«ثانوية» كورونا

أزمة امتحان الثانوية العامة أزمة متكررة كل عام على مدى الـ50 سنة الماضية تصاحبها ضجة إعلامية كبيرة تزيد من الأزمة وتوتر وخوف الطلبة وأولياء الأمور، ولكن هذا العام الأزمة أكبر والضجة أكبر فى ظل تفشى فيروس «كورونا» وإصرار وزير التعليم على عقد الامتحان رغم اعتراض الطلبة وأولياء الأمور، ورغم القلق والخوف الذى يعانى منه الناس جميعا وليس طلبة الثانوية العامة وأولياء أمورهم.

 

امتحان الثانوية العامة تصاحبه استعدادات كبيرة تقوم بها الوزارة والحكومة لتأمين اللجان وأوراق الأسئلة وأوراق الإجابة وتوفير المراقبين وسلامتهم وتوفير أماكن المصححين ومؤخرا أضيفت لها إجراءات منع الغش الإلكترونى، أما هذا العام فقد أضيف إليها أيضا استعدادات وإجراءات تأمين الطلاب ضد خطر «كورونا» والتى تتمثل فى الإجراءات الاحترازية والصحية والطبية من تعقيم اللجان وأيضا تعقيم الطلبة وتوفير الكمامات لنحو نصف مليون طالب ومراقب ومصحح وأفراد الأمن وتوفير الأطباء وغرف العزل وسيارات الإسعاف التى كلفت الحكومة أكثر من مليار جنيه حسب تصريحات لمسئولين، ورغم تطمين وزير التعليم للطلبة وأولياء الأمور بأن كله تمام ولا خوف على سلامة الطلاب فى ظل الإجراءات التى اتخذتها الوزارة بالتعاون مع وزارة الصحة، فوجئ الطلبة وأولياء الأمور بالزحام وتكدس الطلبة أمام اللجان.

 

صور تكدس الطلبة وزحامهم أمام اللجان ضيع المجهود الكبير الذى بذله الوزير لخروج الامتحانات بشكل لائق وحضارى يتماشى مع الظروف التى تعيشها البلاد فى ظل وباء كورونا ووضعت الوزير فى مأزق كبير رغم الجهود التى بذلتها الوزارة للخروج بلا خسائر فى امتحانات الثانوية العامة والتى نتمنى أن تمر بسلام ولعلها بروفة بعد قرار الحكومة برفع الحظر وعودة الحياة مرة أخرى بعد معاناة الدولة لملاحقة إصابات الكورونا والسيطرة عليها. الفهم طريق الحرية!!