الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
المايسترو أحمد إبراهيم

المايسترو أحمد إبراهيم

قبل رحيل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب بسنوات قليلة، اختار  المطرب أحمد إبراهيم من بين مطربى مصر دون غيره لإعادة غناء كتالوجه الغنائى كاملا بصوته ليكون مرجعية غنائية للأجيال الجديدة بعد  إعادة توزيعه بشكل حديث. وفى هذا التوقيت كان «أحمد» طالبًا بالسنة الأولى فى معهد الموسيقى العربية و«السوليست» الأول فى فرقة أم كلثوم للموسيقى العربية بقيادة المايسترو حسن جنيد ويقدم روائع موسيقار الأجيال وأصعبها على المسرح فى ذكرى ميلاد الموسيقار العملاق على مسرح سيد درويش بالهرم.



وصية عبدالوهاب نقلها للمنتج مجدى العمروسى على أن تقدم فى ألبومات من خلال شركة «صوت الفن» الشهيرة التى يديرها العمروسى ويملكها محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ ووحيد فريد.. «مجدى» بنفسه أكد لى هذه الوصية أو الرغبة وهذا المشروع الكبير أثناء وجودى بمكتبه لفتح خزانة عندليب الغناء عبدالحليم حافظ فى ذكراه ووقتها أهدانى كتابه لحليم «أعز الناس». رغبة أحمد إبراهيم فى تقديم نفسه بصوته وبألحان الموسيقار محمد الموجى الذى كان يتبنى صوته جمد الوصية حتى رحل موسيقار الأجيال ثم مجدى العمروسى. وظل مشروع موسيقار الأجيال والعمروسى حلما مؤجلا واكتفى «أحمد» بعدها بتقديم أعماله وروائع الموسيقار العملاق فى فرقة «أم كلثوم» للموسيقى العربية الراعى الرسمى للتراث المصرى الأصيل وأن يكون «محمد عبدالوهاب» هو موضوع دراسته للماجستير بعنوان «الموال عند محمد عبدالوهاب»- وهى رسالة نادرة ومهمة- ونال فيها «امتياز» بينما حصل على درجة الدكتوراه عن أعمال «محمد فوزى» هذا المطرب والملحن العملاق. ويبدو أن حلم «أحمد إبراهيم» لإحياء روائع محمد عبدالوهاب بل التراث الشرقى الذى تربى على ضفافه أصبح ممكنا بعد اختياره لتقديم برنامج «المايسترو» على القناة الثانية بالتليفزيون المصرى فى أوائل هذا العام ضمن خطة تطوير ماسبيرو وبإشراف وتزكية رئيس التليفزيون نائلة فاروق وتحت إشرافها ليكون باكورة التطوير لإحياء تراثنا الشرقى الذى ضل الطريق فى السنوات الأخيرة على مذبحة المطربين الجدد.. «نائلة» بذكاء شديد وافقت على اختيار الدكتور «أحمد إبراهيم» وهو من أهم الأصوات ليس المصرية فقط بل العربية لتقديم برنامج «المايسترو» لإحياء تراثنا الشرقى وربطه بحرفية كبيرة ببعض مما يقدم حاليا، فمصر نهرها الخالد لا ينضب من المواهب الكبيرة، وكما هو واضح فى تتر البرنامج يقوم أحمد بتوثيق المادة العلمية لمعدته «هبة وجيه» مع فريق عمل كبير إخراج محمد خضير وإشراف فنى لمحمود الصيفى مدير عام المنوعات بالقناة الثانية.. لم يكتف أحمد بتسخير مكتبته الموسيقية ودراسته العلمية للموسيقى،بل قام بتلحين تتر البرنامج الجاذب ليلخص فيه هدف البرنامج من كلمات إبراهيم عبدالقوى وتوزيع تامر صقر ويقول فيه «من قبل ما تفكروا فى الفن وتدوروا على فنية حلوة مع المايسترو».. إيذانا لميلاد مذيع واعد وبرنامج كبير لا يحافظ على تراثنا العتيد والأعمال الخالدة فقط، بل يقدم دروسا مجانية لعشاق الموسيقى والغناء. من الحلقتين الأولى والثانية أحمد إبراهيم لم يكذب خبرا بعد دعم ماسبيرو فى ثوبه الجديد ومكتبته الزاخرة بتراث إبداعى نادر لعمالقة الموسيقى والغناء المصرى لميلاد برنامج عملاق يقدم رسالة مهمة على الشاشة المصرية الرائدة. وعن الفرق بين المدرسة التطريبية وروادها من عبدالرحيم المسلوب وحتى صالح عبدالحى والمدرسة التعبيرية فى الغناء «فتح إبراهيم» مزاد «المايسترو» للموسيقى العربية.. والأجمل هو ربطها بمن يستحق الآن من نجوم الغناء وهى الصوت العملاق «شيرين عبدالوهاب» ورائعتها الأولى «آه يا ليل» وبصوته قدم مستنداته على أن «آه يا ليل» التى لحنها الموهوب أحمد يحيى وكتبها الشاعر القدير هانى عبدالكريم ووزعها محمد مصطفى امتداد عبقرى ومتطور للمدرسة التطريبية التى يخضع فيها اللحن للكلمة وبالتطبيق العملى كشف جذورها التى ترجع إلى ألمظ ومنيرة المهدية فى الأداء التطريبى الجميل.. «إنه درس أول لو تعلمون عظيم».. درس يرد الاعتبار لموهبة شيرين الفائرة وعظمة التراث وأنه لا عزاء للأصوات المسيئة للغناء والطرب المصرى الرصين. من التطريب والتعبير  إلى «الموال» وملك الموال الراحل «محمد طه» صاحب التراث الشعبى الكبير ورحلته من عامل نسيج إلى قمة الموال وتذاع لأول مرة من داخل أسرته وأحفاده وفى رحلة ممتعة لبرنامج واعد ومهم لنشر الثقافة الموسيقية والتنوير على عمالقة الغناء والموسيقى فى مصر والعودة للأصول لعصور الغناء الجميلة واستعادة لدور التليفزيون المصرى فى ثوبه الجديد.