الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

علماء الأزهر يفتحون النار على إعادة زمن الجوارى: زواج «ملك اليمين» زنـى صـريـح

علماء الأزهر يفتحون النار على إعادة زمن الجوارى: زواج «ملك اليمين» زنـى صـريـح
علماء الأزهر يفتحون النار على إعادة زمن الجوارى: زواج «ملك اليمين» زنـى صـريـح


 
أثارت قضية زواج «ملك اليمين» والتى انتشرت مؤخرًا استياء وغضب الرأى العام بجميع طوائفه خاصة رجال الدين وعلماء الأزهر الشريف الذين استنكروا بشدة هذا الزواج واعتبروه زنى صريحًا وطالبوا المسئولين بضرورة تحويل كل من يدعو لهذا الزواج إلى المساءلة والمحاكمة لمخالفته لشرع الله وللقانون الخاص بالأحوال الشخصية المعمول به فى مصر.
 

 
كان برنامج «الحقيقة» للإعلامى الشهير وائل الإبراشى قد أذاع على الهواء مباشرة زواجا يسمى «زواج بملك اليمين» قام به شخص يدعى الشيخ عبدالرءوف عون ويصطحب معه سيدة محجبة ترتدى عباءة واسعة وقال لها «قولى لى ملكتك نفسى»، فقالت له ثم أخذ يردد سورة الإخلاص ويطلب منها أن تردد وراءه.. وبعد أن انتهى من قراءتها قام وقبل هذه السيدة قائلاً لها: الآن أصبحت ملكاً لى فاخلعى حجابك، وبالفعل قامت السيدة بخلع الحجاب من على رأسها والعباءة التى كانت ترتديها لتظهر أمام المشاهدين عارية الصدر والذراعين تدعو الفتيات عبر الشاشة أن يتزوجن مثلما تزوجت هى بزواج «ملك اليمين» حتى تكون حرة طليقة فى لبسها وتصرفاتها.
 

 
الغريب فى الأمر أن الشيخ «عبدالرءوف تعلم فى معاهد الأزهر الشريف ويحفظ القرآن الكريم، حيث تخرج من هندسة الأزهر واتجه إلى الكتاب عن الزواج العرفى ثم الترويج لزواج ملك اليمين مؤكداً أنه اجتهاد شخصى، وأن الاجتهاد مباح لعلماء المسلمين.. وهو ما رفضه رجال الدين رفضًا قاطعًا مؤكدين أنه لا اجتهاد مع النص ولا يجتهد إلا العلماء الذين تتوافر فيهم صفة الاجتهاد وهذه الصفة حددها العلماء بأن يكون محيطًا بكل علوم الشريعة من جميع جوانبها ويكون على علم بالتفسير والحديث وأصول الفقه، والمجتهد له شروط يعرفها علماء أصول الفقه وليس هذا من بينهم لأنه مخالف لأبسط قواعد الشريعة.
 

 
وفى تصريح خاص لـ«روزاليوسف» أكد فضيلة الشيخ على عبدالباقى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بحث المجمع لهذا الأمر، وأنه بصدد إصدار بيان شافٍ للمسلمين جميعا، وناشد الأبناء والبنات ألا يصدقوا هؤلاء الجهلاء، فزواج «ملك اليمين» نوع من الزواج لم تتعارف عليه الأمة ولم يجمع عليه الفقهاء وعدم إجماع الأئمة والفقهاء على هذا الزواج هو أكبر دليل على حرمته، واعتبر فضيلة الشيخ على عبدالباقى الترويج لمثل هذا الزواج هو فتنة داخل المجتمع المصرى ووصف الذين يتحدثون عنها بأنهم يتحدثون ببجاحة ووقاحة وجهل لأن المرأة ليست سلعة للمتعة أو البيع أو التأجير، فالإسلام كرمها أعظم تكريم وجعلها شريكة للرجل، وأكد فضيلة الشيخ على أن المرأة التى توافق على ذلك هى امرأة مبتذلة، فهناك فرق فى الزواج الذى هو عقد بين الرجل والمرأة على تكوين أسرة أساسها كلمة الله سبحانه وتعالى.. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الله فى النساء وقد استحللتم فروجهن بكلمة الله»، والله قد جعل لهذه المرأة صهرًا عند الزواج وجعل لها القبول والرضا وكلف الرجل بالإنفاق عليها، أما الذى يتخيل المرأة «أمة» لقضاء شهوته وغرائزه فقد خالف شرع الله.
 
 

وبانفعال شديد أكد فضيلة الشيخ على عبدالباقى أنه لا يوجد اجتهاد مع نص، وأن الأزهر ليس شماعة تستخدم لضلال الناس فليس كل خريج أزهر يكون متخصصا فى علوم الشريعة وليس كل من حفظ آية قرآنية ينصب نفسه مفتيًا ومجتهدًا، أما هذه السيدة التى تدعو بهذه الوقاحة والبجاحة لمثل هذا الزواج هى امرأة لا حياء لديها، ويناشد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الشباب ألا يلتفتوا إلى هذه الفتنة التى ظهرت فى هذا الزمان وألا يأخذوا علمهم أو فتاواهم إلا من علماء الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية ولجنة الفتوى بالمجمع على استعداد لتلقى أى أسئلة أو فتاوى للإجابة عليها فورًا.
 
فضيلة الدكتور عبدالمعطى بيومى عضو مجمع البحوث الإسلامية أيضا أكد أن ما حدث هو هوس دينى، فبعض السلفيين لا يفهمون مقاصد القرآن الكريم ولا مغزى الشريعة فيقفون عند ظاهر النص ولا يفهمون ما يرمى إليه، فلا يوجد ملك يمين الآن لأنه ألغى بالعودة إلى الأصل فى مقاصد الإسلام من العدالة والمساواة والحرص على تحرير العبيد، ونجد أن لب القرآن هو الدعوة للعدالة والمساواة والحرية لذلك قال عمر رضى الله عنه لعمرو بن العاص وابنيه «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا»، وهذه هى المبادئ الأساسية التى جاء بها القرآن منذ البدء وتستمر حتى اليوم، وما حدث على الهواء فى البرنامج التلفزيونى لا يعد زواجًا بل إنه زنى يرجع فيه للقضاء حسب كل حالة على حده.
 
وتتعجب الدكتورة آمنة أنه بعد ذلك يأتى أناس الآن ويتحدثون عن ملك اليمين باسم الدين ويستخدمون النص الدينى الذى وجد لعلاج القضية التى وجدها الإسلام عندما جاء، وهذا هو «تلبيس إبليس».. أنهم ألبسوا الحق بالباطل وروجوا لفساد نفوسهم بهذا التصرف الذى تشمئز منه النفوس، ومن المؤسف أننا من بضع شهور كان هناك أحد دعاة السلفية عندما نادى بإحياء ثقافة السبايا حتى يتم البيع والشراء وتمتلئ خزينة الدولة، ونالت هذه الدعوة مقتًا شديدًا، فمن أين سيأتى بهؤلاء السبايا هل نحن الأمة المحاربة القوية التى ترفع رايات الحرب أم ماذا؟ فهذا النموذج السخيف الذى شاهدناه فى إحدى القنوات يؤكد أن هؤلاء الناس لم يفهموا مضمون الإسلام الحقيقى.
 

 
وطالبت الدكتورة آمنة بسرعة تقديم الشيخ الذى دعا لزواج «ملك اليمين» للمحاكمة القانونية وأيضا المحاكمة من المؤسسة الأزهرية لأنه أفسد فى الأرض، وعلى المؤسسة الأزهرية أن تستدعيه وتستتيبه لأن ما فعله هذا خارج نطاق الشريعة واجتهاده قياس فاسد وخلط للأوراق.
 
أيضا فضيلة الدكتور عبدالغفار هلال عميد كلية اللغة العربية سابقًا كان رافضا لفكرة هذا الزواج مؤكدًا أنه لا يوجد ما يسمى زواج ملك اليمين فى الإسلام، وإنما عندما جاء الإسلام كان الرق موجودًا نتيجة للحروب التى وقعت قبل الإسلام، وكان كل فريق يأسر بعض النساء ويحولهن إلى إماء ويأسر بعض الرجال ليصبحوا عبيدًا، فبدأ الإسلام يتعامل مع هذه الظاهرة ليحرر العبيد وكان يدعو من عليه كفارة ليحرر رقبة.. فتخلص الإسلام من الرق ولم يعد فيه مسلم يملك امرأة، وإنما الموجود هو الزواج الشرعى عن طريق المهر وولى الأمر، وبالتوثيق الآن بالقسيمة الرسمية.. وجميع النساء فى الإسلام الآن حرائر والآية الكريمة فى سورة المؤمنون «والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين»، «عبارة ما ملكت أيمانهم يقصد بها العبيد قبل الإسلام».
 
ويتساءل د.عبدالغفار: هل يعتبر أسير الحرب عبدًا، وهل تعتبر الأسيرة ملك يمين لمن أسرها؟! فنظام ما ملكت أيمانكم انتهى بانتهاء عصر العبيد.. وبالتالى فأى عقد فى صورة ملك اليمين ليس عقدًا إسلاميًا ولا ينعقد به زواج.. ويعد هذا الفعل ضلالاً وجهلاً بعد انتهاء الرق فى صدر الإسلام.
 
كما يعد رجوعا إلى عصر الجاهلية والبغاء، ولا يعتبر زواجا بل هو سفاح.. وإذا أرادت البنت أن تتزوج الزواج الشرعى فيكون عن طريق ولى أمر الفتاة وبمهر مقدر وبرضا وإشهار كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالدفوف».
 
ويؤكد فضيلة الدكتور عبدالغفار هلال أن علماء المسلمين فى كتب الفقه وضحوا أنه لا وجود له الآن.. ففى هذا العصر إذا وقعت امرأة أسيرة حرب لا يملكها الجيش الذى أسرها بل تأتى منظمة الصليب الأحمر الدولى لتشرف عليها وتجرى المفاوضات لإعادتها.
 
ولا اجتهاد مع النص لأن القرآن نص على الأزواج وجعل ملك اليمين خاصا بالعبيد فقط، فلا ينطبق على الحرائر، وكل النساء اليوم حرائر، والذى يقوم بزواج ملك اليمين يكون متجنيا على الإسلام وشريعته ويجب محاكمته لمخالفته قانون الأحوال الشخصية المعمول به فى مصر.
 

 
أيضا يؤكد فضيلة الشيخ على أبوالحسن أمين عام لجنة الفتوى بالأزهر سابقا ورئيس بيت العائلة بأسيوط أن الإسلام وضع منهجا للقضاء على العبودية والاسترقاق فبعض نصوص القرآن الكريم جاءت بأحكام لوقت محدد تمهيدًا لحكم عام وتسمى المنسوخ «حكمًا» مثل الآية الكريمة فى سورة النساء: «واللاتى يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن فى البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا»، وهذه الآية كان معمولاً بها لمن ثبت عليها جريمة الزنى وفى هذه الآية كانت العقوبة هى الحبس لفترة إلى أن نزل قول الله تعالى فى سورة النور: «الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين».