السبت 19 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عندما  أعلن «السيسى»: «اللَّنات الخمس» و«يخطئ من يعتقد» و«نمهل»

عندما  أعلن «السيسى»: «اللَّنات الخمس» و«يخطئ من يعتقد» و«نمهل»

هل تتذكرون موقف  وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى أثناء حكم الإخوان وكان بعد 6 شهور فقط من حكمهم؛ يعنى فى ديسمبر ٢٠١٢، عندما اكتشف الشعب المصرى أنه غير راضٍ عن العشيرة وأعوانها وأنه فى طريقه لفقد هويته ومدنيته. يومها وفى عز جبروت الإخوان وتمكُّنهم من مفاصل الدولة، خرج السيسى مطمئنًا للشعب ومحذرًا للقوى السياسية ومتوعدًا للإخوان إذا حاولوا المساس بمقدرات ومكتسبات الشعب المصرى اقتصاديًا وحضاريًا.



 

أولًا: رسالة (اللنات الخمس) والتى أطلقها فى تفتيش حرب الفرقة (19 مشاة) فى نطاق الجيش الثالث الميدانى وبحضور مرسى كرئيس وقتها للبلاد وقال فيها:

 

1 - القوات المسلحة (لن) تُسيَّس.

 

2 - و(لن) تتحزّب.

 

3 - و(لن) تنجر لأى حسابات لأنها مؤسسة وطنية مسئولة عن مصر وشعبها.

 

4 - و(لن) يتغير الجيش لأنه الكتلة الصلبة فى الوطن وسيظل أسطورة وطنية نحافظ عليها  إن شاء الله.

 

5 - (لن) يقوم الجيش بأى دور سياسى بالوكالة عن الأحزاب والقوى السياسية التى يجب أن تقوم بدورها ولا تعول أن تؤدى القوات المسلحة هذا الدور لها.

 

ثانيًا: رسالة (يخطئ من يعتقد)  وكانت فى منتصف مايو ٢٠١٣ عندما طالب الشعب الجيش بالتدخل ليحميه من حكم (الفاشية الإخوانية)؛  يومها صرح وزير الدفاع السيسى وقال عشرة تحذيرات هى:

 

 1 - (يخطئ من يعتقد) أننا فى معزل عن المخاطر التى تهدد الدولة المصرية ولن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد فى صراع يصعُب السيطرة عليه.

 

2 - (يخطئ  من يعتقد) أن  القوات المسلحة ليست على وعى كامل بما يدور فى الشأن العام الداخلى دون أن تدخل أو تشارك فى هذا الاستقطاب، لأن الجيش يعمل بتجرُّد كامل وحياد تام وولاء رجاله لمصر وشعبها العظيم.

 

3 - القيادة العامة للقوات المسلحة الحالية منذ توليها المسئولية فى أغسطس 2012 أصرت أن تبتعد بقواتها عن الشأن السياسى وتفرغت لرفع الكفاءة القتالية لأفرادها ومعداتها، وما تم من إنجازات فى هذا الشأن خلال الثمانية أشهر السابقة بمثابة قفزة هائلة (ويخطئ من يعتقد) أنها مع ذلك غير متابعة للشأن العام وحماية الشعب ومكتسباته وحقوقه.

 

4 - هناك حالة من الانقسام داخل المجتمع واستمرارها خطر على الدولة المصرية ولا بد من التوافق،  (ويخطئ من يعتقد) أن هذه الحالة فى صالح المجتمع لكنها تضربه وتهدد الأمن القومى المصرى.

 

5 - أؤكد أن علاقة الجيش والشعب علاقة أزلية وهى جزء من أدبيات القوات المسلحة تجاه شعب مصر (ويخطئ من يعتقد) بأنه بأى حال من الأحوال يستطيع الالتفاف حول هذه العلاقة أو اختراقها.

 

6 - إرادة الشعب المصرى هى التى تحكمنا ونرعاها بشرف ونزاهة ونحن مسئولون مسئولية كاملة عن حمايتها (ويخطئ من يعتقد) أننا  نسمح بالتعدى على إرادة الشعب.

 

7 - ليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهالينا المصريين والموت أشرف لنا من أن يُمَس أحد من شعبنا فى وجود جيشه (ويخطئ من يعتقد) أن الجيش سيسمح بذلك. 8 - (ويخطئ من يعتقد) أننا لن نرد على الإساءة المتكررة للجيش وقياداته ورموزه وهى إساءة للوطنية المصرية، والشعب المصرى بأكمله هو الوعاء الحاضن لجيشه ولن نقف صامتين بعد الآن على أى إساءة قادمة تُوجّه للجيش وأرجو أن يدرك الجميع مخاطر ذلك على الأمن القومى المصرى وليعى الجميع أن الجيش المصرى كتلة صلبة ومتماسكة وعلى قلب رجل واحد يثق فى قيادته وقدرتها.

 

9 - القوات المسلحة تجنبت خلال الفترة السابقة الدخول فى المعترك السياسى، إلا أن مسئوليتها الوطنية  والأخلاقية تجاه شعبها تفرض عليها المتابعة الدقيقة والتأمُّل فى عدم انزلاق مصر فى نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلى أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية و(يخطئ من يعتقد) أن نسمح بانهيار مؤسسات الدولة.

 

10 - القوات المسلحة تدعو الجميع دون أى مزايدات حفاظًا على الشرعية وإيجاد  صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها ولدينا من الوقت (أسبوع) يمكن أن يتحقق خلاله الكثير وهى دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله و(يخطئ من يعتقد) أنه يمكنه النيل من الوطن تحت أى ظرف.

 

ثالثًا:  احتمى الشعب بجيشه وخرج على بكره أبيه فى 30 يونيو، وقام الجيش بحماية الشعب بضراوة وتجمد الإخوان كالحجر من هول الموقف الذى لم يتصوروا أنه قد وصل إلى ذروة رفضهم بانقضاء عام فقط، وكان على جيشنا العظيم أن يعلى كلمة الشعب ويطلقها للعالم كله فى شكل بيان صدر عنه فى صبيحة اليوم التالى الموافق 1/7/2013 قال فيه:

 

«شهدت الساحة المصرية والعالم أجمع أمس مظاهرات وخروجًا لشعب مصر  العظيم ليعبر عن رأيه وإرادته بشكل سلمى وحضارى غير مسبوق، وأن القوات المسلحة كطرف رئيسى فى معادلة المستقبل وانطلاقًا من مسئوليتها الوطنية والتاريخية فى حماية أمن وسلامة هذا الوطن تؤكد على أن الأمن القومى للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التى تشهدها البلاد وهو يلقى علينا بمسئوليات، كل حسب موقعه، ولقد استشعر الجيش مبكرًا خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصرى العظيم ولذلك فقد سبق وحددت مهلة أسبوع لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة، إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أى بادرة أو فعل، ولقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يحنو عليه وهو ما يلقى بعبء أخلاقى ونفسى على القوات المسلحة التى تجد لزاما أن يتوقف الجميع عن أى شيء بخلاف احتضان هذا الشعب الأبى الذى برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفانى من أجله، ولذا نعيد ونكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب (ونمهل) الجميع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأى قوى تقصر فى تحمل مسئولياتها، واحتراما لمطالب الشعب فإن القوات المسلحة ستعلن عن (خارطة مستقبل) وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بمن فيهم الشباب دون إقصاء أو استبعاد لأحد».

 

ما سبق كان موقف (السيسى) الذى لن ينساه التاريخ لرجل احترم شعبه فأحبوه وقلدوه «استحقاق الزعيم بجدارة».