الخميس 24 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
راية الاحتشام

راية الاحتشام

أبشروا.. وتهللوا.. فقد عثرت نائبة هى «غادة عجمى»، عضو اللجنة التشريعية لمجلس النواب، على ضالتها المنشودة فى العلاج الناجع لأوجاع وطننا الحبيب، حيث وضعت يدها على بيت الداء.. واستطاعت بلمسة سحرية أن تشخص بمهارة فائقة جوهر العلة التى تحول دون نهضتنا الشاملة المرجوة فى غد مشرق.. فلخصت فى لفظة واحدة مكمن الخطر الداهم.. وكيف يتم دحره قبل أن يستفحل ويتوغل وينتشر.. هذة اللفظة هى (الاحتشام) .. والاحتشام – هو مقصود به المرأة طبعاً – فى الزى والملبس.. وذلك من خلال مشروع قانون تقدمت به ومعها آخرون.. وأسمته (قانون الذوق العام).. وينص فى مادته الأولى على مجموعة من السلوكيات والآداب التى تعبر عن قيم المجتمع ومبادئه وهويته بحسب الأسس والمقومات المنصوص عليها فى الدستور والقانون.. ولم تترك النائبة.. (والائتلاف) الديمقراطى الليبرالى الحر الذى يضمها مع مجموعة متجانسة من المتحركين شوقاً وتعطشاً إلى آفاق حضارية جديدة.. لم تترك شاردة أو واردة إلا وضمتها إلى مشروع القانون وأماكن تطبيقه هى التى يتم ارتيادها للعامة مجاناً أو بمقابل.. منها الأسواق والمجمعات التجارية والفنادق والمطاعم والمقاهى والمتاحف والمسارح ودور السينما والملاعب والمنشآت الطبية والتعليمية والحدائق والمنتزهات والأندية والطرق والشواطئ ووسائل النقل المختلفة.. أى باختصار مصرنا الحبيبة كلها.. ويكون العقاب الرادع على من يرتدى زياً أو لباساً غير محتشم غرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تتجاوز الخمسة آلاف جنيه. وتحدد النائبة وسائل مكافحة وحصار وضبط وإحضار وتأديب المارقات الكاسيات العاريات غير الملتزمات بالآداب المرعية.. فإذا كانت الشرطة هى الجهاز المنوط به للقيام بهذا الدور فى الردع الأخلاقى على طريقة «المطوعين» الذين يجب أن ينتشروا فى كل شوارع وأزقة ومنتديات المحروسة بهراواتهم الغليظة لمطاردة الانحلال والعرى أينما كان وفرض الاحتشام الذى لم تحدد النائبة شكله ومقاييسه وصفاته، فقد حان وقت فرض الوصاية لتجفيف دموع الفضيلة التى تبكى وتنتحب من جراء انتهاكها واستباحتها.. تلك الفضيلة العرجاء التى ترتعد فرائصها من رؤية فستان عارٍ – كما هو الحال فى حالة «رانيا يوسف» التى ارتدت فستاناً عارياً فى حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى.. بينما يحتل المجتمع المرتبة الأولى فى مشاهدة الأفلام الإباحية.. والمرتبة الثانية فى التحرش الجنسى فى العالم.. وأعلى نسبة اعتداء جنسى على الأطفال.. وأعلى نسبة فى الاغتصاب الذى يتفشى فيه زنى المحارم .. ويفتى الدعاة فيه بجواز ممارسة الجنس فى الموتى والحيوانات.. وينسف الإرهابى نفسه طمعاً فى حور عين الجنة.



إنها عورات مجتمع متناقض تختلط فيه الأمور فى مزيج غريب متنافر يحتشد فى فوضى مجتمعية هائلة.. بتكفير وتحريم وأحكام أخلاقية قاطعة حاسمة تدين وتوصم وتتهم بقسوة.. وتفضح فى تشفُ وسادية ما تراه مخالفًا لثوابت الإيمان.. بينما معدل الإلحاد يتزايد فى اضطراد عكسى مع ارتباط الإسلام السياسى بالإرهاب.. وتفشى العنف والدم وجرائم الشارع.. مفردات من لغة جديدة بذيئة وقبيحة يتبادلها شباب الغد الطالع.. فى مقابل تزمت قمىء.. وتحجر عقلى.. وخرافات وغيبيات مستشرية.. حرية تعبير وطوق للتنوير ورغبة حقيقية فى تجاوز واقع متخلف.. والانتصار للعلم وإعمال العقل.. يواجه بمسلمات عتيقة وكتب صفراء وتقاليد بائدة وثوابت غبية تحتفى بالخرافة والدجل.. مقاطع فيديو فاضحة.. مثلية وسحاق.. وتبادل زوجات وجنس جماعى فى كمبوندات داخل أسوار عالية.. دعاة مباركون وداعيات فضليات يبيحون زواج القاصرات، بل زواج الأجنة فى الأرحام.. مع رمى العائدات من الحجاب إلى السفور بالكفر.. ومطاردة المبدعين والمفكرين بقانون ازدراء الأديان.. وسلفيون يرثون الإخوان.

بطالة سافرة ومقنعة ومهن طفيلية.. زيادة سكانية.. وفوارق طبقية.. ومطاحنات طائفية.. وتعليم متخلف ومناهج دراسية بالية وغش جماعى.. وطلبة يضربون الأساتذة.. ومعلمات منتقبات ينتزعن ضفائر التلميذات و.......و.. تهون كل تلك العورات.. فى مقابل راية الاحتشام التى ترفعها النائبة الموقرة.