فتيات يدفعن فاتورة أول date

لم يعد هناك أسهل من تنسيق موعد غرامى أو لقاء تعارُف بين شاب وفتاة فى ظل التقدم التكنولوجى وكثرة التطبيقات التى تقوم فكرتها من الأساس على تسهيل عملية التعارُف أو الـ«Dating»، غير أن سهولة تحديد الموعد الأول خلفت مساحة مختلفة من التساؤلات حول قوانين النمط المستجد من العلاقات فى المجتمع، ومن بين تلك التساؤلات: من يدفع حساب المشاريب، وما دلالة قرار الدفع هذا؟ خصوصًا إذا كان كل تصرف يقوم به أحد الطرفين يخضع للمراقبة من الطرف الآخر بدقة ضمن اختبارات بداية العلاقة وقد يترتب عليه وجود موعد آخر من عدمه.
فى 2018م أجرت مجلة «money» استبيانًا تتساءل فيه؛ من يجب أن يقوم بدفع فاتورة أول موعد؟ فكانت النتيجة 78 % من المشاركين قالوا إن على الرجل الدفع، حتى المدافعات عن حقوق المرأة أو الـ«فيمنست» اختلفن حول الأمر، فبعضهن رأى أنه يتوجب على الرجل دفع الحساب، ورحن يبررن ذلك بانعدام العدالة وتمركز معظم الثروة فى يد الرجال، وذلك رُغم كون جمهور الاستبيان ينتمى لواحدة من الدول المتقدمة التى يدخل فيها دفع الحساب ضمن مؤشرات المساواة بين الجنسين.
أحد المطاعم الأسكتلندية وضع قوانين للدفع مسبقة فأتاح لكل زبائنه خيار دفع قيمة الفاتورة بالتساوى بين الطرفين، وذلك لمنع أى إحراج قد يتعرض له أحدهما فى المراحل الأولى من علاقتهما العاطفية، بحسب صحيفة «ذا إندبندنت» البريطانية، وفى حال اختيار دفع الفاتورة بالتساوى؛ فإنه عند وصول النادل إلى الطاولة، سيطرح فاتورتين واحدة منهما لكل طرف، على أن يدفع كل منهما نصف القيمة.
يبدو أن أمر دفع الفاتورة كان أمر بحث شغل الكثيرين، ففى المقابل انتهت الباحثة «ماريسا كوهن» إلى أن النساء ينجذبن نحو الرجل «الكريم أو السخى» الذى يقوم بدفع الفاتورة ويُصر على ذلك أيضًًا، ورُغم أننا نواكب تقدمًا هائلًا فى مطالب المرأة بالمساواة والعدالة بين الجنسين؛ فإن الآراء اختلفت هنا من فتاة لأخرى، لذلك فى «روزاليوسف» قررنا التحدث مع عدد من الفتيات اللواتى تحملن تكلفة فاتورة الموعد الأول، لماذا أصرت على الدفع؟
دفعت رُغم وجود
«كيميا» بينهما
تقول «أمل» أنها من خلال تطبيق «تندر» للمواعدة تعرفت على شاب وحددا معًا - موعد اللقاء الأول - واتفقا معًا على المكان المحدد، ورُغم الأجواء الرومانسية التى طغت على اللقاء وشعورها بوجود «كيميا» بينهما نتيجة التقارب فى الذوق والأحاديث وحتى الاهتمامات؛ فإنه عندما حانت لحظة تقديم فاتورة «العشاء» عرضت على الشاب القيام بدفع قيمة ما قامت بتناوله وعندما رفض أصرت على أن يدفع كل منهما فاتورته بشكل منفصل.
وفسّرت «أمل» إصرارها على دفع حساب ما تناولته قائلة إن موافقتها على دفعه هو للحساب يعنى بشكل أو بآخر قبول أن تخرج معه مرة أخرى، وهو ما لم تكن قد حسمته بعد، «كان من الصعب علىّ أن أقبل طلبه الدفع؛ لأن هذا يزيد من احتمالية قبول لقائه مرة أخرى أو بمعنى آخر يمنحه نقاط زيادة فى التقييم».
وإذا كان الكثير من الرجال الشرقيين يعتقدون أن ترك الفتاة تدفع فاتورة اللقاء ينطوى على إهانة لرجولتهم؛ فإن الأمر ينظر إليه بشكل مختلف من قبل الفتيات. وتعلق «أمل» قائلة إن الأمر يختلف حسب طريقة الرجل فى طلب دفع الحساب وسبب إصراره على ذلك فإذا اتضح أن الشاب مُصر على الدفع من منظور ذكورى بحت فهو أمر غير مقبول؛ لأنه يكون مؤشرًا لشخصية تحكمية لا تتناسب مع طبيعة شخصيتى نهائيًا، إما إذا كان يفعل ذلك بدافع الذوق وبطريقة مختلفة؛ فلا مانع فى ذلك، وفى كل الأحوال أغلب الفتيات لا يقبلن الدفع من قبل الرجل إلا إذا كن قررن أنه سيكون هناك موعد آخر.
أول اختبار للعلاقة
«آلاء» صاحبة 26 عامًا قالت: «الأمر تقديرى، فى العادى أبادر فى اللقاء الأول بأن أدفع حسابى، ودا بيكون الاختبار الأول فى العلاقة، فإذا أصر على الدفع بيكون ده نقطة إيجابية لصالحه، إما إذا وافق بينهى الموضوع من البداية، والأمر هنا لا يتوقف على المال؛ لأنه إذا أصر على الدفع لن أنظر للوضع من زاوية أنه ينفق علىّ، فبالتأكيد أننى سأنفق فى أمور أخرى مختلفة، لكن الحركة دى بصراحة بتدل على حاجات كتير بعدين لو كملنا».
وتتابع «آلاء»: الرجل الذوق والجدع لا يقبل بأن أدفع فى أول لقاء لنا سواء كان مصريّا أو أجنبيّا،فنحن فى غنى عما نسمعه يوميًا من ندالة الرجال وعدم التزامهم المادى فى البيت فيمكن القول إن الدفع فى أول لقاء يمثل أول اختبار «للنطاعة»، وهنا إذا وافق على أن أقوم بالدفع يتم نقله لخانة الفريندزون.
وتستكمل الفتاة العشرينية: هناك عوامل أخرى توحى بطبيعة الرجل منذ اللقاء الأول، ومنها اختيار مكان المواعدة، من يختار المطاعم الغالية غير من يختار الأماكن ذات التكلفة المنخفضة، وكذلك طبيعة المكان تختلف، إذا كان أشبه بمكان عام work space عنه روف على النيل مثلًا، أيضًا اختيار الوجبة وسعرها يؤشر على أمور محددة فى شخصيته.
اختلفت «رنا» فى دوافعها لدفع فاتورة الموعد الغرامى الأول قائلة: تم تحديد موعد مع زميلى فى العمل كان شخصًا لطيفًا للغاية وأيضًا خصاله محببة لى،لذلك بادرت بدعوته فى موعد «date»، وقد أبهرته جرأتى، وبالفعل كان اللقاء الأول محددًا وفقًا لاختيارى المكان والمعاد.
تضيف «رنا»: صارت الأمور جيدة طوال الموعد ولكن بمجرد أن أتى شيك الحساب تعقدت الأمور؛ لأنى تمسكت بالدفع، وإصرارى نبع من محور الحديث خلال الموعد، فحديثه كان يسير على وتيرة واحدة وهو أننى من طلبت الموعد وبالتالى فأنا على استعداد للذهاب معه بعد العشاء للمنزل وإقامة علاقة جنسية، وإن كان الحديث لم يتطرق لذلك بشكل مباشر وصريح، فكان لا بُد أن أصر على الدفع، كتوضيح منى لرفض الأمر، فطريقة دفع فاتورة العشاء الأول تحدد سير العلاقة فيما بعد.
مبادئها تجبرها على الدفع
اختلفت أسباب الفتيات فى دفعهن فاتورة أول موعد غرامى محدد بين الطرفين، «مروة» كان لها سببٌ آخر، وهو مبادئها ترفض أن تدفع حساب ما تناولته وعلى الرجل أن يدفع لنفسه حسابه، فهى ترى أن التعامل يجب أن يكون «إنجليزى»، معتبرة أنه ليس من الطبيعى أن يقوم الرجل بتسديد الفاتورة؛ خصوصًا عند اللقاء الأول، قائلةً: «من الصفات التى تربينا عليها أنه عندما يدفع الرجل الحساب فهو يتسم بالشهامة، وهذا موروث خطأ، لذلك فأنا لم أخرج يومًا برفقة شاب إلا وأتقاسم معه الفاتورة».
واستكملت مروة: حين تأتى الفاتورة أصر على المشاركة وتسديد نصف المبلغ المطلوب؛ خصوصًا أن الرجل ليس مغصوبًا على الدفع عنى، وبالتالى أصبحنا متساوين ولا يمسك أحدنا زمام الأمور؛ لأن المال من أهم أسباب سيطرة الرجال على النساء فى العلاقات، كما أننى لن أقبل بموعد غرامى مع رجل يعتبر المرأة التى تدفع عنه تهين رجولته من البداية.