الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نجم الجماهير.. الفيل أبوزلومة!!

نجم الجماهير.. الفيل أبوزلومة!!
نجم الجماهير.. الفيل أبوزلومة!!


السينما فى العالم تعرف الميزان وتتعامل معه بما يرضى الله.. وعندما يتعاقد الفنان الممثل مع إحدى شركات السينما بغرض الاحتكار.. هناك بند واضح يلتزم به.. هو ألا يزيد وزنه أبدا.. وإذا حدث فيا ويله ويا سواد ليله.. هناك معاهد للتخسيس وصالات الجيم ودكاترة علاج السمنة.. والهدف ليس تعذيب النجم.. وإنما أن تظل صورة الفنان ثابتة فى عيون الجماهير.. وأن تصبح لياقته البدنية والذهنية فى أعلى درجاتها.. وحتى يمكن أن يستفيد منه المخرج فى أدوار «الأكشن» والحركة والمطاردة وركوب الخيل.. والقفز من الأدوار العليا.
والنتيجة أن الممثل أو الممثلة عندهم ثابت الصورة.. رغم التقدم فى العمر الذى يمكن علاجه بالمكياج والمساحيق وعمليات التجميل.. وهل لاحظت أن الفنان الخواجة منذ بداية ظهوره وحتى اعتزاله أو وفاته له صورة واحدة لا تتغير.. ولاحظوا صور قدامى الممثلين بالذات.. «آلان ديلون» الفرنسى و«مارشيللو ماستورياني» الطليانى و«جريجورى بيك» الأمريكانى الراحل و«كيرك دوجلاس» الذى رحل شابا مع أنه تجاوز الثمانين.. وهناك «جين فوندا» و«صوفيا لورين» وكل الأسماء التى ذكرتها تعمل بالسينما منذ أربعين عاما وربما أكثر.. وصورتهم لا تتغير ولا تهتز.. بفضل اللياقة واللباقة والحفاظ على الوزن المثالي!
عندنا الحال يختلف.. ومن الواضح أن الفنان يبدأ مشوار التمثيل  وهو جوعان وقد عانى الإحباط والفلس فى رحلته لإثبات الذات وتأكيد الموهبة والجرى بين الاستديوهات والمسارح بحثا عن فرصة مناسبة بغرض التحقق والانتشار.. وفى الوقت الذى يبدأ فيه الجمهور فى التعرف على الفنان.. ويبدأ فى ترديد اسمه ومتابعة أعماله.. فيشعر الفنان بالراحة والأمان.. وقد سعت إليه العقود والأدوار المختلفة.. فيشعر أنه قد حقق المراد من رب العباد.. ويكتشف أن هناك متعة قد نسيها فى زحمة المشاغل والهموم.. متعة اسمها الطعام.. فيتعرف على الكباب والمسبك والمحمر والمشمر.. ويراعى ضميره كثيرا وهو يأكل من وسع.. ويزيد وزنه ويظهر له كرش فى بطنه.. ويتدلى له «لغد» فى وجهه ورقبته.. وتتباعد ساقاه عند المشى والحركة.. وينهج وهو يتكلم.. ويتحول بسرعة من فتى أول.. إلى فتى دوبل!
المثير أن حضرة الفنان أو الفنانة.. لا يتخلى أبدا عن أدوار الفتى الأول.. أو تتخلى هى عن دور البنت السنيورة الغندورة.. ويظل صامدا مصرا على أدوار الأكشن وركوب الخيل إذا لزم الأمر ولا يزال مصرا على ضرب أفراد العصابة.. ولكن لأنه يفقد القدرة على الحركة.. فإن أفراد العصابة من الكومبارس الغلابة.. يتحركون إليه بالدور ليسقطهم صرعي.. الواحد بعد الآخر.. وهو جالس فى مكانه.. يعانى السمنة والتخمة وضيق الشرايين.. والغريب يا جدع أنه يلعب فى الأفلام أدوار العاشق الولهان.. والبنت تقع فى غرامه.. وكأنها مصابة بعمى الألوان أو بعقد تعذيب الذات!!
بالتدريج يمل الجمهور.. وقد فقد التعاطف مع الممثل والممثلة.. فتبحث شركات الإنتاج عن فتى شاشة جديد.. تكرر معه التجربة.. ولهذا تجد أن العمر الافتراضى للمثل عندنا لا يزيد على عشر سنوات نجومية.. وخلاص يشكو بعدها تراجع الأضواء وغدر الأصدقاء.. مع أنه المسئول الأول والأخير!!
يا ميت خسارة.. عندما يتحول الرياضى الجذاب.. أو البنت اللهلوبة التى تنافس رشاقة عارضات الأزياء.. يتحولان إلى فيل بزلومة والأمثلة كثيرة ولا داعى للإحراج.. عكس الحال فى بلاد برة.. حيث الفنان عندهم بالميزان.. وعندما يصفون الفنان الخواجة يقولون لون عينيه كذا.. من مواليد برج كذا.. وزنه كذا.. وهو وزن ثابت مثل لون العينين وتاريخ الميلاد.. وهو مسئول عن ذلك.. وإلا يا سواد ليله!!. 