الخميس 19 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مستشار السوء!

مستشار السوء!

عندما يخرج علينا المدعو سيف عبدالفتاح الإخوانى الهارب خارج البلاد، وأحد مستشارى الرئيس المعزول محمد مرسى السابقين، بتصريحات يؤكد فيها أنه وجميع مستشارى المعزول كانوا يتولون مجرد مناصب رمزية لا يؤخذ برأيهم فى أى قرار يتعلق بشئون الدولة والمواطنين، ففى هذا تأكيد على أن مصر فى عام حكم الإخوان كانت تدار من المقطم (المقر الرئيسى لجماعة الإخوان) حيث كشف المستشار السابق الوهمى، أن القرارات كانت تأتى لمؤسسة الرئاسة من مكتب الإرشاد التابع للجماعة مباشرة، ليتم تنفيذها فى التو واللحظة، ودون مناقشتها أو بحثها ومدى جدواها من أهل الخبرة أو العلم، كما هو متبع ومعمول به فى كل دول العالم، لاعتماد من يتولى مقعد الرئاسة وقتها على أهل الثقة من أعضاء جماعته، ولذلك لم يكن هو أو باقى المستشارين الذين تم تعيينهم من قبل مرسى، سوى مجرد قطع ديكور تمت الاستعانة بها لتزيين وتحسين شكل المنزل أمام الناظرين، حتى يتصور القاصى والدانى أن الجماعة إياها (أو من خلال رجلها مرسى) لا تبحث سوى عن الديمقراطية وتطبيقها التى تعد أقصى أمانيهم (كما يدعون)، تنفيذًا لشعارهم الخادع الذى اعتادوا أن يروجوه بيننا وقتها (مشاركة لا مغالبة)، مصورين أنفسهم أمام العالم الخارجى أن حكمهم يأخذ بالديمقراطية القائمة على مبدأ الشورى فى اتخاذ القرار (جميعها أمور شكلية ثبت عكسها على أرض الواقع) لأنها ديمقراطية لا يعتد بها فى مجالسهم وغرفهم المغلقة، التى لا تعرف سوى مبدأ السمع والطاعة ولا شيء سواه.. السؤال هنا والذى يفرض نفسه: لماذا قبل هذا السيف أو غيره من مستشاري السوء أن يقبلوا على أنفسهم بأن يصبحوا مثل (الأطرش فى الزفة)؟ وهل كان ذلك لمجرد الحصول على مقابل مالى بعد الذى (غرفوه) هم وجماعتهم من حر مال مصر والمصريين؟، أم أنهم كانوا يسعون للحصول على المزيد من النفوذ لهم ولأبنائهم من بعدهم، وهو النفوذ الذى حقق لهم العديد من المكتسبات العينية والمادية، رغم أن غالبية المصريين لم تكن تعرف عنهم شيئًا، اللهم  من خلال تواجدهم الدائم على شاشات الفضائيات بعد تولى جماعة الإخوان الحكم عن طريق تابعها مرسى، ليستمروا فى أداء دورهم المرسوم لهم بدقة فى مقر المقطم فى خداع جل من يوجد على أرض مصر، كما توهموا هم أو من عينوهم، متناسين أنهم شاركوا وبمحض إرادتهم قيادات الجماعة المحظورة، فى قرار بيع مصر وشعبها لمن يدفع أكثر (قطر وتركيا وإيران مثالًا)، وفى النهاية يتحدثون عن مصر والعروبة وأشياء أخرى هى بعيدة عنهم وعن أمثالهم جل البعد، ولمستشار السوء أقول: أعلم كما يعلم غيرى بأنك وباقى جماعتك من مستشارى (الغبرة) كنتم على دراية تامة بجل ما يحاك ضد مصر والمصريين، ولذلك لم نسمع يومًا أن أحدكم قد اعترض على قرار أو حتى استقال من هذه المناصب الشكلية كما يدعى كبيركم سيف، الذى بالمناسبة تقدم باستقالته من منصب مستشار الرئيس السياسى بعد أن ساهم فى ظهور إعلان مرسى الدستورى المعيب، الذى عصف برئيسه الذى عينه مستشارًا له، وليس نتيجة لأحداث الاتحادية كما يدعى، الغريب أن مستشار السوء السابق لم ينطق أو يدلى بكلمة منذ رحل مرسى وجماعته، وهروبه إلى دول تسعى بكل جهدها للعمل ضد مصر وشعبها، حيث يرتزق من خزائنها ويقال إنه حصل على جنسيتها، لكنه الآن والآن فقط قرر أن يتحدث ليغسل يده من دماء خيانة الوطن، قافزًا من سفينة جماعته الإرهابية، التى بسببها جعلته يعيش طريدًا خارج البلاد، لعله يجد مخرجًا قد ينفعه يومًا، عندما يأتى وقت حسابه عما ارتكبه هو وجماعته فى حق هذا الوطن ومواطنيه.