السبت 24 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

تجارب البنات المدربات فى الـ«جيم»: عاااش يا آنسة!

تجارب البنات المدربات فى الـ«جيم»: عاااش يا آنسة!
تجارب البنات المدربات فى الـ«جيم»: عاااش يا آنسة!


«بنت وكابتن جيم إزاى؟!» كانت هذه الجملة بمثابة عامل تحفيز لا تثبيط لهن لمواصلة المسيرة فى مجال غير مألوف للبنات بحثًا عن تحقيق أحلامهن الخاصة، سعت كل منهن فى سبيل احتراف رياضة بعينها، منهن من نجحت فى حصد البطولات، وأخريات أجبرتهن الظروف على التوقف، مضت السنوات إلى أن اجتمعن فى النهاية فى طريق واحد، قادهن إلى صالات الألعاب الرياضية «الجيم» ليكن مدربات بها، الآن هن يساعدن المتدربين على تحقيق أحلامهم فى الوصول إلى الجسم المثالى الذى يتمنونه.. واجهتهن صعوبات كثيرة لكنهن تغلبن عليها بإلاصرار وأثبتن جدارتهن فى النهاية.


يرى والدها أن الفتاة للزواج والأولاد فقط، ليس لها حق فى التعليم أو أن تثبت ذاتها فى الشىء الذى تحبه، كثيرًا ما أحبطها ووقف فى طريقها، لكنها لم تستسلم، بدأت مشوارها فى ممارسة الكاراتيه وكانت تحلم بأن تكون بطلة، لكنه منعها من استكمال الطريق بعدما خسرت إحدى البطولات، فأحرق ملابسها ونجح فى منعها لمدة 10 أعوام من ممارسة أى رياضة، حتى جاء وقت التحاقها بالكلية، لكنه رفض وأراد أن يزوّجها، حتى انفصلت والدته عنها فى هذا التوقيت، واستطاعت أن تدخل الجامعة بالفعل.
«سما فؤاد» الآن عمرها 21 عامًا، وهى طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الآداب، مدربة «فيتنس» شهيرة بالإسكندرية، بدأت مشوارها فى العمل بصيدلية لتنفق على احتياجاتها هى ووالدتها ولتحقق حلمها فى أن تصبح مدربة جيم، تقول: «أنا بنت عادية جدًا نشأت فى بيت متكسر دايمًا شايف إن البنت لجوزها ولولادها وملهاش تعليم والتعنيف الجسدى والنفسى أمر عادى جدًا، طول فترة شغلى فى الصيدلية كنت حاسّة فى حاجة غلط، لحد ما شاء ربنا وروحت أعمل تقويات لجسمى فحبيت المجال ولقيت نفسى فيه».. اتجهت الفتاة العشرينية إلى ممارسة الكونغ فو، تميزت فيه وصارت من أفضل اللاعبات، وخاضت تجربة التأهيلات للمنتخب، لكن إصابتها منعتها فلم تستكمل الطريق: «جاتلى إصابة فى الحوض ومكملتش، رجعت ألعب كاراتيه تانى، ووصلت لاختبارات حزام أسود وأصبت برضة فى القطنية ومكملتش، لعبت كيك بوكسينج ودى اللعبة اللى أخدت قلبى حقيقى وخدت فيها بطولات كتيرة، لقيت نفسى عاوزة أتعمق، بروح الكلية الصبح وأرجع على الجيم أتمرن».
كانت «سما» تعود إلى منزلها، فتقرأ الكتب وتتصفح كل شىء يخص «الفيتنس»؛ لتتعلم المزيد وتكتسب خبرات، قررت أن تبحث على عمل فى إحدى صالات الجيم، لكنها قوبلت بالرفض من كثيرين: «فضلت أقدم لحد ما اتقبلت فى جيم وأثبت نفسى فيه، وابتديت أعلى فى الخبرة والمرتب، من صالة لأخرى بدأت أحوِّش فلوس وفكرت فى إنى أبقى معتمدة دوليًا، دوَّرت على كورسات وكانت غالية جدًا، فى كورس منها بـ 12 ألف جنيه، استلفت وأخدته وكنت بشتغل 12 ساعة فى اليوم عشان أسدد حقه، وبقيت معتمدة دوليًا، خبرتى زادت وعملت بيدج عليها متابعين كتير وشغلى بقى معروف».
اختصت الفتاة العشرينية بتدريب الشباب والبنات معًا، وتضيف: «بقدر أدرَّب الشخص وأوصله للجسم اللى بيحلم بيه وبعدل أى تشوهات قوامية وأتعامل مع إصابات وأحضر لعيبة كمال أجسام، حاليًا معتمدة على نفسى كليًا جبت لاب وموبايل وكل حاجة نفسى فيها، والكورس اللى مكنتش قادرة آخده أخدت اتنين تانيين معاه، وكل ده حصل فى تلات سنين بس ولسَّه حاسَّة إنى موصلتش لحاجة».

 
منذ صغرها وهى تحب الرياضة، تعشق الحركة، حتى إنها مارست جميع أنواع الرياضات، لكنها وجدت ذاتها فى الألعاب القتالية، وكانت تتمنى أن تصبح بطلة فيها ذات يوم، التحقت بالجيم وعمرها 12 عامًا، وجاءتها إصابة بالغة وعمرها 15 عامًا، نصحها الأطباء بالابتعاد عن الرياضة نهائيًا، لكنها لم تستسلم وقررت أن تتبع حدسها الذى أخبرها بأنها ستعود من جديد، وبالفعل حينما بلغت الـ17 من عمرها عادت للتمارين.
«زيزى محمود» صاحبة الـ20 عامًا طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الإعلام، تؤكد أن عودتها للجيم كانت عسيرة فى البداية؛ حيث إنها لم تكن قادرة على القيام بربع المجهود الذى كانت تقوم به فى البداية: «اتمرنت سنة فنون قتالية وبعدها فوز بـ 3 بطولات، وحاليًا بقالى سنتين فى اللعبة، اشتغلت مدربة من وقت الإصابة وأنا 15 سنة، بمرن شباب وبنات، وأخدت الكورسات اللى تؤهلنى للتدريب قبل ما أبدأ».
تلعب «زيزى» «cross fit» و«mma» وهى فنون قتال مختلط تشمل جميع الرياضات القتالية فى لعبة واحدة تحت قانون دولى؛ لأنها ليس لها اتحاد حتى الآن: «اللعبة دى رغم عنفها اخترتها لأنى حَبَّاها من صغرى، وهى عكس ما الناس فاهمة؛ لأن عنفها بيولّد هدوء لصاحبها ورزانة وثقه بالنفس ودفاع عن النفس حقيقى غير أى لعبة تانية قتالية».
بدأت الفتاة العشرينية فى تدريب «الكيك بوكس» بعدما اكتسبت خبرة كبيرة فيه، وأصبحت مدربة للشباب والفتيات، وتضيف: «المشوار نفسه مش سهل، فلا أهلى ولا اللى حواليا بيتقبلوا لعبتى، والضغوطات اللى ببقى فيها وقت كل بطولة والتعب البدنى والنفسى غير الإحباط، بس ديمًا ثقتى بنفسى وإصرارى كانوا سندى وعائق أمام أى حاجة تعطلنى عن حلمى، معدتش عندى صعوبات لأنى مبلتفتش لأى حاجة ممكن توقفنى، بزعل فى اليوم الصعب اللى بيعدى وبصحى تانى يوم جديد بفكر هنجح النهاردة إزاى».
تحلم «زيزى» بأن تفتح صالة جيم خاصة بها، مشيرة إلى أنها عملت فى صالات جيم شهيرة فى مصر، منها «سامية علوبة» و«ماكس جيم»، كما حصلت على ثلاث ميداليات ذهبية: «محدش بيختلف على شغلى، لكن بيبقى فيه قلق من إن الراجل يتدرب على إيد مدربة خاصة لو كيك بوكس، لكن لما بيجرب بيعرف إنه جه فى المكان الصح».. موضحة أنها تتمنى أن يتم الاهتمام بالرياضة والنماذج الموهوبة فى مصر وأن يتم تكريمها من الرئيس عبدالفتاح السيسى ذات يوم، وتضيف: «والدتى أكتر حد دعمنى رغم أنها مريضة قلب، كانت فى ضهرى دايمًا وبتيجى معايا البطولات وتحضرلى كل حاجة وبتحفزنى وقت إحباطى، وهى اللى وصلتنى للى أنا فيه».


كانت بدايتها من كلية التربية الرياضية، جامعة حلوان، درست كل ما يتعلق بمجالها، وأيقنت أن الرياضة من أهم الأشياء فى الكون، فهى لا تقل أهمية عن الماء والطعام، التحاقها بالشعبة العامة أتاح لها معرفة الكثير عن جميع أنواع الرياضات، ومن هنا نما حبها لـ «الفيتنس»، تخرجت فى الجامعة وعملت بإحدى صالات الجيم وكانت أصغر فتاة هناك، ما جعلها تحظى بدعم ومساندة ممن حولها فزاد شغفها لاستكمال الطريق.
«شيماء رجب الفايق»، 32 عامًا، تعمل مدربة جيم منذ 15 عامًا، كانت والدتها تؤمن بها منذ البداية، ما جعلها تدعمها حتى تلك اللحظة، تقول: «أول ما اشتغلت كل اللى شغالين معايا كانوا شايفين فيا حاجة أنا مش شايفاها، وإنى هنجح فى المجال ودعمونى وعلمونى، وأنا بدأت أدرس تانى وأتعلم وآخد شهادات وكورسات أكتر وأذاكر، وكل ما يظهر حاجة جديدة فى المجال أدوَّر عليها وأتعلمها ولحد دلوقت بتعلم».
تؤكد الفتاة الثلاثينية أنها واجهت صعوبات خلال مشوارها، أبرزها اندهاش البعض من أن تكون مدربة الجيم فتاة: «إزاى بنت مدربة جيم، وترفع حديد وكده، دى أكتر المواقف الصعبة اللى كنت بقابلها، بس كل المديرين اللى اشتغلت معاهم فى بدايتى كانوا متأكدين إنى هعمل حاجة فى المجال».. حصلت «شيماء» على شهادات محلية ودولية، حتى صارت مدربة دولية معتمدة فى «الفيتنس» وبعض أنواع «الأيروبكس»: «بقيت مديرة لياقة بدنية ومديرة لفرع من أكبر فروع براند كبير فى مصر، فى مجال السيدات، بدأت أعلم بنات وأطلع مدربين جُداد فى مجال العمل».
تحلم «شيماء» بأن تستكمل مشوارها فى «الفيتنس»، فهى تجد أنه من الصعب أن تستمر فتاة فيه للنهاية، وتضيف: «خلال فترة عملى قدرت يبقى فى ثقة بينى وبين الناس اللى بساعدها فى تحقيق هدفها بكل مصداقية، ووصولهم للأهداف بيكون تحت إشرافى ومتابعتى، وده كان السبب لوجود ردود أفعال كويسة جدًا للناس على شغلى الحمد لله، ونفسى أفتح جيم خاص بيَّا».


بدأت مشوارها وعمرها 10 أعوام، كانت تلعب رياضات مختلفة، التنس الأرضى والكاراتيه والكونغ فو والسباحة، حصلت على بكالوريوس نظم معلومات عام 2009، ودرست البرامج المختلفة للتعامل مع الصور والفيديو لتعمل فى مجال الدعاية والإعلان، كان العمل يستغرق يومها كاملًا، حتى إنها لم تجد وقتًا للذهاب إلى الجيم، تركته، وهنا اكتشفت أنها شغوفة بالرياضة ولا تستطيع التخلى عنها، اتجهت إلى الجيم وقررت أن يَنصَبَّ اهتمامها عليه عام 2013.. بدأت «خلود عصام»، 31 عامًا، مشوارها فى الجيم منذ 10 أعوام، حصلت على دبلومة تدريب لتكون مدربة معتمدة دوليًا، درست التشريح والفسيولوجى والإصابات وغيرها من المجالات؛ لتكتسب خبرات واسعة فى عملها، تقول: «بقيت بساعد الناس لو واحدة عندها مشكلة فى الضهر أو فى الركبة، اللى عاوزة تخس واللى عاوزة تزيد، بقيت بوصل الناس لأحلامها وطموحاتها، كنت بشيل حديد وواحدة واحدة شيلت أوزان أكبر لحد ما جسمى خد شكل العضلات».. ثم التقت بالكابتن «أحمد ماربيلا»، الذى دربها فى كمال الأجسام عام 2014؛ لتحصل على لقب أول لاعبة كمال أجسام محجبة فى مصر والوطن العربى من موسوعة إنجازاتنا العربية واتكرمت».
تلقت الفتاة الثلاثينية عروضًا كثيرة، لكنها رفضتها جميعًا؛ حيث كانت قائمة على تخليها عن حجابها: «جالى عروض كتيرة برَّا إنى أطلع بالمايوه، وقولت إزاى هطلع كده بعد ما ربنا كرمنى ووصلت للمستوى ده، كان مستحيل أتخلى عن حجابى ومبادئى، عشان فلوس وسفر».. مؤكدة أن ارتفاع أسعار الكورسات والتدريبات والمكملات الغذائية كان من أكثر الصعوبات التى قابلتها: «مكنتش بشيل حاجة ليَّا فى سن كنت محتاجة فيه أجيب لبس وحاجات لنفسى، كنت بحط القرش على القرش عشان أجيب حاجات للتمارين وحاجات تساعدنى فى الكورسات».
لم يكن لـ«خلود» فرصة للمشاركة فى بطولات كمال الأجسام، لذا اتجهت إلى القوة البدنية، التحقت بها عام 2018، وحصدت 3 بطولات، الأولى على مستوى 4 دول عربية، والبطولة الثانية كانت مركز أول على مستوى الجمهورية، وأخيرًا بطولة تجارب العالم حصلت فيها على المركز الأول عن جدارة: «خدت 3 بطولات فى 6 شهور، وكنت هطلع بطولة روسيا بس الوزارة قالت مفيش فلوس واطلعوا على حسابكم، لحد ما جالى إحباط وانعزلت عن اللعبة خالص، كان نفسى أفتح جيم بس مصاريفى يدوب على قدى، وبتمنى أعمل ده لأن عندى أفكار كتير للتخسيس».. تعمل حاليًا مديرة بإحدى صالات الجيم، استطاعت أن تساعد الكثير من المتدربات، وبالفعل وصلن إلى أحلامهن، وتضيف: «بيعتبرونى مَثلهم الأعلى وبياخدوا منّى الطاقة الإيجابية، حلمى يكون عندى معسكر للتخسيس وعلاج النحافة، أمرّن فيه جميع الأعمار من أصغر سن لـ 80 و90 سنة سيدات، ده حلمى وأكيد هيتحقق إن شاء الله؛ لأن الواحد لازم يحلم عشان يقدر يعيش».>