السبت 7 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

اعترافات مطلقة نادمة!

اعترافات مطلقة نادمة!
اعترافات مطلقة نادمة!


رحلة عذاب مريرة تعيشها المرأة المطلقة تبدأ دائمًا بوضعها خلف جدار عازل، حتى لا تنطلق حولها الشائعات، كما تواجه مشاكل فى توفير مصروفات المعيشة لها ولأولادها، وقد تصبح هى حملًا ثقيلًا معنويّا وماديّا على كاهل أسرتها، وهناك أسر تمنع المطلقة من الخروج بشكل نهائى حتى تتزوج مرة أخرى.
رغم إصرار بعض الزوجات والأزواج على الطلاق واعتباره الحل الوحيد للتخلص من تعاستهم والانتقال لحياة أفضل.. إلا أن الندم كثيرا ما يلازمهم بعدما يصطدمون بالواقع وبعدم تقبله لهم وبعد أن يواجهوا الكثير من المشاكل المادية والنفسية والاجتماعية التى لم تكن فى حسبانهم.. مما يجعلهم يشعرون بالندم ويبذلون المحاولات للصلح والعودة لحياتهم الزوجية ومنهم من ينجح ومنهم من يفشل لأن الوقت قد فات على مثل هذه الخطوة.
 لا تراجع
ظلت أمنيتها لسنوات طويلة أن تحصل على الطلاق وكلما اقتربت من تحقيق الهدف تدخل الأهل لإعادتها إلى زوجها من أجل أبنائها الثلاث.. ولكن لا تلبث عدة أشهر فى بيتها إلا وتعاود طلب الطلاق مرة أخرى حتى إن زوجها يستجيب لها مرتين ويرمى عليها يمين الطلاق.. ثم يتصالحان تحت ضغط العائلة وبكاء الأبناء.. وتحذرها الأم من تهورها فى طلب الطلاق فلم يتبق لها سوى طلقة واحدة لن يجدِى معها صلح بعد ذلك.. كما يوصون الزوج أيضا بالتروى قبل نطق كلمة (أنت طالق) التى تخرب البيوت وتدمر الأبناء.. ولكنها لم تتخل عن تهورها فى خلافها مع زوجها وطلب الطلاق ويطلقها للمرة الثالثة والأخيرة ويترك لها الشقة لأنها حاضنة ويتفقان على أن يرى أبناءه مرة فى الأسبوع.
وتصلها ورقة الطلاق الرسمية. فتظل تبكى طويلا وكأنها لا تصدق أنها صارت امرأة مطلقة.
ورغم ذلك لم تستطع أن تتأقلم على الحياة بدونه.. فاكتشفت أنه كان ينظم لها حياتها ويحميها من الناس.. كأنها افتقدت عنصر الأمان والونس والسند.. فرغم انشغالها بطلبات أبنائها طوال اليوم.. إلا أنها تشعر بفراغ كبير ذلك الفراغ الذى يسببه غياب الرجل من البيت.. وتكتشف أنه لم يكن بكل هذا السوء الذى تصورته.. فكم من مرات وقف بجانبها وساندها وأخرجها من مواقف صعبة.. وكم له من مواقف طيبة مع أهلها لا تخلو من رجولة وشهامة.. وبعد أن تركها لم تجد من يهتم بها أو من يأخذها للطبيب حين تمرض.. فحين كانت تقابلها مشكلة فى أى مكان أو أثناء قيادتها لسيارتها سواء عطل أو حادث تتصل به.. فيأتى على الفور وينقذها.. والآن تواجه كل هذه المواقف من غيره.. حتى المناسبات لم يعد لها طعم بدونه.. إنها تشعر بالوحدة فى كل مكان تذهب إليه.. كما أن أبناءها يفتقدون وجوده بينهم.. فكم كان يسعدهم بدخلته عليهم حاملا الشيكولاتة والحلوى وأشياءهم المحببة فيدخل البهجة لقلوبهم.. أما الآن فصاروا يشعرون باليتم ويعيشون بلا أب!َ! كما أصبحوا أكثر حزنا وشرودا.. وكم تشعر بالذنب تجاههم لأنها تدرك أنها السبب الحقيقى وراء هذا الحزن الذى ينتابهم وحرمانهم من أبيهم.. وكم تشعر بالندم لأنها أصرت على الطلاق ودمرت حياتها وحياة أبنائها.. وتتمنى لو استطاعت أن تعيد زوجها مرة أخرى.. ولكن كيف وقد استنفدت مرات الطلاق وصار طلاقا بائنا لا رجعة فيه إلا بمحلل!!
وتجهش فى موجة بكاء طويلة.. فلم يعد الندم يجدى وحتى لو وجدت محللا سيرفض الزوج أن يعود لها.. فعزة نفسه وكبرياؤه سيمنعانه.
والمدهش أنها تعلن فى كل مكان وحتى أمام أهله.. أنها نادمة على الطلاق.
حفل طلاق
تعود لبيت أبيها فتاة صغيرة مطلقة وأم لطفلة عمرها شهور.. لقد حصلت على الطلاق بناءعلى رغبتها بعد زواج أقل من عامين.. فى البداية فرحت بالطلاق حتى إنها أصرت أن تحتفل به فدعت صديقاتها وأقامت حفلا صغيرا بهذه المناسبة ليشاركنها فرحة طلاقها وتعمدت أن تنشر صور حفل الطلاق على صفحتها بالفيس بوك كى يراها طليقها وعائلته.
وظنت أنها ستبدأ حياتها من جديد وأنها ستعود مثلما كانت قبل الزواج فتاة حرة منطلقة محبة للحياة.
ولكن بعد مرور أسابيع قليلة على طلاقها أحست بأن أباها وإخوتها بدأوا يضيقون بها وبابنتها.. فهى لا تعمل وليس لديها أى مصدر للدخل.. ومعاش والدها لا يكفى احتياجات رضيعتها من لبن وبامبرز وذهاب للأطباء وأدوية.. خاصة أن طليقها يعاند معها ولا ينفق عليها ولا يسأل عنها.. كما أن أخاها لا يستطيع أن يذاكر من شقاوة طفلتها وبكائها.. لم تسترح فى بيت أبيها..ورأت مشاكلها مع زوجها أهون من ضيق والدها وتأفف أخيها.. كما أن زوجها رغم عيوبه كان يلتزم بطلبات ابنته على الأقل ولا يقصر تجاهها.. أما الآن فصارت عبئا على أبيها ذى الدخل المحدود.. كما أن أسرتها صارت تضيق عليها الخناق وتتحكم فى خروجها ودخولها. وتذكرها دائما أنها امرأة مطلقة ويجب أن تنتبه لذلك وتتصرف بحساب.. فالمجتمع لا يرحم ولن تنجو من ألسنة الناس.. والحل الوحيد كما تقول لها أمها أن تجد عريسا يتزوجها فى أقرب وقت ليتحمل مسئوليتها هى وطفلتها.. وقد أحضرت لها خالتها عريسا يكبرها بعشرين عاما توفيت زوجته ولديه ولدان بالمرحلة الإعدادية.. فتصرخ فى وجه أمها كيف تريديننى أن أتزوج رجلا يكبرنى بعشرين عاما مطلقا ولديه أبناء.. وتبادلها الأم صراخا بصراخ قائلة بحدة:
لا تنسى أنك مطلقة ولديك ابنة.. فكان كلام والدتها يقع عليها كالصاعقة.. هكذا صار وضعها الجديد بين ليلة وضحاها!!. ولم يعد أمامها حل سوى الزواج من رجل يكبرها كثيرا ولديه أبناء..وربما يتزوجها بهدف تربية أبنائه ولا تكون أكثر من مربية بالنسبة له!! كما أنها لا تضمن كيف يعامل ابنتها وتخشى أن يسيء إليها أو يفرق بينها وبين أبنائه.
وتنام ودموعها بين عينيها.. والتفكير يكاد يعصف برأسها حتى صار الصداع ملازما لها.. وفى أحد الأيام تفاج والدتها فى الصباح وهى تحمل حقيبة ملابسها وملابس طفلتها وتقرر العودة لزوجها بعد أن طلبت منه أن يردها ووافق.