الخميس 29 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

البورنو إدمان الرذيلة فى شهر الفضيلة!

البورنو إدمان الرذيلة فى شهر الفضيلة!
البورنو إدمان الرذيلة فى شهر الفضيلة!


بينما ينتظر الجميع شهر رمضان الكريم للصوم والصلاة والقيام وغيرها من شعائر العبادة، يبرز جانب خفى لهذا الشهر الكريم، يتمثل فى تأثيره الكبير على الاقتصاد، ليس فقط فى الدول الإسلامية والعربية فحسب، بل على مستوى الاقتصاد العالمى.


زيادة الإقبال على شراء الكثير من السلع التجارية، والموسم الدرامى السنوى،والبرامج الدينية والحوارية والخاصة بـ«المقالب»، وغيرها من أشكال الفن والترفيه، كلها مشاهد اقتصادية بحتة تدور فى فلكها ملايين الجنيهات والدولارات، كل عام، وهو ما يجعل الشهر الكريم يؤثر إيجابيًا على البورصات فى العديد من الدول، لكن فى المقابل، يكون لرمضان تأثير اقتصادى سلبى على واحدة من أخطر الصناعات حول العالم... صناعة «البورنو».
تأثير الصوم
أصبحت صناعة المواد الإباحية الجنسية «البورنو» جزءًا لا يتجزأ من مصادر دخل دول أجنبية كبيرة، وموردًا أساسيًا من موارد الضرائب لدى دول أخرى، بإجمالى عائدات يزيد على 30 مليار دولار، سنويًا.
وجذب الانتشار الذى حققته المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت اهتمام العديد من الجهات المختصة فى إجراء الإحصائيات، والتى توصلت إلى أرقام خيالية غير متوقعة حول تلك الصناعة، من بينها استحواذ صناعة المواد الإباحية على نحو 30 % من الحجم الإجمالى لحركة مستخدمى شبكة الإنترنت، عن طريق ما يقرب من 700 مليون موقع إباحى.
وفيما يتعلق بـ«رمضان»، كشف مؤشر «جوجل تريندس» عن أن الشهر الكريم يشهد انخفاضًا ملحوظًا ومؤثرًا فى حركة البحث عن المواد الإباحية، خلال فترة الصوم، وهو ما كبد المواقع الإباحية ومنتجى هذه المواد خسائر فادحة تقدر بملايين الدولارات.
ووفق موقع «أليكسا»، الذى يرتب المواقع الإلكترونية فى العالم بحسب عدد الزيارات اليومية لكل موقع ومرات الوصول إليه عن طريق محركات البحث، تصدرت مصر، العام الماضى، قائمة الدول العربية التى يعد مواطنوها الأكثر إقبالًا وتصفحًا لتلك المواقع، بعد الإفطار فى رمضان، بنحو 350 ألف زائر، فى اليوم، يليها العراق فى المرتبة الثانية بـ290 ألف زائر، ثم المغرب بـ 270 ألفًا، وتونس بـ220 ألفًا، والأردن بـ110 آلاف، وأخيرًا لبنان و ليبيا فى مؤخرة الترتيب.
وبحسب هذه الأرقام، لم يتخط إجمالى المتصفحين العرب للمواقع الإباحية والجنسية 2مليون زائر فى اليوم الواحد، وتقتصر فترات متابعة تلك المواقع على فترة ما بعد الإفطار إلى وقت الإمساك، وبمقارنتها بعدد الزيارات فى غير رمضان، سنجد تفاوتًا كبيرًا يصل إلى ملايين الزيارات.
المواجهة
سنت بعض الدول قوانين خاصة بتصفح الإنترنت خلال شهر رمضان، لمنع انتشار الرذيلة والبغاء، من بينها إندونيسيا التى قررت حجب أكثر من مليون موقع إباحى خلال الشهر الكريم، رغم كونها من بين41 دولة صادقت على تقرير للأمم المتحدة يوصى بممارسة أقل ما يمكن من الحجب على المعلومات، ويشدد على أن عملية الحجب غير ممكنة إلا فى بعض الحالات الاستثنائية.
وقدمت وزارة الاتصال والإعلام الإندونيسية لمزودى خدمة الإنترنت قائمة هذه المواقع لحجبها قبل حلول أول أيام الشهر الكريم، وذلك عبر استخدام تقنيات جديدة تتمثل فى حجب جميع عناوين «الخادم» لمنع الوصول إليها بشكل كامل، وفحص الحزم الصادرة والواردة.
وتبنت الوزارة - منذ عام 2010 - قانونا يفرض على الأماكن العامة والمقاهى والمطاعم تحميل برنامج لحجب هذه المواقع، وبموجب هذا القانون فإن شركات الإنترنت الإندونيسية مجبرة على حجب المواقع الإباحية.
وفى باكستان، تمكنت السلطات من حذف 250 ألف موقع إباحى، عقب قرار من المحكمة العليا والجهات المختصة، وأيضًا كل من إيران وفلسطين اتخذتا قرارات مماثلة، وانضمت مصر لهذه الدول مؤخرًا، بتكليف النائب العام لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باتخاذ الإجراءات التقنية لحجب المواقع التى تبث مقاطع أو صورًا أو مواد مسجلة منافية للآداب.
وطالب برلمانيون فى دول أوروبية بضرورة حجب عدد من المواقع الإباحية، بهدف الحد من الرذيلة وممارسة الجنس العنيف، لكن البرلمان الأوروبى لم يستجب لأى من هذه الاقتراحات بحجة الحفاظ على الحريات.
وقدم عضو برلمان أوروبى من الحزب الاشتراكى الهولندى خطة عمل للقضاء على القوالب النمطية بين الجنسين، لكن تم رفضه، وأيضا فى أستراليا قُدّم مشروع قانون لـ«غربلة» المواقع التى تصنف تحت رافضة للتصنيف (Refused Classification)، لكنها تراجعت عنه، فيما لا تزال أيسلندا تبت فى مشروع قانون لحجب جميع المواقع الإباحية، منذ 5 سنوت.
مناسبات تقلل الزيارات
إلى جانب صوم رمضان، هناك العديد من الأحداث التى كبدت اقتصاد صناعة المواد الإباحية خسائر فادحة، مثل البث المباشر لزفاف الأمير هارى والنجمة ميجان ماركل، والذى تسبب فى خسارة المواقع الإباحية ملايين الدولارات، بسبب انخفاض حركة الدخول إلى هذه المواقع بنسبة وصلت إلى 10 % فى جميع أنحاء العالم مقارنة بالأيام العادية.
وكذلك مهرجان «سان ريمو» للموسيقى فى إيطاليا، الذى ساهم فى خفض نسبة الدخول إلى المواقع الإباحية 8 %، والانتخابات فى الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 6 %، بجانب الـ«Super Bowl» (المباراة النهائية فى دورى كرة القدم الأمريكية) والتى سبق أن خفضت عدد الزائرين 40 % فى فيلادلفيا و37 % فى بوسطن.
وأيضًا تسبب كأس العالم 2018 بروسيا فى خسائر فادحة لصناعة الأفلام والمقاطع الإباحية، بخفضه الزيارات بنسبة تجاوزت الـ66 %، بالإضافة إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 فى كوريا الجنوبية، وتحديدًا نهائى الهوكى للرجال الذى خفض الزيارات فى روسيا بنسبة 13 %، فى ألمانيا بنسبة 9 %.
كما أن هناك بعض العطلات والأعياد الوطنية تتسبب أيضا فى انخفاض مستوى البحث عن الإباحية، مثل اليوم الوطنى فى كندا، الذى تسبب فى انخفاض بنسبة 17 %، وهى الدولة التى تعد أكبر دول العالم إنتاجًا ودعمًا لصناعة الأفلام الإباحية، وأيضا اليوم الوطنى فى أستراليا، ويوم «الباستيل» فى فرنسا، و«كرنفال يوم الاثنين» فى البرازيل، واحتفال «هوليكا دانا» فى الهند، وعيد «الهالوين» وليلة رأس السنة الجديدة، والتى سجلت أكبر انخفاض فى حركة الزيارة بالولايات المتحدة بنسبة 38 %.
أبطال الإباحية
وفقًا للتقرير السنوى الذى ينشره موقع «بورنهوب» الإباحى الأمريكى،تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول التى تتمتع بأكبر حركة زيارة يومية للمواقع الإباحية بنسبة 40 % من مجموع المشاهدة الكلية فى العالم.
وتلى أمريكا فى القائمة كل من المملكة المتحدة والهند واليابان وكندا وفرنسا وألمانيا، ثم إيطاليا فى المركز الثامن وأستراليا فى التاسع والفلبين عاشرًا، وتلى الدول العشر كل من المكسيك وإسبانيا وهولندا وبولندا وأوكرانيا (أصدرت 11 موقعًا إلكترونيًا جذبت العديد من الزوار فى الأشهر الأولى من عام 2019)، وبقيت كل من السويد والأرجنتين وروسيا وجنوب إفريقيا فى المراكز العشرين الأولى.
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دول العالم إنتاجًا للأفلام والمقاطع الإباحية بنسبة 89 % تقريبًا، فهى تنتج فيلمًا كل 39 دقيقة، ويقدر حجم اقتصاد «البورنو» فيها بين 31 و41 مليار دولار سنويا، فيما أوضح مركز البحوث القومى فى الولايات المتحدة أن المواقع الإباحية تحقق أرباحًا هائلة تصل إلى مليار دولار سنويًا.
وذكر موقع «N2H2» الذى يتابع أعداد المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت، أن الأرقام وصلت إلى 18 ضعفا خلال الستة أعوام السابقة، وبلغت نسبة المواقع المجانية منها بين 70 لـ80 %، وكان أكثر من نصف المشتركين فيها من خارج الولايات المتحدة، و9 من كل 10 مستخدمين يشاهدون المحتوى المجانى فقط.
وساهم المحتوى الإباحى المجانى على الإنترنت فى تقليل أرباح الأشكال التقليدية منه وهى الأقراص المدمجة والشرائط، بنسبة تجاوزت 50 %، كما ساهمت الرقابة الصحية والقوانين الصارمة على صناعة «البورنو» فى تقليل حجم الإنتاج، وإجبار الصناع على العمل فى السوق السوداء.
وتأتى ألمانيا فى المركز الثانى بقائمة الدول المنتجة للأفلام الإباحية، وتنتج أفلامًا عن السادية والعنف الجسدى ضد المرأة، ما اضطر الحزب الديمقراطى الاشتراكى فى ألمانيا للمطالبة بإنتاج أفلام إباحية تحترم المرأة وتدعم المساوة بين الجنسين.
ويلى الولايات المتحدة وألمانيا فى الإنتاج دولة الصين، وتبلغ أرباحها من تلك الصناعة حوالى 30 مليار دولار سنويا، رغم أن الحكومة الصينية تشن حملات دائمة على المواقع الإباحية، وأغلقت -بداية من عام 2010 وحتى الآن- أكثر من 100 ألف موقع ينشر مواد إباحية.