السبت 26 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

العقيد طيار حمدى مقلد يروى لـ «ر وزاليوسف» بطولات نسور الجو صبحى الشيخ استُشهد بعد تدمير مطار «رأس نصرانى»

العقيد طيار حمدى مقلد يروى لـ «ر وزاليوسف» بطولات نسور الجو صبحى الشيخ استُشهد بعد تدمير مطار «رأس نصرانى»
العقيد طيار حمدى مقلد يروى لـ «ر وزاليوسف» بطولات نسور الجو صبحى الشيخ استُشهد بعد تدمير مطار «رأس نصرانى»


44 عامًا مرت على انتصار أكتوبر وتظل بطولات وتضحيات أبطاله فخرًا لنا، وبالإضافة إلى البطولة الأولى فى تحقيق النصر، فإن كل جندى وضابط وفرد شارك فى هذه الحرب كان له بطولة خاصة.
الأبطال خاضوا الحرب ببسالة منهم من سحق العدو وخرج سليمًا معافى ومنهم من أصيب ومنهم أيضا من نال الشهادة.

العقيد طيار حمدى مقلد قائد أقسام اللاسلكى والرادار بالقوات الجوية يروى لـ«روزاليوسف» بطولات الطيارين، الذين قاموا بمعجزة وفاجأوا العدو بهجوم 242 طائرة لتحرير الأرض.
العقيد حمدى مقلد يروى حكاية المصاب الطيار البطل مدحت عبدالتواب قائلا: شارك فى اليوم الأول من الحرب فى جميع المعارك الجوية وخرج فى 3 طلعات يوم 14 أكتوبر فى المعركة الكبرى تحت قيادة المقدم طيار سمير عبدالله واستطاع الأبطال إسقاط طائرتين يوم 21 أكتوبر، وأصيبت طائرة البطل مدحت عبدالتواب وانفجرت على ارتفاع منخفض، وقفز البطل بالكرسى ونزل فى منطقة الدفرسوار، وكانت تشهد اشتباكًا شرسا بين دبابات إسرائيلية ومجموعة من الكوماندوز المصريين فى محاولة للسيطرة على الأرض ولاحظ أحد رجال الكوماندوز أن النسر المصرى غير قادر على الحركة وأنه معرض لدانات الدبابات المعادية، فهرع إليه وعرض نفسه للموت وحماه بجسده وسحبه إلى إحدى الحفر العميقة حتى تنتهى المعركة، ونجحت القوات المصرية فى تدمير الدبابات الإسرائيلية وحمل النسر المصاب لمسافة ثلاثة كيلومترات حتى أوصل الطيار المصاب مدحت عبدالتواب إلى نقطة إسعاف وإخلاء وظل خلال حمله لثلاثة كيلومترات يرفع معنوياته ويؤكد له أنه كان بطلا فى الاشتباك مع العدو، ويرى العقيد حمدى مقلد بأن اللواء مدحت عبدالتواب - النسر المصاب كان سعيدا بروح رفيق الحرب وكان يتمنى أن يرى هذا البطل الذى أنقذه منذ 44 عاما، وهو يبحث عنه لكى يقبل جبينه ويشكره تقديرا للبطل الطيار الذى بترت ساقه من أجل الوطن حصل على نجمة الشرف العسكرى لدوره فى حرب أكتوبر.
ومن بطولة الطيار مدحت عبدالتواب إلى بطولة الشهيد صبحى الشيخ فى حرب أكتوبر.. أول شهيد فى الحرب.
وكان ضمن السرب 42 قتال كان السرب 42 قتال ميج 21 متمركزا فى مطار الأقصر تحت قيادة مقدم طيار عصام صادق رحمه الله «شقيق الإعلامية القديرة سامية صادق»، وكلف السرب بتدمير مطار رأس نصرانى وهو مطار شرم الشيخ الآن، وانتقل السرب سرا فى يوم 5 أكتوبر إلى مطار وادى قنا، ليقترب من الهدف بحيث يتم تموين الطائرات بدون خزانات أجنحة لتحمل قنابل أكثر وقبل الإقلاع يوم 6 أكتوبر وصلت لهم معلومات بطائرة خاصة أن هناك هدفا مهما وهو محطات إرسال مهمة ومركز قيادة فى رأس محمد يجب تدميره ويقلع السرب 42 ويعبر خليج السويس وينقسم نصف إلى رأس نصرانى والآخر إلى منطقة رأس محمد، ويتم تدمير الأهداف تدميرا شاملا وتصاب طائرة البطل فوق مطار رأس نصرانى وأيقن البطل الشهيد صبحى الشيخ أن الطائرة لن تسعفه فى عبور خليج السويس فى رحلة العودة واصطدم بأحد الأبنية التى لم تدمر وحصل على الشهادة بعد ذلك تمركز السرب 42 فى قاعدة طنطا الجوية ليكون بجوار أشقائه المتمركزين فى قاعدة المنصورة، حيث كانت المهمة الموكلة لهم حماية الدلتا ونطاق عمل الجيش الثانى من الإسماعيلية إلى بورسعيد.
عريس الشهداء الطيار محمد على سليمان
ويتوقف كثيرا العقيد حمدى مقلد - فى ذكرياته عن بطولات وأمجاد السرب 42 وتتساقط الدموع من عينيه عندما تذكر الشهيد نقيب طيار محمد على سليمان متولى الذى أطلق عليه - عريس الشهداء - الذى تزوج يوم 1 أكتوبر، وحصل على 15 يوما إجازة زواج، وعندما علم البطل ببدء الحرب قطع إجازته ووصل إلى السرب 46 بالمنصورة، واشترك البطل فى جميع المعارك الجوية وأقلع عريس الشهداء يوم 19 أكتوبر ضمن تشكيل بقيادة البطل نقيب طيار ماهر شلبى للدفاع عن الثغرة وشاء القدر أن يستشهد العريس البطل الذى ترك عروسه من أجل الوطن وأخذ معه الشهيد البطل ماهر شلبى.. هذه هى العسكرية المصرية والشرف والعزة والكرامة والفداء والتضحيات من أجل النصر والوطن.
ولا ينسى أن يقص علينا بطولات تمت ونجح أبطالها ومنهم اللواء طيار أحمد صادق الجواهرجى الذى رحل منذ عامين عندما جاء إليه اللواء حسنى مبارك وقتها عندما كان قائدًا للقوات الجوية يوم 5 أكتوبر 73 قادما من مطار ألماظة إلى قاعدة غرب القاهرة وطلب مبارك من برج المراقبة أن ينتظره الرائد طيار أحمد صادق الجواهرجى على الطائرة وكان الجواهرجى ضمن سرب التيو TUKS وهى طائرة قاذفة ثقيلة فى حجم البوينج وتحمل صاروخين أسفل الأجنحة: الصاروخ يشبه الطائرة ميج 15 ويزن 3 أطنان وأعطى مبارك الجواهرجى تعلميات فى غرفة مغلقة تخص تدمير مركز قيادة أم مرجم بوسط سيناء وطلب مبارك من الجواهرجى أن يقوم بعملية تمويه بأن يتجه إلى وادى النطرون ثم يتجه بعدها إلى الجبهة، وتم التوجيه بينهما على ساعة الصفر الساعة 2 ظهرًا وتوجه الجواهرجى والطيار طموم بطائرة أخرى وتم تدمير مركز القيادة من جذوره.
ويستمر العقيد حمدى مقلد فى روايته لبطولات القوات الجوية:
ومن أروع بطولاتها عندما أقلعت أربع طائرات ميج 21 من قاعدة المنصورة الجوية 1969 بقيادة نقيب طيار سمير عزيز ومعه رضا إسكندر ووصفى بشارة ومجد الدين رفعت لاعتراض طيارات معادية فوق قناة السويس بطائرة فانتوم وطلب من التشكيل عدم الاشتباك حفاظا على الطيارين إلا أن الفهد الأسمر سمير عزيز اشتبك معهم هو ورجاله وهاجموا الفانتوم بقوة وإصرار وحاصروا إحدى الطائرات وأسقطها كل من النقيب وصفى بشارة ومجد الدين رفعت الذى أصيب بشظايا بسيطة وحصلوا على مكافأة 500 جنيه وأسقط الفهد الأسمر سمير عزيز ثلاث طائرات ميراج واستمرت البطولات لهؤلاء الطيارين فى حرب أكتوبر، وخاصة اللواء سمير عزيز الذى قاتل بشراسة فى حرب أكتوبر وصنع بطولات لا تنسى لدرجة إصابته بكسر فى العمود الفقرى وتم علاجه وعاد بطلا حتى النهاية..
ولا ينسى العقيد حمدى مقلد - الأطقم الفنية التى كانت الجندى المجهول فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر لدورهم فى بناء القوات الجوية بعد تدميرها فى حرب 67 ولقدرتهم على سرعة إعداد وتجهيز الطائرات للعودة للطيران ومهاجمة العدو والذى كان يشعر أن عدد الطائرات المصرية كبير جدا والجميع شارك فى صنع البطولات وسيظل التاريخ محتفظا بمعركة المنصورة التى استمرت 53 دقيقة وهى أطول معركة جوية فى العالم، قدم الطيارون المصريون أروع البطولات والفداء مما اضطر العدو لصنع الصواريخ بعيدة المدى لمنع اقتراب الطيارين منهم..
وسوف تظل روح أكتوبر وعبقرية الجندى المصرى تاجًا فوق رءوس الجميع.