الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عن البلطجة فى الرياضة

نشاهد فى تليفزيونات بلاد بره.. رئيس النادى المهزوم يجلس بجوار الرئيس الفائز.. يبتسم فى ود.. على اعتبار أن الرياضة وسيلة للتفاهم والحب.. ونشاهد المدرب الفائز أيضًا مع المهزوم ويتمنى له حظا أوفر فى مباريات قادمة.. ولاعبى الفريقين يتبادلان التحية والفانلات والأعلام التذكارية.. إلا عندنا.. ورئيس النادى يمارس البلطجة ولسانه ينقط شتائم.. ولولا الملامة لأمسك بمطواة قرن غزال.. يعتدى بها على كل من يقف فى طريقه من لاعبين وحكام وإداريين ورجال شرطة.



لا يعرفون فى بلاد بره ظاهرة الانسحاب من تسلم الميداليات التذكارية بسبب الحصول على المركز الثانى.. مع أن الثانى شرف وانتصار.. لكنها روح التعصب نشاهدها جهارا نهارا فى جهاز التليفزيون يدخل للبيوت. لا يعرفون هناك ظاهرة الانسحاب من المؤتمر الصحفى بعد المباراة بحجة مقاطعة أنشطة الاتحاد.. مع أن اللوائح تقتضى ضرورة حضور مدرب الفريق الفائز والفريق المهزوم للإجابة على تساؤلات وأسئلة واستفسارات الإعلام الذى يشاهد المباراة وينقلها للمشاهدين! لا أعرف على من تقع المسئولية بالضبط... لحماية أولادنا وعائلاتنا فى البيوت.. وعلى من تقع مسئولية حماية الأخلاق الحميدة.. وقد كنت أتصور أن يسارع حضرة وزير الشباب بإبعاد المخالفين عن الساحة الرياضية،  خصوصًا أن وزير الشباب والرياضة هو المسئول عن تنظيم وترتيب البيت الرياضى العام. كنت أتصور أن وزير الداخلية.. وقد تلقى تقريرا من رجال الأمن.. سوف يصدر فرمانًا عاجلا باعتقال رموز البلطجة فى الساحة الرياضية. وأن يسارع وزير الإعلام بالإعلان عن مقاطعة مباريات النادى الذى يمارس فيه الرئيس شغل البلطجة والصوت العالى. أخشى أن أقول إن رؤساء النوادى لهم حصانة خاصة كالحصانة البرلمانية.. لا يجوز الاقتراب منهم ومحاسبتهم.. حتى لو مارسوا البلطجة وخرجوا عن شعورهم واعتدوا بالضرب والقول على اللاعبين والمتفرجين والحكام ورجال الأمن. وهيبة الدولة على المحك.. ولجنة اتحاد الكرة أصدرت قرارا بالإيقاف على المتجاوزين والقرار لم ينفذ.. وكنت أتصور أن يصدر قرار فوقى لإيقاف رئيس النادى الذى غادر موقعه بالمقصورة ليقتحم أرض الملعب للاعتداء على حكم المباراة.. وبالمرة وفوق البيعة يعتدى بالسب على لاعبى الفريقين.. فى سابقة لا تتكرر أبدا تؤكد لنا بالصوت والصورة أن التعصب والبلطجة يصدران عن الكبار.. ولا يقتصران على المتفرجين المتهورين.. أو اللاعبين الفتوات! العيب كل العيب أن رجال الأمن اكتفوا بحماية الحكم وإبعاد رئيس النادى البلطجى وخلاص.. كفى الله الأمن شر القيام بواجبهم.. وكان أقل ما يفعله هو جرجرة رئيس النادى لقسم الشرطة واعتقاله بتهمة البلطجة. ووالله لو حدث ذلك فى بلاد برة لقامت الدنيا.. وأحد اللاعبين بصق على الجمهور.. فاعتقلته الشرطة وقدمته لمحاكمة عاجلة وسجن ثلاثة أشهر كاملة. وإذا لم يطبق قانون البلطجة على من يمارس السب العلنى والقذف والفتونة والإجرام علنا.. وأمام الجماهير فى المدرجات.. والعائلات فى البيوت بما يعنى بمقاييس الرياضة الفضيحة أمام الرأى العام المصرى والعربى.. الذى يتابع مباريات الكرة عبر الفضائيات.. لتكون الفضيحة بجلاجل وشراشيب. بوضوح وصراحة.. إذا لم يطبق قانون البلطجة على بلطجة الملاعب فمتى يطبق إذن؟!>