الأربعاء 16 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بالأرقام رواتب «مرتزقة» الجيش القطرى

بالأرقام رواتب «مرتزقة» الجيش القطرى
بالأرقام رواتب «مرتزقة» الجيش القطرى


«مطلوب محاسب-  طبيب- مهندس- سائق- ميكانيكى- سكرتيرة حسنة المظهر».. ربما تكون إعلانات الوظائف هذه هى المعتادة  على المصريين، وعلى صفحات الجرائد المصرية، لكن الأمر فى دولة قطر يختلف، فالإمارة الخليجية لا تخجل فى النشر عبر صحفها الكبرى، عن وظائف شاغرة فى الجيش القطرى، لحماية حدود البلاد، وكذلك فتح الباب أمام المقيمين للانضمام فى صفوف قواتها المسلحة.
هاجس تجنيد الأجانب فى الجيش القطرى يرجع إلى اجتياح صدام حسين للكويت فى أغسطس 1990 فبعد العودة من حرب الخليج 1990-1991 تم منح الجنسية القطرية لجميع الجنود العرب المشاركين تحت لواء الجيش ومن ذلك الحين بدأت الدوحة فى فتح أبوابها أمام الجنسيات الأخرى، والإعلان عن وظائف شاغرة فى صفوفها لضم عناصر جديدة من العديد من الدول، وكذلك فتح باب التجنيد للمقيمين فى قطر لسد العجز فى صفوف قواتها.
صحيفة «جاروى أون لاين»، الصومالية، كشفت فى تقرير لها نشر مؤخرا  عن اتجاه قطر نحو منطقة القرن الأفريقى لتجنيد جنود لزيادة قواتها الدفاعية، وتعويض العجز الكبير فى صفوفها بعد تراجع إقبال القطريين أنفسهم عن الخدمة العسكرية بسبب تخفيض الرواتب.
الدوحة اتخذت من «فيلا الصومال»- القصر الرئاسى فى البلاد- مقرا لتسهيل برنامج التجنيد للصوماليين الراغبين فى الانضمام للقوات المسلحة القطرية، مقابل 6000 ريال قطرى لكل جندى بعد اجتيازاتهم الدورات التدريبية.
وبحسب مراسل صحيفة «جاروى»، فإن عشرات الشباب اصطفوا للحصول على جوازات سفر صومالية، استعدادا للسفر إلى قطر، وقال أحد الشباب: «سننتظر 20 يوما للحصول على تأشيرة من قطر حيث سنخضع لتدريب عسكرى لنصبح جنودا».
وكشفت وثيقة مسربة من وزارة الدفاع القطرية، عن طلبها تجنيد مدنيين سودانيين للعمل بقواتها المسلحة، الوثيقة المسربة من السفارة القطرية بالسودان، مدون عليها الملحقية العسكرية بالخرطوم، والخطاب موجه لمدير الإدارة العامة للعلاقات الدولية بوزارة الدفاع القطرية بتاريخ 12 أكتوبر 2017 وتتضمن طلب وزارة الدفاع القطرية تجنيد 360 من خريجى الجامعات السودانية، والذين لا تزيد أعمارهم على 27 عامًا للتجنيد فى الحراسات.
إعلانات وظائف الجيش القطرى للسودانيين لم تكن الأولى، فى نوفمبر 2014 كان الآلاف من الشباب السودانى يصطفون أمام مقر سفارة قطر فى العاصمة السودانية الخرطوم لتقديم أوراقهم للحصول على الوظيفة والتى ظهرت فى إعلان ملصق بمحيط السفارة يطلب وظائف إدارية فى الجيش القطرى، وجاء فى نص الإعلان ما يلى: «جهة العمل: دولة قطر، القوات المسلحة القطرية، هيئة الإدارة، مركز التطوير الإدارى.  مطلوبات الوظيفة: مشغل كمبيوتر مع القدرة الكاملة على التعامل مع الحاسوب والبرامج المختلفة وإتقان أعمال الطباعة بالحاسوب والتعامل مع مزاياه المتعددة، شهادة البكالوريوس فى علوم الحاسوب وإجادة اللغة الإنجليزية ولا يزيد العمر على 35 عامًا.
وتضمن مزايا الوظيفة التى أقبل عليها آلاف السودانين راتبا شهريا 4500 ريال قطرى + علاوة دورية 100 ريال قطرى حتى 4 علاوات،  علاوة مهنية شهرية 1000 ريال قطرى، وسكنا حكوميا للعازب مع الإعاشة مجاناً،  علاوة سكن شهرية 2500 ريال قطرى فى حالة إحضار العائلة، تذاكر طائرة عند القدوم وعند نهاية العقد لشخصه فقط، وإجازة سنوية 45 يومًا واستحقاق أول إجازة بعد 10 أشهر،  العلاج مجاناً فى الخدمات العسكرية الطبية + مؤسسة حمد الطبية، المدارس للأبناء مجانًا بالمدارس القطرية، سلفة سيارة بعد إكمال سنة من التعيين.
ولم تتوقف إعلانات قطر لطلب مثل هذه الوظائف أو عمليات التجنيد على السودان فقط، فقد تكررت فى اليمن وعدد من الدول الإفريقية والآسيوية، وتزايدت الطلبات منذ منتصف عام 2012، وتم تجنيد عدد كبير من شباب اليمن من الجوف ومأرب وحجة وخولان وتعز، بدعوى المشاركة فى وحدات عسكرية لحفظ السلام فى مناطق الصراعات.
وكشفت صحيفة «الجمهور» اليمنية فى 23 مارس 2013 عن دور «الإخوان» فى تجنيد الشباب اليمنى للانضمام لصوف القوات القطرية، وقالت: إن شابين من أبناء محافظة الجوف سقطا مع «82» شابًا من نفس المحافظة ضحية لعبة إخوانية قطرية،  وقال الشابان إنهما ذهبا إلى قطر بغرض التجنيد فى الجيش الأميرى مقابل ستة آلاف ريال قطرى شهريًا غير أنهم بعد وصولهما قطر علما أنه سيتم إرسالهما للقتال فى سوريا بعد تدريبهما فى تركيا.
ورصد الصحفيان الفرنسيان كريستيان تشيسنو وجورج مالبرون فى كتابهما» قطر.. أسرار الخزينة Qatar: les secrets ducoffrefort العديد من الأسرار عن الجيش القطرى، فهو فى وجهة نظرهما يتكون من 90 %  من الأجانب، مؤكدين أن قطر تحتمى بجيش من الباكستانيين والسودانيين، ومعهم البلاك ووتر كولومبيون أو كوريون جنوبيون، مهمتهم الأولى، حماية المنشآت الحيوية فى البلاد مثل منشآت إسالة الغاز ومنشآت الكهرباء ومصانع تحلية المياه أو قمع أى مظاهرات محتملة.
وأوضح الكاتبان أن قطر حاولت خلال السنوات الماضية العمل على قطرنة وحدات الجيش مثلما هو الحال فى العديد من الوظائف ألأخرى، وبدأ ذلك بتطبيق قانون التجنيد «الخدمة الوطنية»، عام 2014 ليفرض التجنيد الإجبارى على المواطنين القطريين، ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا، لمدة 4 أشهر، وتقل المدة إلى ثلاثة أشهر لأصحاب المؤهلات العليا، ويظل الفرد فى خدمة الاحتياط لمدة 10 سنوات من انتهاء التجنيد، أو ببلوغه سن الأربعين، أيهما أقرب.
ورغم عدم أهلية الكثير من الضباط القطريين للقيام بالمهام المنوطة إليهم إلا أنهم يتقاضون أجورا ضخمة، مقارنة بالجنود الأجانب، حيث كشف تقرير  عن رواتب الضباط والأفراد القطريين أن راتب الجندى القطرى يبدأ من 19 ألف ريال، والعريف 23 ألف ريال، والملازم 55 ألف ريال، الرائد 55 ألف  ريال، فى حين يتخطى راتب العميد 150 ألف ريال.
الرواتب الضخمة للجنود والعسكريين القطريين دون قيامهم بمهام قتالية، حيث تتركز غالبية أعمال العسكريين القطريين فى الأعمال الإدارية، دفعت  حكومة تميم إلى تقليصها نحو 35 % بعد أزمة المقاطعة العربية من أجل استقدام جنود من جنسيات أخرى، كان فى مقدمتها تركيا وإيران، ونشر إعلانات فى عدد من الدول الأفريقية، وشمل التخفيض مستحقات ومكافأة طلاب الكليات التابعة للمؤسسة العسكرية وأفراد الخدمة الوطنية.
عدد من القطريين أكدوا وجود حالة من السخط  تسود الجنود القطريين، بعد تخفيض رواتبهم لصالح دفع رواتب الجنود الأتراك والإيرانيين، حيث يصل ما يتم دفعه  يوميا للجندى التركى 300 دولار و800 دولار للضابط، وللتخفيف من الغضب تخطط قطر لزيادة رواتب موظفى القطاع الحكومى، ابتداء من مطلع العام المقبل، بمضاعفة بعض الرواتب الأساسية، فيما لن يتم رفع رواتب الموظفين غير القطريين.
ورغم ضخامة رواتب العسكريين القطريين، فإن الضابط  القطرى يعمل نصف يوم لمدة خمسة أيام،  فإذا كان عليه أن يبدأ عمله فى السادسة صباحاً وينهيَه فى الواحدة ظهرًا، إلا أنه فى واقع الحال، لا يصل إلا مع الساعة السابعة صباحاً ليغادره مع ميقات صلاة الظهر، ثم يعود لبيته، فينتهى بذلك يوم عمله.
استعانة قطر بالأجانب فى الجيش لم تتوقف فقط عند حد استقدام الأجانب وتجنيدهم، بل وصل إلى قيادة الطائرات الحربية، وهو ما كشف عنه قال موقع «سكوت» الأمريكى، الذى اكد أن قطر ستستعين بـأجانب لقيادة طائراتها الجديدة والتى تأتى فى إطار الصفقة التى أبرمتها مع بريطانيا لشراء 24 طائرة حربية من طراز تايفون من شركة بى إيه إى سيستمز BAE Systems العسكرية البريطانية.
التقرير كشف أيضا أن القوات الجوية القطرية تعدادها صغير جدا ولا تمتلك العدد الكافى من الطيارين المدربين لقيادة هذه الطائرات الحديثة، وهذا سيضطرها فى النهاية للاستعانة بأجانب لقيادة هذه الطائرات.
تبقى القاعدة الأمريكية الجوية بـ «العيديد» الورقة الرابحة للأمريكيين فى قطر الموجودة فى وسط الصحراء، وتضم هذه القاعدة مقراً للقيادة الجويةUS CENTCOM   التى أشرفت على العمليات العسكرية بالعراق، فهناك ما يقارب 10 آلاف جندى أمريكى بالقاعدة التى تحتوى على أطول مسار أرضى بالمنطقة نحو 5كلم، كما يمكنها استقبال مئات الطائرات. كما تضم مطاعم وقاعات للرياضة والسينما. القاعدة تعتبر معزولة تماماً عن محيطها الخارجى حيث يمنع منعًا باتًا التجول بالجوار، كما توجد قاعدة السيلية التى يمكنها احتضان ألفى جندى فى أربعة أيام. فى المحصلة، أوكلت قطر مهمة الدفاع عن أراضيها للولايات المتحدة.
عدد من المواقع العسكرية كشف عن أن 70 % من مجندى الجيش القطرى من مقاتلين أجانب ينتمون إلى نحو 20 دولة، بينما لا يتجاوز عدد القطريين 3450 شخصًا أى نحو 30 % من إجمالى 11800 شخص، بجميع فروع القوات والخدمات المصاحبة.
ووفقا لعدد من المواقع العسكرية فإن قوام القوات المسلحة القطرية يبلغ 11800 فرد؛ ينقسمون إلى 8500 فى القوات البرية، و1800 فى القوات البحرية، و1500 فى القوات الجوية، وتفيد الدراسات العسكرية أن 70 % من الأفراد العاملين فى القوات المسلحة القطرية، من الأجانب ولا يحملون الجنسية القطرية، وتصل ميزانية وزارة الدفاع فى قطر إلى 4.4 مليار دولار أمريكى، وتتكون قواتها المسلحة من ثلاثة أفرع هى القوات البرية، والقوات الجوية، والقوات البحرية.
وتم تصنيف الجيش القطرى فى العام الجارى 2017 فى المرتبة 90 من بين 126، وفقاً لتصنيف مؤسسة  «جلوبال فاير باور Global Fire Power».