الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بيزنس الـ«Under ground»!

بيزنس الـ«Under ground»!
بيزنس الـ«Under ground»!


شباب أغلبهم دون الخامسة والعشرين من العمر، استهواهم ذلك النمط الجديد من الموسيقى والمسمى بـ«الأندرجراوند» ثم سرعان ما تحول الفن الجديد إلى أسلوب حياة بالنسبة لهم، فلم يكتفوا بمجرد سماع أغنياته بشكل عابر أو الانحياز لصالح فريق غنائى مفضل، ولكن شرعوا فى طباعة كلمات أغانيهم المفضلة على ملابسهم وحقائبهم وأغلفة لكتبهم، فجعلوا من الأندرجراوند نمطا ثقافيا جديدا لا يقتصر فقط على عالم الموسيقى والغناء.
لمن لا يعرف فإن فرق الأندرجراوند هى فرق غنائية مستقلة لا يعد وجودها قاصرا على مصر وإنما تنتشر فى العالم العربى بأكمله، تأسست هذه الفرق اعتمادا على الجهود الذاتية لأعضائها فى توفير الأدوات المساعدة أو أماكن للعرض، فبدأت بتقديم حفلات بالشوارع أو بالمسارح الصغيرة، وبعد يناير 2011 تغيرت الأمور كثيرا بسبب انجذاب شرائح واسعة من الشباب لهم.
ومن ضمن فرق الأندرجراوند المصرية: فريق كايروكي، وأحمد زاب ثروت، وفرقة وسط البلد، ومن الإسكندرية فريق مسار إجبارى.
كان لبعض فرق الأندرجراوند بالوطن العربى دور فى تغيير بعض مفاهيم موسيقى الروك ودمجها مع كلمات عربية مثل فرقة المربع وفرقة أوتستراد وفرقة جدل وجميعها فرق أردنية مستقلة، وأيضا كان لفلسطين دور بفرقة ال 47، وتدريجيا تحول شغف الشباب وحبهم لفرق الأندرجراوند إلى نشر ثقافة الاحتجاج بالموسيقى وبالكلمات.
لم يجد وفيق صبحى زيا مناسبا يحضر به إحدى حفلات فريقه الغنائى المفضل من الأندرجراوند وكان الموقف الذى جرى منذ 3 سنوات مقدمة للتفكير فى تأسيس محل لبيع الأزياء والحقائب والإكسسوارات المناسبة لهذا النوع من الحفلات والتى تحمل طابعا خاصا يميز أصحاب هذا الذوق «أندرجراوند ستور».
وفيق صبحى وإسلام عثمان وجلال أحمد، ثلاثة أصدقاء يجمعهم حب الأندرجراوند قبل البيزنس الذى بدأوه قبل سنتين بطباعة بعض تصاميم الفرق على تيشيرتات ثم بيعها «أونلاين»، وتدريجيا لم يقتصروا على البيع أونلاين فقط، فشرعوا بالنزول أمام أماكن حفلات الأندرجراوند لنشر فكرتهم والدعاية لمنتجاتهم للوصول لأكبر عدد من مستمعى الأندرجراوند، وفى ظرف عامين انتشرت فكرتهم ومع ازدياد مستمعى الأندرجراوند فقرروا ببدأ مكان خاص بهم بالإضافة للبيع الأونلاين.
يتحدث وفيق طالب الفنون تطبيقية وأحد مؤسسى «أندرجراوند ستور» عن بداية مشروعه، موضحا أن الأمر فى البداية كان مقتصرا على طباعة الشعار الخاص بالفرقة على التيشرت وكان البيع مقتصرا فقط على أصدقائه ومعارفه، فقد اتفق مع أحد المصانع لتوفير التيشرتات له على أن يقوم هو بالطبع عليها، من خلال طابعة خاصة فى منزل أحدهم ومع زيادة الكميات المطلوبة أصبح لديهم خط لإنتاج التيشرت الخاص بهم ولم تعد عملية الطباعة تعتمد على المطبعة الصغيرة إذ أصبح لديهم أكثر من مطبعة توفر لهم العدد المطلوب.
دراسة وفيق ساعدته فى التصميمات المختلفة وتطور الأمر ولم يعد مقتصرا على الطباعة على الملابس، فبدأوا فى الطباعة على الشنط، ثم بدأوا بخط إنتاج جديد لإنتاج الشنط ومن ثم الطباعة عليها، وأيضا لم يقتصر على الملابس والشنط فلديهم كل جميع الإكسسورات عليها كلمات أغانى للفرق وتصاميم يبتكرونها للفرق، ويقول وفيق: عدد مستمعى الأندرجراوند يزيد يوميا، وبالتالى تزداد أرباحه معها، كما أن المحل لم يعد قاصرا على التصاميم الخاصة بالفرق المستقلة، فأصبح يطبع تصميمات خاصة بفرق الميتال والروك المشهورة من بينهم بينك فلويد، وكولد بلاى وأوبيث.
واجه وفيق وزملاؤه صعوبات منها تعرض التصميمات والأفكار الخاصة بهم للسرقة والتقليد بأسعار أقل ومنافستهم، وأيضا من الصعوبات ارتفاع سعر المواد الخام اللازمة للصناعة وعدم توافرها بكثرة مثل السابق، مما يعيق العملية الإنتاجية فى بعض الأحيان.
لم يقتصر «أندرجراوند ستور» على محل بالقاهرة وبيع الأونلاين، فالآن لديه فرع آخر بالإسكندرية وثالث فى بورسعيد، وأتسع فريق عمله إلى 10 أشخاص، كل منهم له اختصاص معين لسير خط إنتاجهم بنجاح، أما أسعار منتجاته فتبدأ من 130 جنيها للتيشيرت و150 جنيها للشنطة.
 من «أندرجراوند ستور» إلى «ق» جاليرى
فى منطقة وسط البلد، وتحديدا فى شارع شامبليون بالقرب من مقهى التكعيبة الشهير بدأ أحمد طارق وسارة عزيز قبل 3 سنوات جاليرى لبيع المنتجات الخاصة بمزيكا الأندرجراوند يحمل اسم «ق»، وذلك بعد فشل تجربتهم الأولى فى نفس المجال، فى بداية المشروع كان الأمر مقتصرا على بعض الإكسسوارات المصنوعة من القماش، بالإضافة إلى تصميمات المطبوعة على بعض التيشرتات للأندرجراوند، وبوسترات لممثلين ومغنين وبعض كلمات لفرق الأندرجراوند.
تقول سارة صاحبة الـ 24 عاما، وهى طالبة بكلية تربية نوعية: بعد انتشار تيشرتات الأندرجراوند بدأنا هاشتاج «شجع صناعة بلدك»، ومع الوقت انتقل «ق» من كونه مجرد جاليرى إلى مكان يسمح لك بالجلوس فى مكان هادئ والمذاكرة أو العمل وسماع لموسيقى الأندرجراوند أيضا، لذا انتقل «ق» من التكعيبة لشارع البستان، إلى أن كبر معه فريق العمل إلى 9 أشخاص.
يرجع سبب تسمية الجاليرى بهذا الاسم نسبة لأغنية «ق يعنى قاوم» وهى إحدى أغنيات الأندرجراوند الشهيرة، ويسمح الجاليرى ببيع منتجات الأشخاص والفرق المتميزة مثل فريق«دلع كاميرتك» لأكسسوارات الكاميرات، لتدعيمهم ومساعدتهم فى نشر منتجاتهم.