الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فيلم وثائقى يحلل شخصية «ترامب» المعقدة: الرئيس الأمريكى.. نرجسى خبيث و«غير مناسب»

فى الوقت الذى يتلقى فيه الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» ضربات متنوعة من كل ناحية، كتفاقم فيروس «كورونا» داخل «الولايات المتحدة»، وسوء إدارته لتلك الأزمة، التى تلتها الاحتجاجات المناهضة للعنصرية بعد مقتل الأسود «جورج فلويد» على يد شرطى أبيض، بالتزامن مع نشر كتاب مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق «جون بولتون» الذى فضح فيه كل أعمال وقرارات الرئيس الأحادية والهوجاء، والصفقات السرية التى تتم خلف الأبواب المغلقة، وغير ذلك من أزمات تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة فى نوفمبر 2020م، ظهر فيلم وثائقى جديد يحلل- لأول مَرّة- شخصية «ترامب» التى شُخّصت بـ(النرجسية الخبيثة)، وكأنه فى حاجة إلى مزيد من الضربات!



 

فيلم (Unfit: The Psychology Of Donald Trump)، أو (غير مناسب: سيكولوجية دونالد ترامب)، هو فيلم وثائقى من إنتاج وإخراج «دان بارتلاند». ويُعد بمثابة مسمار آخر فى نعش «ترامب» الانتخابى. إذ يتعمق فى علم نفس الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، منذ تنصيبه حتى وصول جائحة (COVID-19). 

 

ووفقًا للصفحات الرسمية على مواقع التواصل «فيسبوك»، و«تويتر» لتحالف (Duty to Warn) وهى جمعية من إخصائيى الصحة العقلية المشاركة فى الفيلم، كان من المقرّر عرض هذا الفيلم على منصات البث، مثل: «أمازون»، و«نتفليكس»، بدءًا من 1سبتمبر المقبل، ولكنه تمت إتاحة أجزاء منه، عرضت على هيئة سلسلة وثائقية بشكل حصرى، ولفترة محدودة على موقع «Vimeo»، مقابل مبلغ من المال. وقد عرضت السلسلة بتواريخ 15، و20يونيو الماضى، و7يوليو الجارى، ثم حذفت جميعها.

 

عرضت السلسلة الوثائقية تحليلات الأطباء والإخصائيين فى الصحة العقلية فيما يخص حالة «ترامب»، من خلال فحص علمى لسلوكه، ونفسيته، واستقراره الشخصى، ومدى تأثيره على المواطنين الأمريكيين، وثقافتهم، والمؤسّسات الأمريكية أيضًا. كما استكشف الفيلم المخاوف السائدة التى تشكل سياسة «الولايات المتحدة»، ومحاولة فهم عناصر الطبيعة البشرية التى تساهم فى الصعود الحالى للسُلطوية فى جميع أنحاء العالم.

 

وقدّم المحتوى تقييمًا عن انحراف الرئيس الأمريكى المستمر عن قول الحقيقة. بالإضافة إلى دراسة مدى التأثير التاريخى للنرجسية الخبيثة عبر التاريخ. كما ألقى الخبراءُ الضوءَ أيضًا حول ظاهرة قاعدته المتشددة من المؤيدين، وكيف، ولماذا يستمرون فى دعمه؟

 

وقد تم اعتبار «ترامب» بأنه (غير مناسب) نفسيّا وعصبيّا حسب تشخيص كبار الخبراء من الأطباء النفسيين، وعلماء النفس من مختلف التخصصات، وعلماء الاجتماع، والمؤرخين، وعلماء السياسة، وأيضًا من قِبَل شخصيات مؤسّسية فى الجيش الأمريكى، وكذلك أعضاء الحزب الجمهورى الذى ينتمى إليه «ترامب»، والمستشارين السابقين له، بمن فيهم بعض الذين تعاونوا فى حملته الانتخابية. 

 

فقد قال المشاركون فى الفيلم: «إنه من واجبنا تحذير وحماية المجتمع من هذا الرجل»، إذ أعربوا عن قلقهم من أن يستيقظ «ترامب» فى أى يوم، ومن دون سبب محدد، يقوم بالضغط على زر الأسلحة النووية الأمريكية. مؤكدين أنه أمرٌ غير مستبعد فى ملف «دونالد».

 

كانت الصفات المتفق عليها بين المشاركين فى هذا العمل الوثائقى أن «ترامب» صار فى وضع أسوأ؛ لأنه لا يستطيع معرفة أنه (نرجسى خبيث)، ويعانى من كذب مَرَضى، بالإضافة إلى جنون العظمة، والسادية. لذلك، فهو معتل اجتماعيّا، متحيز جنسيّا، عنصرى، يضمر كراهية للنساء، غير متسامح مع التنوع، غير قادر على تجربة أى شكل من أشكال العطف. ناهيك عن كونه استفزازيّا، يستمتع بإذلال أى شخص يعلن أنه مخالف لأفكاره، مع إحساسه الشخصى الدائم بالإنجاز، وحاجته المفرطة للإعجاب. وهو ما أدى لكونه شخصًا متفاخرًا، شديد الحساسية للنقد، ومتغطرس، وحاسد. كما أنه مستعد دائمًا لرفع مستويات العداء، ويستخدم أسلوب الغش، والتلاعب. ويتعدّى أيضًا على الأعراف الاجتماعية، ويفتقر إلى الضمير الأخلاقى. فهو منشغل دائمًا بفكرة عدم الولاء المتصور داخله، لذا فهو يحمل الضغائن، ويسارع فى إلقاء اللوم على الآخرين، ويؤمن بنظريات المؤامرة. 

 

ومن جانبه، أكد البروفيسور «شيلدون سولومون» وهو عالم نفس اجتماعى فى كلية «سكيدمور» الأمريكية، أن «ترامب» قام بشرعنة الكراهية، وهو موقف ليس ببعيد عن المواقف التى عبر عنها ديكتاتوريون معروفون فى التاريخ. كما منح «ترامب» الشخصيات التى كانت (غير مناسبة) أيضاً مفاتيح السُّلطة المطلقة.

 

كما اعترف الكاتب الرياضى «ريك ريلى» أن معرفة تفصيلية بميل «ترامب» للغش فى الجولف، قائلًا: إنه يغش طوال الوقت. وسيثير تساؤل هل هو سيغش حتى يفوز بالانتخابات؟، هل سيغش فى كسر القواعد؟، هل سيغش ليحصل على معلومات من الدول الخارجية؟.

 

بينما أوضح ضابط المخابرات السابق «مالكولم نانس» أن سيطرة «ترامب» على الأسلحة النووية، تُعتبر هى التهديد الحقيقى. فيما أكد الدكتور «جارتنر» أن «هتلر» و«ترامب» لديهما التشخيص نفسه، وهو (النرجسية الخبيثة). 

 

كان موقع «نيوز وان» أشار إلى استعراض الفيلم الوثائقى لبعض الشخصيات، التى تركت أثرًا مؤسفًا فى الماضى، مثل: «هتلر»، و«موسولينى»، وبعض شخصيات الحاضر، مثل: الرئيس البرازيلى «بولسونارو»، والتركى «إردوغان»،... وغيرهم، من أجل إبراز أوجُه التشابه بينهم، وبين ما سمّاه الموقع (المستأجر الحالى للبيت الأبيض)، أى «ترامب»، من خلال شرح العناصر المشتركة للملف النفسى المَرَضى.

 

أوضح موقع «فوكال ميديا» أن هدف الفيلم، هو إبلاغ الناس بخطر إعادة انتخاب «ترامب» فى انتخابات 2020م، بناءً على تحليل ثلاث سنوات ونصف السَّنة من إدارته.

 

ثم عَلق الموقع على أسلوب الفيلم، بأنه وثائقى واقعى يستخدم طريقة بسيطة فى تقديم المعلومات. مضيفًا إنه ليس واحدًا من تلك الأفلام الوثائقية، التى يكون المخرج موجودًا فيها أمام الكاميرا يقابل الشخصيات. كما أنه لا يوجد راوٍ للتعليق الصوتى على طول السرد. وبدلًا من ذلك، يَعرض الفيلم مقاطع فيديو، ورسومات توضيحية بطريقة تجعل هناك تحفيزًا عقليّا وعاطفيّا للجمهور. ناهيك عن المقابلات التى أتاحت للجميع التحدث عن أنفسهم. وقد تم ترتيب كل ذلك بطريقة منطقية، بحيث يتابع الجمهور مسارًا من البداية إلى النهاية يغطى الكثير من الأمور.

 

كما أشاد بالخطوة الحكيمة فى عرض آراء (الجمهوريين)، الذين تراجعوا عن دعم «ترامب»، ما يرسل رسالة أقوى مما لو كان الفيلم قد التقى بشكل رئيسى بـ(الديمقراطيين) فقط، المعروفين بموقفهم الصريح ضد الرئيس الأمريكى من البداية.

 

ومن جانبهم، عَلق المنتجون على الموقع الرسمى للفيلم، قائلين: «نعلم جميعًا طبيعة النرجسيين، لكن النرجسية الخبيثة مختلفة. نرجسى خبيث عند تهديده يتخذ قرارات بتهور، ويسير بين خط العقل والجنون. نحن نشهد الآن هذا على مرأى من الجميع».

 

التزم المخرج «بارتلاند» فى هذا العمل المثير للجدل، بكشف النقاب عن انحرافات إدارة «ترامب» بصورة واضحة. لكن، يُذكر أنه تم اقتراح، وبدء تصوير الفيلم قبل الحوادث الأخيرة التى تلت (COVID-19)؛ ليصبح وثيقة تنبؤية تقريبًا عن الخطر الذى يمثله (شخصية ترامب) كرئيس للولايات المتحدة. 

 

ومع ذلك، فى ملاحظة مثيرة للاهتمام، لم تتطرق وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى سواء المقروء منها، أو المسموع إلى هذا العمل الوثائقى، ربما ينتبهون لاحقًا مع اقتراب موعد الانتخابات! 