيل «تركز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى فى العالم العربى والإسلامى».

يتبع الاتفاق اجتماع وفود من دولة الإمارات وإسرائيل خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بالقطاعات الاقتصادية المختلفة وإنشاء سفارات متبادلة وغيرهما من المجالات ذات الفائدة المشتركة بين البلدين، إذ أشار البيان إلى أن «بدء علاقات مباشرة بين اثنين من أكبر القوى الاقتصادية فى الشرق الأوسط، من شأنه أن يؤدى إلى النهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادى، وتعزيز الابتكار التكنولوجى، وتوثيق العلاقات بين الشعوب».

أضاف البيان: «ستقوم الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل على الفور بتعزيز التعاون وتسريعه، فيما يتعلق بمعالجة وتطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد.. وستساعد هذه الجهود فى إنقاذ حياة الجميع بصرف النظر عن ديانتهم فى جميع أنحاء المنطقة».

أعلنت القيادة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، رفضَها للإعلان الثلاثى «الأمريكى، الإسرائيلى، الإماراتى»، المفاجئ، حول تطبيع كامل للعلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلى والإمارات، مقابل ادعاء تعليق مؤقت لمخطط ضم الأراضى الفلسطينية وبسط السيادة الإسرائيلية عليها؛ أوضح الشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبو ظبى، أن الإمارات اتفقت مع إسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك، وصولًا إلى علاقات ثنائية. وفى أول رد فعل لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى كتب عبر حسابه على موقع تويتر: «يوم تاريخى»، وأوضح بعد ذلك فى مؤتمر صحفى أن «الإمارات حوّلت الصحراء إلى دولة مزدهرة.. والاتفاق معها سيساعد فى ازدهار المنطقة».

وأضاف نتنياهو إن «دولًا عربية وإسلامية أخرى قد تدخل فى سلام مع إسرائيل». مؤكدًا أن «الاتفاق مع الإمارات هو اتفاق سلام من أجل السلام».

وصف «يوسف العتيبة»، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، الاتفاق بأنه «فوز للدبلوماسية والمنطقة..  وتقدُّم كبير فى العلاقات (العربية- الإسرائيلية) من شأنه أن يخفف التوتر ويخلق طاقة جديدة للتغيير الإيجابى».

وبحسب خطة السلام التى أعلنها الرئيس الأمريكى يواصل الطرفان جهودهما للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع «الفلسطينى- الإسرائيلى»، والاحتفاظ على المسجد الأقصى والأماكن المقدسة الأخرى فى القدس مفتوحة أمام المصلين من جميع الأديان.



وتعليقًا على الاتفاق الثلاثى أعرب الرئيس «عبدالفتاح السيسى» عبر تغريدة على تويتر، عن تقديره لاتفاق «الولايات المتحدة والإمارات العربية وإسرائيل على إيقاف ضم إسرائيل  للأراضى الفلسطينية» مشيرًا إلى أنه يثمّن جهود القائمين على هذا الاتفاق من أجل تحقيق الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط وإحلال السلام.

ومن جانبه، قال «أيمن الصفدى»، وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردنى: «أثر الاتفاق بين دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وإسرائيل إقامة علاقات طبيعية على جهود تحقيق السلام سيكون مرتبطًا بما ستقوم به إسرائيل».

وأضاف الصفدى: «على إسرائيل أن تختار بين السلام العادل الذى يشكل إنهاء الاحتلال وحل الدولتين الذى يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة القابلة للحياة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 سبيله الوحيد، أو استمرار الصراع الذى تعمقه انتهاكاتها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وخطواتها اللا شرعية التى تقوّض كل فرص تحقيق السلام»- بحسب بيان الخارجية الأردنية.

كما أكدت مملكة البحرين، أن إعلان الإمارات وإسرائيل عن اتفاق لتطبيع العلاقات بوساطة أمريكية  «خطوة مهمة ستسهم فى  تعزيز الاستقرار بالمنطقة»، معربة عن «بالغ التهانى لدولة الإمارات العربية المتحدة».



وعلى المستوى الدولى، رحّب «جو بايدن»، المرشح الديمقراطى إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، باتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، واعتبره «خطوة تاريخية.. ستساعد على تخفيف التوتر فى المنطقة».

وقال فى بيان حول الاتفاق الذى أعلنه منافسه «ترامب»: عرض الإمارات الاعتراف بشكل علنى بدولة إسرائيل عمل مُرَحّب به وشجاع وفعل سياسى مطلوب بشدة..  سيساعد على ضمان أن تبقى إسرائيل جزءًا لا يتجزأ من الشرق الأوسط».

وفى السياق نفسه، رحّب «أنطونيو غوتيريش»، الأمين العام للأمم المتحدة، بالاتفاق بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، وورد على لسان المتحدث باسمه أن الاتفاق الثلاثى حول تعليق خطط الضم الإسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة «هو أمر دعا إليه الأمين العام باستمرار».

وأوضح البيان، أن قرار الضم الإسرائيلى، كان من شأنه أن «يغلق الباب فعليّا أمام استئناف المفاوضات ويدمر احتمالية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، وحل الدولتين».

وفى تغريدة على تويتر قال «بوريس جونسون»، رئيس الوزراء البريطانى: «إن قرار الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل بتطبيع العلاقات بينهما هو أخبار جيدة جدّا.. وكان أملى العميق ألّا تمضى عملية الضم قُدُمًا فى الضفة الغربية، واتفاق اليوم بتعليق تلك الخطط هو خطوة مُرَحَّب بها على طريق تحقيق المزيد من السلام فى الشرق الوسط».

«دومينيك راب»، وزير الخارجية البريطانى قال فى بيان رسمى: «هذه خطوة تاريخية تشهد تطبيع العلاقات بين صديقين كبيرين للمملكة المتحدة.. نرحب بكل من قرار الإمارات العربية المتحدة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وكذلك تعليق خطط الضم، وهى خطوة عارضتها المملكة المتحدة؛ لأنها كان يمكن أن تأتى بنتائج عكسية على تحقيق السلام فى المنطقة».

وتابع: «فى نهاية المطاف، ليس هناك من بديل عن المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، التى هى الطريق الوحيد للوصول إلى حل الدولتين والسلام الدائم».

وفى الوقت الذى قال فيه «جان إيف لودريان»، وزير الخارجية الفرنسى، إن القرار الإسرائيلى بشأن تعليق ضم الأراضى الفلسطينية  هو خطوة إيجابية يجب أن تتحوّل إلى إجراء نهائى؛ قال رئيس الوزراء الإسرائيلى «نتنياهو» فى خطاب متلفز إنه «أجّل خطط الضم فى الضفة الغربية، لكن تلك الخطط لاتزال مطروحة على الطاولة»- بحسب تعبيره.

وأضاف نتنياهو: «لا يوجد تغيير فى خطتى بفرض سيادتنا على الضفة الغربية  بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة الأمريكية.. وأنا ملتزم بهذه الخطة، وهذا أمر لم يتغير».