السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الإجـابـة: أفريقيا

الإجـابـة: أفريقيا
الإجـابـة: أفريقيا


«لقد تم تصميم خطة القيادة العسكرية الأمريكية فى «أفريقيا» بطريقة تؤمن الوصول الاستراتيجى إلى المواقع الرئيسية فى قارة تتميز بمسافات شاسعة، وبنية تحتية محدودة» هذا ما أوضحه قائد «القيادة العسكرية الأمريكية فى أفريقيا» (AFRICOM) الجنرال «توماس الدهاوزر» للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكى فى العام السابق.

رغم التأكيدات المتكررة من القيادة العسكرية الأمريكية فى «أفريقيا»، بأن الأنشطة العسكرية فى القارة كانت ضئيلة، وأنه لا يوجد سوى معسكر «ليمونير» فى دولة «جيبوتى»، الذى كان يشاع أنه قاعدة «الولايات المتحدة» الوحيدة فى القارة، فإن الجيش الأمريكى انخرط مؤخرًا فى إنشاء قواعد فى 49 دولة -على الأقل- من 54 دولة فى القارة السمراء.

فمنذ 11 سبتمبر، بدأ الجيش الأمريكى يشق طريقه داخل الأراضى الأفريقية، وقام ببناء تحالفات، ومرافق، وشبكة لوجستية متطورة لأهداف عسكرية واستخباراتية، وبالطبع اقتصادية لما تحتويه القارة من موارد غنية. وفى السنوات الأخيرة أنشأت شبكة أمريكية واسعة سرية، تضم أكثر من 60 موقعًا ونقطة فى «أفريقيا»، يتم استخدام بعضها حاليًا، وبعضها قيد الاحتياطى، ويشاع أنه سيتم إغلاق البعض الآخر.

وفقًا للأرقام المقدمة من قبل قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، تم نشر 16.5 % من إجمالى قوات الكوماندوز داخل «أفريقيا»، وارتفع عددهم بنسبة 96 % منذ عام 2014. كما انتشرت القوات الأمريكية - بشكل عام- فى جميع أنحاء القارة، بعدد 6 آلاف جندى أمريكى، إذ يقوم 3500 جندى منهم بتنفيذ برنامج، وتمارين، واشتباكات كل عام -ما يقرب من 10 مهام كل يوم- من «الكاميرون»، إلى «الصومال»، ومن «جيبوتى» إلى «ليبيا».

مستندات تابعة لـ(AFRICOM) كشفت نافذة فريدة على الإمبراطورية مترامية الأطراف من المواقع العسكرية الأمريكية فى «أفريقيا»، بما فى ذلك المواقع السرية، أو غير المؤكدة سابقًا فى النقاط الساخنة، مثل: «ليبيا»، و«النيجر»، و«الصومال».

شبكة قواعد (AFRICOM) تشتمل بؤرًا استيطانية دائمة مما يسمى «موقع التشغيل الأمامى»، وهو مصطلح عسكري أمريكي للمنشآت، ويُعرف، بأنه «مرفق قابل للتطوير، يمكنه دعم العمليات المستدامة، مع وجود دائم صغير لموظفى الدعم أو المقاولين الأمريكيين»، و«موقع الأمان التعاونى»، وهو أيضاً مصطلح عسكري أمريكي للمرافق المستخدمة للتدريب الإقليمى فى مكافحة الإرهاب، ومنع تهريب المخدرات، وأيضًا لتوفير الوصول إلى المناطق القارية فى حالات الطوارئ.

ومن جانبه، أوضح أستاذ مساعد فى الجغرافيا بجامعة كاليفورنيا «آدم مور»، أنه فى السنوات الخمس الماضية فقط، أنشأت «الولايات المتحدة» ما يمكن اعتباره أكبر مجمع للطائرات من دون طيار فى العالم فى دولة «جيبوتى»، وهى قواعد تشارك حاليًا فى بعض الحروب».

ثم قال: «يشير توزيع القواعد إلى أن الجيش الأمريكى منظم حول ثلاثة مسارح فى «إفريقيا»: فى القرن الأفريقى بدول «الصومال، جيبوتى، كينيا»، وفى الساحل بدول «الكاميرون، تشاد، النيجر، مالى، بوركينا فاسو»، و«ليبيا». مشيرًا إلى وجود قاعدة أمريكية واحدة فقط فى جنوب القارة. بجانب بناء «الولايات المتحدة» أيضًا قاعدة أكبر للطائرات من دون طيار فى مدينة «أغاديس» فى شمال «النيجر». جدير بالذكر أن الوثائق تحدثت عن وجود خمس قواعد أمريكية داخل أراضى «النيجر». وعلق «مور» على هذا، قائلاً: «بالنظر إلى حجم القواعد واستثماراتها فى البنية التحتية حتى الآن، فإن قواعد «أغاديس» تشبه القواعد الضخمة التى أنشأها الجيش الأمريكى فى «العراق»، و«أفغانستان».

اكتسب الوجود العسكرى الأمريكى فى «النيجر» صورة كبيرة فى العام الماضى، عندما نصب تنظيم «داعش» كمينًا فى 4 أكتوبر فى الصحراء الكبرى، بالقرب من الحدود المالية، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود أمريكيين. وكان التحقيق الذى أجراه «البنتاجون» حول الهجوم، هو ما كشف سر المواقع العسكرية الأمريكية الرئيسية الأخرى هناك، بما فى ذلك قاعدتا «أولام»، و«أرليت»، إذ نشر فيهما قوات العمليات الخاصة الأمريكية. وكانت «أولام» تحديدًا مدرجة فى وثائق التعاقد، التى تم الكشف عنها فى العام الماضى، بأنها قاعدة لتدريب وتجهيز شركة نيجيرية لمكافحة الإرهاب، وإجراء عمليات أخرى، دون ذكر تفاصيل.

وفقًا للوثائق السرية التى تم الحصول عليها فى عام 2015، تتعرض الصومال لحرب جوية من قبل طائرات من دون طيار خلال هذا العقد. إذ نفذت «الولايات المتحدة» 36 غارة جوية داخل الأراضى الصومالية فى عام 2018، مقارنة بـ34 غارة لعام 2017، و15 غارة فى عام 2016، وفقًا لـ«مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات». وعند جارتها «كينيا»، فتضم أربع قواعد أمريكية، تشمل «مواقع أمنية تعاونية» فى «مومباسا»، وكذلك خليج «ماندا». وبين عامى 2015 و2017، كان هناك أيضًا ما لا يقل عن 10 هجمات من قبل القوات الأمريكية فى غرب أفريقيا، لم يتم الإبلاغ عنها، حسبما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» فى مارس.