الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ندى .. ضحية الختان أم المجتمع!

ندى .. ضحية الختان أم المجتمع!

لم يرحم المجتمع دموع الطفلة (ندى) ضحية الختان الجديدة، التى قررت أسرتها عن طيب خاطر ومن دون علم أو معرفة، التضحية بها لاستكمال مسلسل التشبُّث بعادة ذميمة محرمة دينيًا وقانونيًا، بعد أن تعرضت لصدمة عصبية، تسبب فيها من يدعى ظلمًا وبهتانًا أنه طبيب، وافق هو أيضًا وبمحض إرادته أن يجرى للطفلة عملية ختان فى عيادته، صدمة أدت إلى فقدان حياه طفلة بريئة، لم ترتكب أى ذنب سوى كونها ضحية لأب وأم، وقعا سويًا تحت أوهام الجهل والعادات والتقاليد والفتاوى المغرضة، التى يخرج بها علينا تجار الدين بين الوقت والآخر، وفى الوقت نفسه وقعت أيضًا ضحية لطبيب مجرم لم يعرف أو يتعلم من مهنة الرحمة سوى كونه جزارًا حاصدًا للأرواح وجامعًا للمال، مخالفًا فى فعله هذا القانون والقسم الذى أقسم عليه حين تخرج فى كلية الطب التى من المفترض أن يتعلم فيها الرحمة وتقديم يد العون لجل محتاج حتى تزول آلامه.



وإذا كان والد أو والدة ندى قد تسببا عن دون قصد فى وفاة طفلتهما، بعد أن تمكن منهما الجهل، والعادات والتقاليد الموروثة التى ابتُلى بها مجتمعنا، ما أدى إلى وقوع هذه الجريمة التى ارتكباها فى حق ابنتهما، (بعيدا عن عدم قانونيتها)، فما قول الطبيب المتعلم والمتخرج فى كلية من كليات القمة (كما نطلق عليها) الذى أجرى جراحة بعيدة جل البعد عن تخصصه، (اتضح أنه طبيب أمراض نساء) ومحرمة قانونًا، وفى عيادة غير مجهزة ومن دون وجود طبيب تخدير أو حتى تمريض، والأدهى فى الأمر أن الطبيب المجرم لم يكتف بإنهاء حياة الطفلة، بل عاد وكذب فى التحقيقات التى أجريت معه عقب القبض عليه، حينما ذكر أنه كان يجرى عملية تجميل، ولكن تقرير الطب الشرعى كذب أقواله بعد أن أكد أنه يوجد استئصال لجزء من البظر.

السؤال الآن الذى يطرح نفسه بقوة فى هذا الشأن: ماذا نحن فاعلون مع هذا الطبيب وأمثاله ممن يخالفون ضميرهم المهنى قبل القانونى؟، وماذا ستفعل نقابة الأطباء معه ومع غيره ممن يجرون مثل هذه العمليات؟، لأنه فى الوقت الذى يجرم فيه القانون مثل هذه الجراحات، والمحرمة دينيًا سواء فى الإسلام أو المسيحية، مازالت مستمرة وتتم فى أماكن عديدة فى مجتمعنا، وللأسف بعضها يتم على يد أطباء، (بخلاف الداية وحلاق البلد) لارتباط عمليات الختان لدى البعض من أفراد مجتمعنا، بموروثات اجتماعية ذميمة تربط دائما بين الختان والطهارة، على الرغم من تشديد العقوبات على من يجرى مثل هذه العمليات، ما يؤكد أن هناك من (يفلت) من تحت يد القانون، ويثبت عدم فاعلية جميع المبادرات الحكومية وحملات التوعية خصوصًا فى المناطق الريفية والصعيد، ولهذا تحديدا نطالب بالتعامل بحسم مع أى طبيب يثبت إجراؤه مثل هذه العمليات لمخالفته للقانون، بجانب شطبه نهائيًا من نقابة الأطباء، لضمان عدم ممارسته لمهنة الطب مرة أخرى، كما نطالب بأن يأخذ القانون مجراه مع ولى الأمر الذى يرتكب مثل هذا الفعل المشين بعدم استبعاده من الدعوى القانونية، لأنه أصبح غير أمين على ما وهبه الله له من ذرية، بعد أن تجرد كأب عن جل معانى الرحمة والإنسانية، نطالب بهذا ونشدد عليه لأن جريمة الختان فى مصر لم ولن تنتهى بين يوم وليلة، فهى مستمرة بعضها يتم الكشف عنه، والبعض الآخر مازال يجرى فى السر ولم يكشف عنه بعد، لأن البعض فى مجتمعنا تناسى عن قصد وعمد أن طهارة وعفة بناتنا لن تتحقق قط بختانهن سواء بمشرط الجراح أو موسى الحلاق، ولكن بحسن تربيتهن وزرع مكارم الأخلاق فى نفوسهن، حتى لا تتكرر مأساة ندى فى مجتمعنا مرة أخرى.