السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

التيار الدينى «لابد» فى الذرة..!

التيار الدينى «لابد» فى الذرة..!
التيار الدينى «لابد» فى الذرة..!


خيبتنا أننا لا نتعلم من أخطائنا ومن دروس الماضى، والتيار الدينى «لابد» فى الذرة يتفرج ويراقب أحداث السياسة.. وقد انقسم المجتمع على نفسه إلى يناير ويونيو.. مع أنهما جناحا الثورة والحركة المدنية المستنيرة.. والانقسام يعنى الشرذمة والحرب الإعلامية التليفزيونية.. وعلى وسائل الاتصال الإلكترونية.. فى حين أن التيار الدينى موحد متماسك رغم الخلافات الظاهرية.. وقد استوعب الدرس.. وهو الأخطر على الساحة.

 التيار الدينى الحالى ليس كجماعة الإخوان الساذجة بزعامة مرسى وبديع والشاطر.. هذه المرة هو مسلح بفكر داعشى عنيف ومشبع بروح الانتقام.. يستغل كل الظروف المتاحة لصالحه.. وأعيد أنه تيار موحد رغم الخلافات على السطح بين الإخوان والسلفيين.. وسوف يساند أفراده وتياراته بعضهم بعضا.. والفضل للتمويل والفلوس وارد بلاد برة.. والفضل أيضا للعسل الذى تنام فيه القوى السياسية التى لا تنتبه لخطورة التيار الدينى.. وتتفرغ للحرب الفرعية بين تيار يناير ويونيو.. وهى حرب مفتعلة تصب كما نقول فى صالح التيار الدينى..!
وفى تقديرى فإن النخبة المدنية.. حكومية ومعارضة.. ولها منى الاحترام والتقدير.. لكنها فى أسوأ حالاتها السياسية.. وأكاد أشعر أنها خارج حسابات الشارع تماما.. هى لا تشعر بالشارع والشارع لا يشعر بها.. هى تفتقد للقدرة على التعامل اليومى الواقعى.. فى حين أن التيار الدينى مختلف.. هو يجيد مخاطبة الشارع بفضل الخبرات المتراكمة.. يجيد النفخ فى الأزمات وإشعال الحرائق السياسية.. وفى القرى والنجوع تخصص التيار الدينى فى التعامل مع الناس العاديين بالبساطة والكلام بلغة الناس.. ولا تنس أسلوبهم فى الماضى عن طريق القوافل الطبية  التى تطوف القرى وتحتل المساجد.. وهل تنسى أنهم غازلوا رءوس العائلات الكبيرة فى بحرى والصعيد.. والخيبة أنها أساليب برعت فيها الأحزاب التقليدية ونجحت فى تطبيقها فى مصر زمان.. وحزب الوفد تحديدا صاحب خبرة فى هذا السبيل.. قبل أن يخترعوا الفضائيات التى اجتذبت النخبة.. فأسكنتها فى أبراج عاجية.. وأبعدتها عن الناس العاديين..!
فى مرحلة الإخوان فيما بعد ثورة يناير.. استفادت بعض النخبة من المناخ السياسى المرتبك.. خصوصا فى جمع الثروات الشخصية.. وعندى عشرات الحكايات والأمثلة.. وحتى السكرتارية وموظفى العلاقات العامة.. فتح الله عليهم من وسع.. فاقتنوا السيارات والشقق فى الزمالك والمدن الجديدة وافتتحوا الكافيهات آخر موضة لزوم الكلام فى النضال يدر عليهم الملايين.. والمثير أن بعضهم بعض الموظفين والسكرتارية يتصدر المشهد السياسى هذه الأيام..!
والله العظيم إننا فى حاجة لضبط الكثير من الصواميل فى جسد المجتمع.. وحتى نواجه التيار الدينى الموحد.. رغم الخلافات الظاهرية.. ولعل أهم الصواميل التى تحتاج للضبط والتفعيل هى هيئة الاستعلامات لتقوم بدورها الحقيقى المفترض.. أيام كان اسمها مصلحة الاستعلامات.. لتضم الكوادر الواعية والمدربة.. التى تعرف ألف باء الإعلام.. لأن هناك من تصور أن الإعلام يعنى قنوات التليفزيون ثبت إرسالها للداخل.. فى حين أننا فى حاجة لمخاطبة الخارج بالضرورة.. نزود الخواجة بوجهة نظر الدولة فى القضايا المختلفة.. يعمل من خلالها محترفون على مستوى عال من الوعى السياسى.. بدلا من الذين يعملون بالواسطة.. والذين هم من أبناء فلان وعلان.. همهم وهدفهم جمع الأموال بالأخضر الأمريكانى.. لزوم مواجهة المستقبل فى قادم الأيام.. ولا تنس أبدا أن جماعة الإخوان تعمل بشكل محترف فى شغل الدعاية والدعاية السوداء تحديدا.. تخاطب العالم.. وتصور نفسها مضطهدة مظلومة.. فى حين أن العالم فى حاجة لكى يستمع لوجهة نظرنا الغائبة عن الساحة بفضل هيئة استعلامات غائبة عن الصورة تماما.. وقد اعتمدنا على الفضائيات فى طرح وجهة نظرنا.. مع أنها تضم الهواة والباحثين عن الشهرة.. فى حين أننا فى حاجة فى هذه الأيام إلى إعلام المحترفين الذى لن يتحقق سوى بتفعيل هيئة الاستعلامات.. وهى كفيلة بضبط الصورة.. وحتى لا ينقسم المجتمع على نفسه إلى يناير ويونيو.. مع أنهما جناحا الثورة الحقيقية!