الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بورسعيد بعد العصيان المدنى ذكريات الماضى وانتظار الأمل

بورسعيد بعد العصيان المدنى ذكريات الماضى وانتظار الأمل
بورسعيد بعد العصيان المدنى ذكريات الماضى وانتظار الأمل


 
 
 
 
تسيطر رائحة الدم ومظاهر الحزن التى خيمت بظلالها على المدينة الباسلة فلم يكن أحد يتوقع أن تتحول المدينة الآمنة إلى صراعات دموية فقد سادت حالة من اليأس لدى أبناء بورسعيد المكلومين على أبنائهم من القصاص لشهداء بورسعيد فى ظل صمت مميت من قبل الحكومة لحقوق الشهداء الذين سقطوا برصاص القناصة وهم عزل من السلاح فى معظم شوارع بورسعيد سواء المجاورة لسجن بورسعيد أو البعيدة عنه على السواء عقب النطق بالحكم على 12 من المتهمين فى أحداث مذبحة بورسعيد.
فالجميع يتساءل لمصلحة من ما يحدث لمدينة بورسعيد؟.
 
 
 
 
أنها أعلنت العصيان المدنى فى جميع المصالح الحكومية والخاصة فقد خرجت مسيرات حاشدة ضمت المئات للمطالبة بالقصاص من قتلى شهداء بورسعيد ومطالبة الحكومة بالجناة الحقيقيين لمذبحة بورسعيد والإفراج عن المتهمين الأبرياء الذين تم الحكم عليهم ليكونوا كبش فداء وقد انضم إلى مسيرات العصيان المدنى عمال مصانع الاستثمار وشاركت فى المسيرات المرأة بأعداد كبيرة بالإضافة إلى انضمام عمال الشركات التابعة لقناة السويس وخاصة عمال شركة الترسانة البحرية الذين قاموا بتوزيع منشورات يؤكدون فيها تضامنهم مع أهالى الشهداء كما أكد قطاع كبير من تجار بورسعيد الانضمام للعصيان المدنى.
وقد بدأت هذه الأحداث منذ اليوم المشئوم الذى حدثت فيه مذبحة بورسعيد بعد انتهاء مباراة المصرى والأهلى وبعدها حدثت المعركة التى لم تكن فى حسبان أى فرد من الشعب البورسعيدى، وكان ضحيتها أكثر من 70 شهيدا من ألتراس أهلاوى وأيضا من أبناء بورسعيد، وأكد شهود عيان أنه انطلقت أتوبيسات من محافظة بورسعيد لاستقبال مشجعى الأهلى خارج حدود بورسعيد فلم يقف القطار فى هذه النقطة وكانت المفاجأة تم ركوب عناصر غريبة يبدو عليها الإجرام الأتوبيسات وعندما رفض أحد السائقين ركوب هؤلاء الأشخاص الغريبة أشهر من قبلهم السلاح فى وجه السائق وأجبروه على التوجه إلى استاد بورسعيد وحدثت تلك المذبحة فى ظل انفلات وتراجع أمنى من قبل قوات الأمن المتواجدة داخل وخارج استاد بورسعيد فقد تعاملت مع الموقف بمنتهى السلبية بالإضافة إلى وجود لحام فى البوابات الحديدية الخاصة بمشجعى النادى الأهلى مما يؤكد أن هناك نية مبيتة للزج بمدينة بورسعيد بأكملها فى غياهب مؤامرة الله أعلم متى ستنجو منها بورسعيد خاصة ومصر عامة والإيقاع بين قوتين ثوريتين هما ألتراس أهلاوى وألتراس مصراوى اللذان كانا لهما دور فعال فى ثورة 25 يناير.
بورسعيد أول من تظاهرت ضد نظام حسنى مبارك فى أواخر التسعينيات
وبورسعيد لها تاريخ طويل فى إسقاط الحزب الوطنى فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى وفى إسقاط نظام حسنى مبارك بالتحديد فى أواخر التسعينيات عندما قام الرئيس المخلوع بزيارتها وقام معظم شعب بورسعيد باستقباله بحفاوة بالغة وكانت الكارثة عندما تقدم أبوالعربى «أحد أبناء بورسعيد» بالاقتراب من الركب الخاص بالرئيس لتقديم طلب للحصول على شقة من إسكان بورسعيد الاجتماعى فقام حرس الرئيس الخاص بقتل المواطن الذى أكدت أقوال شهود العيان من الجنود المكلفين بتأمين الموكب أن السيد حسين سليمان الشهير بأبوالعربى لم يكن يحمل أى آلة حادة أو مسدسا فى يده لاغتيال الرئيس بل دفعه القدر إلى موكب الرئيس نظرا لتزاحم المواطنين على استقبال الرئيس، لتدفع بورسعيد ثمن جريمة من غير جريمة، وبدأت الحرب على بورسعيد منذ ذلك التاريخ بحظر الكثير من السلع الاستيرادية مما أثر على الحياة التجارية والاقتصادية بالسلب، وعندما اعترض أبناؤها قامت الحكومة باعتقال عدد كبير من شباب بورسعيد بشكل عشوائى ومنهم الشباب الصغير من طلبة المدارس مما أثار حفيظة شعب بورسعيد وخرج إلى الشوارع فى مظاهرات حاشدة تطالب بسقوط حسنى مبارك.
لم يكن هذا المشهد بعيدا بقسوته عن مشهد قتل الأبرياء من خيرة شباب بورسعيد يوم 26يناير العزل من السلاح برصاص القناصة ولم يقف الظلم عند هذا الحد فقامت بعدها قوات من الشرطة بمهاجمة جنازة الشهداء بالرصاص الحى والقنابل المسيلة للدموع فى مشهد رهيب وأصابت أكثر من مائة وقتلت ثلاثة أشخاص ووسط الكر والفر الذى شهدته جنازة الشهداء سقطت الجثامين على الأرض واختلطت مما دفع أهالى الشهداء بعد ساعات إلى فك الأكفان للتعرف على أصحابها.. وقد أكد من عاصروا حرب 56 و67 أن ذلك لم يحدث حتى فى ظل حكم الاحتلال الأجنبى فقد سمح للمصريين أن يقوموا بدفن الموتى وتم تأمين الجنازات آنذاك؟!
مازالت بورسعيد فوق صفيح ساخن فهل تستمر الحكومة فى صمتها؟ أم تتحرك الحكومة وتستجيب لمطالب شعب مدينة بأسرها قبل أن تتسرب عدوى العصيان المدنى لباقى محافظات الجمهورية. وليعلم القائمون على حكم مصر أن بورسعيد بالأمس الذى هو ليس ببعيد قامت بالتصدى للاستعمار الأجنبى والعدوان الثلاثى على مصر وألحقت به العديد من الهزائم التى يشهد لها العالم والتاريخ مرورا بحرب طويلة من الاستنزاف فأبناؤها الحاليون هم أولاد وأحفاد الفدائيين الذين دافعوا عن كرامة مصر، فمهما زادت تلك الأساليب والظلم وصل مداه لن ينال يوما من إرادة أبناء المدينة الباسلة.