بورصة أسعار الاعتكاف فى زمن الجماعة

اسلام عبد الوهاب محمد عادل
الاعتكاف فى العشر الأواخر من رمضان سنة عن الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم» والغرض الأساسى منه هو الاختلاء مع الله وحده، من أجل مناجاته والدعاء له.. أما الاعتكاف فى السنوات الأخيرة فقد كان مختلفا، فأصبحت له أسعار خاصة.. فالمساجد كالفنادق.. خمسة نجوم.. ثلاثة نجوم.. بل ويوجد اعتكاف دليفرى واعتكاف بيتى !.. وبورصة أسعار الاعتكاف والاعتكاف نفسه قد اختلف، فالمعتكف فى عصر «مبارك» غير المعتكف فى عصر «مرسى»!
كما أن الاعتكاف فى مساجد الإخوان يختلف عن الاعتكاف فى مساجد السلفية.. أيضا وجبات الإفطار والسحور، تختلف من مسجد إلى مسجد آخر - فحسب ميزانية المعتكف - أما الأدهى والأمر فهو أن الاعتكاف فى مساجد الإخوان «مدعم»، خاصة مع عبارة قالها لنا أحدهم: «يكفى أن تُشرفنا حضرتك مجانا فى العشرة الأواخر من رمضان.. المهم تبقى مقتنع أن جماعة الإخوان المسلمين تبغى وجه الله»!
«روزاليوسف» اخترقت العالم الخاص بالمعتكفين والملىء هذا العام، انتقلنا بين الأحياء المختلفة فى القاهرة، لنتعرف على ما يجرى خلال الـ 10 أيام فى إحداها ليلة القدر، لنجد أن الأمر قد تحول إلى «لعبة سياسية» تحت «غطاء دينى»، خاصة فى الأحياء الشعبية التى يتغلغل فيها التيار السلفى، والذى أعلن دعمه وتأييده لجماعة الإخوان المسلمين - رغم ما بينهما من اختلافات فقهية - نصرة للدين!
أيضا هناك مساجد يسيطر عليها شباب الجماعة، خاصة أنه كان لهم دور فعال فى دعم الرئيس «مرسى»، فيكفى مثلا أن قرار «مرسى» الأخير بإحالة المشير «طنطاوى» للتقاعد كان له صدى كبير فى معظم المساجد التى دخلناها، حيث كان الدعاء له، والفرحة مرسومة على وجوه المعتكفين، والتى كان لها أثرها لدرجة جعلت معتكفى مسجد «أسد بن الفرات» يقطعون اعتكافهم للخروج فى مسيرة تأييدا لـ «مرسى» صوب ميدان التحرير !.. وكانت المفارقة أن مساجد السلفيين زادت أسعارها بزيادة أعداد المتقدمين للاعتكاف السنوى، أما مساجد الإخوان، فكانت الأسعار رمزية جدا، وهو الأمر الذى أدى إلى الإقبال الشديد عليها، خاصة أن الإفطار والسحور مجانى.. ولكن اكتشفنا أنك ستخرج من الاعتكاف «مجندا» فى جماعة الإخوان المسلمين!
«عمرو بن العاص»:
يعد مسجد «عمرو بن العاص» من أكبر المساجد من حيث أعداد المعتكفين التى تصل إلى 500 معتكف تقريبا.. والاعتكاف مجانى، ولكن عليك إحضار الإفطار والسحور بنفسك.. والمسجد تسيطر عليه الدعوة السلفية منذ نجاح ثورة 25 يناير، ويتردد عليه مشايخ السلفية لإلقاء الدروس الدينية.. زيادة أعداد المعتكفين هذا العام، فسرها لنا الشيخ «محمد عبدالمنعم» - أحد المعتكفين - قائلا: «زمان فى عهد المخلوع حسنى مبارك كان الواحد بيعتكف وخايف أن أمن الدولة يقبض عليه من منتصف مدة الاعتكاف، أما الآن فى عهد مرسى الواحد حاسس بأمان».. أما فيما يتعلق بوجبتى الإفطار والسحور، فقال: «أم زياد بتجيب الفطار، وأنا والإخوة بنشترى السحور.. إحنا جايين نعبد ربنا مش ناكل».
أما «محمد حسنين» - أحد المعتكفين أيضا - فقال لنا أن هناك «كوبون» نأخذه من المسجد بـ 15 جنيها، ونسلمه لنأخذ وجبة الإفطار، ولكن هذا الأمر صعب، نظرا للزحام الشديد، وبالتالى نقوم بشراء الإفطار والسحور عن طريق أحد الإخوة المعتكفين «اعتكافا جزئيا» على حد قوله.
مسجد الثورة «عمر مكرم»
كان موعد ذهابنا إليه يوم إعلان قرارات «مرسى» الأخيرة الخاصة بالمشير و«عنان»، وكان دافعنا هو رؤية المعتكفين عن قرب فى حالة ازدحام ميدان التحرير بأنصار «مرسى»، وقد كان المسجد مزدحما أيضا سواء من الداخل أو الخارج، إلا أن المدهش تحول المسجد لمكان سياسى بدلا من أن يكون مكانا للعبادة، فبعدما تذهب لأى شخص لتسأله عن المسئول عن الاعتكاف بالمسجد، تكتشف أنه ليس معتكفا، وأنه قد أتى من منطقته لدعم قرار «مرسى» فقط لا غير !.. وهو ما اكتشفناه بعد سؤالنا العديد من الأشخاص داخل المسجد، فلم نجد بدا من أن نسأل أحد الذين يحافظون على أحذية المصلين من السرقة، فصدمنا بأنه لا يوجد اعتكاف بالمسجد، رغم أن المشهد الأولى من أناس نائمين ويقرأون القرآن وأغلبيتهم ملتحون يقول العكس تماما.. وسألنا: ما إذا كنا نبحث عن مواعيد موائد الرحمن، فى الوقت الذى انتشرت فيه إشاعة بقدوم «مرسى» للمسجد، وهو ما أدى لمزيد من التدافع داخل وخارج المسجد، وللمزيد من الخطب الحماسية والتى تصل إلينا من الميدان، حاملة حديث « مرسى»: «ثوار. أحرار.. هنكمل المشوار».. وكل هذا فقط من أجل «مرسى» !
مسجد « الفتح»:
رغم وجوده فى منطقة حيوية وتعج بالحركة كـ «رمسيس»، إلا أنه لم يذهب إليه أى شخص للاعتكاف سوى من أئمة المسجد والموظف والمأذون «عبدالمنعم محمد حسين»، والذى أخبرنا بأنه لا يوجد فى المسجد أى شخص قد أتى للاعتكاف سواه، كما أنه أغلق هاتفه المحمول حتى لا يقوم أى شخص بالاتصال به، خاصة الذين يريدون زواجا أو طلاقا على حد قوله !.. المدهش أنه أخبرنا عن شخص يدعى د. «عمرو الخضرى» يسكن بجانب نقابة الأطباء بقصر العينى، والذى يقيم اعتكافا بهذه المنطقة، دون أن يحدد ما إذا كان هذا بمسجد أم فى مكان آخر !.. إلا أن «عبدالمنعم» عاد وقال: « يا ريت تروح هناك.. حتى بعدها عشان تفهم الدعوة، وتخصص بعدها من وقتك يوم أو يومين عشان تقوم بنصرة الدعوة بين زملائك ومعارفك».. وهى بالتأكيد « دعوة» صريحة لشىء آخر بخلاف الاعتكاف !.
مسجد « أسد بن الفرات»:
رغم شهرته الواسعة التى اكتسبها، لأنه كان بمثابة المقر الانتخابى للمرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية السابقة الشيخ «حازم صلاح أبوإسماعيل»، إلا أن الاعتكاف فى المسجد السلفى أو كما يلقبه البعض بـ«مسجد حازمون» لم يخل من السياسة طوال العشر الأواخر من رمضان عن أحوال البلد السياسية، ولكن كان مساء الأحد الماضى بمثابة النصر للمعتكفين من وجهة نظرهم، حيث أعربوا عن فرحتهم البالغة بقرارات مرسى الأخيرة والمفاجئة بإحالة كل من المشير «حسين طنطاوى» والفريق «سامى عنان» للتقاعد، وقام المعتكفون بالخروج فى مسيرة تأييد له صوب ميدان التحرير للتعبير عن فرحتهم، رغم أن قطع الاعتكاف لا يكون إلا للضرورة القصوى حسب قول أهل العلم !
مسجد «السلام» بـ « مدينة نصر»:
يعد مسجد «السلام» من المساجد الخمسة نجوم فى الاعتكاف، حيث إن أغلب المعتكفين من طلاب البعثات الخارجية الذين يدرسون بجامعة الأزهر الشريف، وربما كان لصوت إمام المسجد «أحمد رجب» أثر طيب فى تزايد الأعداد يوما بعد الآخر، ولكن الاعتكاف هذا العام زاد من 100 جنيه للعام الماضى إلى 150 جنيها، وقد فسرها المعتكفون بأن الوجبات «الديليفرى» زادت أسعارها، وأنهم ينفقون مثل هذه المبالغ مرة أخرى فى شراء «القطايف» و«الكنافة»! كما علمنا أن مسجد «السلام» من المساجد القليلة التى غابت عنها قبضة «أمن الدولة» فى عهد «مبارك»، حيث إنه يعتبر مسجد الطبقة الراقية، والمعتكفون به من أصحاب الفكر الإسلامى الوسطى، وبالتالى لم يكن المسجد من ضمن أهدافهم، وإن لم يخل أيضا من أخذ صورة للبطاقة من جميع المعتكفين، المقدر عددهم بـ 75 معتكفا حسب سعة المكان المخصص للاعتكاف.
مسجد «دار الفائزين»
يعتبر الكثير من الإخوة السلفيين أن الاعتكاف فى مسجد «دار الفائزين» بالمعادى بمثابة «اعتكاف فرافير» على حد قولهم، وذلك لأنه أشبه بالنادى، أو ربما لأن المسجد محاط بحديقة واسعة تقام فيها الأفراح، ولأن المعتكفين أنفسهم من الطبقة الراقية، وبالتالى ستجد أن الـ Ipad أكثر من عدد السبح الموجودة بالمسجد، ورغم أن الاعتكاف مجانى، حيث يقوم القائم على المسجد بالتبرع للمعتكفين بوجبات الإفطار والسحور، كما أنه يعد من أقل المساجد التى كانت تتعرض لمراقبة من جهاز أمن الدولة فى عهد «مبارك»، حيث إن المعتكفين لا يمثلون خطرا على الأمن القومى، كما قال لنا عبدالله السعيد - أحد المعتكفين - وأكمل حديثه: أعتكف منذ 5 أعوام، ولم يختلف الأمر كثيرا فى عهد مرسى عن عهد مبارك، عشان ببساطة إحنا مالناش فى السياسة، أو بمعنى أدق مش بنتناقش فى مسألة الحاكم وجواز الخروج عليه من عدمه.. احنا بنيجى العشرة أيام عشان حاجة واحدة هى ليلة القدر.
منطقة حلوان
كان من الواضح أن الاعتكاف قد أصبح فى مساجد دون أخرى، رغم شهرة بعض هذه المساجد، فمثلا مسجد «أنصار السنة المحمدية» الذى تسيطر عليه الجماعة السلفية لم يكن به أى اعتكاف من أى نوع، رغم أن المسجد لا يخلو أبدا من المصلين، بل من المقيمين فيه من السائقين والعاملين للراحة من عناء العمل، إلا أن التفسير الذى وصلنا إليه هو صغر حجم المسجد مقارنة بالمساجد الأخرى الموجودة فى نفس المنطقة.
سارعنا بعدها بالذهاب إلى مسجد «المراغى» وهو من أشهر المساجد بحلوان، والذى تسيطر عليه أكثر جماعة الإخوان، والتقينا بالمدثر طه - مهندس والمسئول عن المعتكفين - أخبرنا أن أسعار الاعتكاف قد قلت لتصبح 100 جنيه، بعدما كانت تصل إلى 150 و200 جنيه، كما أنه من الممكن أن يذهب أى شخص للاعتكاف فى أى وقت من الـ 10 أيام، ليصل السعر فى تلك الحالة إلى 50 جنيها فقط، وأخبرنا أن معظم الأكل والوجبات تأتى عن طريق ربات البيوت، ويقوم البعض بشراء الطعام من الخارج، إلا أن بعض المحال الشهيرة كمحل «طأطأ» للأسماك الشهير يقوم بعمل مأدبة للمعتكفين، خاصة أن صاحب المحل هو شقيق إمام المسجد، إلا أن هذه الأشكال من المآدب لا تحدث على مدار الأيام العشرة.. أخبرنا أيضا أن المعتكف يأتى للاعتكاف بما يلزمه من ملابس أو غيرها من الأشياء، كما أنه لا يتم رؤية البطاقة الشخصية أو تصويرها - مثلما كان يحدث فى عهد مبارك إذا رغب أحدهم بالاعتكاف - أخبرنا أيضا أن عدد المعتكفين قد يصل إلى 50 شخصا أو يزيد، إلا أن الملاحظ أن الكثير من الأطفال والشباب هم أكثر المعتكفين، بل إنهم يستطيعون الاعتكاف فى أى مكان بالمسجد، خاصة أن المكان المخصص للاعتكاف قد ازدحم عن آخره.. أما يوم المعتكف فلا يخرج عن نطاق العبادات وقراءة القرآن، إلا أن النشاط المضاف هو محاولة التعرف بين الآخرين وبعضهم البعض.. ويضيف المدثر طه: أنا بفضل الله من الإخوان منذ كنت صغيرا، وبالتالى أى استفسار عن الجماعة فمرحبا به، ولهذا فهمنا سبب الاهتمام بالتعارف! كما أنه من المتاح للمعتكف الخروج من المسجد للعمل أو لقضاء الحاجيات، لكن على أن يكون هذا فى نطاق الأعمال الضرورية وليس الترفيهية.
ذهبنا بعدها إلى مسجد «عباد الرحمن» الذى يقع خلف قسم الشرطة، والملاحظ أن الشرطة قد فقدت السيطرة، بدليل أن الشيخ «سامح» الذى استقبلنا أخبرنا بأنه يتم الاكتفاء حاليا باسم الشخص لا ببطاقته، وأضاف: فقط تعال بحاجياتك ولا تفكر فى أى شىء آخر بعدها! الغريب أنه فى أول الأمر علمنا أن المسجد قد اكتفى بعدد المعتكفين، خاصة أن مساحته متوسطة، لكن الأمر اختلف نوعا بعدما قلنا إن هذه هى المرة الأولى لنا للاعتكاف، ليتم تعريفنا بالشيخ «محمود بركات» الذى حاول شرح يوم المعتكف لنا، وحينما أخبرناه أن لدينا أعمالنا، كان من الواضح أنه لا يوجد حماسة فى أننا نترك المسجد، إلا أنه قال: حاولوا توفيق أوضاع عملكم، علمنا أن سعر الاعتكاف قد وصل إلى 100 جنيه فى المسجد، ليتم تخفيضها إلى 50 جنيها أو حتى مجانا، فقط كل ما هو مطلوب الذهاب والاعتكاف بأقصى سرعة ممكنة!
منطقة «دار السلام»
رغم كثرة المساجد الموجودة، حيث يكاد يصبح فى كل شارع مسجد، إلا أن هناك تنافسا بين المساجد فى الاعتكاف هذا العام، تحديدا بين المساجد الإخوانية والسلفية، فكان لافتا أن المساجد التى يسيطر عليها الإخوان أسعارها رمزية جدا، رغم أن اعتكاف العشر الأواخر شامل وجبتى الإفطار والسحور، على عكس المساجد السلفية التى زادت أسعارها عن العام الماضى، نظرا لزيادة أعداد المعتكفين، وتحديدا بعد وصول «مرسى» للرئاسة - على حد قول أحدهم!
فى مسجد «عمر بن الخطاب» الاعتكاف بـ 40 جنيها فقط، وفى مسجد «الرضوان» بـ 50 جنيها، ويوم المعتكف فيه يبدأ مع صلاة الظهر، حيث الاستيقاظ للصلاة، ثم النوم مجددا إلى العصر، وبعد العصر توجد مقرأة إخوانية لقراءة القرآن، وبعدها يتم الحديث عن أمور البلد، ولا يخلو الحديث بالطبع من مدح لقرارات «مرسى» والثناء عليه طوال الوقت، وفى صلاة التراويح نجد الدعاء له بأن يثبت خطاه، وأن يرزقه البطانة الصالحة التى تعينه على أمور الخير لا أمور الشر، ثم بعد ذلك هناك صلاة التهجد ليلا حتى وقت وجبة السحور، وينتهى يوم المعتكف عقب صلاة الفجر، والحديث مرة أخرى فى أحوال البلد، والثناء على «مرسى» وكأن المطلوب هو التسبيح بحمد الرئيس الجديد!
أما فى مساجد السلفية، ويعد أشهرها مسجد «الدعوة»، مسجد «الهدى المحمدى» ومسجد «الأكحل» فالأسعار زادت عن العام الماضى، فالأول كان الاعتكاف فيه بـ 60 جنيها ليصل إلى 100 جنيه، والثانى كان بـ 100 جنيه العام الماضى ليصل العام الحالى إلى 200 جنيه، والثالث لم يكن به اعتكاف فى العام الماضى، وهذا هو العام الأول للاعتكاف به بـ 100 جنيه، أغلب المعتكفين قالوا لنا إنهم يشعرون بالحرية والأمان بعد حل جهاز «أمن الدولة» اللعين الذى كان يتدخل فى الاعتكاف، ويمنع الدروس الدينية فى المساجد، بل يراقب المعتكفين عن طريق دس بعض الأشخاص بينهم.. حيث قال لنا الشيخ محمود عبدالسلام المعتكف فى مسجد «الهدى»: أعتكف بانتظام منذ 10 سنوات، وكان أمن الدولة يمنع إلقاء بعض الدروس الدينية، ويدس بيننا حوالى 10 أشخاص لمراقبة تصرفاتنا، وتسجيل حديثنا، وكنا نعيش فى رعب، ورغم أن الاعتكاف للخلوة مع النفس والرب، إلا أننا كنا مراقبين، أما الآن فى عهد الرئيس مرسى - حفظه الله وأعانه - فالوضع أصبح ميسرا، ولذلك زادت أعداد المعتكفين لتصل إلى 200 معتكف! أما فيما يتعلق بالسبب فى زيادة الأسعار، فقال: لا أعرف لماذا زاد السعر للضعف؟! زمان الاعتكاف كان بـ 40 جنيها، ولما غلى بقى بـ 70 جنيها.. بس الزيادة دى كثيرة أنا ما أعرفش سببها! أما إدارة المسجد، فقد فسرت لنا زيادة السعر بسبب زيادة أسعار الوجبات التى تقدم للمعتكفين خلال الـ 10 أيام كاملة.