بانوراما الفيلم الأوروبى.. عشر سنين ومكملين

أثناء فعاليات الدورة الأولى من بانوراما الفيلم الأوروبى -التى بدأت عام 2004 - بادرت إحدى المراسلات بسؤال للمخرج الكبير الراحل «يوسف شاهين» حول سر حماس شركة «أفلام مصر العالمية» لتدشين بانوراما للأفلام الأوروبية، حيث كان الحماس فى العالم العربي- ولايزال- مُنصباً على الأفلام الأمريكية.. كانت إجابة «يوسف شاهين»: «البرهان إن الناس كانت واحشاها أفلام ثانية غير الفيلم الأمريكانى اللى خلاص اتعودوا عليه، فالجمهور اكتشف أنهم بيعيدوا نفسهم.. شوفى الجماهير اللى موجودة، ده بُرهان قاطع إننا كنا محتاجين البانوراما».

توقفت البانوراما بعد تِلك الدورة بسبب الظروف المالية، و«يوسف شاهين» لم يتمكن من استكمال حلم البانوراما حتى وفاته عام 2008، قبل أن تستكمل ابنة أخته المنتجة «ماريان خوري» المشوار عام 2009، التى راهنت بخبرتها الكبيرة على أن الجمهور حتمًا يحتاج إلى فن مختلف.
نحتفل بالدورة العاشرة التى ستبدأ فعالياتها فى الثامن من نوفمبر المُقبل، فقد قررت إدارة بانوراما الفيلم الأوروبى أن تشهد تلك الدورة العديد من المفاجآت، ولعل أبرزها هو إقامة عروض الأفلام فى عشر مدن مختلفة خارج القاهرة بالإضافة إلى عروض القاهرة، وهذه المُدن منها: «الإسكندرية»، «الإسماعيلية»، «بورسعيد»، «دمياط»، «المنصورة»، «المِنيا»، «قِنا»، «الزقازيق»، و«أسيوط».
هذه ليست المرة الأولى التى يتم  فيها التوسع فى العروض داخل المحافظات والمُدن المختلفة، حيث عُرِضَت أفلام البانوراما فى الدورتين الماضيتين فى «الإسكندرية»، «بورسعيد»، و«الإسماعيلية» فقط، لكن رغم وصول الرقم إلى عشر مُدن، فقد علمت «روزاليوسف» بأن البرنامج الكامل للبانوراما- الذى يشمل 50 فيلمًا - لن يعرض سوى فى القاهرة فقط، وتحديدا داخل عرضى سينما «زاوية» بـ«وسط البلد»، و«سينما الزمالك»، التى قررت شركة «أفلام مصر العالمية» الاعتماد عليها بدلاً من «سينما كريم»، التى باتت متهالكة، وتفتقر للصيانة منذ زمنٍ طويل.
بالنسبة للعروض فى المُدن الأخرى فستكون عبارة عن عرض واحد يوميًا بـ«الإسكندرية»، أما «بورسعيد» و«الإسماعيلية» فستشهد ثلاثة عروض فقط، بينما ستختار إدارة المهرجان فيلمًا واحدًا ليُعرض فى باقى المُحافظات العشر، بالإضافة إلى بعض العروض المجانية التى ستُقام بالقاهرة داخل «معهد جوتة» و«المعهد الفرنسي» بصفتهما مِن ضِمن شُركاء المهرجان وداعميهِ، حيث وصل عدد الداعمين للبانوراما إلى اثنى عشر شريكًا على رأسهم الاتحاد الأوروبي.
الأفلام المُختارة للعرض فى البانوراما مُعظمها نال استحسان المشاهدين والنُقاد عند عرضهِ فى المهرجانات العالمية، وبعضها نال بالفعل جوائز فى هذه المهرجانات، من هذه الأفلام: فيلم «المربع» الحائز على جائزة السعفة الذهبية فى مهرجان كان 2017، وفيلم «الجانب الآخر للأمل» الحائز على جائزة الدب الفضى فى برلين 2017، بالإضافة إلى التعاون مع مهرجان «الجونة»، الذى أسفر عن عرض فيلمين وهما: الفيلم الجورجى «أم سخيفة» الحاصل على جائزة نجمة الجونة الذهبية فى مُسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وفيلم «لستُ عبدًا لك» الحاصل على جائزة نجمة الجونة الذهبية فى مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة.
تشمل البانوراما 7 أقسام هي: «السينما الأوروبية»، «أفلام العمل الأول»، «موعد مع الفيلم الوثائقي»، «عدسة المدينة: غموض لندني»، «علامات سينمائية»، «كلاسكيات البانوراما»، و«عروض خاصة»، بالإضافة إلى «البرنامج الموازي»، الذى ستُقام مِن خلالهِ نقاشات مع صُناع الأفلام، وندوات، ووِرش عمل خِلال أيام المهرجان.
ما يُميز البانوراما أيضًا وجود قِسم «علامات سينمائية» هذا العام، وهو أحد الأقسام التى تمت إضافتها منذ الدورة السابعة، حيث يتم اختيار ثلاثة مخرجين مصريين ليعرضوا فيلماً أثر فى مسيرتهم الفنية، بل ويُناقشونهُ مع الجمهور.. هذا العام تم اختيار المُخرج الكبير «على بدرخان»، والمُخرجة «كاملة أبو ذِكري»، والمُخرج «تامر السعيد».