حرب التعمير
محمد الجزار
«معركتنا ضد الإرهاب لها مسار واحد.. يانهزمهم يانهزمهم.. ولازم يتشالوا من فوق وش الأرض بكل قوة وعنف».
هذه كانت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى للفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال افتتاح مقر قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، وذلك بعد أيام قليلة من انطلاق العملية الشاملة سيناء 2018 بهدف قطع الإرهاب من جذوره من أجل انطلاق عملية التنمية الشاملة.
انطلاق العملية الشاملة سيناء 2018 لتحرير سيناء من الإرهاب لايقل عن حرب السادس من أكتوبر لتحرير أرض الفيروز من الاحتلال الإسرائيلى، ومنذ انطلاق «سيناء 2018» أعلن أبطال أكتوبر أنهم مستعدون للمشاركة فى تطهير سيناء مرة أخرى ليثبتوا بالفعل أن «اللى حرر مماتش».
التحرير الحقيقى لسيناء هو تعميرها وهو ما بدأ بالتوازى مع انطلاق العملية الشاملة سيناء 2018، إذ أعلنت مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى خطة تعمير سيناء من 2018 وحتى 2022 بتكلفة تصل إلى 275 مليار جنيه.
فى عام 2015، صدر قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى رقم 95، والذى ينص على التنمية المتكاملة فى شبه جزيرة سيناء.
والبداية جاءت بتوقيع اتفاقية مع الصندوق الكويتى لدعم المشروعات لاستصلاح 400 فدان، فضلا عن دعم البنية الأساسية فى مدينة العريش وتطوير التعليم، وتوفير حياة أفضل للمواطنين.
وأبرز المشروعات الكبرى المستهدف إنشاؤها هى ميناء تجارى على البحر المتوسط ومنطقة حرة للتجارة الدولية، مشروعات تأهيل المجتمع السيناوى مع تدريبهم على يد خبراء من مراكز اقتصادية ودولية وعالمية، مطار دولى محورى، مستقرات بشرية متطورة ومنتجة.. مع إنشاء تجمعات سكنية ومزارع ومصانع لنهضة شاملة.
وحفاظًا على الأمن القومى فإن تنمية سيناء تأتى على أولوية الاهتمامات بعد موافقة مجلس النواب على خطة التنمية المتكاملة لشبه جزيرة سيناء بقيمة 275 مليار جنيه حتى عام 2022 وقد تمت الاتصالات مع الصناديق والمؤسسات العربية لتوفير 175 مليار جنيه.
وتنمية سيناء تتم على كل مساحة سيناء بجانب ضم مناطق متداخلة مع سيناء مثل بورفؤاد لمحافظة بورسعيد ومركز ومدينة القنطرة شرق التابع لمحافظة الإسماعيلية وحى الجناين التابع لمحافظة السويس.
عملية البناء والتعمير مستمرة بافتتاح 4 أنفاق جديدة والعديد من المشروعات الصناعية مثل مصانع الرخام والمستشفيات والمدارس الخدمية وكل ما يساعد على تواجد كثافات سكانية لعودة الحياة إلى سيناء.
وهناك أيضا مشروعات متعلقة بالتنمية المستدامة ومنها مدينة شرق بورسعيد التى تستهدف وجود مليون ونصف المليون نسمة ومدينة الإسماعيلية الجديدة 250 ألف نسمة ومدينة رفح الجديدة 150 ألف نسمة، مدينة بئر العبدالجديدة 150 ألف نسمة ومدينة جديدة أيضا يتم تنفيذها فى راس الكنيسة قطاع 4 الطور على مساحة 22 ألفًا و500 فدان.
ولأن أى حضارة لاتقوم إلا بشق الطرق فإن مشروعات الطرق فى سيناء هى أساس التنمية وتستهدف تنفيذ 100 كيلو خلال العام المالى 2018 - 2019، إضافة إلى 60 كيلو خلال العام القادم ومن الطرق إلى المناطق الصناعية التى تتم إنشاء استكمال وتطوير عدد من المناطق الصناعية فى العديد من الصناعات منها (رخام، حدادة، ميكانيكا، سمكرة، نجارة، طوب، بلاط، ملابس جاهزة، صناعة غذائية)، وهذه الصناعات فى منطقة الحسنة بوسط سيناء وفى منطقة بئر العبد مشروعات صناعية معدنية وغذائية ومواد بناء وكهرباء وصناعة سجاد بجانب الاهتمام بالمشروعات الصغرى بجنوب سيناء ومنطقة صناعية فى بورسعيد.. وإنشاء بحيرة طبيعية بمنطقة القناة للاستزراع السمكى ضمن المشروع القومى لقناة السويس.
ومن أجل الإنسان وتوفير السكن يشمل تطوير وتنمية سيناء إنشاء 81 ألف وحدة سكنية و2421 بيتا بدويا بتكلفة 24.300 مليار جنيه وهناك بعض المراحل من المبانى تمت فى مدينة الإسماعيلية الجديدة.
ومن المستهدف تنفيذ 15 مستشفى ووحدة صحية بتكلفة 1.2 مليار جنيه تم الانتهاء من تنفيذ 9 مستشفيات بجانب تنفيذ وتطوير 53 جامعة ومعهدا وإدارة تعليمية بتكلفة 5.5 مليار جنيه تم تنفيذ 45 مشروعا منها ويتم تنفيذ المدارس اليابانية بالطور والإسماعيلية الجديدة والبدء فى تنفيذ مشروع جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز فى طور سيناء بواقع 6 كليات فى مناطق مختلفة.
من التعليم والصحة إلى الزراعة حيث يجرى تنفيذ 5 مشروعات بتكلفة 26.1 مليار جنيه وتوفير شبكات رى ومحطة معالجة مياه صرف ومشروعات توفير المياه للزراعة لتنفيذ 24 مشروعا وإمدادها بالمياه بتكلفة 31 مليار جنيه وتوفير فرص عمل لكل المجالات حتى الصيادين بإنشاء مرسى للصيادين.
ولم تترك خطة التنمية المتكاملة لشبه جزيرة سيناء أى شىء إلا وطورته وأعادت بناءه، مخطط له وفى الحسبان، وحتى فى مجال الرياضة تستهدف الحكومة تنفيذ 28 مشروعا فى مجال الرياضة والثقافة والتربية بتكلفة 6 مليارات جنيه، ويتم التصدى للمناطق العشوائية بسيناء وإعادة هيكلتها لإنشاء مجمع جديد، وما حدث ويحدث فى سيناء هو تأكيد أن تنمية سيناء هى أول اهتمامات الدولة بناءً على تكليف القيادة السياسية بألا تراجع عن تطوير وبناء سيناء وهو الحلم الذى انتظره جموع المصريين طوال سنوات مضت ورمال طاهرة روتها دماء الشهداء ومن حق مصر أن تفتخر بأن الأحلام أصبحت تتحقق فى أوقات قريبة جدا.. سيناء وأهلها فى سعادة بذكرى النصر وعودة البناء والتنمية وتطهيرها من الإرهاب.