الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شرف تمثيل منتخب مصر الذى لا يعرفه الكبار: الطريق إلى طوكيو

شرف تمثيل منتخب مصر الذى لا يعرفه الكبار: الطريق إلى طوكيو
شرف تمثيل منتخب مصر الذى لا يعرفه الكبار: الطريق إلى طوكيو


بينما كانت هيبة الكرة المصرية تتعرض لإهانة بالغة على استاد برج العرب بالإسكندرية على يد المدير الفنى للمنتخب الأول حسام البدرى ورفاقه.. كان شباب المنتخب الأوليمبى يحققون ما عجز عنه الكبار فى استاد القاهرة على يد شوقى غريب ولاعبيه الرجال.. وفى الوقت الذى انطلقت فيه صافرة الحكم الكاميرونى أليوم ألومى فى الإسكندرية معلنة عن صدمة قوية لجماهير الكرة المصرية بعد تعادل منتخب مصر الأول لكرة القدم أمام منتخب كينيا الضعيف فى التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2021 بالكاميرون..  كان المنتخب الأوليمبى يقدم عرضًا بطوليًا أمام نظيره الكاميرونى ليفوز عليه بهدفين مقابل هدف فى ختام مباريات المجموعة الأولى ببطولة الأمم الأفريقية تحت 23 عامًا بمصر، ليتصدر المجموعة الأولى بالعلامة الكاملة برصيد 9 نقاط ، بعدما حقق الفوز على كل من مالى وغانا والكاميرون.
نبض الجماهير كان هو العنصر الأهم والمؤشر الأقوى فى تلك الأوقات.. المؤشر هذه المرة كان واضحًا حتى قبل انطلاق المبارتين .. فقد امتلأت مدرجات استاد القاهرة عن آخرها فى الوقت الذى كانت فيه مدرجات استاد برج العرب شبه خاوية.. وكأن الجماهير غير متفائلة بـ«البدرى» وتتوقع أداءً غير مقنع ونتيجة مخيبة للآمال على أرضه ووسط جمهوره فى أول قيادة فنية رسمية له وهو ما حدث بالفعل بتعادل صادم فى بداية المشوار.
فى المقابل كان أبناء شوقى غريب، يوجهون رسالة لمنافسيهم بأن بطاقة التأهل الأولى للأولمبياد ستكون من نصيب المصريين؛ حيث سيتأهل الثلاث منتخبات الأولى فى بطولة أمم أفريقيا مباشرة إلى أولمبياد طوكيو 2020.
جيل مسئول
الفرحة العارمة التى أحدثها شباب المنتخب الأوليمبى فى الشارع المصرى ورغم أنها أحرجت المنخب الأول، فإنها يجب ألا تنسى مسئولى المنتخب الأوليمبى، أن يتعظوا مما حدث مع منتخب مصر الأول الذى فاز فى مبارياته الثلاث بالمجموعة فى بطولة أمم أفريقيا 2019 الصيف الماضى، وخسر فى دور الـ16 على يد جنوب أفريقيا وودع البطولة مبكرًا.
لكن أشبال الفراعنة الذين يتحلون بالثقة والروح العالية الذى استمدها الفريق من الدعم الجماهيرى والتكاتف الإدارى فى الأجهزة المعنية بالرياضة فى مصر لضمان نجاح البطولة وتتويج المنتخب الوطنى بها، من الصعب أن يخيب الآمال مثل الكبار خاصة وأن الانتصارات التى حققوها لم يكن للحظ نصيب فيها، وظهر ذلك فى دقائق مباراة غانا الصعبة التى استطاع بعدها الفريق تحويل تأخره بهدف لفوزه بثلاثية فى الأوقات القاتلة.
وتبقى السمة المهمة فى المنتخب الأوليمبى أنك تجد نفسك أمام «جيل مسئول» يدرك معنى أن وراءه 100 مليون مشجع ويعى جيدًا قيمة «قميص» منتخب بلاده وهو ما ظهر فيما قدمه شباب المنتخب من أداء قتالى عالٍ فى المباراة الافتتاحية أمام المنتخب المالى واستطاعوا تحقيق فوز غال بهدف نظيف، ثم المباراة القتالية أمام غانا والروح العالية وقلب النتيجة من التأخر للفوز بعد هجوم متواصل منذ التأخر وحتى تحقيق الفوز، ومؤخرًا الفوز الأخير على منتخب صعب وإقصائه من البطولة وهو الكاميرون مما يبعث رسالة طمأنينة للجماهير المصرية على إصرار اللاعبين وتعاهدهم على الفوز بالبطولة الأفريقية من أجل تجميل الصورة التنظيمية الكبيرة بالفوز الغالى وتتويج المنتخب على أرضه ووسط  جماهيره وضمان الوصول لأولمبياد طوكيو 2020.
أداء باهت
من جهة أخرى، ظهر منتخب مصر الأول بأداء باهت فى المباراة الرسمية الأولى، تحت القيادة الفنية للجهاز الفنى الجديد للفراعنة بقيادة حسام البدرى،عندما تعادل أمام كينيا، إيجابيًا بهدف لكل فريق، ضمن منافسات الجولة الأولى من تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2021.
منتخب مصر يتواجد فى المجموعة بجانب كل من كينيا وجزر القمر وتوجو، حيث من المقرر أن يواجه جزر القمر، ضمن الجولة الثانية من التصفيات .. وبعيدًا عن النتيجة السيئة لم يظهر لاعبو منتخب مصر كرجال أمام مرمى المنافس الذى كانوا يصلون إليه بصعوبة كبيرة.
بدأ حسام البدرى المباراة بتشكيل مفاجئ بتواجد كهربا كماهجم صريح، وتواجد محمد الننى على مقاعد البدلاء، وأحرز كهربا الهدف الأول لمنتخب مصر فى الدقيقة 42 بعد أن استغل خطأ دفاعات منتخب كينيا وأصبح هو ومرمى المنافس دون حارس مرمى، ليسجل الهدف بكل سهولة.
وضغط المنتخب الكينى بشكل قوى على الدفاعات المصرية خلال أوقات اللقاء حتى تمكنوا من إحراز هدف التعادل فى الدقيقة 67 عن طريق ميشيل أولونجا بعد استغلال خطأ دفاعى من الفراعنة.. وفى الوقت المتبقى أجرى حسام البدرى تغييرات من أجل خطف الـ 3 نقاط ولكن لم يتمكن لاعبوه من الوصول إلى مرمى كينيا، لتنتهى المباراة بالتعادل الإيجابى.
وبذلك حصد منتخب مصر نقطة واحدة وخسر نقطتين فى أول مباريات التصفيات الأفريقية، وقد يكلفه هذا التعادل الكثير خاصة وأن اللقاء على أرضه ووسط جماهيره، حيث يستعد المنتخب المصرى لمواجهة جزر القمر يوم 18 نوفمبر الجارى،وسيسافر على متن طائرة خاصًة من أجل الاستعداد جيدًا لمواجهة الجولة الثانية من تصفيات أفريقيا.
ضربة البداية
الشكل الهزيل الذى ظهر عليه منتخب مصر الأول لا يمكن تبريره بأى مبرر،  خصوصًا فى مستهل مشوار مرحلة جديدة طويلة انتظرنا فيها رؤية منتخب جديد بجيل مختلف على كل المستويات، سواء الفنية أو الروح التى يلعب بها اللاعبون أو يدير بها الجهاز الفنى.. لكن ظهرت جميع خطوط المنتخب غائبة عن الوعى تمامًا وغير ملتزمة لا دفاعيًا ولا هجوميًا.
وتوجد عدة عوامل أدت لظهور منتخب مصر والبدرى بالبشكل الذى لم يرض الجماهير حيث غاب محمد صلاح، نجم مصر وليفربول الإنجليزى،عن معسكر الفراعنة خلال فترة التوقف الدولى الحالية بسبب تعرضه للإجهاد إثر المشاركات المتوالية مع ناديه الكبير فى بطولتى الدورى الإنجليزى الممتاز ودورى أبطال أوروبا.
غياب محمد صلاح أجبر البدرى على اللعب بعناصر أكثرها من المحليين المشاركين بانتظام مع أنديتهم فى الدورى الممتاز المصرى وعلى رأسهم لاعبو الأهلى والزمالك، وهو ما أثر بشكل كبير على أداء المنتخب ليظل نجم  ليفربول الإنجليزى هو الورقة الرابحة لمنتخب مصر.
كما تعانى كرة القدم المصرية ومعها بالطبع منتخب مصر من أزمة كبرى فى مركز المهاجم الصريح بسبب سطوة الأجانب على لقب هداف الدورى،حيث نال أحمد حسن «كوكا»، مهاجم منتخب مصر وبراجا البرتغالى،انتقادات كبيرة مؤخرًا بسبب تضييعه للفرص، ما أدى إلى استبعاده وجاء غياب مصطفى محمد، مهاجم الزمالك الشاب، لانضمامه لمنتخب مصر الأولمبى وكذلك رمضان صبحى، ليؤثر على الشكل الهجومى لمنتخب مصر، وهى الأزمة التى ستواجه البدرى فى المرحلة المُقبلة.
ضربة البداية الصادمة لمنتخب البدرى كانت فى الأساس بسبب غياب الفكر الخططى للمدير الفنى، فلم تظهر بصمته بعد، وغاب النسق التكتيكى والجمل التى تظهر عمل المدرب.. ولم نر كذلك أى أثر للبدرى فى النواحى النفسية للاعبين والتنظيم المتقن فى الخطوط الخلفية، كما أن مشاكل خط المنتصف مستمرة وكارثية حيث اللعب العشوائى وعدم وجود دور ومهام لنصف الملعب الهجومى والدفاعى والنقل السريع من الوسط إلى الأجناب، وفتح المساحات، واختراق العمق وهى أبجديات إنشاء استراتيجية كروية لأى مدرب.. وعدم وجود هذه الأفكار معناها أن المدرب لم يبدأ عمله بعد.
وهنا يجب التأكيد أن المباراة القادمة أمام جزر القمر لن تكون بالسهولة التى يتوقعها البعض، اعتمادًا على أن المنافس من الفرق المغمورة والمجهولة أفريقيا، فالمتابع الجيد لخريطة وتوازات القوى الكروية الأفريقية سيجد أن بها مفاجآت كثيرة وصعود وهبوط بالجملة.. فقد فاز «جزر القمر» مثلاً على منافسه توجو بالمباراة الأخرى فى نفس مجموعتنا رغم أن توجو هى المرشحة مع مصر للصعود.. لكن تعثر الفريقين الأقوى .. أحدهما بالهزيمة والآخر بالتعادل على أرضه..  كما يمتلك منتخب جزر القمر لاعبين أصحاب مستوى متطور، فضلا عن ميزة اللعب على ملعبهم ووسط جماهيرهم بما يعطى شحنة معنوية عالية لهم ترهق أى فريق منافس، ولذلك يجب على حسام البدرى وجهازه العمل على تجاوز صدمة كينيا وتحقيق نتيجة جيدة فى مباراة الاثنين المقبل أمام جزر القمر لينتشل نفسه من فخ السقوط فى أعين الجماهير.