
محمد جمال الدين
الرجل الذى فقد رشده !!
يبدو والله أعلم أن هناك من اعتاد إثارة الجدل من حوله، بهدف تحقيق نوع من الشهرة، لإحداث «فرقعة إعلامية» حول شخصه، من عينة هؤلاء شيخ يدعى عبدالله رشدى، عاشق للكاميرات عشق الحبيب لحبيبته، هذا بخلاف كونه مدمن سوشيال ميديا، شيخنا المقصود صدر فى حقه أكثر من قرار بعدم صعوده المنبر نظرًا لإصداره عددًا من الآراء والفتاوى المغلفة بمسحة دينية، الفتاوى أثارت العديد من الفتن ولا تليق حتى بأدب الدعاة الذى ينتمى إليه، آخر دعاوى وفتن المدعو رشدى، خص بها طبيب القلب العالمى المصرى مجدى يعقوب رغم عدم الإشارة إليه صراحة، حيث كتب تدوينة على صفحته أكد فيها أنه لن يدخل الجنة لكونه مسيحيًا، كون الله لا يقبل عمل الكفار، مؤكدًا فيها أن العمل الدنيوى ما دام ليس صادرًا عن الإيمان بالله ورسوله فقيمته دنيوية بحتة، فقط تستحق الشكر والثناء والتبجيل منا نحن البشر فى الدنيا، لكنه لا وزن له يوم القيامة: «وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورًا»، ومن السفاهة أن تطلب شهادة بقبول عملك فى الآخرة من دين لا تؤمن به أصلًا فى الدنيا، وذيل التدوينة بقوله الأزهر قادم، شيخنا الهمام الذى يهوى إثارة الجدل من حوله، سبق أن كتب تدوينة أخرى قال فيها: لا أدرى لماذا يغضب الملحدون من تقريرنا لعقائد ديننا التى لن تضرهم فى الدنيا ولن تنفعهم فى الآخرة، استمرارًا منه فى مسلسل هجومه على المسيحيين، ومدافعًا على طول الخط عن التيار السلفى الذى يلقى منه جل تأييد ودعم، الغريب أن شيخنا الذى من المؤكد فقد رشده سبق له وأن رفض تكفير ما يفعله تنظيم داعش الإرهابى وفكره، ولكنه هنا وفيما يخص العالم الكبير مجدى يعقوب خاصة، والمسيحيين عمومًا، فهو يقبل وعلى طول الخط بتكفيره، بل ويحرمه من دخول الجنة، وكأن سيادته يملك صكوك الغفران والتوبة، ويحمل فى جراب الفتاوى الذى يملكه وحده مفتاحها، ما يقوله هذا الشيخ الذى تفرغ للدفاع عن أستاذه أو معلمه السلفى أبو أسحاق الحوينى «الذى اعتذر عن فتاواه مؤخرًا»، ومن يسيرون على نهجه من مشايخ التيار السلفى، الذين يحرمون إلقاء التحية على المسيحيين، بل ويكفرونهم «عينى عينك»، على اعتبار أن العقيدة المسيحية فاسدة، وهذا ما يبين أن هؤلاء المشايخ أو الدعاة ليسوا سوى دعاة فتن وفرقة بين أبناء الشعب الواحد، لتحقيق مصالحهم الخاصة وليس صالح الدين الذين يتشدقون به، أو المجتمع الذى ينعمون فيه، ولهذا يعد إفساح المجال لهم حين يعتلون المنابر أو عند استضافتهم فى الفضائيات جريمة شنعاء يرتكبها المجتمع فى حق نفسه،.. جريمة ترتكب يوميًا فى حق البسطاء من أبناء هذا الوطن الذين يصدقون مثل هذا القول أو الفعل، تحت دعاوى الحفاظ على الدين الذى يتكسبون من خلفه، ألم يسبق لهؤلاء وعلى رأسهم هذا الذى فقد رشده، أن خرجوا علينا بفتاوى وآراء ألبسوها ثوبًا دينيًا، مثل التهنئة فى الأعياد لغير المسلمين مع الرضا بشعائرهم وتعظيم اعتقادهم يعد كفرًا لا نزاع فيه، وحين قال هو شخصيًا: إنه يجوز تزويج الطفلة فى سن تسع سنوات، شريطة أن تطيق الوطء إذا كانت سمينة الجسد، وجواز سبى النساء ومعاشرتهن جنسيًا فى حالة الحروب رغم عدم رضاهن، وغيرها من الفتاوى الشاذة التى لم يحاسبه عليها أحد، ولذلك استمر فى غيه وفتاواه وتكفيره، حتى وصل به الأمر إلى العالم مجدى يعقوب، الذى لم يفرق مشرطه يومًا بين مسلم ومسيحى، ولم يبخل بعلمه ووقته وجهده فى إنقاذ البشر مما أصابهم من مرض عضال، وحسمًا للأمر ووضع حد لمن اعتادوا إثارة الجدل فى هذا الشأن، أختم المقال ببيان دار الإفتاء الذى أكد أن ما حصله السير مجدى يعقوب من علم ومعرفة وخبرة أذهلت العالم، كانت نتيجة لجهود مضنية وشاقة وضعها كلها مسخرة فى خدمة وطنه وشعبه، ولم ينظر يومًا ما إلى دين من يعالج وينقذ من الموت، بل بعين الشفقة والرحمة والإنسانية التى امتلأ بها قلبه، وقد تعودنا من مثيرى الشغب عبر مواقع التواصل الاجتماعى ما بين حين وآخر أن يخرج علينا أحدهم بتصريح فج أو أغنية هابطة أو كلام يصبو منه إلى إثارة انتباه الجماهير، وزيادة عدد المتابعين لحصد أكبر قدر من اللايكات التى سرعان ما تتحول إلى أموال وأرصدة تغنى أصحابها على حساب انحطاط الذوق العام والأخلاق، ومن الطبيعى بالنسبة للمصريين بما حباهم الله من فطرة نقية، أن يتوجهوا إلى الله بالشفاء والرحمة والجنة للدكتور مجدى يعقوب، لأنه فى قلوب المصريين يستحق كل خير، والجنة هى أكبر خير يناله الإنسان، دعاء فطرى بعيدًا عن السفسطة والجدل والمكايدة الطائفية، دعاء نابع من القلب إلى الرب أن يضع هذا الإنسان فى أعلى مكانة يستحقها، فإذا بأهل الفتنة ومثيرى الشغب ومحبى الظهور وجامعى اللايك والشير يدخلون على الخط دون أن يسألهم أحد فيتكلمون بحديث الفتنة عن مصير الدكتور مجدى يعقوب، وكأن الله تعالى وكلهم بمصائر خلقه وأعطاهم حق إدخال هذا إلى الجنة وذاك إلى النار .