السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لبنى عبد العزيز: عبدالناصر قال لى: «يا شقية» وحسن الإمام «بهدلنى» فى السينما

برقة وعذوبة استقبلتنى «لبنى عبدالعزيز» فى منزلها بالزمالك، كل شىء فى المنزل الأنيق معد مسبقا ليشعر زواره بالراحة بمجرد أن تطأ أقدامهم أرضه، وكأن الزمن عاد بهم ليجعل منهم جزءًا من فيلم قديم لا يقل شاعرية عن أفلام لعبت بطولتها فى شبابها، ولا نزال نحمل لها أثرًا فى وجداننا، على الجدران لوحات وديكورات يكمن جمالها فى بساطتها، وفوق الطاولة عشرات الصور المتراصة تطل فيها صورالأحفاد بكل فخرعلى صور الجدة - نجمة السينما التى التقت الرؤساء والنجوم- تزاحم تلك الصور أطباق الحلوى الموضوعة بأناقة كنوع من الترحيب لم يفقه جمالًا سوى ابتسامتها الساحرة، صعدت إليها أحمل معى سلامات سائق التاكسى الذى استقليته إلى منزلها، وخرجت من عندها محملة بأسرار كثيرة عن رجال مروا فى حياتها، سرى الحديث نحو علاقات متشابكة بين أهل الصحافة والإذاعة والفن، ولا عجب فى ذلك، حيث مارست التقديم الإذاعى منذ أن كانت فى العاشرة من عمرها فى برنامج (ركن الطفل) على إذاعة البرنامج الأوروبى، ولا تزال تعده وتقدمه حتى الآن، كما عملت فى الصحافة فى بداية حياتها لتعود إليها مجددًا بعد عودتها من أمريكا عام 2000، لتكتب مقالًا أسبوعيّا باللغة الإنجليزية فى جريدة الأهرام ويكلى عمره اليوم عشرون عامًا، فى الجلسة ترددت أسماء لقامات عظيمة، بعضهم كان داعمًا لها فى مشوارها، مثل «إحسان عبدالقدوس، صلاح أبوسيف»، وغيرهما، وبعضهم منحها درسًا لن تنساه مثل زوجها الأول «رمسيس نجيب»، الذى تزوجته متحدية الأهل والمجتمع، وطلقت منه سريعًا لتلقى حب عمرها الدكتور «إسماعيل برادة»، وبعضهم تحمل له ذكريات صداقة لم تنته بالرحيل مثل «فريد الأطرش، ورشدى أباظة»، ومن بين كل أفلامها يبقى فيلم (أنا حرة) منهجها الذى تسير عليه طوال حياتها..وإلى نص الحوار:



 

> فى البداية حدثينا عن دور والدك فى تكوين شخصيتك؟

- والدى هو الصحفى بالأهرام «حامد عبدالعزيز»، وقد كان شخصًا موسوعى الثقافة، حيث أكمل تعليمه بالخارج، وكان يهتم جدًا بأن نبقى أنا وإخوتى على اطلاع بكل المستجدات فى الثقافة، والشعر، والأدب، بالإضافة إلى الأحداث العالمية، ولا أذكر أننى كنت أمتلك دُمية مثل الأطفال فى نفس سنى، فهديته لى دائمًا كتاب، وحكايات قبل النوم كانت لشكسبير، ومولير، وليس لسندريلا، والشاطر حسن.

> كنت الابنة الكبرى من بين ستة أبناء، هل لك أن تعرفينا عليهم؟

- (لميس) أختى، والإنسانة الأقرب لقلبى، وهى تشبهنى كثيرا فى كل شىء، حيث تخرجت فى الجامعة الأمريكية، وعملت فى الإذاعة، لكنها لم تهو التمثيل، ويعمل زوجها فى الأمم المتحدة، وأخى (إيهاب) هو كابتن طيار وفى نفس الوقت كاتب، وشاعر، وله عدة مؤلفات، ولدى أخ محاسب، ويمتلك شركة لها العديد من الفروع حول العالم، وأخ مهندس فى أمريكا، وفقدنا منذ سنوات فى حادث أخًا كان يعمل رساما للكاريكاتير فى الأهرام، وأحمد الله أن علاقتى بأخوتى متينة، لدرجة أننى عندما أذهب لبناتى فى هيوستن لأقضى إجازتى معهم، يأتى أخى الذى يعمل فى واشنطن فى رحلة مدتها أربعة ساعات بالطائرة ليجلس معى يومًا واحدًا ويعود مجددًا لعمله.

> تقولين دائمًا إن الإذاعى «عبدالحميد يونس» هو السبب فى دخولك الإذاعة فى سن صغيرة جدًا، ولكن كيف تعرفت عليه فى هذه السن المبكرة؟

- فى منزلنا، حيث كان صديقًا لوالدى، ويأتى لزيارتنا باستمرار، والحقيقة أن منزلنا كان ملتقى لأهل الثقافة، والصحافة، والأدب، وكان والدى يجعلنى ألقى الشعر أمام ضيوفه، وعندما استمع لى «عبدالحميد يونس» عرض على تقديم برنامج فى البرنامج الأوروبى، وعملت مع الأجانب لسنوات، حتى قامت الثورة، ورحلوا جميعهم عن الإذاعة، فكان قرارى استكمال إعداد وتقديم البرنامج بنفسى، واستعنت بقامات فى الإذاعة حينها وكان عمرى لم يتجاوز الرابعة عشرة، وعندما قرروا تعيينى بعد سنوات من العمل لم يتمكنوا بسبب صغر سنى ما دفعنى لتقديم شهادة (تسنين) من طبيب تفيد أن عمرى 21 عامًا، وقد أفادتنى هذه الشهادة فى دخول الجامعة الأمريكية أيضًا، وكنت سعيدة أننى قفزت خمس سنوات من عمرى، لكن عندما كبرت، زالت سعادتى بما فعلت لأن السن المثبت فى الأوراق الرسمية أكبر من عمرى الحقيقى.

>رغم دراستك للسينما وتقديمك لمسرحيات عظيمة على مسرح الجامعة، إلا أنك ظللت متأرجحة بين الصحافة والفن، واقتنعت بدخول السينما بصعوبة شديدة، فما السبب؟

- أحب الفن منذ طفولتى، ومثلت كثيرًا فى المدرسة، وأذكر فى طفولتى أن خالى صفعنى على وجهى عندما أفصحت له عن رغبتى فى أن أصبح ممثلة عندما أكبر، ما أغضب والدى جدًا، وجعله يتخذ موقفًا ضده، وفى الجامعة، قدمت مسرحية (الشقيقات الثلاثة) لتشيكوف، وكان جمهورها من كبار الشخصيات فى مصر، مثل «فتحى غانم، وإحسان عبدالقدوس، وأحمد بهاء الدين، ويوسف إدريس» وغيرهم، بالإضافة إلى السفراء، والدبلوماسيين، لدرجة أن السفير الأمريكى سأل عنى بعد العرض الذى كان من المقرر له أن يبقى لمدة 3 أيام، فامتد لأسبوع، وكان سببًا لشهرتى فى الأوساط الفنية، والثقافية، وكتبت معظم الصحف عنى، لكن كانت هناك نظرة للممثل السينمائى على أنه (مشخصاتى) وقد يكون هذا ما منعنى أن اقتحم السينما مبكرًا، لكن عندما سافرت استكمل دراسة الماجستير فى أمريكا عرفت كيف يحترمون الممثل ويقدرونه فزالت فكرتى وزالت آثار صفعة خالى من نفسى.

 

 

 

 

> كيف جاءت خطوتك الأولى للسينما؟

ـ الصحافة أيضا كانت مدخلى للسينما، حيث كنت أراسل جريدة الأهرام من أمريكا، وكان أبى يتولى ترجمة تحقيقاتى لتنشر، وعندما عدت طلب منى تحقيقًا صحفيّا عن الفارق بين استديوهات القاهرة، وهوليود، فقلت إننى لما أشاهد الاستديوهات هنا، وذهبت فى جولة لاستديو النحاس، وتم تصويرى هناك، وشاهد صورى «رمسيس نجيب»، فأعجب بى، وتولدت لديه رغبة فى إنتاج فيلم من بطولتى، ومن إخراج «صلاح أبوسيف»، الذى كنت أعرفه جيدًا، لأنه كان حريصًا على مشاهدة الروايات المسرحية التى قدمتها فى الجامعة، كما أن «إحسان عبدالقدوس» جارى فى جاردن سيتى كانت لديه أيضًا رغبة ملحة فى أن أصبح بطلة إحدى رواياته، فتجددت المحاولات حتى دفعوا بـ«عبدالحليم حافظ» لإقناعى، وكان «إحسان» يرغب أن يكون (أنا حرة) بطولتى الأولى، بينما أصر «حليم» على (الوسادة الخالية) وقد كان.

> بعد بطولتك لفيلمك الثانى (أنا حرة) تزوجت من المنتج «رمسيس نجيب» فى تحدٍ صارخ للأهل والمجتمع نظرًا لفارق السن، واختلاف الديانة، كيف استطعت القيام بذلك، وهل رغبتك فى أن تصبحى نجمة بشكل سريع كان سببًا لهذه الزيجة؟

- لم يكن هذا السبب بالتأكيد، لكن شعرت نحوه بحب جارف، وعيبى أن قلبى يحركنى، ويؤثر على عقلى، وقد واجهت تحديات كثيرة جدًا فى هذه الزيجة، وأتذكر أن بعض الأقلام كتبت أن زواجى منه كان بهدف إنتاجه لى عدة أفلام، وأقلام أخرى زعمت بأنه تزوجنى بهدف (أبيض له بيضة ذهب) لدرجة أن مجلة (الجيل الجديد) نشرت كاريكاتير على صفحة كاملة أظهر أنا فيه كبيرة، وأرفع ذراعى على طريقة الفراعنة، ورمسيس نجيب يقف على كفى، بتعليق (رمسيس نجيب يُقدم لبنى عبدالعزيز) ومع ذلك لم نلتفت إلى كل هذا، وقام «رمسيس» بتغيير الديانة، وتزوجت دون علم أهلى فى بيت «زوزو حمدى الحكيم»، ثم عاد كل منا إلى منزله، ثم بدأنا بعدها نصرح بالزيجة التى أصبحت أمرًا واقعًا.

> ما سبب الطلاق بعد كل هذا الحب؟

- فارق العمر، حيث كان يكبرنى بحوالى عشرين عامًا، واختلاف الثقافة والنشأة، والأهم غيرته الشديدة على من عملى، ومن زملائى، أذكر أنه عاد فى إحدى المرات من السفر إلى استديو النحاس مباشرة، حيث كنت أؤدى دورى فى فيلم (رسالة من امرأة مجهولة) بمشاركة «فريد الأطرش»، وكنت أقف مع «فريد» فى الشرفة يشكو لى من اضطهاد الزملاء فغضب كثيرًا، وأثار أزمة بسبب وقوفى مع «فريد»، رغم أن الأخير يقبلنى فى الفيلم.

> على ذكر «فريد الأطرش»، أتعجب كثيرًا من صداقتك القوية به رغم أنه من الأولى أن يكون ارتباطك أقوى بـ«حليم» بصفته شريكك فى أولى بطولاتك السينمائية..فما السبب؟

- باختصار، «حليم» كان يعيش لنفسه فقط، ولكن «فريد» كان سخيًا، ويحب الجميع، ويقيم العزائم والولائم للعمال قبل الفنانين، لأنه كان يحب أن يرى الفرحة فى عيون البسطاء، وقد عانى اضطهادًا كبيرًا من «عبدالحليم، وعبدالوهاب»، لدرجة أن «عبدالحليم» بذل قصارى جهده لكى لا أشارك «فريد» البطولة، فقد طلب منى ذلك بشكل مباشر، وجعل الصحافة تهاجم الفيلم، لدرجة أن «كامل الشناوى» كتب (لبنى ليست مسيحة تحيى الموتى) وقد كانت جملة قاسية تسببت فى حزن «فريد»، لكن ظللت على مبدأى وتحديتهم جميعًا، (أنا ما بسلمش دماغى لحد).

> من النجوم الآخرين الذين ربطتك بهم صداقة؟

- أحببت العمل مع «رشدى أباظة»، فقد كان بيننا توافق غريب، واشتركت معه فى خمسة أفلام هم: ( بهية، آه من حواء، عروسة النيل، وا إسلاماه، العيب) وقد كان كريمًا، ومهذبًا، كان يملئ لى الغرفة بالورود من أرضها لسقفها، وعندما كان يزورنى بها كان ينحنى ويقبل يدى ويقول لى يا هانم، وعندما شاهدت دوره صغيرًا فى (وا إسلاماه) تعجبت كثيرًا، فقد تأخرت البطولة عليه لمدة عشر سنوات على الأٌقل.

> ماذا عن «أحمد مظهر» الذى شاركك بطولته؟

- كان فارسًا فى أخلاقه، وكان مهذبًا ويحترم النساء، وقد شاركنى أفلام أخرى مثل: (غرام الأسياد، والعنب المر، والمخربون).

>ثنائية «سميحة وصلاح» فى (الوسادة الخالية) يقابلها ثنائية «حسين وشريفة» فى (هذا هو الحب) فما ذكرياتك فى العمل مع «يحيى شاهين»؟

كان هذا العمل من الأفلام المهمة فى مسيرتى، وكان «صلاح أبوسيف» مهتمًا بإبراز مشكلة كبيرة فى عقل الرجل الشرقى ونظرته للمرأة، لكن أكثر ما أتذكره من كواليس هذا العمل أن «يحيى شاهين» كان يقول لى خلف الكاميرا (يا بنتى) رغم أننا كنا نؤدى دور حبيبين على الشاشة.

> قمت ببطولة أعمال كتبها كبار الكتاب مثل «إحسان عبدالقدوس، ويوسف إدريس، ويوسف السباعى»، فما هو أقربها لقلبك؟

- صحيح، فقد حظيت بشرف التمثيل فى أعمال قدمها كتاب كبار، فبخلاف أدوارى مع «إحسان عبدالقدوس» التى سبق الإشارة إليها فقد قمت بدور متسولة فى فيلم (إضراب الشحاتين) وخادمة فى فيلم (هى والرجال، كما جسدت دور «نور» بنت السايس فى (غرام الأسياد)، لـ«يوسف السباعى»، و«سناء» فى (العيب) لـ «يوسف إدريس»، وبالمناسبة فقد تعاونت أيضًا مع «نجيب محفوظ» لأنه من كتب سيناريو (أنا حرة) أما أقربهم لقلبى فهو (هى والرجال) لأنها قضية تمس قطاعًا كبيرًا من السيدات، اللاتى يمنحن كل شىء للرجل، وبمجرد أن يصل لا تجد منه سوى النكران، هل تعلمين أن هذا الفيلم هو سبب عودتى مجددًا للسينما فى 2012 بفيلم (جدو حبيبى) مع «محمود ياسين»، لأن المخرج «على إدريس» عندما جاءنى فى كواليس مسرحية (سكر هانم) ذكر لى أنه يحب (هى والرجال)، فقلت له شكلك مخرج فاهم أنا معاك، فكان لقائى الأول بـ«محمود ياسين»، لأنه لم أتقابل معه فى شبابى، وقد كان خلوقًا، ويلقى على شعرًا فى كواليس الفيلم، وحاليًا أطمئن عليه من زوجته الفنانة «شهيرة».

 

 

 

 

> قلت إن سبب إعجابك بالفيلم تضحية المرأة التى قوبلت بنكران الرجل، ومع ذلك ضحيت بنجوميتك وبفنك وهاجرت مع زوجك ووالد بناتك إلى أمريكا.. فكيف ذلك؟

- زواجى من الدكتور «إسماعيل برادة»، امتد لـ45 عامًا حتى رحل، وسفرى معه لم يكن مرتبًا له على الإطلاق، فقد كان الاتفاق أن أجلس معه بضعة أشهر لأرتب له الحياة، والدليل أنى تعاقدت على ثلاثة أفلام، بالإضافة إلى برنامج تليفزيونى كنت أقدمه، لكننى فوجئت منه يطالبنى بأن أبقى معه، فاستجبت فورًا، وشعرت أن صاحب بالين كداب، وتناسيت أننى كنت يومًا فنانة أو نجمة مشهورة، وأصبحت فقط زوجة، وأمًا لبنتين هما «مريم، وسارة».

> تعاملت مع عدد كبير من المخرجين، لكن تجربتك مع «فطين عبدالوهاب، وحسن الإمام» مختلفة تماما عن بقية المخرجين، لماذا فى رأيك؟

- «فطين عبدالوهاب» أخرج من داخلى الحس الكوميدى، حيث حاولت مع بداياتى الفنية تمثيل أدوار كوميدية، لكن المنتجين الراحلين «رمسيس نجيب، وجمال الليثى»، رفضا الأمر، وقالوا لى: «دى حاجة بتاعة مارى منيب، وداد حمدى مش أنت» لكن جاء «فطين» فشجعنى، وآمن بقدراتى على تقديم الكوميدى، فكان (آه من حواء) الذى استثمرنا نجاحه فى (عروسة النيل) أما «حسن الإمام» فهو أكثر مخرج (بهدلنى) فقدمنى خادمة فى (هى والرجال) وشحاتة فى (إضراب الشحاتين) وكان يقول لى (بعد ما قدمت أدوار الشحاتة والخدامة لازم تقدمى رقاصة) وبالفعل تعاقدت على فيلم (خلى بالك من زوزو) الذى كان يحمل اسم (بنت العالمة) وقتها، لكن سفرى حال دون تقديمه، فكان من نصيب «سعاد حسنى».

> رغم عملك مع كل مخرجى جيلك إلا أنك لم تتعاونى مع «يوسف شاهين»، فما السبب؟

- كنت أتمنى أن أتعاون معه، فكلانا يحمل نفس الأفكار، والطريقة فى التعبير، وكانت رغبته أيضا، وجاء كثيرًا لـ «رمسيس نجيب» يعرض عليه أن ألعب بطولة أحد أفلامه لكن «رمسيس» دائمًا ما كان يرفض، فقد كان لديه خبرة كبيرة بذائقة الجمهور، وكان رأيه أن «شاهين» لا يجيد حكى الحدوتة.

> ولماذا لم تتعاونى معه بعد طلاقك من «رمسيس» طالما أن التعاون أمنية مشتركة بينكما؟

- جاءنى «شاهين» قبل وفاته بأربع سنوات، ومعه «خالد يوسف»، وعرض على دورًا فى أحد أفلامه، لكننى رفضت، فلم أجد نفسى مناسبة للدور.

> أديت دورًا فى مسلسل لـ «روجر مور» بطل سلسلة أفلام (جيمس بوند)، كيف حدث التعارف بينكما؟

- كان يسكن فى نفس الفندق الذى أسكن به، وتعرفت عليه، وعرف أننى ممثلة مصرية، وأرسل لى السيناريو مع وكيل أعماله، فوافقت عليه، والحقيقة سعدت بالتجربة جدًا، لأن أهم ما يميزها هو النظام، حيث يبدأ يوم التصوير منذ الخامسة صباحا، وينتهى فى السادسة، وبينها ساعات محددة لتناول الطعام والمشروبات، وساعات محددة لمشاهدة المشاهد التى تم تصويرها فى اليوم السابق، وبما أننى لا أحب أن أشاهد أعمالى كنت أذهب لتناول القهوة، وفى ذات مرة وجدت «بيتر أوتول» الذى اشتهر فيما بعد بأداء دوره فى فيلم (لورانس العرب)، وكان يمثل فى استديو مجاور، فسألته لماذا تقف هكذا، فقال لى (لا أحب أن أرى مشاهدى، فأنتظر هنا حتى ينتهوا منها) فضحكت وقلت له أنا مثلك تمامًا.

 

 

 

> أديت دورك كمذيعة فى الإذاعة وفى التليفزيون، فمن هى الشخصيات التى حاورتها ومازلت تذكرينها؟

- نجحت فى إجراء حوارات باللغة الإنجليزية مع جميع أعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو 1952 (الضباط الأحرار)، وعدد من الكتاب الكبار أمثال «طه حسين ومحمد حسنين هيكل»، كما قدمت برنامج «أضواء القاهرة» باللغة الإنجليزية، قبل أن يقدمه الإعلامى «مفيد فوزى» بالعربية «حديث المدينة»، حيث كنت أزور المتاحف والمسارح ودور السينما، ومتابعة الأحداث من الشارع، كما قدمت أيضًا برنامجًا فى التليفزيون، بعنوان (الغرفة المضيئة) من إعداد «مفيد فوزى»، ذهبت فيه إلى القهاوى، ودخلت سجن النسا، أذكر أنه بعد حلقة من سجن النسا لسيدة قتلت زوجها، قال لى البعض مداعبًا (ولا آمال فهمى) وبالمناسبة، فإن البرنامج تم تقديمه بطلب من الرئيس «جمال عبدالناصر» شخصيًا، حيث كان يعجبه طريقتى فى الإلقاء منذ أن قدمته وأنا طالبة فى الجامعة الأمريكية عندما جاء لزيارتنا، حتى إنه عندما عاود الزيارة طلبنى بالاسم لأقدمه، وكان يقول لى (يا شقية) وقد حصلت على وسام من «عبدالناصر» تقديرًا لدورى الإعلامى بعد النكسة من خلال برنامج يفضح الفظائع والجرائم الإنسانية لإسرائيل.

> ماذا عن علاقتك بالرئيس السادات؟

- حاورته فى الإذاعة، وتقابلت معه فى البيت الأبيض بأمريكا، عندما وجهت له دعوة من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق «جيمى كارتر»، وكان الود موصولًا بيننا، وكنت دائمًا احترم عقله.>