الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الدنيا ربيع.. والجو بديع!!

الدنيا ربيع.. والجو بديع!!
الدنيا ربيع.. والجو بديع!!


سمع هس.. والجمعية الدولية للطب النفسى تدق ناقوس الخطر.. بمناسبة بدء العام الدراسى فى معظم دول العالم.. وكل الدول بالمناسبة تعتمد نهاية أغسطس وأوائل سبتمبر موعدًا لبدء المدارس.. وجمعية الطب النفسى حذرت أن التلاميذ أيضًا يصابون بالعقد والكلاكيع والأمراض النفسية.. وأن بدايات المرض تتزامن مع بدء العام الدراسى!!

أكدت الجمعية الدولية التى يرأسها الدكتور أحمد عكاشة خبير الطب النفسى.. أن 15 ٪ من تلاميذ مصر يعانون الأزمة النفسية بسبب ضغوط المجتمع.. وإلحاح بابا وماما من أجل المذاكرة والتفوق.. فى ظل منافسة غير إنسانية.. وفى ظل غياب الدور التربوى للمدرسة.. وبفضل المدرس الطفشان خارج قاعات الدرس والمتفرغ تماما للدروس الخصوصية.
حذرت الدراسة أن الضغوط على التلميذ تبدأ فى مرحلة الحضانة.. مرحلة اللعب والتعرف على المدرسة والمجتمع الصغير حول التلميذ.. لكن بعض المدارس التى تدعى الجدية.. تستغل مرحلة الحضانة للدراسة المبكرة.. بحجة تأسيس التلميذ.. والنتيجة أننا نمارس الضغط عليه مبكرًا وحتى قبل أن يستعد نفسيًا للمواجهة وتحصين الذات.
قالت الدراسة العلمية لجمعية الطب النفسى الدولية.. إن الهاجس الأكبر فى مصر هو الحصول على درجات مرتفعة.. وهو ما لا يتوافق مع النظريات التربوية الحديثة.. وفى بلاد الخواجات.. التلميذ الذى يحصل على 70 ٪ من الدرجات يعد من العباقرة المتفوقين.. ويبدأون مرحلة إعداده للتفوق العلمى.. أما عندنا فالأحوال تختلف.. والتلميذ الذى يحصل على 90 ٪ لن يتمكن من الالتحاق بالكلية التى يريدها.. كالطب أو الهندسة أو الصيدلة.. والتلميذ عندنا لا بد وأن يحصل على 105 ٪ لكى يتمكن من الالتحاق بالكلية التى يفضلها.. بما يعنى أن أغلب التلاميذ سوف يشعرون مبكرًا بالعجز والخيبة وقد اجتهدوا كثيرًا دون أن يحققوا أهدافهم.. ودون أن يتمكنوا من ممارسة حياتهم بشكل طبيعى.. يعنى دون أن يمارسوا اللعب والشقاوة!
فى محاولة من الآباء لمساعدة أبنائهم فى الحصول على المجموع المرتفع.. لا يمانع بابا فى مساعدة المحروس على الغش فى الامتحان.. وهو الغش الذى قد يصل إلى سرقة أوراق الإجابة من الكنترول لإضافة درجات ترتفع بالمجموع الكلى إلى درجة الامتياز.. كما حدث فى واقعة شهيرة فى إحدى كليات القمة.
فى امتحانات الثانوى والإعدادى.. صار الغش هدفًا قوميًا.. يحتاج إلى حسابات ورشاوى.. وهناك بعض المدارس فى مناطق نائية.. يسعى أولاد المحظوظين للامتحان فيها.. لضمان الغش العالى والحصول على الدرجات النهائية!!
وهكذا يشعر التلميذ.. نصف الحاضر وكل المستقبل.. أن الغش هو البوابة الملكية للنجاح والتفوق.. بما يترتب عليه من إدراكه أن كل شيء فى عالم الكبار يتم بشكل خاطئ.. وأن القيم والأخلاقات تأتى فى المرحلة التالية.. وأن الغاية بصريح العبارة تبرر الوسيلة.. ولهذا يقع التلميذ مبكرًا فى فخ العقد والكلاكيع والأمراض النفسية... ثم الاكتئاب بعد ذلك!
ولعل هذه العقد والكلاكيع هى السبب الحقيقى وراء الدعوة بتخصيص يوم عالمى للصحة النفسية لتلاميذ المدارس.. على اعتبار أن أولاد المدارس حالة تحتاج إلى اهتمام عاجل.. عكس الكبار الذين استقرت أحوالهم وقد ذكرتنا جمعية الطب النفسى العالمية.. أن مصر بها طبيب نفسى لكل مائة ألف مواطن.. فى حين أن النسبة العالمية هى طبيب لكل 20 ألف مواطن... وهى دعوة مستترة من الجمعية النفسية للتلاميذ بالاجتهاد والمذاكرة والتفوق.. والحصول على مائة وخمسة فى المائة بغرض الالتحاق بكلة الطب.. ودراسة الطب النفسى.. وحتى يتبوأ التلميذ مكانة محترمة فى المجتمع.. وحتى يبدأ فى علاجنا من العقد والكلاكيع المزمنة فنغنى الدنيا ربيع والجو بديع!!