الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«الناس فى بلادى» يعشقون محمد منير

مَن يتابع مشوار «محمد منير» الغنائى بشكل جيد منذ البدايات فى نهاية الثمانينيات حتى الآن، سيجد أن «منير» دائمًا يتعامل مع جمهوره بمنطق «الأخ الكبير»، حتى إن كان وقتها شابّا صغيرًا وفى المرحلة العمرية نفسها التى يتمتع بها الغالبية من جمهوره، فمثلًا فى أغنية (الرزق على الله) من كلمات «عبدالرحيم منصور» سنجده يبدأ الغناء برسالة واضحة الدلالة وشديدة الفصاحة ومباشرة فى التعبير «رزقنا.. الرزق على الله، دربنا.. خليها على الله»، ويتحول الأداء من الاستوديو إلى المسرح فى شكل تفاعلى، بحيث نجد «منير» يغنى «رزقنا» ويتوقف ليقوم الآلاف من جمهوره بترديد «الرزق على الله» بطريقة الكورال وعلى الجملة اللحنية نفسها التى صعنها «أحمد منيب» ووزّعها «هانى شنودة».



 

أيضًا فى أغنية (قول للغريب)، وكلماتها الناصحة المباشرة «قول للغريب حُضنك هنا.. بيتك هنا.. أهلك هنا»، وطوال مشواره سنجده يؤكد على مبدأ النصح فى الأغانى، فحتى لو لم يكن أخًا كبيرًا لجمهوره من حيث العمر؛ فنستطيع أن نقول إن كبار شعراء العامية المصرية كانوا يستغلون صوته ليكون هو مصدر النصيحة لدى الشباب.

 

وهذا المبدأ حتى الآن يلازمه، ويظهر بوضوح فى أغنيته الأخيرة (الناس فى بلادى) من كلمات الشاعر الراحل «عبدالرحمن الأبنودى» ومن ألحان وتوزيع «محمد رحيم»، ويحسب للمَلك أنه أعاد إلى الأذهان اسم الشاعر الكبير «عبدالرحمن الأبنودى».. صحيح أنه دائمًا متواجد بيننا بأعماله الخالدة، ولكن ما أقصده هو إعادة تقديمه لنا بعمل جديد.

 

فى كليب أغنية (الناس فى بلادى) من إخراج «أحمد عبدالمحسن» لم يظهر «منير» فى مظهر الأخ الكبير المعتاد للشباب من جمهوره، بل ظهر كمُدرس لمجموعة من الأطفال ليزرع فى قلوبهم معنى الانتماء والوطنية وحب مصر وجيشها.. والحقيقة أن صاحب هذه الفكرة فى تنفيذ الكليب يستحق كل تقدير؛ لأن علاقة «محمد منير» بالأطفال فى الأغانى المصورة دائمًا ما تلقَى النجاح الكبير، ولنا فى تتر البداية والنهاية لمسلسل (بكار) خير دليل، لدرجة أن هذه الأغنية هى الأشهَر فى مشوار تاريخه الممتد لأكثر من ربع قرن من النجاح المتواصل، وأيضًا عندما استعان منير بالأطفال فى كليب أغنية (نيجرى بيه) حققت نجاحًا، ولا نستطيع أن نغفل النجاح المبهر لكليب (سيه سيه)، الذى نُفذ أيضًا بالاستعانة بالأطفال.

 

على الجانب الموسيقى نرى فى أغنية (الناس فى بلادى) أن «محمد رحيم» ملحن وموزع موسيقى، ففى الغالب تكون مشاركة «رحيم» فى الأعمال الغنائية كملحن فقط، ولكن هذه ليست المرة الأولى التى يتعامل فيها مع «منير» كملحن وموزع موسيقى، فقد سبق لهما التعاون فى أغنية (كل المفروض مرفوض)، وللمفارقة الأغنيتان «مقسوم»، وفى الأغنيتين أيضًا كانت الفواصل الموسيقية معتمدة على آلة «الأكورديون»، وهو ما يعطى انطباعًا متوقعًا عن أسلوب «رحيم» الموزع وليس الملحن، وهذا أمر ليس فى صالحه على الإطلاق.

 

ولكن يبقى فى النهاية فرقٌ كبيرٌ فى أسلوب «منير» وتعامله مع الجمهور، ويجب أن يستوعب «المَلك» هذا الأمر جيدًا، فعندما يقدم نفسه للجمهور كأخ كبير يقوم بالنصح والإرشاد من خلال الأغانى، فهو ينجح نجاحًا باهرًا، ولكن عندما يقوم بالأمر ذاته من خلال الخطابات الكلامية غير الفنية التى يرتجلها على المسرح فيكون الأمر سيئًا للغاية، وتكون تصريحاته وأقاويله خلافية بين عشاقه وجمهوره، كما أنها تخلق حالة من الجدل غير المفيد حول توجهاته السياسية المتغيرة، وما إلى ذلك من الأمور التى تضره ولا تفيده بأى شكل من الأشكال، فإذا أراد «المَلك» أن يستمر فى صورة «الأخ الكبير» فعليه ألا يفعل ذلك إلا من خلال الغناء فقط لا غير. 