الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

إيه.. أه.. أووه..!!

إيه.. أه.. أووه..!!
إيه.. أه.. أووه..!!


أحصيت عدد المطربين الجدد من عينة كزبرة وحنجرة وحمو وشطة فوجدتهم اثنين مليون مطرب بالكمال.. بما يعنى أن عندنا مطربًا واحدًا لكل خمسين نسخة.. سوف نفاخر بهم الأمم يوم القيامة.!!
وعلى الموضة.. ونزولاً على طلب الجماهير من الأهل والأصدقاء.. قررنا النزول من برجنا العاجى واقتحام دنيا الغناء والمهرجانات.. وأراهن أننى سوف أهجر حياة الدين والسلف وأتحول لمليونير حقيقى خلال ثلاث سنوات فقط.. وسوف أقتحم نقابة الموسيقيين على رأس قوة مسلحة من المطربين الجدد.. وحتى أحقق الانتشار المطلوب.. وحتى لا أكرر فشل المطرب محمد عبدالوهاب الذى لم يكسب كثيرا بالمناسبة.. رغم الشهرة والمجد والأصالة والموهبة..!
ولولا أنه كان رجل أعمال ناجحًا ومنتجًا سينمائيًا مرموقًا.. لما استطاع محمد عبدالوهاب أن يحقق ربع ما حققه حمو بيكا.. ولن أقول عمرو دياب أو محمد منير..!
عبدالوهاب الفنان المشهور المتربع على القمة.. الدارس الموهوب والمتمكن.. لم يكن يخرج للناس سوى اللحن المدروس.. ولهذا عاشت ألحان عبدالوهاب رغم رحيل الرجل منذ سنوات طويلة.. وهى ألحان أثرت فى ذوقنا وشكلت وجداننا فأحببناها وحفظناها.
كانت الأغنية الجديدة زمان.. حدثًا فنيًا حقيقيًا.. ننتظره بجد ونستعيده مرة واثنتين وعشرة.. ونتكلم عنه فى المقاهى والبيوت والندوات والمصالح..
مازلنا نغنى لعبدالوهاب وفريد الأطرش وعبدالحليم أغنيات عمرها ستون سنة ونستعيدها بنفس الاستمتاع فى كل مرة.. ولهذا لمع الجيل السابق لأنه لم يكن جيلا متهافتا.. فسعت إليهم الشهرة والمجد والخلود.
مطرب اليوم نسيج مختلف.. ابن أصيل للصاروخ والسيارة فائقة السرعة.. ولهذا يغنى بسرعة ودون أن يلتفت خلفه.. لأنه لا يملك الوقت أو النظرة الثاقبة.. «خلقه ضيق» كما يقولون سابق التجهيز.. يجيد فى الغالب فنون السلق والتيك أواى.. ويكره المسبك والدسم من الألحان.!
لا يخجل مطرب اليوم من الإعلان بصريح العبارة أنه لا يعرف النوتة الموسيقية ولا يهمه أن يعرف.. ولا ينوى أن يفعل.. ومع هذا لا يتورع عن اقتحام نقابة الموسيقيين.. ويخرج علينا كل يوم بلحن جديد.. يرتكبه مع سبق الإصرار والترصد وهى ألحان من نوع الفلاش الذى يومض لوهلة وينتهى لرحمة الله..!
عشرات الأسماء لمطربين جدد..! استمعنا من كل منهم لأغنية واحدة فقط.. يعيدها ويكررها.. تزغزغنا وتدفعنا إلى الراديو لمحطة أم كلثوم.. أو للشرائط القديمة.. نستعيد ألحان زمان بعيدا عن الألحان التى نخجل من الحديث عنها والجيل الذى نجح فى استفزازنا.
الغريب يا أخى أنه جيل يكسب كثيرا وكثيرا جدا.. وبعد أكثر من سبعين سنة من العمل والدراسة والابتكار والبحث عن أشكال جديدة.. وتطوير أشكال وقوالب قائمة.. ومزج الغربى بالشرقى.. صار محمد عبدالوهاب مطربا للجيل وموسيقارًا للأجيال..
أما مطرب اليوم فهو مليونير بعد الشريط الأول والوحيد.. مطرب اليوم يغنى أه إيه أووه ووراءه خمسة يرددون.. و.. ينتهى الشريط..!
مطرب اليوم يتقاضى فى الحفل الواحد نصف مليون.. ويملك القدرة والصحة على إحياء حفلين وثلاثة يوميا.. يعيد فيها نفس الأغانى.. ولا مانع من استعارة أغانٍ من مطرب زميل.!
وبحسبة بسيطة تجد أن ما حققه عبدالوهاب فى سبعين سنة.. يستطيع محمد رمضان أن يكسبه فى حفلين أو ثلاثة.. و.. اسألوا مصلحة الضرائب.!!