السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كيف تخدع حبيبتك في «الفلانتين»؟!

يُعد عيد الحب «الفلانتين» الذى يوافق 14 فبراير من كل عام، فرصة لأصحاب المحال التجارية لزيادة أرباحهم السنوية، مستغلين فى ذلك حالة الرومانسية التى تطغى على العديد من الشباب والفتيات؛ لذا يطلقون العديد من الحملات الإعلانية للترويج لمنتجاتهم قبل الموعد بأسبوعين من أجل «هدايا عيد الحب»؛ خصوصًا أن عددًا ليس بالقليل أصبح يقيس اهتمام وحب الطرف الآخر بالقيمة المادية للهدية. ومع ارتفاع أسعار العديد من الهدايا، يلجأ الشباب لبعض الطرُق للتهرب من الهدية الخاصة بعيد الحب، بعضهم يكون على حق وآخرون يبتكرون الحجج، الأمْرُ الذى دفع بعض الفتيات يطلق على «الفلانتين» موسم الانفصال العاطفى.



 

فى دراسة بحثت فى تأثير عيد الحب، راقب الباحثون صفحات فيس بوك لعدد من الأشخاص، وتحديدًا وضعهم الاجتماعى، ولاحظوا التغيير من «مرتبط» إلى «أعزب» خلال فترة عيد الحب، وأرجعوا ذلك لبعض الأسباب، من أهمها الترقُّب الواهم الذى يضع الشريكين فى وضعية نفسية من الانتظار وقياس الحب بثمَن الهدية، وغالبًا، يفشل التوقع عندما تكون الهدية دون المستوى المطلوب، فيتم فسخ العلاقة، فضلًا على التضخيم الإعلامى والتجارى الذى يحيط بفترة عيد الحب، ففى عام 2019م أنفق المصريون ما يقرب من 5 ملايين دولار على هدايا عيد الحب.

من زاوية أخرى، هناك بعض العشاق الذين يتهربون دائمًا من الهدية فى عيد الحب، متحايلين على الأمر بطرُق مختلفة.. تحدثنا مع عدد من الفتيات والشباب الذين كشفوا لنا عن الحيل التى يتم استخدامها للتهرب من هدية عيد الحب.

 

كل أيامنا حب

«أنا مش مؤمن بعيد الحب، إحنا كل أيامنا حب» الحُجة المفضلة عند العدد الأكبر من الشباب حتى أصبحت رقم واحد فى ترتيب الحُجج، تقول دعاء حمزة- 26 عامًا: «الحاجَة أمُّ الاختراع، والشباب لديهم دائمًا اختراع للهروب من الهدية، فى البداية لم أكتشف الأمر ولكن مع تكراره بدأت أربط الأمور بعضها البعض، وعندما اكتشفت الأمر انفصلت فورًا».

انتهت علاقة دعاء مع خطيبها بعد مجموعة من النقاشات الحادة التى سببت لها ألمًا شديدًا؛ خصوصًا أن عيد الحب مَرّ عليها فى شكل خلافات مع خطبيبها وانفصال: « رُغم أنه لا يبدو أمرًا مُهمّا للبعض ولى شخصيّا؛ لكن خيبة الأمل لما توقعته عن خطط هذا اليوم كانت هى المؤلمة بالفعل، وبعد مرور عيد الحب بأسبوعين عاود الاتصال بى وطلب مقابلتى وبدأ فى الحديث عن سوء التفاهم والمطالبة بعودتنا معًا من جديد».

 عادت «دعاء» إلى خطيبها مرّة أخرى،إلّا أنه فى العام التالى وقبل قدوم عيد الحب افتعل مشكلة أخرى: «كنت بدأت ملاحظة الأمر وبعد ذلك انتظرت أن يطلب العودة بعد عيد الحب وبالفعل تم ذلك، ففضحت أمره وخطته التافهة لتهربه من الهدية، وعندما واجهته بالأمر قال لى إنه لا يؤمن بعيد الحب وأن كل أيامنا حب.. ومن هنا انتهى الأمر».

 

عيد لمن لا يحبون

«أحضرت لك الكثير فى المناسبات المختلفة لكنى لدىّ قناعة أن عيد الحب يدفن الحب ويحاصره فى يوم».. كانت هذه الكلمات التى لجأ لها أحمد- 26 عامًا «مصمم جرافيك»للتهرب من هدية عيد الحب: «دائمًا ما أتعب من أمور الهدايا الرومانسية ولا أعلم لماذا علىّ شراء هدية فى يوم محدد فى السنة، فكنت فى أغلب علاقاتى أتهرب من الهدية إما بشكل مباشر بتوضيح أنى لا أملك المال لشراء الهدايا باهظة الثمن، أو الدخول فى مناقشات مع الطرف الآخر عن أن الهدية فى يوم محدد من العام شىء أحمق يُتفه من الحب».

يضيف: «العام الماضى كنت خاطب فتاة لا تزال طالبة فى الجامعة، وكانت تهتم جدّا بما يخص مظاهر الحب والهدايا، وفعلًا كان عيد الحب كابوسًا بالنسبة لى، فكرت إزاى أهرب من الهدية وبعد ذلك، قلت لها أن اليوم اللى عرفنا فيه بعض هو يوم عيد الحب المخصص لنا وحدنا لا يشاركنا العالم فيه، وأنه إذا احتفلنا بالفلانتين فذلك لا  يفرقنا عن الآخرين فى شىء، وهكذا استطعت الهروب من الاحتفال والهدية».

 

الانفصال بسبب النسوية

خلود-24 عامًا- خريجة كلية تجارة تقول:  «كنا مرتبطين منذ عامين، العام الأول كانت مناسبة عيد الحب قد مرت قبل ارتباطنا، أما العام الثانى فكنت أتساءل لماذا لم يجلب لى هدية من بداية ارتباطنا باستثناء «نوت بوك» فى بداية تعارفنا، وكنت أركز دائمًا فى اختياراته وطرُق تعبيره عن حبه، وقبل عيد الحب بأسبوع واحد، أرسل لى رسالة على الموبايل لإنهاء علاقتنا».

تضيف خلود: «كانت الرسالة من أكثر الأمور الكوميدية بالنسبة لى؛ لأن مبرره كان مضحكًا للغاية، عمُّه كان ضابطًا، أرسل لى رسالة أن والده وعمَّه منعاه من الحديث معى لأنى أملك توجهات نسوية ولا يمكنه المخاطرة بمستقبله، لم أتمالك نفسى من الضحك؛ لسذاجة الأسلوب والحديث، ولأنه شاب عمره 30 عامًا ويقول أمور كهذه، لكن لم أربط الأمور بعيد الحب، حتى كتبت الفتاة التى أرتبط بها من بعدى على جروب حد يعرف أنه انفصل عنها قبل عيد الحب وحطم قلبها بحُجة أن والده منعه من رؤيتها لأن لها ملفًا فى الأمن الوطنى».

تدوير الهدايا

رانيا- موظفة استقبال- تقول: «فسخت خطبتى بسبب بُخل خطيبى، كان دائم التهرب من الهدايا فى كل مناسبة بحجة ما، وعندما اقترب عيد الحب طلبت منه بشكل صريح أن يحضر لى هدية لأنها تعنى لى الكثير، لكنه قال إنه لا يؤمن بهذا الكلام الفارغ، وإنه يوفر أمواله لتكوين نفسه وتجهيز منزلنا والزواج، ورُغم أنى لم أحدد هدية بعينها كنت فقط أكتفى بوردة أو خروجة بسيطة».

وتتابع: «بالتأكيد لن تكون هذه الوردة هى العائق فى مستقبلنا؛ خصوصًا أن هذا نوع من البُخل، وبعد إصرارى لجأ لحيلة رخيصة للغاية فقد أرسل لى إحدى الهدايا التى حصل عليها من خطيبته السابقة ولم يتذكر أنه حكى لى من قبل عن هذه الهدايا، على أمل ألا تُكشف الخطة وينتهى ارتباطنا».

 

أبى مريض

يوضح سمير-28 عامًا، محاسب- أن أسعار الهدايا المبالغ فيها دفعته لصرف النظر عن شرائها؛ خصوصًا فى مناسبة لا تعنى له شيئًا، ولأنه يحب الفتاة المرتبط بها، ففكر ألا يخسرها وقال لها قبل موعد عيد الحب بثلاثة أيام إٍِن والده أصيب بأزمة قلبية وتم حجزه فى المستشفى، وبعد ذلك توقف عن مقابلتها وكان دائم التوتر أثناء الحديث معها فى التليفون لكى تعيش معه أجواء مرض والده.

وأكد أنه لم ينكشف أمرُه نهائيّا ويوم عيد الحب اعتذر لها عن عدم قدرته على التواجد معها وأن ظروف تعب والده حطمت كل خططه الرومانسية لهذا اليوم، وكانت متفهمة الأمر تمامًا وبعد انقضاء المناسبة تواصَل مرة أخرى ولم يذكر أمر الهداية أو الاحتفال مرة أخرى، لافتًا إلى أنه يعتبر ذلك غشًا؛ خصوصًا أنه يملك القدرة على شراء هدايا باهظة الثمن والخروج فى عَشاء رومانسى كما تتوقع الفتيات.>