
محمد جمال الدين
رجال اليد.. أبطال من ذهب
(( أهنئ الشعب المصري وأبنائي أبطال منتخب مصر لكرة اليد بحصولهم على كأس أفريقيا، والتأهل لأولمبياد طوكيو2020، وأتوجه لهم جميعًا بالتحية للأداء البطولى وروح القوة والعزيمة لتحقيق الانتصار)) هذا ما سطره الرئيس السيسي في تغريدته عقب فوز المنتخب المصري بكأس البطولة بعد فوزه على المنتخب التونسي، والتي كشف من خلالها عن روح البطولة والتحدي والعزيمة والإصرار التى تميز بها لاعبو منتخبنا، الذين لم ترهبهم هتافات الجماهير التونسية أصحاب الأرض، ولم يؤثر عليهم الرشق بالزجاجات الفارغة والمواد الصلبة من المدرجات، حتى وصل الأمر إلى نزول أحد المشجعين إلى أرض الملعب والاعتداء على أحد لاعبينا، مما أدى إلى إيقاف المباراة قبل نهايتها بناء على طلب الحكام، لضمان سلامة اللاعبين. تلك العزيمة والإصرار هي ما نتمنى أن يتميز بها جل مصري في أي مجال «صناعي، زراعي، تجارى» حتى ننجح ونتقدم، معتمدين في ذلك على أنفسنا وسواعدنا التي وضحها لنا أبطال منتخبنا في كرة اليد، وأثبتوا أنها تجربة يجب تكرارها فى جل مناحى الحياة، فهؤلاء الأبطال يعيشون في قصة نجاح مستمرة ستتأكد بإذن الله في أولمبياد طوكيو.. ولمن لا يعلم هذا النجاح لم يأت من فراغ، ولكنه كان نتاج تخطيط جيد من رجال اتحاد اللعبة «قدامى وجدد»، يبدأ منذ اكتشاف المواهب في سن صغيرة ليتم صقلهم وإعدادهم بدنيًا وفنيًا لممارسة كرة اليد، وينتهى بمشروع العمالقة والذى عن طريقه يتم البحث في أقاليم مصر المختلفة عن لاعبين ذوى قامة جسدية مميزة، لاختيار من يصلح منهم لضمهم إلى المنتخبات ذات الأعمار السنية التي تناسبهم، لإعدادهم لتمثيل مصر في البطولات الخارجية، ونتج عن هذا التخطيط الكثير من الإيجابيات التي صبت في صالح اللعبة وما حققته من نتائج سواء على المستوى العربي أو العالمي. ولذلك تحديدًا لم يكن مستغربًا أن يتحدث العالم عن كرة اليد المصرية بعد حصولنا على المركز الثالث في بطولة العالم للشباب، والمركز الأول في بطولة العالم للناشئين، كنتيجة طبيعية للدراسة والتخطيط الجيد، وعدم الانفراد بالسلطة أو القرار، أو السعي خلف المصالح الشخصية دون غيرها، تواكب هذا جله مع الدعم والمساندة المادية والمعنوية التي توفرها الدولة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة، بخلاف توفيرها للبنية التحتية، المتمثلة في إنشاء العديد من الصالات المغطاة في جميع محافظات مصر، لضمان نجاح مسيرة كرة اليد المصرية، وغيرها من الرياضات الأخرى، فدعم الدولة لجل الرياضات ومساندة أبطالها لا يتوقف سواء لكرة اليد أو غيرها، ولكننا وللأسف نجد أن هناك اتحادات أخرى تدعمها الدولة ولكنها تفشل فشلًا ذريعًا، حيث لا تحقق نتائج تذكر، بل وتسىء إلى سمعة مصر الرياضية، حيث لا هَمّ لمن يديرونها سوى البحث عن مصالحهم الشخصية، حتى ولو كان ذلك على حساب أبطالها الذين نالوا من الرعاية والدعم الكثير، فبعضهم يسعى لبناء مجده الشخصي، حتى ولو كان على حساب الدولة، فيلهث جاهدًا خلف رئاسته للبعثات الخارجية، لممارسة أمور تجارية ليس لها أدنى علاقة بالرياضة، وفى نفس الوقت يكيد للمخلصين من أبناء اللعبة الحقيقيين، وهناك أمثلة عديدة لاتحادات رياضية تسلك هذا النهج، مثل اتحادات رفع الأثقال والكرة الطائرة التي لم تحقق لمصر شيئًا، ولهذا نطالب وزارة الشباب والرياضة بمحاسبة القائمين على مثل هذه الاتحادات، وضرورة مطالبتهم بسرعة رد جل جنيه حصلوا عليه من حر مال المصريين، وعقب ذلك يتم إبعادهم عن منظومة الرياضة بأكملها، لأنهم غير جديرين بالمواقع التي يشغلونها . الرياضة أصبحت علمًا تحكمه قواعد وأفكار جريئة مرتبطة بخطة زمنية، وأعتقد جازمًا أن هذا ما يأخذ به رجال كرة اليد في مصر، ولذلك نطالب اتحاداتنا الرياضية الأخرى بالأخذ بهذا النهج وضرورة تنفيذه، لعل وعسى تصل هذه الاتحادات لما وصل إليه رجال كرة اليد، لنبتعد ولو قليلًا عن أصحاب المصالح «والهمبكة» الذين ابتليت بهم الرياضة المصرية . مرة أخرى مبروك لجل عناصر كرة اليد المصرية، ودائمًا مشرفين مصر ورافعين رايتها عاليًا.