الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
قنوات تسحر وتدجل.. وأخرى تشعوذ وتعالج!!

قنوات تسحر وتدجل.. وأخرى تشعوذ وتعالج!!

جلب الرزق والحبيب ورد المطلقة، تزويج العانس وفك الأسحار السفلية «والعلوية أيضًا إذا حبيت» وعلاج المسحور وشفاء السقيم، والمس والعفاريت، علاج السمنة والضعف الجنسى وعدم الإنجاب، وتسخير الزوج وجعله كالخاتم فى يد زوجته، وتقريب البعيد وإبعاد القريب.



هذه عينة بسيطة مما تقدمه لنا قنوات الدجل والشعوذة التى ابتلى بها مجتمعنا مؤخرًا، قنوات تستخدم معجزات الشيخة خديجة، والعالم الروحانى كتاتنى وأبو القاسم وغيرهم كثر،.. وللأسف انضم إليهم البعض من فنانينا المعروفين، الذين يملكون اسمًا وشهرة، وهم يروجون لعقاقير طبية ثبت عدم فعاليتها، ولم تحصل على موافقة وزارة الصحة، جل ذلك سعيًا خلف بضعة جنيهات تدخل فى حساباتهم من عرق البسطاء الذين ينجحون فى خداعهم،.. مؤكد أن تلك القنوات الفضائية التى تذيع مثل هذه الإعلانات، أصحابها أو القائمون عليها لهم مصالح وأهداف أخرى لم نعلمها بعد، ولهذا يطوعون قنواتهم لتقديم مثل هذه المواد الظلامية لجماهير المشاهدين، بعيدًا عن هدفهم الأسمى المتمثل فى جنى الأرباح و«تكنيز» الأموال، خاصة وأن مسألة حجب هذه القنوات من عدمه يغلفها غموض كبير، بحجة أن أغلبها يبث من خارج مدينة الإنتاج الإعلامى، وليس لها علاقة بالقمر المصرى نايل سات، وإنما تبث من خلال أقمار أخرى، ولكنها تدور فى نفس مدار قمرنا المصرى، الأمر المرعب والمخيف فى ذات الوقت هو المحتوى الذى تقدمه، والذى ينكر العلم والتقدم والحضارة والاختراعات واحترام العقول، ثم يعود ليشكك الإنسان فى عقيدته ودينه، الذى يجرم مثل هذه الشرور والأفعال.

والأدهى أن مُلّاك هذه القنوات يعدون فى نظر القانون شريكًا أساسيًا فى عمليات النصب والاحتيال التى يمارسها المشعوذون على ضحاياهم، هذا بخلاف الدعاية لأدوية غير مرخصة ومجهولة المصدر، روج لها أطباء بير السلم وبمشاركة فعالة من فنانين مصريين، جميعهم شركاء فى وضع صورة غير حقيقية من المؤكد ستنعكس بالسلب على المواطن المصرى لكن وللأسف لم يجدوا من يحاسبهم بعد، خاصة وأن الهدف الأساسى من هذه الإعلانات أو البرامج التى تتناول عالم السحر والشعوذة هو الإثارة لجذب أكبر عدد من المشاهدين، وتحقيق عائد مالى كبير، حتى ولو كان ذلك عن طريق نشر ثقافة الدجل، للوصول إلى حلول غير علمية وغير واقعية للمشكلات التى يمكن أن تواجه المواطنين، ثقافة تؤدى إلى التكاسل والاتكال، وتهدم فى طريقها ثقافة البحث والعمل والاجتهاد التى تميز أى مجتمع حديث.. وهنا يأتى دور جل الجهات المسئولة عن الإعلام التى يجب أن تتصدى لمثل هذه الظواهر السلبية التى انتشرت فى إعلامنا، بوقف مثل هذه القنوات ومنعها من الظهور نهائيًا، مع ضرورة التصدى أمنيًا لها من خلال تتبع الأرقام التى تضعها من أجل بيع أو الترويج لهذه المنتجات الضارة، لتجفيف مصادر تمويل هذه القنوات، أو من خلال إجبارها على تقديم محتوى يحترم المواطن ولا يجعل منه فريسة لمن ينشدون الربح.

يتبقى فى النهاية الوقوف أمام جل من يساعد فى نشر هذا المحتوى الضار، ويأتى فى مقدمتهم شركات الاتصالات التى لا يهمها سوى تحقيق المزيد من الأرباح، وذلك عن طريق تخصص أرقام تليفونية لهذه القنوات، والتى عن طريقها يتواصل معها المشاهدون بهؤلاء المدعين، وكان الأولى على هذه الشركات العمل على حجب هذه الأرقام ومنع الاتصال بها بحكم تواجدها فى المجتمع الذى تشاركه همومة وأفراحه، أما الفنانون الذين شاركوا سواء بعلم أو بدون، فعليهم أن يعرفوا أنهم ساهموا فى خداع مواطنين وثقوا بهم وبدورهم التنويرى الذى يقدمونه من خلال الفن، ولهؤلاء أتوجه لهم بسؤال لعلى أجد له إجابة عندهم: كيف طاوعكم ضميركم وأنتم تشاركون فى خداع مواطنين بسطاء يعتبرونكم مثلًا أعلى لهم ولأولادهم فى الترويج لمنتجات طبية غير معترف بها، بعد أن أكدت الهيئات المسئولة عن الدواء أنها مغشوشة، وليس لها أى أثر طبى يذكر، وأعتقد جازمًا أن الدكتور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية لا يرضيه أن يشارك أى فنان مصرى فى مثل هذه الإعلانات الخادعة التى تبيع الوهم للمواطنين من خلال هذه القنوات، أما الدكتور حسين خالد نقيب الأطباء فعليه وبصفته النقابية أن يصدر قرارًا حاسمًا ضد الأطباء الذين يشاركون فى هذه الجريمة بترويجهم لعقاقير طبية غير مرخصة، مخالفين بذلك شرف المهنة التى أقسموا على حمايتها من مدعى العلم والجهلة والمشعوذين، فزوال الشر والسحر والجهل والطلسم الذى يتم وضعه فى الفراش، لن يكون عن طريق هؤلاء المدعين والنصابين، ولكن سيكون عن طريق العلم والعلماء والبحث والاجتهاد.. وقانا الله وإياكم شر السحرة والدجالين والمروجين .