الخميس 26 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أغنية للأطفال أم ترويج لاغتصابهم؟

اعتاد عشاق النجم «جاستن بيبر» على أزماته الكثيرة والجدل الذى يثيره من وقت لآخر، لكن الجدل كان دائمًا يتعلق بسلوكه كتعاطيه المخدرات أو قيادة سيارته مخمورًا إلى غير ذلك من سلوكيات طائشة لشاب فى العشرينيات حقق شهرة عالمية وأصبح محط أنظار صناع الموسيقى حول العالم، لكن الجدل هذه المرة لا يرتبط بسلوكه الشخصى؛ ولكن بما تروج له أغنيته الأخيرة التى تحمل اسم «yummy أو شهى».



الأغنية التى وصفها خبراء الموسيقى بالضعيفة فنيًا مؤكدين فى الوقت نفسه أنها ستحقق انتشارًا ونجاحًا كبيرين بفضل إيقاعها الراقص وعشق المراهقين والشباب للنجم الشاب، متهمة بالترويج لما يعرف بـ«البيدوفيليا» أى إقامة علاقات جنسية مع الأطفال، وذلك من خلال عدد من الإيحاءات سواء فى كلمات الأغنية أو تصويرها، لكن ما يؤكد الشكوك هو الأسلوب الذى استخدمه «بيبر» فى الترويج للأغنية قبل صدورها أو عرض الكليب بأيام حيث كان ينشر يوميًا صورة لطفل ويكتب كلمة «yummy» وبجانبها صورة قلب وذلك عبر حسابه على موقع «انستجرام»! والمعروف أن تلك الكلمة يستخدمها الأطفال للتعبير عن حبهم لنوع معين من الطعام؛ وبالتالى فمن المتوقع أن تجد الأغنية رواجًا كبيرًا بين الأطفال الذين تكون تلك الكلمة واحدة من بين أولى الكلمات التى يرددونها مع بداية تعلمهم للكلام. متابعو «بيبر» اندهشوا من الصور وظنوا فى البداية أنه يعلن عن انتظاره لمولود من زوجته عارضة الأزياء الأمريكية «هالى بالدوين» لكن الخبر لم يظهر ولم تتحدث «بالدوين» عن حملها وكانت المفاجأة هى عرض أغنية «يامى» والتى يمثل الترويج لها باستخدام صور أطفال أمرًا غريبًا وكأنه يرغب فى الترويج لها على أنها أغنية موجهة للأطفال وهو ما يثير الدهشة والشكوك خاصةً عندما نعرف أن كلمات الأغنية مليئة بالتلميحات والإيحاءات الجنسية. والمشكلة بالطبع ليست فى الإيحاءات الجنسية التى تحملها الأغنية فقد سبق «بيبر» إلى ذلك العديد من المطربين حتى إن الأمر أصبح لا يثير الدهشة لكنها المرة الأولى التى تستخدم صور الأطفال فى الدعاية لأغنية تحمل إيحاءات جنسية إلى جانب كون الأغنية جاذبة للأطفال بشكل تلقائى من خلال كلمة «يامى» التى يكررها المطرب عشرات المرات. الغموض ازداد أكثر عندما اختار «بيبر» أن يُعلن لجمهوره عن أغنيته يوم عرضها من خلال نشر صورة لاسم الأغنية واضعًا كل حرف من حروفها على هيئة قطعة من الـ «بيتزا».. وهى إشارة أخرى إلى عالم الـ«بيدوفيليا» حيث إن رمز الـ«بيتزا» له معنى مشين يستخدم فى دوائر الأشخاص المتورطين فى الإتجار الجنسى للأطفال وهؤلاء الذين يمارسون الجنس مع الأطفال فهى تعنى «بيدوفيليا» أو الطفل الذى أحبه. كما نشر «بيبر» -خلال الدعاية للكليب- صورة له مرتديًا ملابس تظهر عليها صورة الدب الذى يرمز للـ«بيدوفيليا» والذى يطلق عليه «بيدوبير» ويستخدمه أصحاب تلك الميول الشاذة كطُعم لجذب الأطفال ثم أصبح يستخدم فى أفلام الكارتون كرمز لهؤلاء بهدف السخرية منهم. ولم تكن تركيبة الكلمات وصور الأطفال التى نشرها «بيبر» على انستجرام هو فقط ما آثار الشكوك ولكن تصوير الأغنية أيضًا جاء مؤكدًا لتلك الشكوك إذ تبدأ الأغنية بمجموعة من الأطفال الذين يعزفون الموسيقى بأحد المطاعم الفاخرة لتسلية الضيوف الذين ليس بينهم أى طفل..والأطفال هنا هم التسلية أو أداة الاستمتاع لضيوف المطعم الذين ظهروا فى الكليب بمظهر غريب حيث ارتدوا ملابس بألوان قوية ووضعت السيدات ماكياجًا صارخًا، رواد المطعم كانوا ينتمون للطبقة الراقية وظهروا يستمعون إلى الموسيقى ويأكلون بنهم شديد ليزداد الغموض حول طبيعة مرتادى المطعم ذو الديكورات الفاخرة.. فهل كان ذلك تأكيدًا لفكرة الترويج للـ«بيدوفيليا» من خلال إظهار الطبقة الثرية التى ينتشر بينها هذا النوع من الإتجار الجنسى بالأطفال ويمارسونه بشكل طبيعى، بينما يراهم الناس خارج دوائرهم مرضى شواذ الميول، ولذلك كان لابد من إظهارهم بشكل غريب للتأكيد على المغزى الحقيقى للكليب؟ الأغنية تنتهى بالتركيز على طبق به قطعة حلوى يأكلها أحد رواد المطعم لتظهر على الطبق صورة لـ«بيبر» فى طفولته؛ بينما تظهر تحت الصورة كلمة «yummy» وهو المشهد الوحيد الذى اختار المغنى الشاب أن ينشره على حسابه كدعاية للكليب. والسؤال هنا: هل تم استخدام «بيبر» من جانب صناع الموسيقى المرتبطين بشكل وثيق مع رجال أعمال الطبقة الراقية الذين لا يرون أى غضاضة فى الاستغلال الجنسى للأطفال واغتصابهم ويتعاملون معها على أنها ميول جامحة فحسب ولا يرونها جريمة؟ هل أراد هؤلاء استغلال شهرة المغنى الشاب وتعلق المراهقين به لكى يروجوا للـ«بيدوفيليا» بحيث تصبح أمرًا ممكن تقبله مثلما حدث مع زواج الشواذ الذى كان مرفوضًا فى الماضى ثم أصبح اليوم مشروعًا وقانونيًا؟ الغريب أن «بيبر» نفسه انتقد الطبقة الراقية المتحكمة فى صناعة الموسيقى واتهمهم بممارسة «البيدوفيليا»، وذلك فى الفترة التى انتشرت فيها حملة «أنا أيضًا» أو «ME TOO» التى شنتها نجمات هوليوود معلنات عما تعرضن له فى بداياتهن الفنية من تحرش على يد المنتجين وصناع السينما فى الولايات المتحدة الأمريكية، وفى تلك الفترة روى «بيبر» قصة تعرضه لضغوط فى بداياته لممارسة الجنس مع طفل صغير خلال حفل إقامة عدد من الأثرياء من صناع الموسيقى الأمريكية مؤكدًا أنه رفض ارتكاب تلك الجريمة، لكنه لم ينقذ الطفل الذى عرف فيما بعد أنه تعرض للاغتصاب حتى الموت. «بيبر» صرح حينها بأنه كان يعرف أنه إذا وافقهم فسوف يقومون بتصويره ومن ثم إجباره على السير فى الطريق الذى يرسمونه له. تلك الواقعة تشير إلى أن «بيبر» مفترض أنه يرفض «البيدوفيليا» فهل كان هدفه من تلك الأغنية هو فضحهم.. إذا كان هذا هو هدفه بالفعل فقد أخطأ الهدف تمامًا لأن الكليب يروج لهم أكثر مما يفضحهم خاصة مع انتشار الأغنية ونجاحها الكبير والدعاية المشينة التى استخدمها «بيبر» نفسه للترويج لأغنيته. >