السبت 19 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الفريضة الوطنية والخيانة العظمى

الفريضة الوطنية والخيانة العظمى

عندما يهل علينا شهر يناير تتراءى أمام عينى أحداث ومشاهد لا تفارقنى لها قرابة العشر سنوات، ولأن الأمر لم ينته بعد كما يحاول البعض أن يقلل من التحديات والمخاطر التى تحيق بنا من كل جانب مما يعرض أمننا القومى لتهديدات لا يمكننا تفاديها إلا بقيادة سياسية وعسكرية قوية وحكيمة. وعندما يقول الرئيس إن علينا الحفاظ على بلدنا حتى لانذوق ما يتجرعه إخواننا العرب من حولنا فإنها حقيقة، وعندما نقول إننا نسيج وطنى واحد مسلم ومسيحى فهذا ليس كلامًا استهلاكيًا إعلاميًا أو سياسيًا. ببساطة عندما رفضنا (حكم الإخوان) كنا مسلمين ومسيحيين هذا مطلبنا نزلنا فى 30 يونيو 2013 متشابكي الأيدى نهتف سويًا (يسقط حكم المرشد)، هذه الثورة الشعبية الجليلة هى التى تجعل أعداءنا عاجزين تمامًا عن النيل منا، حاولوا بفتن طائفية وفتاوى لا تجوز فى القرن الـ21 أن يفرقوا بيننا زاعمين ما ليس له علاقة بالدين (نقول لإخوتنا المسيحيين كل سنة وأنتم طيبين ولاّ حرام) حقيقة مقولة يخجل منها أى إنسان، ولكن أبدًا لم ينصع أحد طرفى النسيج الوطنى إلى هذه الخزعبلات المفرقة التى هى من نبت (الإخوان) وأعوانهم والتى جعلت من ليبيا مرتعًا لحرب أهلية بين أبناء دين واحد ولكنهم للأسف قبائل متفرقة. هذه الحالة المصرية هى التى جعلت لدينا إيمانًا قويًا بوحدة جيشنا وأن نقدر قادته ونجلهم ونثق بهم ويبقى أفراد شراذم تغرهم السلطة التى لا تتناسب ومقدراتهم الشخصية، ولكن ضعف نفوسهم يجعلهم يسيئون للوطن الذى حبه وحمايته فريضة أوجبها الإله، واستوقفنى لماذا تدعم مصر وزعيمها الرئيس السيسى القائد الليبى خليفة حفتر؟ والإجابة تقول إن الرئيس عندما كان وزير دفاع وتحديدًا فى 2013 قام بدعم الجيش الليبى الذى كان يقوده وقتذاك  (لواء يدعى يوسف المنقوش) والذى قام بزيارات متكررة للقاهرة وذلك لطلب إعادة بناء وتدريب الجيش الليبى الوطنى حسب المؤتمر الوطنى العام الذى كان يدير الشئون الليبية وقتها، وبالفعل فتحت مصر أبواب كلياتها ومعاهدها العسكرية لإخوتنا الليبيين، وكان المنقوش نفسه خريج الكلية الحربية المصرية عام 1973، ولم تكن عليه أى عوارض إخوانية حتى إنه استمر يخدم بالجيش الليبى فى عهد القذافى حتى أحيل للتقاعد بشكل قانونى وليس لأى سبب آخر، ثم عاد بعد الإطاحة بالقذافى وكان قد مر على تقاعده عشر سنوات، ولكن شراهته للسلطة جعلته يبيع نفسه لمن يشترى، فكان من نصيب تركيا شراؤه بأبخس الأثمان (خيانة الوطن) هذا المنقوش الذى يعيش هاربًا الآن فى أنقرة وينال من وطنه ليبيا ومن الأم الكبرى مصر يطلب من أردوغان أن يزود الميليشيا فى بلاده بأسلحة دفاع جوى تحميهم من الجيش الوطنى الليبى الذى يدافع عن أرضه وعرضه، هذا المنقوش الذى يعتبر مهندس الاتفاق الخسيس والوسيط الخائن لتحتل تركيا بلاده وتهدد دول الجوار، اكتشفت خيانته فى 23 أبريل 2013 وكان قبلها بأسبوع واحد فى مصر يماطل توقيع بروتوكولات تدريب الجيش الوطنى. فى ذلك التاريخ قررت لجنة الدفاع بالمؤتمر الوطنى العام إقالة (يوسف المنقوش) عندما أثبتوا المؤامرة التى يحيكها لبلاده وحسب قول اللجنة (إن هناك من يريد ليبيا من دون جيش، وأن المنقوش لم يقدم شيئًا منذ الثورة الليبية) وكانت وحدات من الجيش الليبى هى التى طالبت بإقالته وذكرت أنه يؤخر تفعيل الجيش واستقرار البلاد، وبعد إقالته ذهب للبلد الذى اشتراه وكون ميليشيا أطلق عليها (الدروع) دربت بتركيا، وأخذ يظهر فى القنوات الممولة إخوانيًا بأنقرة ليشيد باتفاقيات الإخوانى فايز السراج والإخوانى رجب أردوغان، ليظهر المنقوش حقده على مصر التى علمته بأهم صرح وطنى فيها (الكلية الحربية) وليتشدق بأن اتفاقية السراج - أردوغان قطعت الطريق على مصر وحرمتها من تنفيذ اتفاقياتها مع اليونان وقبرص. الحقيقة أن حالة المنقوش ذكرتنى بالفريق (سامى عنان) الذى وضع يده فى يد الإخوان من أجل شراهته للسلطة الذى هو غير أهل لها بكل المقاييس السياسية والعسكرية أيضًا، وربما لو كان عنان خارج المحبس لفكر هو الآخر أن يكون حليفًا لتركيا ضد بلاده أو وجدناه فى قنوات الإخوان بأنقرة يقول ما يحلو له للنيل من مصر وشعبها ورئيسها لأنه سيعتبرهم من حرموه السلطة والحكم مثله مثل الإخوان وربيبهم أردوغان، إنها لخيانة عظمى مؤلمة عندما تأتى من رجال ضلوا طريق الوطن وعشقوا بيع أنفسهم للشيطان.. وعندما عين خليفة حفتر فى مارس 2015 قائدًا للقوات المسلحة الوطنية والمدعومة من مجلس النواب الليبى المنتخب والجهة النيابية والتشريعية الوحيدة بالبلاد حتى الآن وبعد حل المؤتمر الوطنى العام، وحفتر هو من ضباط ثورة الفاتح من سبتمبر 69 والتى أتت بالقذافى على رأس السلطة فى ليبيا إلا أنهم بعد ذلك اختلفوا طبقًا لنظرة كل منهم للدواعى الاستراتيجية وخاصة بعد الحرب مع تشاد والتى تم فيها أسر حفتر ليكون خلال أسره مع مجموعة من زملائه ما أطلقوا عليه (ضباط للإطاحة بالقذافى) وتم فك أسره بموجب صفقة أمريكية عام 90 وسافر بعدها لواشنطن هاربًا من القذافى الذى حكم عليه بالإعدام، ولم يأت إلا بعد الإطاحة بالقذافى لقيادة جيش بلاده بوطنية وحميمية لدول الجوار وعلى رأسهم مصر.