الأربعاء 18 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
الاختيار

الاختيار

لم يحظ مسلسل سيرة ذاتية مصرى بمثل ما حظى به مسلسل الاختيار، والذى من خلاله يتم تجسيد شخصية البطل الشهيد «أحمد صابر المنسى»، فمنذ تقديم مسلسل رأفت الهجان لم يلتف جمهور المشاهدين حول مسلسل سوى فى الاختيار، فعقب نهاية عرض الحلقة الأولى مباشرة، شهدت وسائل التواصل الاجتماعى سيلا من مقاطع الفيديو والصور والمنشورات، جميعها توثق حياة البطل الراحل وتشيد ببطولته، بل إن مؤشرات البحث الإلكترونى تصدرتها صور وأخبار البطل «المنسى» منذ طفولته وحتى استشهاده، والتى كان من أهمها التسجيل الصوتى الأخير والذى سجله البطل من قلب المعركة، والذى يؤكد فيه أن إرهابيين حاصروه هو وجنود آخرون، مشددا على أنه لن يستسلم ولن يترك أرض سيناء لهم، تلك الأرض التى عشقها المنسى، كما عشقها جل ضابط وجندى مصرى، وقدم من أجلها حياته سواء فى الماضى أو الحاضر وهو نفس ما سيحدث فى المستقبل إذا تجرأ أحد على تهديدها، هكذا هى عقيدة الجندى المصرى، لا تفريط فى الأرض، الذى يتساوى ولا يقل بأى حال من الأحوال عن التفريط فى العرض.. عرض مسلسل الاختيار على الشاشة، نتج عنه أمر فى منتهى الأهمية وهو اشتعال حالة العشق والتلاحم بين الشعب المصرى وقواته المسلحة التى جسدها الشهيد البطل، والتى حاولت مرارا وتكرارا جماعات الإرهاب أصحاب الدم الأسود اللعب على وترها، لذلك أنفقوا من أجلها الكثير من الريالات والدولارات مهداة إليهم من دول عميلة مقابل خيانتهم لوطنهم، حتى يشقوا الصف بين الجيش والشعب، غافلين أو متوهمين قصدا أو بدون قصد، أن شعب مصر الذى وقف طوال تاريخه داعما ومساندا لجيشه «يمكن أن ينحاز إلى جانبهم»، فهو منهم وهم منه، لذلك يعد جيش مصر المنفذ والملبى لكافة مطالب الشعب ومحققا لرغباته، فهى بالنسبة له تعد أوامر واجبة التنفيذ، مثلها فى ذلك مثل الأوامر العسكرية الواجبة التنفيذ فى التو واللحظة، وهذا ما تجسد فعليا عندما لبت القوات المسلحة نداء الشعب لها لحمايته من بطش الإرهاب فى الـ30 من يونيو عام 2013، وهذا تحديدا ما جعل جماعات الإرهاب الأسود تخشى هذا العمل الفنى، فدأبت على مهاجمته حتى قبل عرضه على الشاشة، من خلال عملائها فى الفضائيات العميلة وكتائبها الإلكترونية، لإيمانها الراسخ أن مثل هذه الأعمال الدرامية تكشفهم وتكشف دورهم فى العمالة والخسة والوضاعة ضد جل ما هو مصرى.. ولكن يظل هناك جانب مهم آخر فى هذا المسلسل، وهو الخاص بتنشيط ذاكرة المصريين، باستعانته فى العمل الدرامى بوثائق وفيديوهات حقيقية ومشاهد حية لقادة الإرهاب، وهم يتحدثون فى ميدان رابعة العدوية، مهددين ومتوعدين بأعمال الإرهاب والحرق والقتل فى الشعب، إذا لم يعد رئيسهم المخلوع إلى قصر الاتحادية، كما تضمن العمل مشاهد حية لمذبحة رفح التى ارتكبت غدرا فى حق جنودنا وهم يستعدون للإفطار فى شهر رمضان، وكذلك فيديو من خطبه رجلهم السابق الذى تولى حكم البلاد فى غفلة من الزمن، متحدثا عن الشرعية التى خالفها هو وقطيعه من قادة جماعته الإرهابية، هذه الفيديوهات وتلك المشاهد يجب أن يتذكرها كل مصرى محب لوطنه جيدا، حتى لا ننسى جرائم وأفعال هذه الجماعة فى حق شعبنا المسالم، لكونها جماعة عشقت الدم وقتل الأبرياء باسم الدين كعشقها لاعتياد العيش فى الظلام، لأن معركة مصر مع هذا الإرهاب ستظل مستمرة، حتى يتم القضاء عليه نهائيا ليصبح هو والعدم سواء، وإذا كان البطل «أحمد المنسى» قد اصطفاه الله بالشهادة فهناك غيره بالآلاف ينتظرون وهم على أهبة الاستعداد ليقدموا حياتهم فداء للوطن حتى تتطهر مصر من هؤلاء الأنجاس.



 

أخيرا تحية إعزاز وتقدير لكل من أسهم فى هذا العمل الوطنى، سواء كان ممثلًا أو كاتبًا أو مخرجًا أو منتجًا أو فنيين وإداريين.. وتحية أيضا لشعب مصر الذى تفاعل مع هذا العمل منذ إذاعة حلقته الأولى كبيرا كان أم صغيرا، الذى يعلن انتظاره ومنذ الآن لأعمال فنية أخرى مماثله لأبطال مصريين آخرين.

 

وفى النهاية تحية لكل شهداء مصر الأبرار الذين ضحوا بحياتهم، حتى يمنحونا الأمل فى أن الغد سيكون أفضل على مصر وشعبها بإذن الله.