الثلاثاء 10 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

رياضة الدراجات

رياضة الدراجات
رياضة الدراجات


 المبادرة الرياضية القومية (دراجة لكل مواطن)، التى أعلنت عنها الحكومة وتهدف إلى تغيير ثقافة الانتقال اليومى للمواطنين فى مصر وتحسين لياقتهم البدنية والصحية وتشجيعهم على استخدام وسائل التنقل النشط بدلا من الاعتماد على وسائل التنقل المستهلكة للوقود والملوثة للبيئة تعيد إلى أذهاننا ذكريات الزمن الجميل الذى افتقدناه وقت أن كانت متعة الأطفال والشباب خاصة فى الأعياد أن يجتمعوا إخوة وجيران وأصدقاء ويذهبون حاملين (العيدية) لتأجير العجل يلعبون به ويمرحون ويتسابقون لساعات طويلة وكانت فرحتهم وسعادتهم لا تكتمل فى الأعياد سوى بركوب الدراجات ويقبل الكثيرون منهم على شرائها لرخص ثمنها  ومتانة صنعها.
كان ذلك قبل انتشار المقاهى والكافيهات التى استحوذت على اهتمام الشباب والأطفال وأصبحت ملاذًا لهم يجلسون عليها يوميًا لساعات طوال، بعد أن كان لا يرتادها سوى أصحاب المعاشات، وأصبحت تلك المقاهى تمثل انعكاسًا واضحًا للوضع الثقافى السائد وتمثل ظاهرة خطيرة لها آثارها السلبية علي المجتمع فى ظل غياب دور مراكز الشباب والدورات الرياضية والنشاطات الصيفية التى يجب أن تقام للشباب بمختلف أعمارهم لذلك كانت مبادرة  (دراجة لكل مواطن) من أهم المبادرات التى أطلقتها الحكومة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السياسى، فالدراجة تعتبر من أكثر الرياضات متعة للكبار والصغار علاوة على أنها وسيلة مواصلات سهلة الاستخدام وتوفر الوقت والجهد.
دراسة علمية حديثة كشفت أن ركوب الدراجة يوميا يساعد على خسارة الوزن ويعمل على تزويد الجسم باللياقة البدنية والنشاط اللازم، كما أنه يساهم فى تنشيط الدورة الدموية مما يجعل الإنسان أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والصدر وخمول العقل، فضلا عن الفوائد الأخرى المتعددة للصحة الجسدية والنفسية ومساهمتها فى الحفاظ على البيئة..
 على الحكومة أن تدرس جيدًا كيفية تنفيذ تلك المبادرة قبل إطلاقها خاصة بعد أن فقدنا ثقافة ركوب الدراجات، فلا يكفى أن يتيح المشروع شراء الدراجات بالتقسيط وبأسعار أقل  من سعر السوق إنما لا بد من توفير كافة التجهيزات اللازمة لنجاح المبادرة وأهمها تهيئة الطرق لقيادة تلك الدراجات وعمل مسارات خاصة بها وإيجاد أماكن مخصصة وآمنة علاوة على توعية المواطن بالنتائج الإيجابية التى تعود عليه بالنفع مع ضرورة تغيير ثقافة الانتقال لديه وتعريفه بقواعد ركوب الدراجات وفن قيادتها.
وإذا كانت الرياضة أصبحت تمثل شيئا مهمًا فى حياتنا فقد حثنا عليها الرسول (صلى الله عليه وسلم) فى حديثه الشريف (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل) ولابد هنا من التنويه على أن الأمر بالسباحة والرماية وركوب الخيل ليس مقصودًا لذات هذه الأشياء وإنما لانها تنمى القدرة البدنية والعقلية، إذًا المراد هنا هو الهدف منها وكل ما يحقق هذا الهدف فهو مشروع  مثل ركوب الدراجات المسابقات الرياضية ومسابقات الجرى وأمثالها وربما كانت الدراجة هى الأليق فى وقتنا من الرماية وركوب الخيل الذى لا يقدر عليها كل الناس ولا يتوافر للكثير منهم خاصة الشباب.