الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عزيز الشافعى النموذجى

هناك عامل مشترك بين أغلب الأغانى الناجحة فى سوق موسيقى «البوب» العربى، فى الفترة الأخيرة، بصوت أكثر من فنان، وهذا العامل، هو الملحن «المُثقَّف» عزيز الشافعى.



على سبيل المثال، دعونا نستعرض أعمال «عزيز الشافعى»، بعد تعاونه مع «عمرو دياب»، ونقوم بالنظر لنسب مشاهدتها، فسنجد أن البداية كانت فى أغنية (يوم تلات) التى حقَّقت أكثر من 22 مليون مشاهدة، وليس بالمشاهدات فحسب؛ بل خلقت حالة من الجدل الشديد..

 

 وجعلت اسم «عمرو دياب»، «ترند» على وسائل التواصل الاجتماعى، وكانت شكلاً غنائيًا جديدًا على «الهضبة»، وكان للشاعر «تامر حسين»، دور كبير فى هذا لأنه صاحب الكلمات، وتكرر الأمر ذاته بين الثنائى فى أغنية (قدام مرايتها)، ولكن كان النجاح بشكل أكبر؛ حيث حققت هذه الأغنية أكثر من 43 مليون مشاهدة. أما اسم الألبوم الأخير (سهران) فكان بإمضاء نفس الثنائى، كما أن «عزيز» قام بكتابة وألحان أغنيتين أخريين فى غاية الأهمية فى الألبوم نفسه، الأولى هى (زى ما أنتى) وهى واحدة من أهم الأغانى على المستوى الفنى والجماهيرى لعام 2020، والثانية هى (بالضحكة دى) وهى من الأغانى المحببة لـ«عمرو دياب» وجمهوره وظهر هذا فى حفل الألبوم الذى أقيم قبل انتشار فيروس كورونا.

وبعيدًا عن «عمرو دياب»، فمؤخرًا صدر له أغنية (عدى الكلام) بصوت «سعد لمجرد» من كلمات «أمير طعيمة»، وهى التجربة الأولى للفنان المغربى للغناء باللهجة المصرية واستطاعت أن تحقق أكثر من 17 مليون مشاهدة فى أسبوع، وهو رقم كبير للغاية.

«عزيز الشافعى» أيضًا هو صانع أنجح أغنية لـ«رامى صبرى» فى السنين الأخيرة والتى استطاعت أن تصل إلى أكثر من 15 مليون مشاهدة، بعد أن صدرت فى منتصف فبراير الماضى، وهو رقم كبير للغاية بالنسبة لشعبية «رامى صبرى».. وهو صاحب أنجح أغانى «مصطفى حجاج»، فهو من كتب ولحن (خطوة) والتى تخطت الـ 110 ملايين مشاهدة، وهو صاحب كلمات وألحان (يا بتاع النعناع) التى تخطت الـ 220 مليون مشاهدة على يوتيوب للفنان نفسه.

وبعيدًا عن نسب المشاهدات، فنحن أمام فنان مثقف، على علم بتاريخ الموسيقى العربية، بل إنه درسها، وهو ناقد موسيقى بارع، ورغم أنه ملحن فى الأساس، ولكن من النادر أن تجد له أخطاء لغوية فى كلمات أغانيه التى يكتبها بنفسه كما يحدث مع شعراء آخرين، حتى عندما شُنَّت عليه حملة من بعض الصحفيين بسبب أغنية «محمد حماقى»، (راضينى) واتهموه بأنه استخدم مثلاً شعبيًا بشكل خاطئ عندما قال «عنب الشام وبلح اليمن»، سنجده أثبت بالدليل من كتاب «الأمثلة الشعبية ومناسباتها» صحة ما كتبه.

والطريف، أنه على عكس الكثيرين من الوسط الفنى الذين يخفون انتماءهم الكروى، خصوصًا إذا كان ينتمى لفريق لا يمتلك الأكثرية الجماهيرية مثل نادى الزمالك، خوفًا من تأثير جمهور الفريق المنافس على شعبية أعماله، ولكن «عزيز» كان واضحًا وقام بإصدار ألبوم غنائى كامل احتفالا بمئوية القلعة البيضاء.

«عزيز الشافعى»، فنان يدرك احتياجات الجمهور ويستطيع التعبير عنها بشكل مناسب، ولذلك تنجح أعماله، مهما اختلف اسم المغنى.>