
محمد جمال الدين
ثورة 30يونيو.. حافظة هوية مصر
يُعد التاريخ هو الهُويّة الحقيقية للأمم، وهناك أيام وبمعنى أصح تاريخ يُعتبر علامة فارقة فى حياة الشعوب والدول، لا يتشابه فيه ما قبلها مع ما بَعدها ، سواء كان سلبًا أو أيجابًا ، كما فى تاريخ الـ30من يونيو عام 2013م، الذى خرج فيه المصريون عن بَكرة أبيهم فى ثورة، ثائرين منتفضين حفاظا على هويّة وطنهم (التى حلت ذكراها السابعة منذ أيام قليلة)، رافضين حُكم محمد مرسى الذى لم يستمر سوى سنة واحدة، وعدَهم فى بدايتها بحل جل مشاكلهم من خلال برنامج الـ (100 يوم)، الذى لم يتحقق منه شىء، ثم عاد وأفرج عن جميع الإسلاميين المحبوسين من جراء قتلهم للرئيس السادات، ناهيك عن تسكين عشيرته وجماعته فى كل مؤسّسات الدولة، ثم عاد وقرّر أخونة القضاء والاستغناء عن رجاله الذين يختلفون مع جماعته، وسبق لهم أن أصدروا أحكامًا فى حق المنتمين إليها، ولم يكتفِ مرسى وجماعته بذلك فأتى بنائب عام ملاكى لا يرى أو يسمع بغير ما يرونه، وعندما اعترض النائب العام وقتها على قرار عزله (المستشار عبدالمجيد محمود) تم تهديده ووعيده من قِبَل البعض من المحسوبين عليهم فى السلك القضائى، حتى وصل الحال بالرئيس (اسمًا لأنه لم يكن له أى دور فعلى) وجماعته المشئومة إلى بيع تراب الوطن لمن يدفع أكثر (تركيا وقطر)؛ خصوصًا بعد أن أصبحت مصر فى عهدهم مرتعًا لكل من هب ودب من القتلة والإرهابيين والمأجورين، فى تحدٍّ صريح منهم لإرادة الدولة المصرية وأمنها القومى، من هنا شعر المصريون بخطورة هذا الحُكم الفاشى على الوطن الذى اعتمد على منهج الاستقواء لفرض ما يريده علينا، فقاموا بثورتهم المجيدة التى نتج عنها عزل مرسى من الحُكم (بمساعدة من جيش مصر الوطنى العظيم الذى لبّى نداء شعبه) وكتابة نهاية جماعته الإرهابية إلى الأبد، التى أرادت بغطرستها وعنجهية القائمين عليها أن تفرض علينا دستورًا تساند مواده توجههم وتخدم مصالحهم، رُغم أنه فى حقيقته لا يلبى مطالبنا فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية التى كنا نصبو إليها منذ رحيل الرئيس الأسبق مبارك عقب ثورة 25يناير.
هذه بعض من كثير من جرائم مرسى وجماعته الإرهابية، التى من أجلها خرج شعب مصر ليعزلهما من حياته، بل ومن تاريخه الذى لم يشهد حتى الآن خيانة وعمالة وخسّة بمثل هذا الشكل الفج، مسطرًا صورة من أجمل صور التلاحم بين جميع أفراده وبين قواته المسلحة التى لم تتأخر عن طلبه، بحمايته وحماية الوطن ومنشآته من هذه الطغمة المستبدة، التى خططت لتقسيم مصر وبث الفُرقة بين أطيافه، ناشرة الإرهاب والعنف المسلح بين ربوعها، مروعة الآمنين فى منازلهم، مفتعلة للأزمات حتى تتشتت جهود رجال الأمن عن أداء مهامهم (واقعة أستاد بورسعيد وإحياء ذكرى أحداث محمد محمود) ، واضعة البلاد على شفا حرب أهلية (أحداث الاتحادية عام 2012م) التى طبقت فيها الميليشيات الإخوانية منهج مَن ليس معنا فهو ضدنا، ونتج عنها استشهاد 8 مواطنين منهم الزميل الصحفى (الحسينى أبو ضيف)، وفيها أيضًا تم تعذيب وضرب المواطنين على يد هذه الميليشيات.. ومن أجل هذا وغيره كثير انطلقت المظاهرات فى شتى محافظات مصر فى الـ30 من يونيو لتغير ذلك الواقع المؤلم الذى تعرضت له البلاد طوال العام الأسود الذى تولى فيه الإخوان حُكم مصر، وهو اليوم الذى غيّر بالفعل ما قبله وأعاد للوطن أمنه وأمانه بفضل مساندة قواته المسلحة، منهية حُكم سماسرة الأوطان وسارقى الأحلام.