السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نار الشيشة ولا جنة «الكافيه»!

لم يقتصر تأثير فيروس كورونا على أسعار الكمامات والمطهرات الطبية فقط، إذ زادت أسعار «الشيشة» ومستلزمات التدخين بعد إعلان مجلس الوزراء، الأربعاء الماضى، بحظر تدخين «الشيشة» بالمقاهى والكافيهات والأماكن العامة، لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا، إذ تبين أنها إحدى أدوات نقل العدوى، وذلك ضمن مجموعة من الإجراءات الاحترازية التى تتخذها الدولة للحفاظ على صحة المواطنين. 



 

ونص القرار على فرض غرامة مالية قدرها 10 آلاف جنيه للمنشآت المخالفة وغلقها على الفور واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، إضافة لغرامة ألف جنيه على كل من يدخن الشيشة داخل المقاهى والكافيهات.

 

إقبال عدد كبير من المدخنين على شراء شيشة خاصة، ساهم بدوره فى ارتفاع أسعارها، ويقول محمد أحمد، صاحب محل لبيع «الشيش» إن أسعار «الشيش» ارتفعت بشكل مفاجئ من أصحاب الشركات المصنعة لها قبل إصدار قرار مجلس الوزراء بساعات قليلة. موضحًا أن ذلك ساهم بدوره فى ارتفاع أسعار «الشيش» المصنعة يدويًا فى حى الجمالية. وأضاف أن الأسعار تختلف حسب المادة الخام المصنعة منها الشيشة، فالشيشة المعروفة بالقلب النحاس وصل سعرها إلى 600 جنيه، بدلًا من 400 جنيه، لافتًا إلى ارتفاع سعر «شيش» الزجاج الملون من 150 و170 جنيهًا إلى 220 جنيهًا، وشيشة الثلاجة وصل سعرها إلى ألف جنيه.

 

تابع «محمد»: إن قرار حظر الشيشة فى المقاهى والكافيهات جعل النسبة الأكبر من زبائنه من المدخنين العاديين لا أصحاب المقاهى، إضافة لتردد أسئلة حول طرق تنظيف الشيشة وتجهيزها داخل البيت.. «قبل قرار الحظر كان نادرًا لما يجيلى زبون عاوز يدخن فى البيت وكان معظم زباينى أصحاب قهاوى وكافيهات». 

 

زيادة الإقبال على شراء الشيش ومستلزمات التدخين دفع سيد حامد، صاحب محل لبيع أجهزة المحمول، لتخصيص ركن لبيع «الشيش» بجانب نشاطه التجارى. ويقول «لما عرفت أن الحكومة هتمنع الشيشة فى الكافيهات ولقيت الناس بتسأل على الفيس بوك عن أماكن بيع الشيشة، اشتريت مجموعة شيش وعرضتها عندى فى المحل، وعملت صفحة على الفيس بوك لبيع الشيش أونلاين»، لافتًا إلى أن أغلب الطلبات كانت على الشيشة الثلاجة للبنات والعادية الزجاج للرجال والتى تبدأ أسعارها من 150إلى 450 جنيهًا. 

 

من جانبه، أكد مدحت الخوانكى، صاحب محلات الخوانكى لبيع «الشيش» على أن الطلبات على شراء الشيش بجميع أنواعها فى تزايد مستمر منذ قرار الحظر «كنت ببيع علبة الشيشة للقهاوى والكافيهات بـ200 جنيه بالكميات وببيعها لزبون البيت بـ٢٥٠ جنيهًا وفيه 580 شكلا ونوعا للشيشة وكل حاجة بسعرها.. لكن دلوقت الأسعار تضاعفت». 

 

وأضاف إن الإقبال على الشيشة الإلكترونية لايزال محدودًا «اللى بيدخن شيشة عادية صعب يبدلها بإلكترونى، وده اللى مخلى زباين الشيش الإلكترونية قليلين»، لكنه يتوقع إقبالًا على الشيش الإلكترونية إذا طالت الأزمة.

 

وأشار «الخوانكى» إلى إقبال عدد من السيدات على شراء الشيش من نوع يسمى «الخرز»، وأصبح سعرها يبدأ من 250 إلى 500 جنيه بعدأن كانت بـ150 جنيهًا، لافتًا إلى أن صندوق الشيشة وصل سعره 320 جنيهًا «فيه أنواع من البوكسات وصل سعرها لألف جنيه لأن الطلب زاد عليها بعد ظهور فيروس كورونا لأنها سهلة فى التحرك والتنقلات» 

 

من جانبه قال محمد الأسمر، صاحب محلات لبيع الشيشة، إن أسعار الشيشة العادية ارتفعت بشكل كبير ومن المتوقع أن ترتفع أسعارها فى الفترة القادمة إذا استمر الحظر على شرب الشيشة بالمقاهى والكافيهات، مشيرًا إلى انتشار بيع الشيش أون لاين منذ إصدار قرار الحظر. 

 

وأضاف: إن ارتفاع أسعار الشيشة يرجع إلى أن المصانع والشركات كانت تعتمد على البيع للمحلات التى تورد إلى المقاهى والكافيهات إضافة للتصدير للخارج الذى كان يحقق مكاسب هائلة لكل شركات المصانع للشيشة «بعد توقف التصدير للخارج نتيجة المخاوف من انتشار عدوى فيروس كورونا بقى زبون المنزل هو الزبون الوحيد.. فلازم الأسعار تزيد لأن فيه 10 شركات بتصنع الشيشة فى مصر، ده غير بيوت أكتر من 50 ألف عامل مفتوحة».

 

وعن الأسعار  يقول الأسمر، إن سعر الشيشة العادية أون لاين يبدأ من 250 جنيهًا بدل ما كان تباع بالمحلات الشيشة 100 و120 جنيهًا، موضحا أن أسعار أونلاين لا تختلف كثيرًا عن أسعار المحلات، بينما أصبح سعر الشيشة الزجاج 250 جنيهًا، والزجاج بجميع الألوان تبدأ من 280 إلى 400 جنيه، وشيشة أزرق أوف وايت1000جنيه، أما الشيشة متعددة الألوان بـ500 جنيه وثلاجة استانلس تبدأ من 200 إلى 1000جنيه.

 

وأوضح أن زيادة الأسعار طالت نكهات الشيشة أيضًا، وبلغت أسعار العبوة الـ10فلاتر 30جنيهًا، بينما زادت عبوات جميع أنواع المعسل من 3 إلى 5 جنيهات.

 

 اختلف الأمر كثيرًا بالنسبة لمصنعى الشيش يدويًا، ويقول الحاج عبدالحميد محمد، أحد مصنعى الشيش «كورونا وقف حالنا لأننا إنتاجنا قليل وبنعمل أشكال معينة من الشيش، وشغلنا كله معتمد على التصدير، إنما دلوقت كل اللى فى السوق شغل مصانع».  وتابع عبدالحميد: إن هناك عددًا كبيرًا من مصنعى الشيشة يدويًا تأثر حالهم بما يحدث ولا شيء يعوض خسائرهم، مشيرًا إلى توقف بعض المصانع والورش بعد قرار حظر الشيشة. وعن ارتفاع الأسعار، أكد أنها لا تعوض الخسائر كما يعتقد البعض«احنا ما استغليناش الموقف لكن بنحاول نكسب من مصدر دخلنا الوحيد، ودلوقت كل من هب ودب بقى بيبيع شيشة رغم أنها ليست مهنتهم وده اللى هيزود الأسعار الفترة الجاية».

 

وأشار إلى أن تزايد الطلب على شراء الشيش بعد الحظر كان سببًا فى عودة «زبون البيت»، بعد أن اختفت تلك الظاهرة لسنوات عديدة خاصة بعد تزايد المقاهى والكافيهات، موضحًا أنه يعمل فى صنع الشيشة منذ 45عامًا لم يشهد هذا الإقبال على شراء الشيشة منذ سنوات.