حاجة تزهق بصحيح!!
عـاصـم حنفى
الأطباء أكدوا أن هرمون الحب ضرورى جدا لصحة الإنسان وأنه يشفى من التوتر والاكتئاب ويجلى البصر ويطهر المعدة.. وأنه مفيد للغاية للصحة النفسية والعقلية للرجل والمرأة.. وهرمون الحب يتوافر فى الأحضان الدافئة - سواء كان الحضن من الحبيب للحبيب.. أو كان الحضن من الأم لوليدها.. ولهذا خصص العلماء يوما عالميا للحضن فى أواخر فبراير من كل عام.
الحضن مهم للغاية إذن.. ولهذا توصل الأطباء إلى اختراع بخاخ للأنف يستخدمه الإنسان الذى يعانى الوحدة للحصول على هرمون الحب الذى اسمه «أوكسيتوسين» ويتوافر البخاخ فى صيدليات أوروبا الآن.. وغدا يتوافر فى صيدليا الشرق الأوسط السعيد.
بخاخ الحب ليس وحده الذى اخترعه الأطباء.. وهناك أدوية أخرى يطلقون عليها اسم أدوية السعادة.. تساعد الإنسان على التكيف مع الحياة العصرية التى تفتقد الأحضان الدافئة.. وهكذا يكتشف العلماء أسرار العواطف البشرية والسبب الحقيقى فى الوقوع فى الحب والتورط فى الغرام.. فإذا بالأسباب لا ترجع للقلب كما يتصور الرومانسيون.. أو للعقل كما يحسب الفلاسفة.. أو للعين كما يعتقد كتاب الأغانى.. وإنما سبب الحب والغرام ببساطة يرجع للهرمونات.. وفى حال الوقوع فى حب بنت الجيران يزيد إفراز هرمونات العواطف.. وفى حالات الفراق والهجر والصد والغيرة والخصام يزداد إفراز هرمونات أخرى.. بما يعنى أننا نستطيع عن طريق الهرمونات التحكم فى عواطف البشر.. وبما يؤكد أن الاكتشاف العلمى لأسرار العواطف هو أخطر اكتشافات الإنسان على مدى التاريخ البشري!
يقول العلماء أنه يمكن بالعقاقير التحكم فى معدل إفراز الهرمون.. وبالتالى يمكن التحكم فى عواطف البشر.. وبعض العقاقير والأدوية وحبات الأسبرين يمكن للإنسان أن يحب، ويمكنه بعقاقير أخرى أن يكره وأن يهجر وأن يفارق المحبوب.. بما يعنى أن السنوات القليلة القادمة سوف تشهد كلمة النهاية لجميع المشكلات العاطفية بين الأزواج والزوجات.. والفضل للهرمون!
وغدا وبإذن واحد أحد سوف تذهب للصيدلية تشترى قرص أسبرين لعلاج التهاب العواطف.. أو لشراء مسكنا لآلام الغيرة.. أو تشترى ملطفا لنيران الخصام.!
غدا سوف تطلب من الطبيب مهدئا للمشاعر وملينا للأزمات العاطفية.. وقد تستدعى الحالة تعاطى مضاد حيوى ضد الخناق ويمكن الاستعانة بمصل مخصوص يحول دون الوقوع فى حب زميلتك فى الشغل.. وكريم لإزالة أسباب الفراق والهجر والخصام!
وفى كل الحالات لابد أن تحتفظ فى البيت بجهاز لقياس معدل النبضات العاطفية وضغط الدم الغرامى.. حتى لا يزيد عن المعدل المسموح.. فتنقلب العواطف عليك فتصاب بمناخوليا عاطفية والعياذ بالله!!
هكذا تخضع العواطف لمشرط الجراح وتجارب الكيميائى بهدف واضح محدد وهو إدخال السعادة للقلوب والقضاء على البرود العاطفى.
التغلب على أزمات منتصف العمر التى يهجر فيها الأزواج بيوت الزوجية.. وتخاصم الزوجات الطبيخ والغسيل والكنس والنظافة بحجة الملل والزهق!
بفضل العلماء يمكن إعادة الوئام والانسجام للبيوت.. واستعادة الزوج الطفشان على القهوة والزوجة المعتصمة فى بيت الست الوالدة.. وبفضل الاكتشافات الجديدة يمكن علاج السكتة العاطفية والخرس المنزلى الذى يصيب الأزواج كثيرًا فيفتقدون القدرة والرغبة فى الكلام مع حبيب القلب!! غدا هو الأجمل إذن..
وغذا سوف تتوقف جرائم قتل الأزواج.. وسوف تسعى الزوجة لدس بعض المهدئات العاطفية فى فنجان القهوة ليفقد فيض مشاعره للجارة الحسناء.. وسوف تصبح العلاقات الزوجية اليومية أحسن من السمن على العسل.
وكل يوم عسل.. كل يوم عسل.. حاجة تزهق صحيح..!!>
