الثلاثاء 26 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
المشنوقان (عشماوى وقطب)

المشنوقان (عشماوى وقطب)

 حمل لنا بشاير عيد الشهيد هذا العام خبرا سارا فى نهاية الأسبوع الماضى فحواه شنق الإرهابى الذى قام بخيانة مزدوجة بكل ما تعنى الكلمة أولها خيانة الوطن وحنثه للقسم العسكرى والولاء للتراب المقدس، وثانيًا خيانة رفقاء السلاح والقوات المسلحة التى أعدته ودربته كفرد مقاتل منخرط فى صفوفها يلقى كل العناية والاهتمام مثل باقى المقاتلين،  ولكنه اختار طريق الشياطين المدمرين فترك (الصاعقة) وانتمى ( للقاعدة ) ليصبح إرهابيا عتيد الإجرام، وقام بنصب العداء لأبطال قدسوا القسم والولاء للوطن والجيش فكان طريقهم (الصاعقة - جبهة الدفاع عن الوطن - الوصول إلى مرتبة  الشهداء الأبرار الأحياء عند ربهم يرزقون) الفرق كبير.



أعدم شنقًا يوم الثلاثاء الماضى صاحب القضية التى تحمل رقم ( 2014/1) كأول قضية فى ذلك العام،  الإرهابى (هشام عشماوى) الذى لفظه الجيش المصرى من صفوفه عندما تم فصله عام 2007 بحكم عسكرى بعد أن منحه الجيش عدة فرص لتقويم نفسه إلا أن الإجرام الذى يجرى فى دمه لم يلتزم أو يرتدع، فطرد من مؤسسة مصنع الرجال وسلم سجله ذا الثقوب السوداء من التحريات العسكرية إلى التحريات المدنية لتتعقبه وتراقب نشاطه الذى كان يلقى بظلاله المتطرفة قبل أن يصبح  إرهابيا مع سبق الإصرار والترصد ضلع بأصابعه الدموية فى 54 قضية إرهابية منها 14 قضية اغتيال لأشخاص فى جهات أمنية يقومون بواجبهم فى تعقب الإرهابيين، و40 قضية ما بين (نصب كمائن وصيد حر) لمن أكل معهم عيش وملح رفقاء السلاح والدفعة لكنه انشق عن النبلاء وسلك طريق الجهلاء المنحرفين.

  بدأ طريقه الدموى كمرتزق يقتات على دماء الوطن من النصف الثانى عام 2013 عندما استؤجر من أرباب الإخوان لينتقم لهم من الشعب الذى رفضهم وقام بثورة 30 يونيو لينهى حكمهم الجائر، وقام  الجيش بحماية ثورة المصريين الذين نادوا عليه ليكون سندهم ويحميهم من بطش حكم المرشد الخسيس الخائن الذى يريد هو وجماعته بيع الوطن ويرونه حفنة عفنة من التراب ليستبدلوه بالدولارات، والمشروع الذين أول من يعلمون أنه أبداً لن يكون فقط هو لافتة مكتوب عليها بحروف التقية الكاذبة (الخلافة والأممية) ليشهروا  فى وجوهنا سيوفهم المرسومة على أعلامهم ويلوحون للجهلاء بها، لقد كانت أول عملية (لعشماوى المشنوق ) فى سبتمبر 2013 قاصدا اغتيال وزير الداخلية وقتذاك ( اللواء محمد إبراهيم ) بعد أن قام برصد موكبه وتصويره للتخطيط لاغتياله مسندًا لأحد الإرهابيين معه القيام  بتفجير نفسه كفرد انتحارى بواسطة عربة مفخخة يقوم بتفجيرها أثناء مرور الموكب فمات الإرهابى ونجا الوزير.

  وبعد هذا التاريخ بأيام قليلة قام باستهداف السفن التجارية فى قناة السويس المجرى الملاحى العالمى ليصدر رسالة إلى الخارج أن الممر غير آمن، وبنفس العام أيضا قام بتهريب أحد عناصر بيت المقدس ويكنى (أبو أسماء ) من أحد المستشفيات بالإسماعيلية بعد أن تمكنت قوات الأمن من القبض عليه  وإصابته  بعدة شظايا فى جسده مما استدعى إيداعه بالمستشفى، أيضا فى عام 2013 وتحديدا فى أكتوبر وديسمبر استهدف هو ومجموعة إرهابية معه عددا من المبانى الأمنية بالإسماعيلية وأنشاص بواسطة سيارات مفخخة.

الإرهابى (عشماوى) الذى تم إعدامه شنقا لأنه صار مدنيا بعد (رفته) من الخدمة العسكرية لتطرفه وخروجه عن السياق ومقتضيات المهام العسكرية المكلف بها، ولأنه لم يقدر الفرص التى منحت له كى يصلح أفعاله، لكن شغفه الدموى الذى يتعارض مع نبل وشرف العسكرية التى تؤمن بالحروب العادلة وحماية الحقوق ورد المسلوب، لم ترضه فعاث فى الأرض فسادا وإجراما حتى أوقعه الله فى يد أصحاب الحق المصريين من القوات الخاصة الذين كان ينتمى إليهم فى يوم من الأيام فتسلموه من الأشقاء الليبيين بعد أن أخذ من أرضهم مرتعا مستغلا الظروف التى تمر بها بلادهم فتسلل إليهم رفقة بعض عناصر تنظيم (بيت المقدس) وأقام تحت ستار تنظيم (أنصار الشريعة) بأجدابيا التى تعتنق فكر تنظيم (القاعدة) ليكافئه (أيمن الظواهرى) قائد تنظيم القاعدة ويحقق له رغبته الإرهابية وعطشه الدموى فى أن يؤسس ويقود جماعة تكون فرعا لهم يمولونه ويدعمونه فقام بتأسيس حركة المرابطون لكى تنتمى إلى باقى أذرع القاعدة الإرهابية، ولتتحقق لعشماوى أمنيته كقائد إرهابى كبير ولكنه لم يسعد بها كثيرا فقد تم القبض عليه فى ليبيا قبل الهروب إلى مكان آخر، لقد فشل أن يكون قائدا فى المجالات التى عمل بها من أشرفها إلى أحطها، حتى الموت برصاص البنادق الشريفة لم ينله، مات مشنوقا معدوما وهو ما يليق بأمثاله خائنى الأوطان عاشقى الدم والنار.

هذا الإرهابى الجبان الخائن تأثر بصاحب نظريات العنف وكاره وطنه الإرهابى (سيد قطب) الشهير بنظرياته الإجرامية الذى كان ينتوى أن يدمر القناطر الخيرية لإغراق مصر وأهلها ولكن الله كان له بالمرصاد، وكلاهما كان جزاؤه الشنق الذى هو مصير كل خاين جبان، كلاهما كان أمامه مستقبل آخر لم يبخل عليهما الله ولا الوطن به، فنجد المشنوق( قطب ) كان كاتبا وشاعرا ومعلما ناجحا ولكنه جنح إلى حب القيادة والسلطة الزائفة وترك الرسالة التى يكلف الله بها العلماء، وأيضا المشنوق (عشماوى) كان مقاتلا فى صفوف الجيش المصرى المؤيد بنصر الله، ولكنه ترك ذلك وسعى إلى القيادة الإرهابية والأعمال الإجرامية مستخدما ما تعلمه من فنون القتال، أن كليهما خان تكليف الله له بمهن من أشرف وأنبل الأعمال ولكنهما اختارا الإجرام وانحازا للإرهاب والعنف والدم يشربانه من أبناء الوطن الأبرار، فجزى الله الإرهابيين جراء ما فعلوه.. إن قصاصه لا مفر.