الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أفلام العيد..أرباح «تحت الصفر»!

هناك الكثير من المشاريع الفنية والثقافية فى كل المجالات تم تأجيلها بسبب الأزمة الحالية التى يعيشها العالم بعد انتشار فيروس «كورونا». وتُعتبر صناعة السينما الأكثرَ تضررًا بهذه الأزمة. فقد توقفت كل الأنشطة الفنية وفقًا لقرار مجلس الوزراء المصرى منذ عدة أسابيع؛ حيث أغلقت المسارح ودُور العرض السينمائية وعُلقت كل الفعاليات والأنشطة الغنائية والثقافية. ولكنْ كان الكثير من صُناع السينما لديهم أمل فى حل تلك الأزمة قبل موسم العيد السينمائى، الذى يُعتبر من أهم المواسم التى توفر دخلًا كبيرًا للصناعة.



 

 

ومع انتشار شائعات حول عودة الحياة لطبيعتها بعد انقضاء شهر رمضان الماضى قرّر صناع السينما الإعلان عن الأعمال السينمائية التى كان من المقرر طرحها خلال موسم عيد الفطر. كما أن المنتجين ألزموا صُناعها بالانتهاء من تصويرها وعمليات المونتاج والطبع حتى يتم توزيعها فور فتح أبواب قاعات العرض السينمائى، ولكن ما حدث هو استمرار الأزمة، استمرار غلق السينمات وبقاء الأفلام فى حالة «حَجْر» إجبارى انتظارًا للخروج إلى النور.

 

 > موسم «عزل» النجوم

 

كان الموسم السينمائى سيحتوى على عدة أفلام تشهد عودة نجوم السينما للمنافسة بقوة. ولكنْ أحالت «الكورونا» دون عرض هذه الأفلام، وهى: (البعض لا يذهب للمأذون مرتين) بطولة «كريم عبدالعزيز ودينا الشربينى»، (العارف) لـ«أحمد عز»، وكذلك خسرت اللبنانية «هيفاء وهبى» فرصة عرض فيلمها (أشباح أوروبا) الذى يستمر حَجْرُه بعد تأجيل عرضه للمرة الثانية؛ حيث كان من المقرر طرحه فى موسم إجازة نصف العام الدراسى الماضى.. وينضم للقائمة فيلم (حظر تجوال) بعد أن طرح صُناعه إعلانًا مبدئيّا استعدادًا لعرضه.

 

بعض الأفلام الأخرى توقف تصويرها للسبب نفسه (الكورونا)، على رأسها (العنكبوت) الذى كان مُتبقَى يومان فقط على الانتهاء من تصويره. والذى يقوم ببطولته «أحمد السقا ومنى زكى وظافر العابدين». كذلك توقف تصوير أفلام (النمس والأنس) لـ«محمد هنيدى ومنة شلبى»، (هيكل عظمى) لـ«رامز جلال وغادة عادل» و(تسليم أهالى) لـ«دنيا سمير غانم».

 

> التأجيل هو الحل

 

فور الإعلان عن استمرار غلق قاعات السينما، وضع المنتجون الخطة البديلة المعتادة وهى التأجيل، فأعلن أغلبهم تأجيل عرض الأفلام لموسم عيد الأضحى أو موسم الصيف المقبل. وجاء قرارهم هذا رُغم ما أشارت إليه رئاسة الوزراء بأن الوضع القائم سوف يستمر حتى يتم انحسار أعداد المصابين بالمرض، وهو أمر غير محدد بمدة، أى أنه من الممكن الاستمرار بإغلاق السينمات حتى نهاية العام.

 

وفى الوقت الذى قرّر المنتجون هنا تأجيل أعمالهم، أعلنت بعض الدول مثل الإمارات عن فتح سينمات للسيارات بشكل مكثف لتفادى الأزمة الحالية؛ حيث تم الإعلان عن افتتاح أكبر سينما للسيارات بإمارة دبى، بحيث ستقوم السينما باتباع كل الاحتياطات اللازمة وإلزام المشاهدين بعدم النزول من سياراتهم مع الكشف عليهم قبل الدخول للسينما، بالإضافة إلى عدم تعدى عدد المتواجدين بالسيارة الواحدة على شخصين فقط. وبهذه الفكرة سيتم توفير أكبر قدر من السلامة للجمهور والعاملين بالسينما على حد سواء.. وهذا يشير إلى نوع من التفكير لم يقم به صناع السينما فى مصر، رُغم أنه كان من الممكن أن يتيح فرصة جيدة للجمهور للخروج من الحالة الراهنة وتحقيق بعض المكاسب لصناع الأفلام المؤجلة إلى أجل غير مسمى.

 

> خسائر بالملايين

 

لأول مَرّة منذ بداية تصنيف مواسم الأفلام وتقسيمها على الأعياد والإجازات الرسمية يأتى موسم لعيد الفطر من دون أفلام أو إيرادات.. حتى عام 2011م الذى كان يُعد الأسوأ فى تاريخ السينما بسبب الأحداث السياسية آنذاك، كان قد حقق إيرادات سينمائية ضئيلة بعدما تم فتح دُور العرض التى ملأها عدد  من الأفلام ضعيفة المستوى.

 

ولكن هذا الموسم يحقق (صفر) إيرادات؛ نظرًا لعدم وجوده من الأصل، وذلك بعدما كانت إيرادات هذا الموسم على وجه التحديد تشهد تزايدًا بالملايين كل عام؛ حيث سجلت آخر إيرادات الموسم بالعام الماضى ما يصل إلى 14 مليونًا ونصف المليون جنيه فى اليوم الأول فقط للعيد، بينما وصلت الإيرادات بعد أسبوعين إلى 195 مليونًا تقريبًا لكل الأفلام المشاركة.. وهو ما يمثل ضعف ما حققته أفلام عيد الفطر فى 2018م، الذى وصل إجمالى إيرادتها إلى 100 مليون جنيه.. وهذا يعنى أن موسم 2020م كان من المفترض أن يحقق ضعف إيرادات العام الماضى؛ خصوصًا أن أغلب نجوم السينما الكبار كانوا بصدد طرح أفلامهم به.

 

> المنصات.. خطة بديلة 

 

 لا بُدّ من وجود حل لحين إعادة فتح باب السينمات، وبما أن البقاء بالمنزل هو شعار المرحلة فالمنصات الإلكترونية هى صاحبة نصيب الأسد فى المكسب.. ما دفع عددًا كبيرًا من صناع الأفلام بمختلف دول العالم لبيع أعمالهم لهذه المنصات وفقًا لمبلغ كبير نظير عرض العمل بشكل حصرى.

 

ومنهم من أعلن عن هذا بالفعل مثل النجم الهندى الكبير «أميتاب باتشان»، الذى قرر طرح فيلمه رقم 51 فى مشواره الفنى (جولابو سيتابو) على منصة «أمازون» بدءًا من 12 يونيو المقبل؛ حيث سيكون الفيلم متاحًا لجمهوره فى مائتى دولة حول العالم. وقد كان من المقرر طرح فيلمه فى دُور العرض فى 17 أبريل الماضى، ولكن مع استمرار سوء الأوضاع الصحية فى الهند والعالم، قرر الاتجاه للمستقبل التكنولوجى.

 

وعلى جانب آخر أعلن الفنان «كريم قاسم» أن فيلمه الجديد (سواح) قد  انطلق على منصة «نتفليكس» يوم 14 مايو الجارى. ولعل السبب وراء عرضه هناك هو  مخرج العمل المصرى اللكسمبورجى «أدولف العسال»، فالعمل عالمى ومن إنتاج مشترك وتمت دبلجته وسيتم طرحه بـ6 لغات مختلفة، ما يتناسب مع الجمهور من مختلف دول العالم.

 

وفى الوقت الذى لجأ فيه الكثير من صناع السينما حول العالم بالتعاقد مع المنصات الإلكترونية لعرض أعمالهم بشكل حصرى عليها؛ إلا أن فكرة بيع الأفلام فى مصر ليست مستحبة حتى الآن؛ خصوصًا أن دخلها قد لا يصل لنسبة الإيرادات التى اعتاد عليها المنتجون. ويبقى التأجيل هو الحل الأمثل حاليًا، ما سيترتب عليه وجود عدد كبير من الأفلام ذات الجودة العالية «فى العلب» وتوقف تصوير الأعمال الأخرى حتى تظهر ملامح لحل تلك الأزمة التى يمر بها العالم.>