المستشار الليبى يتحدث فى الذكرى الـ 70 لتحرير بلاده.. فوزى الرميح: مصر تتصدى لدور قطر التخريبى.. وتركيا تسرق بترولنا

فى ليبيا ما أشبه الليلة بالبارحة، فقبل 70 عامًا وبالتحديد فى 21 نوفمبر 1949 حصلت الجارة العربية الشقيقة على استقلالها من الاحتلال الإيطالى بعد ما يقرب من 40 عامًا من النضال دبلوماسيًا والمعارك العسكرية التى ارتوت فيها الأراضى الليبية بالدماء الذكية، واليوم لا تزال ليبيا تعانى فى حربها ضد التنظيمات الدينية المتطرفة التى تعمل بالوكالة لخدمة أجندات إقليمية ودولية بدعم واضح ومعلن من قبل كل من تركيا وقطر.
فى المقابل يأتى الدعم المصرى اللا محدود للمؤسسات الوطنية الليبية فى مسعى من جانبها لمنع انهيار الدولة وعملًا على استعادة هذه المؤسسات ممثلة فى البرلمان الشرعى والجيش الوطنى حيويتها، خاصة بعد أن فقد معظم الليبيين الأمل فى تحرك إيجابى مؤثر من جانب جامعة الدول العربية وغيرها من المنظمات الدولية كمجلس الأمن وغيره.
فى الذكرى السبعين لتحرير ليبيا التقينا فوزى الرميح مستشار المنظمة الليبية للدراسات والأمن القومى للحديث حول مجمل الوضع الراهن فى بلاده وحقيقة الدور التخريبى لكل من قطر وتركيا هناك، علاوة على التوقعات بشأن مؤتمر برلين المقبل بشأن ليبيا، كما تحدثنا معه حول تفاصيل وثيقة تحرير ليبيا التى تنشر لأول مرة، وهذا نص الحوار.
كيف ترى الأوضاع فى ليبيا الآن؟
الأوضاع فى ليبيا الآن منفلتة والإجرام يضرب أطنابها وخاصة فى الغرب الليبى أما فى الشرق فقد قامت القوات المسلحة بقيادة المشير خليفة حفتر بعملية الكرامة وهى ملحمة شعبية طلبت من القوات المسلحة أن تضع حدًا لانتهاك الكرامة والسيادة ونجحت القوات المسلحة فى غضون خمس سنوات فى تحرير الشرق من الحدود المصرية إلى منتصف الساحل الليبى عند سرت والجنوب الشرقى ولم يبق إلا الغرب الليبى وهو محصور فى طرابلس ومصراتة هذا بالنسبة للجانب الميدانى العسكرى.
أما على الجانب السياسى فهناك تحركات محلية وإقليمية ودولية لتعرية حكومة السراج والضغط على الميليشيات المسلحة لتسليم السلاح، أما على الجانب الإنسانى فهو مزرٍ جدًا، المرتبات لا تصل لمستحقيها ولا توجد سيولة ولا يوجد شعور بالسكينة، الميليشيات المسلحة تقوم بإرهاب الناس من خلال القصف العشوائى وهناك نقص الإمدادات الطبية.
هل نجح مشروع تقسيم ليبيا؟
- إذا كان الآباء المؤسسون والدولة فى حالة حرب وكانت تحت وطأة الاحتلال الإيطالى لم يفرطوا ولا حتى بشبر واحد من أرضها والقرار 289 للأمم المتحدة يؤكد ذلك، فنحن ومن باب أولى ونحن الأحفاد المجددون لن نقبل بتقسيم ليبيا أو خيانة هذه الأمانة التى سلمها لنا الآباء، وكما قال الملك المؤسس إدريس الأول السنوسى: «إن المحافظة على الاستقلال أصعب من نيله»، وبالتالى لم ولن ينجح مشروع تقسيم ليبيا ولا التفريط بشبر واحد من ترابها.
وكيف ترى الدور المصرى فى حل الأزمة الليبية؟
- مصر الكنانة تاريخًا وحاضرًا كان لها الدور الإيجابى العروبى الذى يتوافق فى يومنا هذا مع رؤية القيادة العامة للقوات المسلحة ومجلس النواب الشرعى المنعقد فى طبرق ورؤية أيضًا كل رجالات ليبيا المستقلين الذين يرون بأن الحسم العسكرى وحل الميليشيات وسحب السلاح هو بداية الحل فى ليبيا.
ما الدول المستفيدة من الفوضى فى ليبيا والوطن العربي؟
- منذ عام 2011 م وحتى يومنا هذا الدول التى تحاول تعميق الأزمة الليبية وتجعل لبيبا تراوح فى مكانها هى «الدور القطرى» و«الدور التركى» وبتعليمات من بريطانيا وباختصار.. التركى والقطرى هما المستفيدان من الفوضى فى ليبيا لتمرير مشاريع تدميرية وتخريبية وحزبية بالتنسيق مع بريطانيا.
هل الجيش الليبى قادر على استعادة الأوضاع والسيطرة على الأمور؟
- نعم القوات المسلحة تقوم بواجبها نحو استعادة الدولة حيث بدأت فى الشرق وأكملت بني غازى ثم درنة ثم انطلقت إلى الجنوب الشرقى، اليوم العملية كلها محصورة فى نطاق ضواحى طرابلس لاقتحام أوكار الشر وإعلان تحرير طرابلس.
ماذا تتوقع من مؤتمر برلين الخاص بليبيا؟
- مؤتمر برلين إذا لم يصل إلى قرار ملزم بحل الميليشيات وإنهاء الفوضى وجعل السلاح حصريًا بيد القوات المسلحة فلن يجدى وسيكون مثله مثل مؤتمرات سابقة فشلت فى حل الأزمة لأن الركن الجوهرى الذى ينبغى العمل عليه هو المجموعات المسلحة والتى تبلغ أكثر من 50 ألف ميليشياوى وأكثر من 20 مليون قطعة سلاح إذا لم يتمخض عن مؤتمر برلين حل لهذه المشكلة فلا يعول عليه.
هل فشلت جامعة الدول فى أداء دورها فى القضية الليبية؟
- نعم جامعة الدول العربية بدأت بخطأ فادح اعترف وأقر به أحمد أبو الغيط عندما قال لقد أخطأت جامعة الدول العربية عندما قامت بتمرير قرار ليبيا وإلى هذه اللحظة لم تصحح الجامعة هذا الخطأ.
من الذين يسرقون البترول الليبى؟
- جماعة الإخوان الإرهابيين التابعين لتركيا وقطر والميليشيات الإرهابية والإجرامية الموالية لهم والمدعومة منهم والمنسقة معهم.
فى 21 نوفمبر الجارى حلت الذكرى السبعين لاستقلال ليبيا من الاحتلال الإيطالى.. حدثنا عن وثيقة استقلال ليبيا؟
- هذه الوثيقة أتت بعد أكثر من أربعين سنة من النضال الوطنى والعسكرى وقد سبقتها رحلات وجولات دبلوماسية مكوكية ومعارك عسكرية ودماء ارتوت بها الأرض الليبية، وجاءت هى لتجهض مشروع « بيفن سفورزا» مشروع خطة وصاية جرت بين وزير خارجية إيطاليا كارلو سفورزا ووزير خارجية بريطانيا إرنست بيفن وفيه تم الاتفاق بين الدولتين فى أن ليبيا تحصل على استقلالها بعد عشر سنوات على أن توضع أقاليم ليبيا الثلاثة خلال هذه الفترة تحت وصاية دولية تتولى بريطانيا الوصاية على برقة وتتولى إيطاليا بموجبها إدارة طرابلس وتتولى فرنسا إدارة فزان.
قدم المشروع للأمم المتحدة للتصويت عليه أمام الجمعية العامة فى 17 مايو 1949 ولتمريره كان يتطلب موافقة ثلثى الأعضاء الحاضرين وعددهم 58 دولة. ونجح أحد أعضاء الوفد الليبى (د. على نور الدين العنيزي) فى كسب تأييد ممثل دولة هايتى (إميل سان لو) لدى الأمم المتحدة وكان صوته هو المرجح الذى أدى إلى سقوط المشروع.
 وماذا عن تفاصيل هذه الوثيقة؟
- نص القرار رقم 289 الصادر فى 21 نوفمبر 1949 من الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الرابعة بالاعتراف باستقلال ليبيا وتضمن عدة بنود أهمها أن ليبيا تشمل برقة وطرابلس وفزان ستكون دولة مستقلة وذات سيادة، وأن يسرى مفعول هذا الاستقلال فى أقرب فرصة ممكنة، وعلى أى حال لا يتجاوز أول يناير سنة 1952وأن يقرر دستور ليبيا وبما فيه نوع الحكومة بواسطة ممثلى السكان فى برقة وطرابلس وفزان الذين يجتمعون ويتشاورون على شكل جمعية وطنية.
ولمساعدة أهالى ليبيا فى وضع الدستور وتاْسيس حكومة مستقلة سيكون فى ليبيا مندوب من قبل هيئة الأمم المتحدة تعينه الجمعية العامة.. وله مجلس يساعده ويرشده، ويقدم هذا المندوب بالتشاور مع المجلس تقريرًا سنويًا وأى تقارير أخرى يرى أهميتها إلى السكرتير العام. ويضاف إلى هذه التقارير أية مذكرة أو وثيقة يرى مندوب هيئة الأمم أو عضو من أعضاء المجلس رفعها إلى هيئة الأمم.
يستشير المندوب أثناء تأدية وظائفه أعضاء مجلسه ويسترشد بهم وله أن يستنير بآراء مختلف الأعضاء بالنسبة للمناطق أو الموضوعات المختلفة، وله أن يقدم إلى الجمعية العامة وللمجلس الاقتصادى والاجتماعى، وللسكرتير العام اقتراحات عن التدابير التى ترى هيئة الأمم أن تتخذها أثناء فترة الانتقال بخصوص المسائل الاقتصادية والاجتماعية فى ليبيا.
تقبل ليبيا بمجرد تكوينها كدولة مستقلة عضوًا فى هيئة الأمم المتحدة طبقًا للمادة الرابعة من الميثاق.
 أخيرًا.. كيف ترى مستقبل ليبيا؟
- إذا ما تحملت جامعة الدول العربية مسئوليتها والدول الإقليمية وسعت إلى حل الأزمة الليبية نعتقد أن تمر ليبيا بإذن الله سبحانه وتعالى من أزمتها كما مرت بسلام فى مصر والجزائر وتونس والسودان.