الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أول وثيقة تنظيمية تثبت علاقة النهضة الطاجيكى بإرهاب دولى الإخوان

إرهابيون فى حدائق «روســيـــا» الخلفــيــة

بصورة إجمالية (كما أوضحنا بالحلقة الرابعة من الدراسة)، كان «تنظيم الإخوان الدولى»، بداية من منتصف عقد الألفينيات الأول، يتحرك داخل منطقتى: آسيا الوسطى وشمال القوقاز، اعتمادًا على ثلاثة فروع رئيسية، هى: (فرع قيرقيزيا وتركمانيا/ فرع كازاخستان وأوزبكستان/ فرع شمال القوقاز).. وبداية من نصف الألفينيات الأول، كان يسعى لتأسيس فرع جديد بـ«طاجيكستان» (داخل مكتب آسيا الوسطى التابع للتنظيم).



 

.. و«طاجيكستان» هى واحدة من خمس جمهوريات بـ«آسيا الوسطى» أصبحت مستقلة فيما بعد تفكك الاتحاد السوفيتى بالعام 1991م (أى إلى جوار كل من: كازاخستان.. وقيرقيزيا/ قيرغيزستان.. وتركمانيا/ تركمانستان.. وأوزبكستان).. وكان لهذا الاستقلال المفاجئ أثره المباشر على أوضاع تلك الجمهوريات الخمس من النواحى: السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. إذ باتت تلك الجمهوريات فى مواجهة مع المستقبل؛ بسبب ما تركته آثار الانفصال من أزمات وتفكك داخلى على كثيرٍ من القطاعات بهذه الدول. وكان من تداعيات تلك الأزمات، ما باتت تواجهه «طاجيكستان» بالعام 1992م (أى العام التالى لانهيار الاتحاد السوفيتى مباشرة).. إذ سقطت البلاد - بشكل سريع ومفاجئ - ضحية لحرب أهلية شرسة (امتدت حتى العام 1997م)، أسفرت عن آلاف القتلى والجرحى.. كما لجأ «عشرات الآلاف» إلى مغادرة البلاد نحو «أفغانستان» (المجاورة من الجنوب)، بفعل عمليات «المد الأصولى» التى كان يقودها تيار «الإسلام السياسى» حينئذ، إلى جانب تأجج حالات الصراع الداخلى.. وهو ما أدى - فى النهاية - إلى تحطيم اقتصاد طاجيكستان (الضعيف من حيث الأصل).. ومن الناحية «الجيو- سياسية»، كان أن ظهر عدة اتجاهات داخلية، تتصارع فيما بينها على توجيه «ميزان القوى الطاجيكى» الجديد؛ إذ كانت تلك الاتجاهات، هى: الاتجاه الديمقراطى، والاتجاه القومى، والاتجاه الإسلامى (المدعوم - غالبًا - من قبل تيار «الإسلام السياسى»). .. وكانت تلك الاتجاهات تتوزع على عدد من الأحزاب والمنابر، منها: «الحزب الشيوعى»، و«حزب الشعب الديمقراطى»، و«حزب الوحدة الشعبية»، و«حزب العدالة»، و«الحزب الاشتراكى الطاجيكى»، و«مؤتمر الوحدة الشعبية»، و«حزب النهضة الإسلامية» (الفرع الطاجيكى لتنظيم الإخوان الدولى).  وانطلاقًا من مساحة الحركة، التى أصبحت أكثر رحابة بالنسبة للاتجاه الثالث (أى تيار الإسلام السياسى)، كان أن بدأ «تنظيم الإخوان الدولى» فى السعى نحو ملء الفراغ (فى مواجهة التيارين الآخرين)؛ إذ أولى التنظيم - وفقًا لوثائقه الداخلية - أهمية قصوى للحالة الطاجيكية، باعتبارها إحدى الدول الإسلامية الجديدة (!) 

1 - من طاجيكستان إلى القاعدة:

فى الواقع.. كان يعود تصور تنظيم الإخوان الدولى عن «طاجيكستان» بوصفها دولة إسلامية جديدة (رُغم مدنية التشريعات بها) إلى حركة تيار «الإسلام السياسى» بدول آسيا الوسطى (و«طاجيكستان» على وجه الخصوص)؛ إذ أفرزت تلك الحركة وجود «منظرين»، و«تيارات مؤدلجة»، و«جماعات مصالح» خلال الحقبة السوفيتية.. ليخرج الأمر - فى النهاية - من محاولة «تقوية مظاهر التدين» إلى حيز «الصراع الطاجيكى» كالعادة. ففى منتصف سبعينيات القرن الماضى.. استطاع عدد من الشباب المتأثر بأفكار «حسن البنا»، و«سيد قطب» (فى أعقاب الدراسة الدينية بالقاهرة، والأزهر) أن يضع نواة حركة إسلامية (سرية)، تعمل وفقًا للمناهج التربوية لتنظيم الإخوان.. وحملت هذه الحركة اسم: حركة «النهضة الإسلامية» (Nahzati Islomi).. إذ أصبحت النهضة - بمرور الوقت - هى الواجهة الحركية لتيار الإسلام السياسى بـ«طاجيكستان». وفى العام 1986م، تم إلقاء القبض على الشيخ «سيد عبدالله نورى» (Said Abdullo Nuri)، قائد الحركة، وعدد من العناصر الإسلامية الأخرى، على خلفية اضطرابات داخلية، و«تجمعات اعتراضية» كانت الحركة أحد مصادرها الرئيسية.. وأُدين «الشيخ نورى» فى فبراير من العام 1987م بتهمة «نشر أخبار كاذبة» ضد الحكومة، وحُكم عليه بالسجن لمدة عام ونصف العام.. إلا أن الحركة استطاعت خلال تلك المرحلة أن تفرض وجودها بالشارع الطاجيكى، وأن تستثمر - كذلك - التغييرات السياسية والاقتصادية التى أحدثها «جورباتشوف» (البيريسترويكا) فى أن تواصل انطلاقها الداخلى؛ إذ باتت الحركة على يقين بأن وجود كيان سياسى يمثل التيار الإسلامى أصبح ضرورة لدى عديدٍ من عناصر هذا التيار(!).. وبالتالى.. تم الإعلان عن تأسيس «حزب النهضة الإسلامية» بالعام 1990م.. رُغم أن البرلمان الطاجيكى (المجلس العالى) لم يقبل تسجيل حزب النهضة رسمياً قبل أكتوبر من العام 1991م. ومع انهيار الاتحاد السوفيتى، وبدء الحرب الأهلية الطاجيكية، كان أن استقر «الشيخ نورى» بالعام 1993م، مع عديد ممن أطلق عليهم اسم «المجاهدين» بأفغانستان.. وداخل أفغانستان كان أن تقارب «الشيخ نورى» ورجاله مع رجل تنظيم القاعدة وقتئذ «أسامة بن لادن».. ووفقًا لإحدى وثائق «الاستخبارات الأمريكية»(1)، كان «الشيخ نورى» هو إحدى حلقات الاتصال بين القاعدة وطهران (رُغم عدم وجود أدلة استخبارية أخرى على التنسيق بين الطرفين).. وبحسب تقرير لـ«نيويورك تايمز» (اعتمد على التقرير الاستخبارى ذاته)؛ فإنّ الشيخ «عبد الله نورى» (الحليف المقرب من أسامة بن لادن) اتصل فى 31 يوليو من العام 1996م بأحد عملاء «وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية» بمدينة «طالقان» الأفغانية(2).. وطلب عقد لقاء بين «أسامة بن لادن» وممثل عن النظام الإيرانى.. وحث «نورى» - وفقًا للتقرير - الإيرانيين على الاتصال بزعيم القاعدة (كان يُقال - حينئذ - إنه بمدينة «جلال آباد» فى أفغانستان).. إلا أنَّ ضابط «الاستخبارات الإيرانية» طلب أن يكون اللقاء فى «طالقان» لا «جلال آباد».. وتضيف الوثيقة: أجاب «الشيخ نورى» بأن «أسامة بن لادن» تردد فى قبول هذا الأمر خشية الاستهداف أثناء السفر.. لذلك عليهم (أى الإيرانيين) إرسال ممثل عنهم للقاء زعيم القاعدة فى جلال آباد بدلاً من ذلك. ورُغم أن التقرير الاستخبارى (الوثيقة) تشكك فى أنَّ الإيرانيين استجابوا لهذا الأمر؛ فإن تقرير «نيويورك تايمز» أعاد التأكيد على أن ما قام به «نورى» لم يكن هو التحرك الأول فى هذا الصدد.. إذ شهد ديسمبر من العام 1995م، قيام «مصطفى حامد»، المعروف أيضًا باسم: «أبو الوليد» (مصرى مرتبط بالقاعدة) بزيارة إيران، وفقًا لتقرير استخبارى أمريكى(3). ووفقًا لوثائق تنظيم الإخوان الدولى.. خاض «نورى» خلال الفترة نفسها عديدًا من جولات التفاوض مع الحكومة الطاجيكية (بدأت فى العام 1995م، واستمرت لمدة عامين).. وهى المفاوضات التى التقى خلالها الرئيس الطاجيكى «إمام على رحمانوف» نحو سبع مرات (خارج البلاد).. إذ انتهت تلك المفاوضات بتوقيع اتفاقية السلام بينهما فى 27 يونيو من العام 1997م. 

2 - التبعية للتنظيم الدولى:

لسنوات عديدة (منذ عودة «نورى» إلى طاجيكستان، ثم وفاته.. وإلى اللحظة) لم يكن هناك أى إشارات (بحثية) أو أمنية على وجود علاقات [موثقة] بين «حزب النهضة» الطاجيكى و«تنظيم الإخوان الدولى» من الناحية التنظيمية.. إذ كان يكتفى أغلبُ الدراسات السابقة التى تعرضت لهذا الأمر بالإشارة إلى «التقاطعات الفكرية» بين الطرفين (من دون الإشارة إلى التقاطعات التنظيمية). وفى الواقع.. لم يكن لهذه الآراء أى نصيب من الصحة؛ إذ وفقًا لوثائق التنظيم، كان أن مد «الإخوان» قنوات التواصل بـ«الحركة الإسلامية الطاجيكية» منذ انهيار الاتحاد السوفيتى.. كما تمت دراسة إمكانية استثمار هذه الحركة [وحزبها] لحساب تنظيم الجماعة الدولى، بالتزامن مع وضع «الخطة الاستراتيجية» للتنظيم فى آسيا الوسطى وشمال القوقاز.. ومع انفراج الأوضاع بالنسبة للحركة فى النصف الأخير من التسعينيات، تعمق التواصل بين «الشيخ نورى» وأمانة التنظيم الدولى (بلندن).. ومع تأسيس ما عُرف باسم «الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين» تحت قيادة الداعية الإخوانى المتطرف «يوسف القرضاوى» فى العام 2004م، تم إلحاق نائب رئيس الحزب «د.محيى الدين كبيرى» (Muhiddin Kabiri) كأحد أعضاء الاتحاد البارزين.. ثم تم تأسيس مكتب يتبع التنظيم لـ«طاجيكستان» وحدها (اعتمادًا على حركة وحزب النهضة). وبحسب وثائق التنظيم ذاتها.. كان أن شهدت أروقة التنظيم فى 29 إبريل من العام 2006م، أحد اللقاءات التنظيمية (المُهمة) بين ممثلى «النهضة الطاجيكى» (الحركة والحزب)، وأمانة التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية؛ لتشبيك العمل بين الطرفين (بصورة مؤسسية)، والاستفسار عن بعض الأمور الخاصة بـ«الحزب»، والوضع الإسلامى و«التربوى» الخاص بأبناء الحزب والشعب الطاجيكى بصفة عامة.. إلى جانب تبادل المعلومات.. وكان من بين «التوصيات» التى أسفر عنها اللقاء (وفقًا لمنطوق وثيقة الاجتماع بين أمانة التنظيم الدولى و«النهضة» الطاجيكى): أولاً: بخصوص الحوار المقترح من قبل إحدى المؤسسات الأوروبية على «مركز الحوار»، التابع لـ«حزب النهضة» الطاجيكى(4)، فقد تبين لنا الآتى:  الموضوع هو مشروع الحوار مع العالم الإسلامى.  مدير المؤسسة هو «جان نيقولا بيتر»(5).  تمويل المؤسسة من قبل وزارة الخارجية السويسرية.  تم التواصى على تأجيل الموضوع إلى ما بعد انتخابات الرئاسة [الطاجيكية] فى نوفمبر 2006م.  المتابعة للحصول على معلومات تفصيلية عن المؤسسة من قبل «مركز الحوار». (أى أننا - والقول لنا - كنا أمام حالة مباشرة من «التنسيق المعلوماتى» بين الطرفين.. وهى حالة لا تتأتى تلقائيًّا بطبيعة الحال؛ إذ سبقتها - يقينًا - حالات تنسيقية أخرى على مدار سنوات سابقة، أسهمت، بدورها، فى تعميق الثقة والتبعية التنظيمية). ثانيًّا: بخصوص الانتخابات الرئاسية المقبلة فى طاجيكستان (نوفمبر 2006م)، وبعد تدارس أوضاع الحزب والظرف السياسى.. فقد تم التواصى على:  النصح بعدم دخول الانتخابات أو التنافس مع الرئيس الحالى.  الحصول فى المقابل على مكاسب خاصة بالعمل الدعوى والتربوى والاجتماعى للتواصل مع المجتمع الطاجيكى. (وهو ما يعنى - جزمًا - أن علاقة «النهضة الطاجيكى» بدولى الإخوان، كانت قد وصلت إلى مرحلة «الولاء التنظيمى» خلال الفترة التى شهدت اللقاء). ثالثًا: بخصوص الوضع التنظيمى للحركة الإسلامية فى طاجيكستان.. تم التواصى على الآتي:  دراسة الفصل بين الحركة والحزب.. على أن يكون الحزب هو واجهة العمل السياسى للحركة.. والحركة هى التنظيم الدعوى والتربوى.  ليس بالضرورة أن يتم الإعلان عن الهوية أو الاسم.. والمهم هو المضمون. (وهو ما يعنى - بالتبعية - أنه كان هناك حرص شديد من قبل الطرفين (أى: دولى الإخوان، والنهضة الطاجيكى) على أن تبقى العلاقة التنظيمية فيما بينهما سرية، إلى الحد الذى يسمح بتمرير أهداف الجماعة بمنطقة آسيا الوسطى). رابعًا: بخصوص إدارة الحركة الإسلامية فى طاجيكستان فقد تم التواصى على:  إعطاء مساحة أكبر للشورى والبعد عن الانفراد بالقرارات؛ خصوصًا فى الأمور الاستراتيجية بعد الشوط الكبير الذى قطعته فى ذلك طبقا لتوجيهات «الشيخ النورى».  الاتجاه أكثر نحو العمل المؤسسى وطبقا لمتطلبات العصر الحالى. (وفقًا لتقارير إخبارية متنوعة، كان الشيخ «سيد عبدالله نورى» يعانى من مرض السرطان، ويتلقى العلاج بألمانيا.. وكان وضعه الصحى - خلال هذه الفترة - صعبًا؛ إذ توفى بعد هذا الاجتماع بنحو 100 يوم فقط.. ويبدو أن تلك الوفاة كانت متوقعة؛ لذلك تم طرح شأن قيادة الحركة الإسلامية الطاجيكية خلال الاجتماع.. خصوصًا بعد أن أصبحت الحركة وحزبها «النهضة الطاجيكى»، واقعيًّا ثانى أكبر قوة سياسية تتحرك على الأرض فى طاجيكستان.. بهذا التوقيت). 

3 - قرارات تنسيقية:

كان من بين «القرارات» التى تم الاستقرار عليها خلال اللقاء نفسه؛ لتعميق أوجه التنسيق بين الطرفين: (أ)- تشكيل لجنة عليا للمتابعة من قبل الحركة الإسلامية الطاجيكية ومن قبل «أمانة التنظيم الدولى» (بقيادة شخص يُدعى «أبو هشام»، والشيخ «نورى»).. على أن يتم تمثيل كل طرف بعضوين [بخلاف القيادة]، يتم ترشيحهما من كلا الطرفين خلال شهر من تاريخه (أى خلال شهر مايو من العام 2006م).. وتكون لقاءات اللجنة دورية كل ستة أشهر على الأقل.. أو إذا دعت الضرورة لذلك. (ب)- ترتيب اللقاء الأول للجنة فى لندن (أى حيث تتواجد قيادات التنظيم الدولى) فى نهاية النصف الأول من شهر يوليو 2006م.. على أن يتم ترتيب لقاء فى التوقيت نفسه مع «الجهاز السياسى للجماعة»(6)، ومشاركين سابقين فى حوارات سابقة تمت مع مؤسسات أوروبية حول موضوع الحوار مع العالم الإسلامى. (ج)- تقرر زيارة «الشيخ نورى» فى ميونيخ أثناء علاجه هناك خلال الأسبوع المقبل (أى خلال الفترة من 6 إلى 13 مايو من العام 2006م)؛ لعيادته. (د)- مشاركة الحركة الطاجيكية بقدر الطاقة فى المعرض الإسلامى المقام فى لندن خلال شهر يوليو.. على أن يتم التنسيق مع المنسق العام للمعرض (د. عبد المنعم)(7).. وبالتنسيق مع مكتب آسيا الوسطى. (هـ)- اعتماد ميزانية إجراء دورة متخصصة فى مهارات الكمبيوتر والتعامل مع الإنترنت وتصميم المواقع الإلكترونية فى مدينة «دوشانبى» لمجموعة من شباب الحركة بالتنسيق مع مكتب آسيا الوسطى ومندوب المكتب المتواجد حاليا فى العاصمة (أبو عبد الله). (بحسب وثائق التنظيم خلال هذه الفترة كان أن رصد مكتب الإرشاد الدولى نحو 81 ألف دولار سنويًّا؛ لتغطية أنشطة من هذا النوع داخل آسيا الوسطى). (و)- ترشيح عضوين من علماء الحركة الإسلامية الطاجيكية؛ للمشاركة فى لقاء «الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين» (أى الاتحاد الذى أسسه الداعية المتطرف يوسف القرضاوى)، المزمع عقده فى تركيا فى 9 يوليو 2006م.. على أن يتم التنسيق المباشر مع الأمين العام للمجلس ومكتب آسيا الوسطى. (ز)- ترشيح عدد من البرلمانيين الطاجيك الحاليين أو السابقين (من أبناء الحركة)؛ للمشاركة فى المؤتمر التأسيسى لاتحاد البرلمانيين المسلمين المزمع عقده فى «جاكرتا» خلال شهر سبتمبر 2006م.. على أن يتم التنسيق المباشر مع «عبد المجيد المناصرة»(8)، ومع مكتب آسيا الوسطى. (ح)- إعداد دراسة تفصيلية عن الوضع العام والأوضاع السياسية للدولة (أى الدولة الطاجيكية) من قبل اللجنة السياسية للحزب خلال شهر من تاريخه (أى خلال شهر مايو)؛ لعرضه على «الجهاز السياسى» قبل موعد لقاء لندن. (ط)- اختيار مندوب عن اللجنة السياسية للحزب يكون على اتصال مباشر مع «الجهاز السياسى» للاستشارات والتناصح.. وقد تم ترشيح «محيى الدين» (يقصدون: د.محيى الدين كبيرى) بصفته رئيسًا لمركز الحوار ونائبًا لرئيس الحزب وعضوًا برلمانيا.. وسيتم العرض على «الشيخ النورى» للموافقة. 

4 - تقاطعات مالية:

كان - كذلك - من بين ما شهدته وقائع اللقاء تنسيق الأمور المالية بين الطرفين، على مستويات «المشروعات الاقتصادية»، و«العمل الإغاثى» (الذى لطالما استخدمه التنظيم كغطاء إنسانى لتدوير معاملاته المالية).. وكان من بين توصيات هذا القطاع:  الاتفاق على إنشاء مكتب استشارى فى العاصمة (أى: مدينة دوشانبى) من المتخصصين؛ لإعداد دراسات جدوى لمشروعات اقتصادية تصلح للعرض على رجال الأعمال أو المؤسسات التمويلية.. وذلك بالتنسيق مع مكتب آسيا الوسطى.  التنسيق مع مكتب آسيا الوسطى للاستعانة ببعض الخبراء التابعين للحركة العالمية؛ لإعداد دورات متخصصة لرفع مستوى أداء أعضاء المكتب الاستشارى.  تنشيط إحدى المؤسسات المحلية التابعة للحركة الطاجيكية والتنسيق مع مكتب آسيا الوسطى؛ للقيام بجولة خليجية لتسويق بعض مشروعاتها والتواصل مع المؤسسات التمويلية الخيرية.  التنسيق مع الحركة لبذل الجهد لتسجيل عدد من المؤسسات الخيرية التى ترغب فى العمل من داخل طاجيكستان لصعوبة تنفيذها ذلك بمفردها.  إعداد ملف ببعض المشروعات الخيرية العاجلة ومحاولة تسويقها بالتعاون مع مكتب آسيا الوسطى؛ لتخفيف العبء على كاهل الحركة. (أى أن التنظيم - واقعيًّا - كان حريصًا على أن يُصدر خبراته الحركية فى توظيف العمل الإغاثى لحساب التنظيم إلى الحركة الإسلامية الطاجيكية.. ويبدو أنه نجح فى هذا الأمر، إلى وقت قريب، قبل أن تنقلب الأوضاع أخيرًا على الحزب فى طاجيكستان.. وهو ما سنعرض له لاحقًا). 

 

5 - آليات التجنيد: فى سياق البحث عن «البيئات الحاضنة» لنشر الفكرة الإخوانية داخل المجتمع الطاجيكى (بالتعاون مع حزب النهضة)، كان أن دارت بعض محاور اللقاء حول «العمل الطلابى»، وطبيعة المناهج التربوية، والعمل التنظيمى.. وكان مما خلصت إليه التوصيات:  إعداد دراسة عاجلة لمشروع معهد للدراسات العليا (مدته سنتان)، يمنح «دبلومة» فى التخصصات المختلفة للعلوم الشرعية والإدارية؛ بهدف استيعاب الطلاب العائدين من إيران (يوجد نحو ألف طالب، منهم 300 يدرسون العلوم الشرعية فى مدينة قم).. وذلك لتفادى خطورة التأثر بالعقيدة الشيعية مع التنسيق العاجل مع اللجنة العليا لسرعة تسويق المشروع لدى فاعلى الخير.  التوسع فى مشروع إعداد الكوادر وإعطاء أولوية خاصة لمنطقة طاجيكستان.. ومحاولة تبنى عشرة طلاب من المتفوقين فى الدراسة الثانوية فى العام المقبل (أى العام 2007م)، وتوزيعهم على التخصصات المختلفة التى تحتاج إليها الحركة.. وذلك للدراسة فى جامعة دوشانبى بالتنسيق مع مكتب آسيا الوسطى.  التنسيق مع مكتب آسيا الوسطى؛ لتوفير عدد من المنح الدراسية الشرعية فى الأزهر الشريف العام المقبل (أى العام 2007م)؛ لتكون بديلاً عن الدراسة فى إيران.  تشكيل لجنة فى العاصمة (أى العاصمة الطاجيكية: دوشانبى) يكون على رأسها مندوب من مكتب آسيا الوسطى (أبو عبدالله)، بالمشاركة مع مندوب يرشحه «الشيخ النورى»، تُعنى بصفة عاجلة بالملفات الثلاثة التالية: (الملف التربوى/ الملف الطلابى/ ملف دعاة المساجد).  يقوم مكتب آسيا الوسطى بتزويد اللجنة التربوية بالكتب والمناهج والدورات المتخصصة المطلوبة لرفع مستوى الأداء للمستهدفين. 

 

6 - مركزية الفرع الطاجيكى:

فى سياق كون «حزب النهضة الطاجيكى» هو الحزب الإسلامى (الوحيد) الذى يحظى بهذه الصفة داخل الدول المُستقلة عن الاتحاد السوفيتى السابق.. كان ثمة توجه من قبل «تنظيم الإخوان الدولى» لتوظيفه كحلقة اتصال رئيسية بين التنظيم وبعض الحركات أو الأفرع غير المكتملة بدول منطقتى: (آسيا الوسطى وشمال القوقاز).. وهى خطوة تستهدف الاستفادة من مساحة «الشرعية» المتاحة للحزب بدولته، وعدم إثارة انطباعات تنظيمية عن دور «مكتب الإرشاد الدولى» فى عمليات التواصل مع أطراف أزمات المنطقة المختلفة.. وعلى هذا.. كان أن طرح اللقاء جانبًا من مساهمة «حركة النهضة» فى الحل السياسى للقضية الشيشانية.. وكانت بيانات تلك المساهمة كما يوضحها نص الوثيقة التنظيمية، كالآتى: أولاً: تم عقد لقاء بين مسئول المكتب الشيشانى «د. إسلام حليموف»(9) من المحليين ومندوبى حزب النهضة الطاجيكى، تحت رعاية مكتب آسيا الوسطى؛ بهدف التوصل إلى قناة يمكن من خلالها تفعيل الحل السياسى للقضية. ثانيًا: عرض الجانب الشيشانى ملخصًا للأوضاع من الناحية العسكرية والسياسية والاجتماعية والإنسانية.. واتفق الحاضرون على خطورة استمرار الوضع الحالى وضرورة سرعة البحث عن أى وسيلة للحل؛ نظرًا لزيادة الضغوط العسكرية وضعف الدعم المالى واللوجيستى من الأطراف المتصلة بالقضية كافة. ثالثًا: اقترح الجانب الطاجيكى ثلاث قنوات تصلح لفتح موضوع الحوار مع الجانب الروسى للبدء فى محاولة إيجاد حل سياسى للقضية الشيشانية، وهى :  التيار المتبنى لمشروع الحوار (الموجود فى روسيا والحركات الإسلامية)، كان لهم الفضل فى إقناع القيادة الروسية بضرورة دعوة «حركة حماس»؛ للتحاور عقب تشكيل الحكومة الفلسطينية.. وهم عبارة عن نحو 45 نائبا برلمانيا روسيًّا من اتجاهات مختلفة يقودهم «شاميل سلطانوف».. وهم على علاقة طيبة بـ«حزب النهضة» (أى النهضة الطاجيكى).. ويمكن فتح الموضوع من خلالهم.  الحزب الليبرالى الديمقراطى الروسى.. وذلك من خلال زعيمه (جرينوفسكى).. وهو صاحب ومؤسس فكرة مؤتمر الحوار للأحزاب الوطنية الديمقراطية فى العالم.  السفارة الروسية فى طاجيكستان من خلال السفير الروسى المستشرق (رمضان عبد اللطيف).. وقد كان للسفارة محاولة سابقة لفتح هذا الموضوع مع «مركز الحوار» التابع لحزب النهضة منذ عهد قريب. رابعًا: اتفق المشاركون على أن القناة الأولى هى أفضل القنوات التى تصلح لفتح موضوع الحوار مع الجانب الروسى؛ للبدء فى محاولة إيجاد صورة من صور الحل السياسى للقضية. خامسًا: تم تكليف «د. إسلام حليموف» بسرعة التواصل مع الرئيس الشيشانى للمجاهدين، والقيادات الفاعلة بالقضية للاتفاق على تشكيل لجنة؛ للتفاوض مع الجانب الروسى بعد ترتيب الوضع. سادسًا: اتفق المشاركون على أن تكون الاتفاقات السابقة التى تم توقيعها بين الجنرال «ليبيد»، والشهيد «أصلان مسخادوف»(10) فى عهد الرئيس يلتسين تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون الأوروبى هى السقف الذى يمكن أن تدور حوله المفاوضات بين الطرفين، مع توقع بعض التنازلات من «الجانب الشيشانى»؛ لتغير الظروف الدولية عما كانت عليه من قبل.  وفى الواقع.. كان الدور المرسوم لحزب النهضة الطاجيكى جرءًا من خطة العمل العالمى (الملحقة بالخطة الاستراتيجية للتنظيم الدولى).. إذ توالت تلك الاتصالات بشكل متتابع داخل دول الاتحاد السوفيتى السابق.. أما كيف تواصل دوران عجلة التنظيم فى كل من آسيا الوسطى والقوقاز؟.. وكيف وصلت إلى ذروتها فى أعقاب ما عُرف بـ«الربيع العربى» مع صعود التيار بمنطقة الشرق الأوسط؟.. وكيف - صدق أولا تصدق - كانت ثورة (30 يونيو) فى مصر، هى إحدى حلقات إجهاض هذا المشروع (باعتراف قيادات التنظيم بآسيا الوسطى)، فهذا ما سنعرض له تاليًا.

الهوامش:  (1)- The New York Times, “A NATION CHALLENGED: QAEDA DIPLOMACY; Bin Laden Sought Iran as an Ally, U.S. Intelligence Documents Say “,Dec. 31, 2001, by: James Risen. Available at: https://www.nytimes.com/2001/12/31/world/nation-challenged-qaeda-diplomacy-bin-laden-sought-iran-ally-us-intelligence.html (2)- Ibid. (3)- يُعرف مصطفى حامد (أبو الوليد) بأنه أحد أبرز مؤرخى تنظيم «القاعدة» ومنظرى الأفغان العرب.. استقر لفترة قريبة بالدوحة (قطر)، قبل أن يقرر، وبشكل طوعى، العودة من جديد إلى طهران للإقامة الدائمة فيها مع أبنائه بالعام 2016م.. ويطلق موقعه الإلكترونى «مافا».. وكان أبو الوليد المصرى، ومعه صهره «سيف العدل» (مراسل قناة الجزيرة السابق فى قندهار)، و«محمد الإسلامبولى» (شقيق خالد الإسلامبولى، قاتل الرئيس السادات)، قد عادوا جميعا إلى مصر فى أعقاب أحداث 25 يناير، ووصول تنظيم الإخوان (الإرهابى) للحكم، قبل أن يغادروها مرة أخرى إلى كل من: تركيا وقطر. (4)- كان مركز الحوار - إذ ذاك - تحت قيادة نائب رئيس الحزب «محيى الدين كبيرى» (الذى أصبح رئيسًا للحزب بعد وفاة «الشيخ نورى» بالعام 2006م). (5)- يقصدون: «جان نيكولا بيتر» (Jean- Nicolas Bitter).. شغل موقع كبير مستشارى قطاع الدين والسياسة والنزاع، بـ«وزارة الخارجية الفيدرالية السويسرية». (6)- الجهاز السياسى للجماعة، من الأجهزة «فوق القطرية» التى تتبع مكتب الإرشاد الدولى بشكل مباشر، ويختص برسم سياسات الأقطار التابعة للتنظيم، وتحديد مواقف التنظيم السياسية بالنسبة للقضايا الإقليمية والدولية.. للمزيد عن تطور الهيكل التنظيمى لـ«دولى الإخوان» وأجهزته المختلفة، يُمكن الرجوع إلى كتابنا: «كعبة الجواسيس: الوثائق السرية لتنظيم الإخوان الدولى» (القاهرة: مركز الأهرام للترجمة والنشر، مؤسسة الأهرام، 2015م). (7)- ربما يكون (ترجيحًا) المقصود بـ«د. عبد المنعم» (القيادى السابق: عبد المنعم أبو الفتوح).. إذ كان مسئولاً خلال تلك الفترة عن «جهاز التخطيط» التابع للتنظيم الدولى. (8)- عبد المجيد المناصرة: رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية (التابعة لتنظيم الإخوان الدولى).. وهو تلميذ نجيب للشيخ «محفوظ نحناح» (الأب الروحى لإخوان الجزائر)، وكان يشغل حينها موقع رئيس ما يسمى «المنتدى العالمى للبرلمانيين الإسلاميين». (9)- شغل فى السابق موقع وزير الداخلية الشيشانى، ومبعوث الرئيس أصلان مسخادوف إلى الدول العربية (خلال الحرب الشيشانية الثانية). (10)- أصلان مسخادوف، هو الرئيس الثالث لجمهورية الشيشان.. انتخب رئيسًا لها فى يناير من العام 1997م.. ومع بداية الحرب الشيشانية الثانية فى أغسطس 1999م، تولى قيادة المقاومة الشيشانية المسلحة ضد القوات الروسية، إلى أن قتل فى قرية تولستوى-يورت، شمال الشيشان فى مارس من العام 2005م. 