الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى سجن الحب والغرام..!

ما كان  يسمعه الخطيب فى ذروة الحب وأيام الخطوبة من عبارات الغزل العفيف ونظرات الوجد والهيام.. يتبخر تمامًا بدخول الزوج إلى قفص الزوجية.. وقد وقع فى الفخ كما المحكوم عليهم بالمؤبد.. وحضرة الزوجة تتقمص دور ضابط المباحث.. تستجوب حضرة الزوج الغلبان الذى عليه أن يثبت براءته باستمرار وقد دخل إلى قفص الزوجية برجليه وهو حسن النية تمامًا!



 

الزوج يرى أن الزواج شركة لا تهدف إلى الربح.. فيسعى للرومانسية وبناء الأسرة السعيدة وتربية الأولاد الأسوياء وتعليمهم فى المدارس المحترمة.. ومادام الحب والهناء العائلى يرفرفان على بيت  الزوجية فلا شىء يهم.. ويكفى الجبن والزيتون فى الغداء والبطاطا فى العشاء.. كما تقول الفيلسوفة صباح..!

 

إحساس الزوجة يختلف داخل عش الزوجية.. والزوجة غالبا لا تفضل المذهب الرومانسى فى الزواج.. الزوجة واقعية باستمرار.. هى تسعى لثروة الزوج أو مرتبه.. أو محفظة نقوده أو الشقة التى هى من حق الزوجة.. أو هى تسعى للمعاش ومكافأة نهاية الخدمة.. ثم تسعى للميراث بعد عمر طويل.

 

الزواج إذن عند حضرة الزوجة هو مؤسسة تجارية.. الربح فيها هو الهدف وهو المراد من رب العباد..!

 

كلا الطرفين إذن يسعى نحو هدف محدد.. وما الخلافات بين  الزوجين سوى لأن أحد الطرفين ينسى هدفه المحدد والمرسوم سلفًا.. فيعتدى على هدف الآخر.. فتحدث المشاكل التى تؤدى إلى المواجهات المسلحة.. وهى المواجهات التى تنتهى غالبا لصالح الزوجات المفتريات والمتدربات على فنون  الحروب الأهلية والمناوشات الإعلامية وفنون الدعاية والدعاية المضادة بغرض كسب الرأى العام من أصدقاء وأهل ومعارف وجيران.. والمهم أنهم جميعا يا أخى يشهدون لصالح الزوجة فى حال حدوث الصدام المسلح والمتوقع بينهما!

 

الزواج شركة إذن يعمل بها الزوج لصالح حبيبة القلب.. فيكد ويشقى من أجل توفير حاجاتها وتطلعاتها وتنفيذ أوامرها المستحيلة.. ويا ويله يا سواد ليله لو تقاعس أو تكاسل.. وساعتها تضع الزوجة بنفسها كلمة النهاية للعلاقة المستحيلة بين القط والفأر.. فتجهز أكياس البلاستيك لزوم تقطيع حضرة الزوج لشرائح عشوائية.. ووضعه فى الثلاجة إلى حين التخلص من آثاره.. أو بإعداد شاى بالنعناع والتوكسافين تمهيدا لمغادرة الدنيا الفانية غير مأسوف على شباب حضرته.

 

الزواج إذن هو أغرب عقد تجارى فى دنيا المال والأعمال.. وفيه يتنازل الزوج وهو بكامل قواه العقلية عن حريته وعن راحة باله وهدوئه النفسى والعاطفى لواحدة ست.. ويدخل بقدميه إلى قفص الزوجية.. حيث السجن المؤبد.. ومع ذلك يدفع فلوسا باستمرار.. مع أن العكس هو المفروض كما  يحدث فى بلدان كثيرة، حيث تدفع الزوجة أو من ينوب عنها من الأهل والعائلة الكريمة «دوطة» محترمة.. على اعتبار أنه الضحية والمجنى عليه.. ومن حقه الحصول على التعويض المناسب.. بسبب فقده لحريته وقضائه ما تبقى من عمره فى السجن الانفرادى.. الذي يسمونه من باب الأدب «عش الزوجية»..!