السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

اليمن السعيد.. سابقًا..!

اليمن السعيد.. سابقًا..!
اليمن السعيد.. سابقًا..!


حاجة غريبة يا أخى.. وقد اختفت أخبار اليمن تمامًا من شريط الأحداث.. لم يعد ما يدور هناك مثيرًا لاهتمامات الصحف ووكالات الأنباء. مع أن المنظمات الإنسانية فى كل الدنيا لاتزال تدق ناقوس الخطر.. بسبب التدهور الكبير الذى تشهده الأوضاع الإنسانية هناك.. وقد توقفت الدراسة فى المدارس تمامًا.. مع التحاق التلاميذ بجبهات القتال.. ولا نعرف يا أخى من المسئول عن حالة الحرب.. ولست جنرالاً أو خبيرًا عسكريًا أو محللاً تليفزيونيًا.. لكنى مواطن على باب الله.
وأسجل اعتراضى على الحرب التى لم أتفهم أسبابها.. ولو كانت طائرات التحالف قد دكت اليمن بأكياس اللبن والسكر والأرز والدقيق..، فربما استسلم المتقاتلون من الغارة الأولى.. وتوقف المتصارعون الجوعى عن الاقتتال الطائفى الذى لم يُحسم أبدًا بالتدخل الخارجى من قوات التحالف أو أى قوات أخرى..!

الخيبة يا أخى هى حالة الصمت المريب التى يشارك فيها كل الأطراف.. وهم يشهدون دولة عربية شقيقة.. عضو بالجامعة العربية.. وهى ليست الأولى التى يدمرون.. لكنها هى الأكثر تأثرا فى جميع جبهات القتال.. من المحيط للخليج..!
بوضوح وصراحة.. يخشى العديد من الكتاب والمحللين التورط فى إدانة حرب اليمن التى طال أمدها.. حتى لا يتهموا بالعمالة لطرف من الأطراف المتصارعة.. وذات يوم اعترض الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل على الحرب فى اليمن.. فاتهمه كاتب حكومى بأنه عميل إيرانى.. بأمارة أنه كان مستشارًا للخمينى.. ولست عميلا لأحد ولم أعمل للخمينى.. لكنى أعترض على حرب اليمن.. وأحسبها بالبلدى الفصيح.. وأمريكا سعيدة فرحانة للاقتتال العربى فى حرب لا تشارك فيها بشكل صريح.. لكنها تشارك بأيدٍ عربية..!
وعلى بلاطة فتش عن المستفيد.. وإذا كانت حرب اليمن تحظى بمباركة تركية إسرائيلية أمريكية.. فإن سكوتى على ما يدور هناك يعنى وقوفى مع الأعداء التاريخيين للأمة العربية فى خندق واحد.. ولهذا فإنى أعترض..!
أعترض بالإحساس.. لكنى لا أملك اليقين ولا أتهم أحدَا حاشا لله.. وأعتقد أنه كان من الممكن تجنب الحرب هناك.. وهى الحرب التى كان يمكن حسمها بالمفاوضات التى كان يمكن أن تلعب فيها دورًا محوريًا مؤثرًا.. على اعتبار أن مصر تحديدا هى القوة العربية صاحبة النفوذ والتأثير.. ولا تنس أبدًا أن مصر هى رمانة الميزان والشقيقة الكبرى.. هى الحضن والمرفأ.. وهى الدولة التى لم تنجر لحرب إقليمية داخلية..!
ولاحظ أن العديد من دول العالم لم تتدخل فى حرب اليمن.. رغم الدعوة المفتوحة لها بالمشاركة.. ولماذا نتورط فى عمل عسكرى خارج البلاد.. دون التشاور مع أهلك وناسك داخليًا.. ودون الحصول على ختم النسر.. والذى هو موافقة شعوبها..!
الآن وفى الألفية الثالثة.. العالم يختلف عن أيام زمان.. وجميع بلاد الدنيا لا ترسل جيوشا خارج الحدود قبل الرجوع إلى الشارع.. والحصول على موافقات شعبية برلمانية واضحة.. قد تكون موافقة البرلمان أو مجلس الأمن القومى.. أو التوافق المجتمعى الواضح والصريح.. وفى أمريكا لا بد أن يوافق الكونجرس.. وفى بريطانيا يستلزم الأمر موافقة مجلس العموم.. والأخير بالذات أصدر منذ سنوات قرارًا تاريخيًا قاطعًا.. يمنع الجيوش البريطانية من التدخل العسكرى فى أى حروب خارج البلاد..!
حاجة غريبة والله.. وحرب اليمن التى تدور رحاها على أرض عربية.. ويقتتل فيها إخوة عرب.. ومع هذا لم تتدخل القوى العاقلة لوقف القتال الذى صار واقعا مفروضا.. واختفت معه اليمن السعيد من شريط الأحداث.. مع أن المنظمات الإنسانية دقت ومازالت تدق ناقوس الخطر..!