الخميس 24 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الجنس بعد الـ60

الجنس  بعد الـ60
الجنس بعد الـ60


ليس للجنس سن معاش.. ولا يخرج عن نطاق الخدمة بعد «الستين» كما يتصور البعض.. لكننا نتعامل فى مجتمعنا على أن تقل درجة حرارة رغبات من يصل إلى هذه السن، وفى مقدمتها الرغبات الجنسية.. فيكون مطالبا بطى ورقة الجنس وأن يضعها بين تلك الأوراق التى يلملمها ويضعها فى ملف ما بعد الستين، لكن الواقع يختلف عن تلك النظرة تمامًا.
أسئلة كثيرة يفكر فيها البعض عن الرغبة الجنسية فى حياة ما بعد الـ60، وكيف تكون دورة الاستجابة الجنسية، وتمتزج هذه التساؤلات بموروثات ومعتقدات شعبية حول وصول الرجل إلى قمة أدائه الجنسى فى العشرينيات، والمرأة فى عقدها الثالث، ثم يبدأ المنحنى الجنسى الخاص بهما فى الهبوط.
أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن هذه المعتقدات والموروثات لا أساس لها من الصحة، وأن النشاط الجنسى للشخص لا يشهد تغيرًا بالغًا مع تقدم السن، وإنما تتغير فقط دورة الاستجابة الجنسية قليلًا نتيجة بعض التغيرات الفسيولوجية التى تحدث لدى الرجل والمرأة على السواء.
د. سيندى م. ميستون أكدت فى دراسة بعنوان «الشيخوخة الناجحة» التى أجرتها لصالح عيادة الصحة الجنسية والإنجابية بكلية الطب بجامعة واشنطن عام 1997، أن 95 % من الرجال ما بين 46 و50 عامًا، و28 % من الرجال ما بين 66 و71 عامًا، يمارسون الجنس مرة أسبوعيًا، كما يتمتع 74 % من الرجال فوق سن الستين مقابل
53 % من النساء من نفس الفئة العمرية بممارسة حياتهم الجنسية الطبيعية.
ومن هنا كانت هناك آراء مختلفة حول الحياة الزوجية وتفاصيلها خاصة فيما بعد الـ«60» بين الزوجين، ووضع المرأة بها.
«نادية. ح»، 61 عامًا، قالت: «قصتى مع الحياة الجنسية دمرت حياتى، فقد أنجبت طفلين وهما حاليًا متزوجان لكن زوجى دائمًا كان مسافرًا للخارج وحياتى ساكنة لغيابه على مدار 15 عامًا، حتى إن الفرق بين ابنى وأخته 15 عامًا، لأننى أنجبت ابنتى بعد سن الـ40، لكن بعد عودة زوجى فى سن الخمسين من العمل فى الكويت جلس ليطالبنى بالحياة الخاصة كاملة، وكان من الطبيعى أننى عشت فى تفاصيل مختلفة على مدار سنوات، وكان النفور سيد الموقف، رغم اهتمامى بمظهرى ونظافة المنزل وتقديم الطعام على أعلى مستوى».
وأضافت نادية: «أنا سيدة صعيدية، وزوجى يرى الأمر صادمًا وغير مقبول، ومن هنا تحولت حياتنا إلى جحيم، ورغم ذلك كنت أحاول الحديث معه دائمًا لكنه لم يتقبل، ومنذ عام أصابنى المرض وأصبحت - كما يقولون - لا أصلح للحياة الجنسية لتأثير المرض على جسدى فقد أصبحت هزيلة، ومن هنا تغيرت حياتى للأسوأ، وبدأ زوجى يبحث عن الزواج من فتيات صغيرات فى السن، وبعد أن عانيت من الأمر وهجرنى وأصبح كل شخص منا ينام فى غرفة بمفرده بعيدًا كل البعد عن الشخص الآخر وكأننا غريبان.
وكان لابد من إيجاد حل لحياتى التى أصبحت سوداء فقد شعرت أن زوجى أصبح لا يشعر بوجودى فى حياته حتى كأم لأبنائه وهجرنى حتى إن أمر الحديث سويًا كزوجين أصبح نادرًا».
وتابعت: «نصحته بالزواج حتى تستقر أوضاعه، وخاصة أن صوت الشكوى ارتفع بين أفراد أسرتنا وأصبح الأمر عيبًا يواجهنى كزوجة غير صالحة للحياة الزوجية، وكان زوجى قراره فى الزواج غريبًا فكان يبحث دائمًا عن زوجه شابة عمرها صغير فى سن العشرينيات، ومن هنا لم يجد زوجة تناسبه ولايزال يبحث عن زوجة مطلقة، ومن هنا أصبحت حياتى سوداء بسبب الحياة الجنسية واختفائها من حياتى بعد الـ«60».
وقالت «نجلاء. م»، سيدة فى العقد الخامس من العمر: «الأمر لا يجوز الحديث فيه بشكل صريح نظرًا للسن، فأصبح أمرًا خاصًا بيننا بعيدًا عن أى تفاصيل تحيط بنا، وكأم لخمسة أبناء تغيرت الأمور معى بعد سن الـ60، فأصبح أمر الجنس ليس فى مقدمة المهام التى أقدمها لزوجى، والأمر لا ينطبق على شخصى فقط، فيوجد العشرات من النساء مثلى، فالأمر مهم فى الحديث بيننا فى مجالسنا النسوية وتقديم النصائح لبعضنا البعض، وفى بعض الأحيان أهتم بالأمر إرضاءً لزوجى فقط، خاصة أن حياتنا أصبحت خالية من التفاصيل فهو على المعاش وأنا ربة منزل».
وتابعت نجلاء: «زوجى مريض وأنا أيضًا مريضة، لكنه لايزال يهتم بحياتنا الخاصة ويجلس لنتحدث عن تفاصيلها ومدى أهميتها كزوجين متحابين، لكن الأمر مهم للشريحة التى تشعر أن الحياة الجنسية قد توقفت، فالأمر يتسبب فى هوس لدى بعض الرجال خاصة رفض المرأة له، لذلك أحرص على التزين لأؤكد لزوجى أننى أهتم به فى مظهرى وأن الأمر له».
وأضافت سعاد، سيدة فى العقد السادس من العمر: إن الاهتمام بالحياة الزوجية ثقافة لابد أن تهتم بها النساء، ولا يتوقفن عنها إلا بسبب الظروف الصحية لدى معظم النساء، عكس الرجل دائمًا فى صحة جنسية جيدة، ورغم أننى أنجبت 5 أبناء وزوجى كان دائم السفر فى الماضى نظرًا لظروف عمله، فإننى أعيش معه حياة سعيدة حاليًا تعويضًا لما مضى، خاصة أن حياتنا ليس بها سوانا، فقد زوجنا الأبناء واستقرت حياتنا وأوقاتنا نقضيها سويًا بكل تفاصيلها.
وأشارت نادية: الرجال لا ينظرون للسن فى الأمر ويحاكمون المرأة فى بعض الأحيان إذا تراجعت عن اهتمامها الجنسى به، لذلك تحرص معظم النساء على الزينة والظهور فى أبهى صورها فى تلك السن حتى لا تحدث فى حياتها مفاجآت فى نهاية العمر، فيتهور الأزواج ويتزوجون من فتيات صغيرات وينجبن أطفالاً، وتحدث خلافات مع الأسرة الجديدة التى خلقها الزوج ليرضى حياته الجنسية وكان لها ثمارها.
وأكدت نادية أن الطريف فى الأمر أن النساء المتقدمات فى العمر يحرصن حتى الآن على الذهاب للكوافير لعمل الماسكات وإضافة الجديد على بشرتهن، والبحث عن أحدث أنواع العطور، وصبغ شعرهن على الموضة واختيار ملابسهن بعناية، وكثيرًا ما تقدم النساء لبعضهن النصائح فى تلك الفترة من العمر بشكل سرى، لأن هناك البعض يعانى فى صمت فهو عالم من الصعب الإفصاح عن تفاصيله.
وكان هناك رأى مقابل لأحد الأزواج فى سن الـ60 ضمن تحقيقنا، قال «رزق»: أنا رجل بسيط وأعمل فى مهنة بسيطة وحياتى الزوجية مهمة، وفوجئت فى الخمسين بمرض زوجتى الشديد، فكنت صريحًا معها فى الجلوس معها لعرض أمر الزواج، فرفضت زوجتى ورفض أبنائى، مما دفعنى للزواج سرًا، وبعد فترة علم أبنائى وحدثت خلافات على مدار سنوات، وفى النهاية أنجبت زوجتى الثانية واستقرت حياتى معها وخسرت أسرتى الأولى، عالم الأزواج بعد الـ60 لا يشعر به أحد وليس هناك ثقافة للنساء حوله، فجميعهن يشعرن بأن حياتنا قد انتهت عند إنجاب الأطفال وتزويجهم، وماذا عن حياتنا الخاصة هل انتهت؟، الإجابة وبشكل صريح لدى معظم النساء نعم انتهت وما تريده تقوم به، والأمر مخجل أن رجلاً فى سن الـ60 يبحث عن زوجة، ولن توافق على الأمر إلا إذا وجدت حياة مرفهة بها كل مطالبها والزوج موافق على الإنجاب كشرط أول لبدء حياة جديدة خاصة بها.
وقال أحمد: «عمرى 59 عامًا على مشارف الستين، وزوجتى هجرتنى فى حياتى الخاصة منذ سنوات دون مبررات  مُقنعة، وحاليًا أبحث عن زوجة، وحالى يشبه حال البعض من أصدقائى الجالسين معى على المقهى ملاذنا اليومى للفرار من الفراغ بعد أن أصبحنا على المعاش».
د. سوسن فايد، أستاذة علم النفس بالمركز القومى للبحوث الجنائية، تقول: إن المركز حاول كثيرًا عمل أبحاث حول كيف تكون الحياة الزوجية بعد منتصف العمر وأيضًا بعد الستين؟! لكن كل المحاولات فشلت، بسبب صعوبة الحديث مع العينات، وهذا نتيجة أن ثقافة المجتمع المصرى ترفض الحديث فى هذا الأمر.
وأوضحت أن سبب قطع العلاقة بين الزوجين بعد الستين يرجع إلى ظهور المشاكل الزوجية منذ بداية الزواج مثل عدم وجود ثقافة جنسية بالمجتمع المصرى، بالتالى لا توجد ثقافة فى مفهوم الزواج، فلا يدرك الزوج والزوجة كيفية التأسيس لعلاقة مملوءة بالحب والاستعداد لقبول الآخر وخلق توافق بينهما والوصول للإحساس بالاستمتاع فى العلاقة الزوجية.
وأوضحت أن العلاقة الزوجية يجب أن تكون لها خلفية من الحياة المعيشية تجعل الزوجين يقبلان تلك العلاقة ويعملان على تطويرها للأفضل والاستمتاع بها، بالتالى تستمر العلاقة الجنسية حتى فوق الستين، وأكدت أن العلاقة الجنسية الجيدة بين الزوجين منذ بداية الزواج تجعل الزوجين فى صحة جسدية جيدة نتيجة أن معنوياتهما مرتفعة ومادام لا يوجد أمراض أخرى، فالحب والتسامح والصبر والتوافق يخلق سعادة زوجية بين الزوجين، يكون البديل وجود ندية بين الزوجين، تخلق نفورًا من أحد الطرفين أثناء ممارسة العلاقة الزوجية.
وتراكم تلك التعاملات الزوجية بين الزوجين دون علاجها ومرور الوقت الذى يحدث معه إنجاب الأطفال، يستسلم كل من الزوجين للأمر الواقع فتصبح العيشة بلا طعم، تصل العلاقة فى الستين عبارة عن رصيد كبير من الذكريات.
وأكدت أن المصريات ينقسمن لنساء لديهن برود جنسى عضوى والذى يكون غالبًا نتيجة ختان المرأة بصورة خاطئة أو نفسيًا، وبتلك الحالة تكون المرأة غير راضية عن ممارسة الجنس بشكل تام، وإن مارسته لا تمارسه بشكل يُرضى الزوج، وأخريات طبيعيات فى الممارسة الجنسية وشهوة المرأة تتكافأ مع شهوة الرجل وحياؤها يمنعها من إظهار ذلك للرجل، وفى العصر الحديث توجد حروب بيولوجية ونفسية تتعرض لها المجتمعات تخلق فطورًا جنسيًا لدى الرجال أو عدم القدرة وقد أظهر فيلم «النوم فى العسل» تلك الحالة بشكل جديد من وجهة نظرى، لكن لا يمكن تعميم حالة الفتور على كل الرجال، أو حالات البرود على كل النساء، وللأسف سواء وجود فتور أو برود لدى الرجل أو المرأة فكلا الطرفين يرفض الإفصاح عنه، ويعتبر تلك الأمور من الموضوعات المسكوت عنها، وأساليب التربية والاهتمام بثقافة المجتمع تعالجها، وتشكل العلاقة فى المستقبل بين الزوجين وكل مجتمع يكون له مناخ مهيأ أو غير مهيأ بحسب الاهتمام بتلك الثقافة أثناء تربية الأطفال بها، وقدرة الرجل الجنسية تتواجد معه إلى ما لا نهاية، مادام يعتنى بصحته، والمرأة أيضًا تكون لديها قدرة ما لا نهاية مادام لا يوجد نفور من العلاقة الزوجية مع زوجها.
د. شيماء إسماعيل، خبيرة العلاقات الزوجية، قالت: «العلاقة الجنسية بعد الستين بين الزوجين تنقطع تمامًا نتيجة تدهور الحالة الصحية للزوجين نتيجة عدة أسباب وهى تدهور الحالة الصحية للزوجة نتيجة كثرة الإنجاب، والزوج كثرة أعباء العمل منذ بداية الحياة الزوجية وأيضًا سبب الممارسات العلاقة الجنسية الخطأ منذ بداية الزواج، وأهم سبب هو ثقافة المجتمع المصرى بأن الزوجة منذ يبدأ أبناؤها يدخلون الجامعة تعتبر العلاقة الجنسية مع زوجها عيبًا وغلطًا تحت مسمى «راحت علينا خلاص» أو «عيب يا راجل ابنك بقى طولك».. وغيرهما من الجمل الخطأ، فالبعض يعتقد أن الحياة الجنسية للإنجاب فقط.
وأضافت: «هناك نساء كثيرات فى منتصف العمر عند سن الخامسة والأربعين، نتيجة كثرة الإنجاب يمللن الحياة الجنسية مبكرًا، فوجود طفلين بين الزوجين كافٍ، ولكن بدءاً من الطفل الثالث تزيد الأعباء على الزوج فيضطر للعمل بأكثر من مكان لتوفير متطلبات المنزل ومجهود الحمل والولادة ومتابعة الأولاد فى دراستهم، ومتطلباتهم يجعل المرأة لا تستمتع بحياتها اليومية».
موضحة أن زواج الرجل بالزوجة الثانية بالوقت الحالى قل بنسبة كبيرة بسبب الظروف الاقتصادية.
سمر عبده، مستشارة علاقات زوجية، قالت: إن العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة بعد سن الستين غالبًا تكون متوقفة، حيث إنه فى المقام الأول يكون سبب تلك العلاقة هو تسخير الله للزوجين لسنة التكاثر فى خلقه، ويصبح الزوجان بعد سن الستين مهتمين بالعشرة والونس والتقارب النفسى فيما بينهما، ويكون لديهما رصيد من العواطف والذكريات والعشرة تؤكد تمسكهما ببعض وصعوبة الفراق بينهما، وبتلك السن المتقدمة من العمر تكون الرغبة الجنسية ليس لها تأثير على الزوجين كما كان بالسابق خاصة فى مقتبل العمر. وتابعت: تؤكد الأبحاث العلمية أن الرغبة الجنسية بين الزوجين تقل بعد سن الستين، ويختلف الأمر إن قلت الرغبة الجنسية بعد سن الخامسة والأربعين يكون الأمر غير طبيعى ويسمى أزمة منتصف العمر وهو بداية الشعور بكبر السن، وأكدت أن قرار عدم ممارسة الجنس بين الزوجين هو نتاج فشلهما فى التعامل والتكيف مع الآخر خلال حياتهما الزوجية، فيكون القرار غير المعلن فيما بينهما هو عدم ممارسة الجنس، وتاريخ العلاقة من بداية الممارسة غير الجيدة يجعل أحد الزوجين بمنتصف العمر يأخذ قرارًا بأنه لا داعى لممارسة الجنس بعد ذلك.
وأكدت أن التوقف عن ممارسة الجنس بين الزوجين فى مصر بعد الـ60 يكون نتيجة عدم شعورها بالسعادة الزوجية مع زوجها.
وأشارت إلى أن ظهور علامات الكبر بالمرأة قبل الرجل، ليس هو السبب الرئيسى فى تفكير الرجل فى الزواج من أخرى، لكن رفض الزوجة لممارسة الجنس مع زوجها هو السبب الرئيسى، ويكون دافع الرجل هو التأكيد لنفسه أنه مازال شخصًا مرغوبًا فيه، ونتيجة ارتفاع نسبة العنوسة نجد كثيرًا من الفتيات لا يمانعن فى الزواج كزوجة ثانية لو كان الرجل غنيًا.